التصنيف: روايات طويلة
لا قلت أحبك إسكتي و إحضنيني
الروااااااايه منقوله من أحد من أحد المدونة..
وكاتبتهااا.. عطر العبير..
حينما يفرض الحب نفسه على مساحات واسعه من قلوبنا رغما عنا .. لا نجد حياله أي مقاومه فنتركه يتغلغل في دواخلنا ويستوطن أعماقنا كما أراد ويلعب بالمشاعر كيفما شاء ..
هذه قصتي بإختصار ..
:
:
والشكر .. كل الشكر للغاليه الشوق عطري
فتحت باب غرفتها ودخلت وقفلته من وراها مرتين رمت المفتاح عالسرير فتحت شعرها ..آآآخ راسي بينفجر من صوتها النكره ..حسبي الله عليها من حرمه حشى مو لسان اللي عندها افففف..طاحت عينها عاللاب توب .. نطت بخفه عالسرير فتحته حاولت تشبك النت بس ماشبك أخذت جوالها ودقت الرقم : مرحبا شادن
شادن اللي علاقتها مع بنت عمتها جدا عاديه : هلا وريف
وريف: اسمحيلي بس بغيت شي من موقع بالنت والظاهر المودم مقفول
شادن: أيـــه انا قفلته إسمحيلي نسيتك
وريف بقلبها ((هذا ولنا 4 سنين عندكم )) :لا فديتك عادي بس ممكن تشغلينه؟
شادن : اوكي خمس دقايق ويشتغل
وريف: اوكي واسفه عالإزعاج
شادن: لا إزعاج ولاشي .. مع السلامه
وريف: بحفظ الله
قامت شادن وشغلت المودم اللي كان بغرفتها وطفت النور ونامت ..
اما وريف انتظرت 10 دقايق وحاولت وشبك النت فتحت عالمدونة بسرعه سجلت دخولها ((خواطر مكسوره)) ودخلت شيكت على الخاطره اللي نزلتها قبل نص ساعه ..
((إليك يا رجلا سلبت سعادتي ..
إليك يا موتا آثرته على حياتي..
إليك ياحبا طُعنت في بدايته وقتلني بنهايته..
إليك أبعث أشواقي الذليله ..
أبعث مشاعري الكسيره ..
وحروفي المبعثره على بساط الأسى ..
أحبك .. وأكرهك أكثر مما أحبك..
أكرهك .. وأحبك أكثر مما أكرهك..
تناقض المشاعر في دواخلي سببها حبك المجنون المتغلغل في دواخلي .. ذكرياتك القاتله التي تفرض ابتسامة الخساره على شفتاي..
لمساتك الحانيه التي باتت أقسى من طعنات خنجر مسموم..
أحبــــــــــــــــــــــــــــــــك.. ويصرخ جرح الخذلان بداخلي أكرهك..
أكرهــــــــــــــــــــــــك .. ويصرخ قلبي الولهان أحبك..
فسلاما يارجلا تساقطت اوراق حياتي على بابه ..
’,
خواطر مكسوره))
واااااو الخاطره مالها نص ساعه والردود ثلاث صفحات كانت جالسه تقرى الردود وابتسامة الرضى على شفاتها ماتفارقها قرأت أحد الردود من مشرف الخواطر والنثر
((اختي خواطر كنتي ومازلتي وستبقين من أبرز الأقلام هنا بل بالشبكه العنكبوتيه ككل .. ولكن المنظار الأسود الذي تنظرين به إلى الحياه ..سيضائل بشكل أو بآخر من شعبيتك وجمهورك .. انتي ككاتبه مشهوره يجب عليك إحترام آراء قرائك وجمهورك وتلبية رغباتهم ..تقبلي نصيحتي ورأيي المتواضع ..أخوك .. المشتكي حبه))
تنرفزت وريف من الرد .. هو صح مشرف القسم بس مايحق له يتحكم بكتاباتي ..إقتبست الرد وردت عليه
((مشرفنا المشتكي..
نحن هنا بقسم الخواطر والنثر .. أي أنثر ما أشعر به وأسطر ما يجول بخاطري كيفما شئت .. ولست في برنامج مايطلبه المستمعون .. انا حينما بدأت بالكتابه قبل أربع سنوات لم أنشد الشهره .. ولم أطلب المتابعه من أحد .. كنت ولازلت أكتب شيئا أراه جميلا بنظري .. وعرفني الجمهور هكذا … واحبني هكذا ..وهذه الخاطره التي لم يستسيغها ذوقك أكاد أجزم وانا لم أتجول بقوقل بعد ..أكاد أجزم بأنها قد نقلت لأكثر من مدونة ولم يمضي على وقت نزولها إلا نصف ساعه .. شكرا أخي على النصيحه التي لم أقبلها ..أختك خواطر ))
ارسلت الرد وهي تحس ببعض الراحه يوم تنرفزت على هالغبي مسوي نفسه فاهم اففف.. فتحت صفحة قوقل جديده وسوت بحث عن عنوان الخاطره ولقتها منقوله بأربع مدونة إبتسمت وسمعت صوت أمها ينادي :وريــــــــــــــــــف.. وريـــــــــــــــــــــــــــف يمه
وريف فتحت الباب بسرعه وراحت تركض لأمها : سمي يمه؟
ام وريف: يمه علامك لي ساعه اناديك
اخذت وريف يد أمها وباستها : سامحيني يالغاليه بس والله ما سمعتك
ام وريف : مسموحه يا بنيتي .. وراك ماتعشين وانا أمك
وريف تذكرت كلام زوجة خالها اللي سد نفسها عن الأكل : لا يمه شبعانه الحمد لله
ام وريف بنظرة شك : متأكده إنك شبعانه؟
وريف اللي مستحيل تبين لأمها ضيقتها : أكيد يمه متأكده
ام وريف : زين يابنيتي بغيتك بموضوع
وريف ابتسمت وإجلست عالكرسي المقابل لأمها : امريني عيوني لك
ام وريف : تسلمين لي .. بس بغيت اقولك ان سلطان ولد جارتنا ام سلطان
وريف : ايه اعرفه وش فيه؟
ام وريف : وش رايك فيه
وريف عقدت حواجبها : زين بس وش فيه
ام وريف بإبتسامه : خطبك اليوم من خالك
تغير وجه وريف تغيرت حالتها كلها من نظرة عيونها لرعشة يدينها : لا لايمه مو موافقه
ام وريف : ليش يا بنتي؟؟ توك تقولين زين
وريف بدت تعصب : زين لنفسه ماهو لي .. وبعدين قلت لك ما ابي اتزوج
ام وريف : يمه اللي صار ماضي وخلاص
قاطعتها وريف اللي دموعها غطت عيونها : يمه كم مره اقولك لا تفتحين هالموضوع
ام وريف : والله ودي افرح فيك واتطمن عليك قبل اموت
وبكت ام وريف
وريف اللي دموعها خانتها : بسم الله عليك يمه عسى يومي قبل يومك .. وبعدين انا بتخرج واتوظف واشتري بيت ونطلع من هنا وعد يا يمه وعد أغنيك عن الحاجه ..
وراحت تركض لغرفتها.. قفلت على نفسها الباب وحضنت مخدتها وبكت ..
’,
’,
’,
فيصل اللي كان لابس نظارته وكان يقرى بحماس
عبد العزيز : ههههههههههههه شفت شكلك انت وانت تقرا؟؟
بس فيصل مارد عليه ..
عبد العزيز: هييييييييييييييه فيصل
فيصل بعدم انتباه : هاه
عبد العزيز : إش عندك ؟؟
فيصل : خواطر نزلت خاطره جديده
عبد العزيز : من خواطر؟؟
فيصل : خواطر مكسوره اللي بالمدونة
عبد العزيز : ياااااااااااااااغث دم ذيك الانسانه تحسها معقده نفسيا
فيصل : احس وراها سر بحيات
بهالوقت رن جوال وريف اسم شادن ..أكيد تبيني انزل
وريف: هلا
شادن: وريف بسرعه إنزلي
وريف: زين ان شاء الله
قفلت وريف الجهاز وطلعت تركض بسرعه دخلت السياره
وريف : السلام عليكم
زياد+ شادن : وعليكم السلام
وصلو الجامعه ونزلو .. شادن راحت محاضرتها .. اما وريف ماعندها محاضرات الا الساعه 12 بس ماعندها أحد يجيبها واضطرت تجي بدري ..فجأه شافت فجر بزوايه الكافتريا راحت شبه تركض من الفرحه : فجووووور يالدبه مداومه انتي؟
فجر: هلااااا والله ايه مداومه
وريف : ورا ماقلتي لي؟
فجر : توقعت ماتجين بدري
وريف: تعرفين اني ماعندي أحد يجيبني
فجر :اهاا صح نسيت.. تعالي نفطر على الطاوله اللي هناك
بعد ماجلسو البنات وافطرو تذكرت وريف الرساله اللي اليوم
وريف : الا ماقلت لك
فجر: وشهو ؟؟
وريف : اليوم وحده مرسله لي تقول تبي تطلع كتاب وتبي تشاورني في كتاباتها
فجر: وريف ودي اقولك شي بس أخاف تفهميني غلط
وريف: امريني قولي
فجر: اللحين انتي كتاباتك معروفه بين العالم .. واسمك مشهور .. ليش ماتبيعين كتاباتك ؟؟ اقل شي تدبرين امور كتب الجامعه
وريف تنهدت : فكرت بهالفكره بس اذا سويتها يبي لي ألتزم للي أبيعهم وانا ما أحب الإلتزام ..وغير كذا اذا التزمت ابنسى دراستي
فجر: لالالالا الا الدراسه ههههههههههههه
وريف: هههههههههههههه
رجعت وريف من الجامعه سلمت على امها وطلعت صلت العصر وناظرت بالكتاب افففف كبير مايمديني أذاكره كله وبكره الامتحان .. من التعب نامت بشرشف الصلاه عالسجاده الساعه 8 صحت وفتحت الكتاب تذاكر
’,
’,
’,
بهالوقت في بريطانيا ..
فيصل : هاه ردت عليك؟
عبد العزيز : لا اسحبت علي
فيصل : قلت لك ثقيله ماترد على احد ههههههههههههه
عبد العزيز : وراها وراها لين اجيب راسها
فيصل : خلاص يابوي إتركها بحالها
عبد العزيز بعناد : مو عبد العزيز اللي يخسر فهمت
فيصل: فهمت والله يعينك
شادن واللي عندها امتحان بكره ابتدت تذاكر الساعه 10 الليل .. شادن انسانه منعزله ماتخالط الناس يعني كافيه خيرها شرها.. لاصداقات ولا علاقات
الساعه 3 بالليل وريف راسها كبر الفيل من الصداع قررت تنزل تسوي لها قهوه تعدل بها راسها وترجع تكمل مذاكره طلعت من الباب وهي تترنح من التعب وقابلت عمها وزوجته قاعدين بالصاله :السلام عليكم
ابو زياد: هلا وريفه شلونك
وريف : هلا خالي بخير عساك بخير وشلونك انت
ام زياد: وريف حبيبتي ليش مافتحتي لي قبل شوي يوم كنت جايبه لك العصير
وريف بقلبها ((الله واكبر يالنصب كل ذا عشان خالي جالس ولا كان طلعت على حقيقتها )): لا ياخالتي ماله داعي تتعبين نفسك
ونزلت وريف للمطبخ وخلتهم .. خالها طيب بس شخصيته ضعيفه .. اف يقهر سوت لها كوبين قهوه لها ولشادن اللي اول ما سكنو معهم حاولت تتقرب منها .. لكن شادن صدتها ..
طلعت لغرفة شادن وطقت الباب وفتحته شادن
شادن: نعم
وريف: سويت لك قهوه عشان تصحصحين زين للمذاكره
شادن: شكرا
وريف:العفو بالتوفيق
شادن بإبتسامه : وياك
صكت الباب ورجعو كل وحده تكمل مذاكره..
الساعه 8 ونص طلعت وريف بعبايتها وكتابها بيدها والطرحه على كتوفها تنتظر شادن تجهز وزياد تحت ينتظرهم .. ماحست إلا باللي ماسكها من شعرها ناظرت باللي ماسكتها :خير وش تبين؟
ام زياد: والله ياحيوانه ان ماتعدلتي لتشوفين شي ماشفتيه
وريف بتمرد : وانا وش سويت؟؟
ام زياد: كفايه انا لامينك انتي وامك من الشارع ومتصدقين عليكم بالعيشه
وريف جرحها الكلام بس كابرت : لا صرتي دافعه من فلوسك شي تكلمي
وراحت بسرعه وريف عشان تخبي دمعتها اللي نزلت على صفحة الكتاب .. جلست وريف على الدرج الداخلي وفتحت القلم وكتبت على صفحة الكتاب ((على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد))
بهالوقت وصلت شادن وطلعو الثنتين لـزياد وراحو لإختبارهم ..
فجر: ترى لازم تعلمين خالك عليها هالكلبه
وريف: يافجر وش لي بالمشاكل وانا ضيفه؟؟ تهقين انه بيوقف ضد زوجته ام عياله عشان خاطري يمكن مره يدافع عني .. ومره ثانيه بس آخرتها بيطفش مني ومن أمي
فجر:الله يعينك ان شاء الله.. هاه رديتي على البنت اللي بتشاورك بالكتاب
وريف حطت يدها على فمها : يافشيلتي منها .. نسيت والله نسيت
فجر : ماعليك إكتبي لها كنت مشغوله ومافتحت النت
وريف: هذا اللي بسويه
سلمان : كان بألم بصدره فظيع .. الم مو طبيعي خلاه يطلع من الدوام اليوم بدري.. اتصل على فجر وقال لها انه بيمرها اللحين دامها خلصت من الإختبار..
وصلت وريف الساعه 2 ونص الظهر دورت امها وحضنتها : وشلونك يمه
ام وريف : بخير شلون امتحانك اليوم؟
وريف: يجنننننننننن الحمد لله
ام وريف : الحمد لله
وريف : عن أذنك أبريح شوي
طارت وريف عالغرفه وشبكت النت وفتحت المدونة وردت على اسيرة الذكريات
((هلا اختي ..آسفه تأخرت بالرد كان عندي ظروف أشغلتني مادخلت امس .. عموما اتشرف بك .. وابضيفك عندي بس لو سمحتي لا احد يدري اني ايميلي عندك ))
عبد العزيز اللي كان مسجل دخوله بإسمه الأساسي ((كبرياء الجرح)) اول ماشاف خواطر مكسوره متواجده بالمدونة طار عالمتواجدين شافها تحوس بالرسائل الخاصه طيران سجل خروج وسجل دخول بإسم اسيرة الذكريات.. لقى رساله خاصه من خواطر مكسوره قراها وفتح الماسنجر وجاته إضافه من ايميلها
لقاها اون لاين وهو كان اوف لاين كان نكه ((القلب دكان وكلن له مكان)) مسح النك وفكر فكر بعدين تذكر توقيع واحد من أخوياه بكتابه ((الأفق لا يعني السمـــــــــــاء))
اما وريف كان نكها .. (( على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد))
::دخل عليها عبد العزيز ::
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
السلام عليكم
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
وعليكم السلام هلا أسيره
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
هلا خواطر شلونك ؟؟
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
انا بخير بشريني عنك حبيبتي
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
حبتك العافيه يارب .. انا بخير
((دخل فيصل بهالوقت وناداه عبد العزيز :لا يفوتك
فيصل: وشهو؟؟
عبد العزيز : خواطر اون لاين
فيصل : يلعن ابو الحركاااااااااااااااااااااات
وجاء جلس جنب عبد العزيز يقرى المحادثه
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
اسفه باك ..
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
لا عادي اذا مشغوله اطلعي
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
مو مصدقه وااااااي .. اني اكلمك يا الغاليه
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
ههههههههه لا صدقي يالغلا انا اختك خواطر بشحمها ولحمها
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
تصدقين امي تسلم عليك واجد وتتابع كتاباتك ويعجبها فيك ثقلك على الشباب
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
الله يخليها لك يارب بوسي لي راسها
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
مايمديني
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
ليش؟
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
انا أدرس ببريطانيا وهي بالسعوديه
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
اهاا الله يعينك على فراقها
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
امين يارب ..
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
يالله وريني من كتاباتك دامنا فاضين
((توهق عبد العزيز : فيصل انقذنييييييييييييييييي
فيصل : وش اسوي لك؟؟
عبد العزيز : وش اقولها ؟؟ انا عمري ما كتبت سطرين على بعض ياربيييييييييييييييه))
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
وينك ؟؟؟
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
انا هنا بس ادور بجهاز صديقتي شي من كتاباتي مالقيت
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
اهاا اجل متى مادخلتي من جهازك وريني كتاباتك
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
ان شاء الله
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
الا انتي تحبين الشعر ولا الخواطر بالفصحى ولا بالعاميه ؟؟
((عبد العزيز : فيصصصصصصصصصل وش هالنشبه ذي
فيصل : هههههههه دبر عمرك))
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
لا أنا أحب اللي تكتبينها
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
اهاا خواطر يعني .. حلو حتى انا أفضل الخواطر
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
<<<وجه مبتسم
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
على فكره نكك مره حلو .. من كتاباتك؟
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
لا والله بس جمله غاليه علي كثير .. اوكي خواطر تامريني بشي ابوي جاء
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
غريبه امك بالسعوديه وابوك معك؟؟
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
ايه تعرفين انا بنت صعب يخلوني بلحالي
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
زين ما اعطلك تشرفت بمعرفتك مع السلامه
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
مع السلامـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــه
صكها بلوك ….والتفت على فيصل : يامال الوجع .. هذي مو بنت هذي شيطااااااااااان كأنها حاسه ماغير تسأل
فيصل : قلت لك انها صعبه
عبد العزيز: فيصل انتبه لا تقول للشباب ان الايميل معنا
فيصل : ليش؟
عبد العزيز : بس كذا
فيصل : عزوز .. لاتضر البنت بشي
عبد العزيز: اقول وش رايك تلايط
قفلت وريف الماسنجر وهي مستغربه البنت اسلوبها خبل وشلون صارت كاتبه؟؟ سبحان الله بس ذوقها بالنك رفيع يعني شكل كتاباتها حلوه ..
كملت ويف بحثها وطبعته وإفتكت من هم هالبحث مايحتاج مراجع من المكتبه الحمد لله..
رن جوالها : هلا فجوووووره
فجر: هلا فيك شخبارك
وريف: والله الحمد لله انتي اخبارك؟ خلصتي بحثك؟
فجر: ايه خلصته الحمد لله.. وريف جاي على بالي ننزل السوق جميع اليوم
وريف: تعرفين ماعندي أحد يوديني
فجر: ادري بس لو نمرك ناخذك انتي وامك عادي؟
وريف : يوووه وش يودي امي السوق؟؟ تتعب ياعمري ماتقدر
فجر: طيب شوفي شادن
وريف: ههههههههههه ياحبي لك على برائتك .. ما اتوقع تروح
فجر: جربي وش بتخسرين؟
وريف: ولا شي
فجر: يالله عشاني كلميها.. خلينا نفلها اليوم
وريف: اوكي اكلمها وأرد عليك
فجر: يالله لا تطولين علي .. سلام
وريف: الله يسلمك
قفلت وريف من فجر .. ياشينك يافجر حطيتيني بموقف غبي .. اتصلت على شادن وردت عليها بسرعه..
شادن: نعم
وريف: هلا شادن شخبارك؟
شادن : الحمد لله بخير انتي شلونك؟
وريف: والله بخير .. شادن ممكن طلب؟
شادن: قولي وشو
وريف: اممم صديقتي اتصلت لي تبيني أروح معها السوق بس امك وامي ماراح يرضون اطلع بلحالي وعزمتك تجين معنا يعني عشان يوافقون
شادن: مع اني قبل أمس رايحه .. بس عشانك طيب
وريف استانست: مشكوره شكرا
شادن اللي عرفت ان وريف خايفه من امها انها ترفض بس بوجود شادن ماراح ترفض قفلت السماعه وقامت تتجهز للسوق
بعد نص ساعه بالضبط كان سلمان تحت بيت ابو زيادينتظر هو وفجر وريف وشادن
سلمان: زين زوجها ليش طلقها؟؟
فجر: ما احد يدري ولليوم هذا هو ماتزوج ولا هي تزوجت ..
سلمان: يقرب لها؟
فجر: مدري
سلمان: الله يعينها
فجر: خلاص خلاص هذا هي جات هي وبنت خالها
دخلو وريف وشادن السياره وسلمت وريف: السلام عليكم
فجر+ سلمان: وعليكم السلام
وداهم السوق وراح هو للمقهى يستريح على مايرجعون
فجر كانت ماسكه يد وريف وشادن جنبهم تمشي شافو برمودا بيضا ماتت عليها فجر اشترو وريف وفجر نفس الشي وطلعو من المحل كانت شادن ساكته طول ماهي معاهم كانو يتنقلون من محل لمحل يسولفون ويضحكون
وريف: لا يفوتك هذاك الفستان كشخه يصلح لدكتورتنا العجوز ههههههههه
فجر ناظرت بالفستان وفطست ضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههه اتخيلها فيه هههههههه
وريف: شادن اذا تعبانه عادي نرجع البيت
شادن: لا مو تعبانه
كملو تسوقهم البنات وشادن أخيرا تكلمت : ابروح لمحل ملابس شبابيه
فجر: والله فكره يالله
دخلو المحل واختارت شادن قميص اسود وبرتقالي وبنطلون جنز
وريف اللي حاسه انهم مهمشين شادن : حلو ذوقك شدون
شادن : هذي لزياد
فجر: اممم حلوه مره فظيعه ابشتري لسلمان وحده ههههههههه ماعمره لبس كذا دومه وهو بثياب
وريف: اؤؤ شكله رسمي مره
فجر: بالعكس .. بس تعرفين طوول يومه دوامات .. الله يخليه لنا يارب.. هو ابونا وهو اخونا وهو كل شي
إشترو الملابس وخلصو كل شي واتصل فجر على سلمان على شان يمرهم
سلمان: مابغيتو تخلصون ؟؟
فجر: اسفه …
سلمان: ولا اسفه ولا شي فداك يالله بس اللحين بطلع انا بالكوفي اللي قدامكم
طلع سلمان كان قدام البنات وجها لوجه شادن حست بشي داخلها تحرك .. ماشاء الله عليه مو كبير ويوم توصفه فجر توقعته بالخمسين ..
ركبو البنات السياره ورجعو وقبل تطلع وريف من السياره قالت : مشكورين
فجر: العفو
نزلو البنات وقبل يدخلون البيت وريف مسكت شادن مع كتفها : شادن .. مشكوره انك رحتي معنا والله تونسنا
شادن: العفو ماسويت شي صديقتك اللي ونستك
دخلو البيت .. شادن طلعت غرفتها ووريف راحت لامها : السلام عليكم
ام وريف: وريف طلبتك جيبي لي مويه لي ساعه انادي الشغاله ولا ترد علي
وريف: افاا اللحين اجيب لك
وراحت ركض جابت لامها مويه .. وبعد ماشربت امها : الله يسقيك من حوض نبيه يارب
وريف: يمه وش رايك أطلع لك جوال عشان لو بغيتي شي تتصلين علي اجيب لك ؟؟
ام وريف: هههههههههههه وش كبري وتبين معي جوال
وريف: وش فيها يمه عادي
ام وريف : لالا ما ابي
وريف: طيب شرايك تجين عندي بالغرفه منها أحد يملي علي المكان ومنها احط بالي عليك
ام وريف: لا ياحبيبتي انا بغرفتي اريح لي وانتي غرفتك بارده علي
وريف: اللي يريحك .. يالله تامريني بشي بروح انام تعبانه من فرفرة السوق وترى فجر تسلم عليك
ام وريف: الله يسلمها ويسلمك .. لايمه ما ابي شي روحي إرتاحي
دخلت وريف وهي مستانسه كتبت مسج لفجر وأرسلته ..
فجر اللي كانت توري سلمان ملابسه اللي جابتها له رن المسج.. قرت المسج ومن كل قلبها ابتسمت.. ناظرت بسلمان :شفت ياسلمان
سلمان: وشهو؟
فجر: مرسله لي .. الله لايحرمني منك ونستيني اليوم
سلمان: مسكينه .. الله لايفرقكم
جوري: اكيد وريف؟؟
ام سلمان: من هي؟
فجر تضحك : ههههه ايه وريف
ام سلمان: من هي وريف؟
فجر : صديقتي .. يمه وش رايك تعرفين على امها؟؟
ام سلمان : ليش؟
فجر: امها مقعده لاتروح ولا تجي وانتي لاتروحين ولا تجين وبيتهم قريب تتعرفون تونسون بعض
ام سلمان : ان شاء الله حددي معهم يوم وانا اروح ماوراي شي
جوري: وناسه ابشوف هالوريف ذي
عبد العزيز : فيصل يامال الفتره دبرني
فيصل: دبر عمرك .. شف لك أحد يكتب عنك
عبد العزيز : ابنقل كتابات من أي مدونة
فيصل : لاااااا انتبه يالثور
عبد العزيز : ليش عاد؟
فيصل: اقولك هي كاتبه يعني اكيد بتكشفك
عبد العزيز : طيب وش ازين اللحين؟
فيصل: اكتب انت؟
عبد العزيز : وشهووووووووو انا الماده الوحيده اللي اخاف من الرسوب فيها التعبير
فيصل: هههههههههههههه حاول ولا انسى السالفه بلوك وديليت وخلاص
بعد يومين
فتحت وريف الماسنجر شافت اسيرة الذكريات اون لاين
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
هلا أسيره
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
اهلين خواطر شخبارك يالغلا؟
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
والله بخير .. شخبارك وشخبار دراستك؟
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
بخير كلش تمام
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
شخبار اهلك كلمتيهم؟؟
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
لا والله قبل يومين اخر مكالمه
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
الله يرجعك لهم سالمه غانمه..وين كتاباتك؟؟
((عبد العزيز اللي كان متوقع هالطلب ومحضر لها كلام مصفوف كتبه قبل شوي))
الأفق لا يعني السمـــــــــــاء:
لحظه ارسل لك وحده من كتاباتي
((أرسل لها الخاطره وبدت تقراها على طول))
((حينما تلاطمك امواج الحياه من كل صوب,, وتتخبط خطواتك على سواحل النجاه دون الوصول إليها..
ومجداف الأمل .. قد حطمه نحس أيامك .. وقارب الحب شارف على الإنقلاب .. وطوق النجاه أبعدته الأمواج الثائره عنك .. وأصبحت لاتملك إلا لوحة الصبر تتشبث بها وتتعلق آمالك الشبه منتهيه بها))
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
روووووووووووووووووووووووووووووووووووعه جد جد قمه ماشاء الله عليك ماتوقعتك بهالروعه انتي حرام ماتنشرين كتاباتك
((عبد العزيز كان متوقع صورة وجه يضحك .. كان متوقع تصكه بلوك .. متوقع أي ردة فعل سيئه .. يوم قرا ردها ما صدق اللي يشوفه))
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
تكلميني؟؟؟
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
ايه انتي اجل خيالك ماشالله عليك بجد انتي مذهله
((عبد العزيز بصراااااااخ: فيصصصصصصصصصصصل اترك اللي بيدك وتعال))
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
تسلمين لي ياوخيتي عالمجامله
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
والله مو مجامله
((فيصل : هلا وش تبي؟
عبد العزيز : اعجبتها الخرابيط إلا انهبلت عليها
فيصل: أي خرابيط؟
عبد العزيز: قبل شوي خربطت عشان لو قالت لي وريني كتاباتك وريتها ههههههههههههههههعلى صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
الوووووووووووووووو
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
هلا هلا
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
مشغوله؟
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
لا والله بس اوري صديقتي كلامك عن خاطرتي
((فيصل : هههههههههههههههههه اجل انا صديقتك..
وبهاللحظه دخلت فجر اون لاين كان نكها ((جميلة هذي الحياه بقربك)) ودخلت عليها وريف..
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
هلااااااااااااااااااااا قلبي
جميلة هذي الحياه بقربك:
هلا عمري .. شلونك
عبد العزيز اللي شاف اخته اون لاين ماصدق عيونه
الافق لا يعني السمـــــــــــــــاء:
عن اذنك غلاتي خواطر شوي
وريف اللي مشغوله بمحادثتها مع فجر ..
على صفحة الحزن كُتب إسمي بالسواد:
لا فديتك عادي اذنك معك
ماصدق عبد العزيز صكها بلوك وفيصل قام من عنده عشان ياخذ راحته مع اخته
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
هلا فجوووووووره وشلونك؟
جميلة هي الحياه بقربك:
هلااااا .. شا هالتطور عزوز صرت مثقف اش هالنك
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
هههههههههه شفتي شلون طمنيني عنك؟
جميلة هي الحياه بقربك:
والله بخير انت شخبارك؟؟
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
شفيك تتأخرين بالرد؟؟؟
جميلة هي الحياه بقربك:
عشان معي محادثه مع صديقتي
الأفق لا يعني السمــــــــــاء:
اهاا .. طيب ردي عالمايك مشتاق لصوتك
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
قصة مخيفة واقعية -بالعامية
السلام عليكم
كيفكم
المهم انا وجدت قصة عندما كنت ابحث عن بعض القصص في مدونة ساسكي
اعرف اني يوم امس وضعت موضوع جديد هذا هو الرابط
http://vb.arabseyes.com/t439920.html
هذي وقائع قصة رعب حقيقية وقعت بمصر بمدينة القاهرة………………….
في عام ال1954م اي في الخمسينات كان يوم مطر شديد وبرق ورعد وفي منتصف
اليل الساعة2:30 كان رجل يمشي بردان وخايف ويريد يتدفء وياكل لكن مشى مشى
الى ان وجد منزل كبير جدا جدا دق الجرس ودق
الى ان يطلع له رجال ويقول له:
هلا ماذا تريد ايها الرجل
قال له: الله يخليك انا بردان وووووالخ……………………
قال له:تفضل …
ودخل البردان وحس بدفئ وطمأنينة وراحة وجلس يم المدفأة يتدفىوراح راعي
الا ويحس بهمس والا راعي البيت جابله الاكل والقهوة الدافئة
وقعدو يسولفون وراعي البيت ساكن بحاله لا خدم ولا حشم ولا زوجة ولا شي الا هو وكلبه.
قال راعي البيت:انت خذ هذا البالطو خلية معك اذا طلعت بكره ونام اليوم هنا…
فرح الرجل وشكرة كثيرا
في اليوم الثاني استيقظ راعي البيت يدور عنه فى جميع غرف البيت و في غرفة الضيافة فلن يجد لة أثر …………..
قال لنفسه:اكيد حس بالخجل ومشى ……….
المهممممممممم كان هذا الرجال راعي البيت ثري وكل اصدقائه تجار ورجال أعمال معرووفين…………. ((لا تستعجلون بيجي الخير))
وكان مدعو في هذا اليوم لمتحف لصور أثرية قديمة جدا جدا جدا ………
وراح للمتحف ………… وهو يدور بالمتحف مع كم واحد والارأى شىء عجيب ما تصدقووووووووووووووووووونه :
رأى صورة للرجل اللي كان بايت عنده اليلة الماضية ……و تفاجئ جدا جدا
وقال لأحد اصدقائة: هذا الرجال جانى بالأمس وبايت عندي
قاله صديقةوهو: مندهش هذا ميت من 50 سنة يا حبيب اكيد واحد شبهو قال له:والله والله والله انه اهو حتى نفس الشامة الي على خده
قاله صديقة: هذا ميت من 0 سنة و انا اعرف قبره ه ه ه…… واسأل كل الموجودين ……..
المهممممممم وراحو كلهم للمقبرة
ورأو شىء لن يتوقع…………..
وجدو البالطوالذى اعطاة راعى البيت لة بالليلة الماضية على قبره ((سبحان الله))..
لا تنسوا تردوا ولاتبخلوا علي بالردود
في امان الله
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
أحببته ولكن بالعامية
ماعندي مقدمات
بس الرواية فيها من الواقع وفيها من الخيال
من كتابتي طبعا تابعوني..
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
(بعد الغياب) الرواية المختلفة التي عانقت اختلافكم الباذخ المبهر
هاهي تتواصل معكم وتسهيلا لكل المتابعات الجدد هاهي روابط كل الأجزاء التي نزلت
حتى نكمل مع بعضنا رحلة (بعد الغياب) لنهايتها
الشكر كل الشكر –رغم أن كل أبجديات الشكر لا تكفي- للرائعة الكريمة المذهلة
نسيج الخيال
التي اقتطعت من وقتها الغالي كل هذا الوقت الثمين لجمع هذه الروابط
شكرا لها
والله لايحرمني منها ولامن غلاها على قلبي
هي وكل نجمات غرام الغاليات
وشكر خاص لمراقبتنا الغالية زهرة التوليب لمساعدتها الثمينة [/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]
الاول والثاني
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثالث
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الخامس
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السادس
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السابع
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثامن و الجزء التاسع
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
العاشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الحادي عشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثاني عشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثالث عشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع عشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثامن عشر
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
التاسع عشر و العشرين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الحادي والعشرين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثاني والعشرين و الثالث والعشرين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع والعشرين و الخامس والعشرين و السادس والعشرين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السابع والعشرين و الثامن والعشرين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
التاسع والعشرين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثلاثون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الحادي والثلاثين و الثاني والثلاثين و الثالث والثلاثين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع والثلاثين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الخامس والثلاثين و السادس والثلاثين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السابع والثلاثين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثامن والثلاثين و التاسع والثلاثين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الاربعون و الحادي والاربعين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثاني والاربعين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثالث والاربعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع والاربعون و الخامس والاربعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السادس والاربعون و السابع والاربعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثامن والاربعون و التاسع والاربعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الخمسون والحادي والخمسين والثاني والخمسين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثالث والخمسين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع والخمسين الخامس والخمسين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السادس والخمسين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السابع والخمسين و الثامن والخمسين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
التاسع والخمسين و الستين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الحادي والستون و الثاني والستون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثالث والستون و الرابع والستون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الخامس والستون والسادس والستون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
السابع والستون والثامن والستون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
من التاسع والستين الى الواحد والسبعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثاني والسبعون والثالث والسبعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الرابع والسبعون والخامس والسبعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
من السادس والسبعين الى الثامن والسبعين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
التاسع والسبعون والثمانين
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الحادي والثمانون الثاني والثمانون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الثالث والثمانون والرابع والثمانون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
الخماس والثمانون والسادس والثمانون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
من السابع والثمانون الى الثالث والستعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
من الرابع والتسعون الى السادس والتسعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
من السابع والتسعون الى التاسع والتسعون
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
المئه والمئه وواحد
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
المئه واثنان المئه وثلاثه
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
المئه واربعه
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
المئه وخمسه والمئه وسته
رواية بعد الغياب / بقلمي ، كاملة
أضع بين أيديكم تجربتي الأولى في كتابة الرواية.. أعتقد أنها تجربة مختلفة جدا..والرأي الأول والأخير لكم.. أنشرها بنفسي في عدة مدونة بالتزامن معا.. ولكن في حال رغب أحد القراء الأفاضل في نقلها لا مانع لدي، ولكن أتمنى ألا ينسى اسمي فقط #أنفاس_قطر#
بعد الغياب
الجزء الأول
– أوووووف..البنات اليوم جننوني..
كانت هذه هي جملة الدكتورة جواهر اللي قالتها، وهي تطلق تنهيدة طويلة، وتحط شنطة لابتوبها على طاولة مكتبها بيد، وتخلع نقابها باليد الثانية، وتعلقه على الشماعة القريبة من مكتبها.
ردت عليها زميلتها وصديقتها المقربة الدكتورة نجلاء اللي قاعدة وراء مكتبها، وتقلب أوراق في يدها، وهي تبتسم بإرهاق: ليه عسى ماشر؟؟
لفت جواهر وجلست على كرسي المكتب، وهي تحرر شعرها الأسود الناعم والكثيف اللي يوصل طوله لتحت أكتافها بشويتين من الشيلة ومن الشباصة وتنثره على أكتافها ليرسم سواد شعرها الحريري المسترسل مع صفاء بشرتها المصقولة الشفافة لوحة مبهرة يعجز أعظم رسام عن رسمها لأنها من صنع الخالق، وسبحانه جل شانه ما أبدع ما صنع في هذه الأنثى الاستنائية.
(لا أميل مطلقا إلى فكرة البطلات الخارقات الحسن، وكأنه لا يوجد في عالم القصص عاديات الجمال، ولكن لجمال جواهر هنا ضرورة قصصية ملحة ستعرفونها لاحقا/ #أنفاس_قطر#)
وتقول جواهر وهي تعدل جلستها: محاضرتين ورا بعض والبنات كلهم يقولون: تكفين دكتورة الجو حلو ومغيم، خلينا نأخذ المحاضرة برا في الحديقة، أو طلعينا بدري، دخلوا في مخي، حنانات درجة أولى، الله يعين أهلهم عليهم.
ردت نجلاء وهي ترتب الأوراق وتدبسهم ببعض: هذا عشان أنتي معطتهم وجه، ومدلعتهم.
كشرت جواهر بابتسامة: إذا أنا مدلعتهم أنتي شنو؟؟ ، أنا أحترمهم وهم يحترموني، أمسك العصا من النص.عشان عمر التدريس الجامعي ماكان كبت وكسر لشخصية الطالب الجامعي، وفي نفس الوقت موب تسيب وفلتان.
نجلاء بصوت مرهق: خلاص عمتي جواهر فتحت موضوعها المفضل، من بيسكتها؟!
ابتسمت جواهر ابتسامة واسعة بينت أسنان رائعة في بياضها وتناسقها من خلف شفتين ناعمتين مكتنـزتين..ابتسامة ساحرة تجسد الفتنة الأنثوية في أوجها، الأنوثة الناضجة الممتزجة بملامح براءة غامضة تصنع سحرها الخاص بها هي فقط: يا قلبي يا نجلاء، التدريس الجامعي أنه إحنا نصنع شخصيات واثقة وملتزمة واستقلالية في ذات الوقت، أعرف إنها معادلة صعبة بس موب مستحيلة.
– واللي يخليج جيجي ماني ناقصتج اليوم. حمادة مسهرني البارح حرارته 40، واضطريت أنزل وأخليه عند عمتي عشان امتحان البنات اليوم، وجايه مواصلة بدون نوم.
– تدرين نجلاء إنج بايخة، وثقيلة دم، وماعندج سالفة.
– وليه كل هذا يا دكتورة؟.(قالتها نجلاء وهي تبطل عيونها بكسل)
– تطلعين وتخلين حمودي تعبان، عشان امتحان وأنا موجودة!! كان أرسلتيه مع السواق لي، وأنا برسم الخدمة: أحضر بدالج المحاضرة وأوزعه عليهم.
– فديت عمرج يا جواهر، بس إذا كان حبيبك عسل، ما أبي أثقل عليج، كفاية محاضراتي اللي حضرتيها بدالي الأسبوع اللي فات، مالي وجه، وجهي طاح، ياوجه استح.
– والله ثم والله تقومين تروحين لبيتج الحين، وإلا هذا أخر ما بيني وبينج، قومي طسي لبيتج، وهاتي الامتحان.
– بس يا جواهر……
– مافيه بس..هاتيه.. يعني أنا وش وراي أستعجل عليه…(وتنهدت جواهر بحسرة)
– كله منج، لو تبين كان تزوجتي من زمان، واليوم قبل بكرة، وبكرة قبل اللي بعده.. أخوي مخلي خطبته مفتوحة. وصحيح أخوي مافيه منه، بس ألف غيره يتمنونج.
ضحكت جواهر ضحكتها الصافية اللي تشبه رنين أجراس الكريستال الفاخر، واللي لو كان رجّال هو اللي سمع رنين ضحكتها كان تكهرب220 فولت وضربه زلزال بقوة 8 درجات على مقياس ريختر: عدااال.. اللي يسمعج تقولين خطاب، يقول بنية أم 18، أنا عجّزت ياقلبي، بعد كم شهر بيصير عمري 31، يالله حسن الخاتمة بس.
قالت نجلاء وهي تجمع أغراضها عن المكتب وتلبس عبايتها: أنتي والله اللي قليلة خاتمة، شنو 31، يعل 31 جاموسة تترفس في بطنج يمكن ترجع لج عقلج، أنتي قمر يا بنت، تعرفين شنو قمر، أنتي ماعندكم مرايا في بيتكم، وعادج في عز شبابج وأنوثتج…… الحين ماني متفرغة لج، بكرة نتفاهم، خذي الامتحان، وتراهم مجموعة 2 اللي محاضرتهم بعد ربع ساعة.
تنهدت جواهر: لا بكرة ولا بعده، روحي لحمودي، وانا بأمر عليج العصر، أتطمن عليه.
خذت جواهر الأوراق من نجلاء، ورجعت تجلس وراء مكتبها، وهي تراقب بهدوء ومودة نجلاء،
وهي تلبس عبايتها وتشد شيلتها على رأسها وتثبتها عدل..تدخل شعرة طايرة، وتلبس نظارتها الشمسية،
كانت ملامح نجلاء الهادئة الحنونة تذكرها بملامح أمها الله يرحمها، صدق إنها ملامح يمكن ما تلفت انتباهك ببساطتها وكونها تمر عليك كل يوم، لكن لما تعرف أصحابها ينقشون أنفسهم في القلب نقش، بحضورهم الإنساني المتسع اللي على قد امتداد الكرة الأرضية.
حست جواهر بنغزة جامدة في عمق قلبها، مو قادرة لحد الحين تتجاوز وفاة أمها رغم مرور أكثر من سنة. تكره الرجعة للبيت لأن كل زاوية من زواياه فيه ريحة أمها وذكراها وهمساتها، لولا وجود أخوها اللي أصغر منها عبدالعزيز في حياتها، كان يمكن جنّت بعد وفاة أمها مع الذكريات القديمة اللي مو راضية ترحم قلبها وكيانها، واللي كانت أمها تلهيها عنها شوي..
عبدالعزيز البلسم الشافي الحنون، بقلبه الطاهر، بروحه المرحة.. لاشعوريا ابتسمت وهي تتذكر تنكيت عبدالعزيز عليها: ما يسميها إلاَّ الزرافة، عشان طولها 173، بينما هو قصير شوي، طول طفولته كان يتمنى يكون طويل طويل مثل…….. هزت رأسها بعنف وكأنها تحاول نفض ذكرى "الطويل" من رأسها.. لكن غصبا عنها ذكرى "الطويل" حضرت بعنف، مثلها مثل كل أحزانها اللي ما تغادرها ولا لحظة.
رجعت ذكراها لحوالي 18 سنة ورا، وبنات المدرسة يضحكون عليها ويقولون: صدق يقولون إنج بتاخذين واحد (مرت بباي).. ضحكت من مصطلح (مرت بباي).. لكن الضحكة الميتة الـمُنتزعة من خواء قلبها أعقبها شهقات وشهقات وبكاء عنيف. قامت جواهر تقفل بسرعة باب المكتب، لا يدخل عليها حد من زميلاتها أو الفرّاشة، استعاذت بالله من الشيطان الرجيم، ومسحت وجهها بمناديل المكياج اللي معها بشنطتها، وقربت الزبالة منها ومسحت وجهها بماي بارد، بعدها طالعت في المرايه اللي بمكتبها وحطت ماسكرا على السريع على رموشها الطويلة الكثيفة، وحطت غلوس في محاولة أنها تخلي شكلها فريش وتخبي أثار البكاء، بعدها لبست شيلتها ونقابها، وخذت امتحان طالبات نجلاء وطلعت بعد ما قفلت باب مكتبها هي ونجلاء من برا.
**************
في بيت نجلاء، كانت عمتها (أم زوجها جاسم) جالسة في الصالة اللي تحت، وفي حضنها ولد ولدها، الولد مريض وحرارته مرتفعة، وينادي أمه، و وأم جاسم حاضنته بحب وتقرأ عليه آيات من القرآن، وتنفث على وجهه، وتمسحه بماي بارد، دخلت عليهم نجلاء مثل الصاروخ، دنقت على رأس عمتها وباسته، وشالت الولد من يدها، وهي تقول بقلق: أشلونه يمه؟
هزت أم جاسم رأسها: تعبان يمه، فديته ما نزلت حرارته كلش ويناديج، قومي وديه المستشفى…. إيه قبل أنسى ترا جاسم كلم ويقول بيتأخر كم يوم..
انتفضت نجلاء: عسى ما قلتي له شيء عن تعب حمودي، ما نبي نخرعه بدون سبب.
ردت أم جاسم بهدوء: لا ما قلت له شيء، بس هو خنت حيلي كأنه حاسس بشيء، كل شوي يقول أنه أنتي مو عوايدج تكلمينه باختصار ومستعجلة كذا.
– يوووه يمه، تدرين أنا ما أعرف ما أخبي، أكلمه بسرعة، أخاف يشدد في السؤال عن حمد أخورها، وأهل الأولي والتالي، ويزعل أنه صار له كم يوم تعبان وأنا ما قلت له. يالله أنا طالعة للمستشفى… ثم نادت نجلاء بصوت عالي ومستعجل:ماريا يالله نادي السواق وأمشي معاي نروح المستشفى. التفتت نجلاء تكلم عمتها: مسكينة ماريا توها جابتني من الجامعة، يمكن مالحقت تأكل شيء.
– ابتسمت عمتها ابتسامة مرهقة: يالبي قلبج يا نجلاء، مالوم جاسم في حبج، شايلة هم خلق الله.
– هذولاء في ذمتنا يمه ومسؤلين عنهم يوم الحساب. اللهم ثبتنا يارب وخلي لي وليدي وعافه يارب العالمين.
– آمين..أي مستشفى بتروحين يمه؟؟
– ما أدري يمه، يمكن عيادة الدوحة، وإلا طوارئ السد، بأشوف.
******************
في نفس اليوم في قاعة من قاعات جامعة قطر، البنات يدخلون القاعة باقي على المحاضرة دقايق، 3 بنات يمشون مع بعض ثنتين لابسين عباياتهم ونقاباتهم والثالثة بعباية وشيلة، دخلوا مع بعض للقاعة وهم يسولفون، وجلسوا في الصف الأول، خلعوا البنتين نقاباتهم ودخلوها في الشنط، وطلعوا المرايا يتأكدون من أشكالهم، وضبطوا الغلوس على شفايفهم.
سحبت فاطمة المراية من مها: عطيني أشوف شكلي.
رجعت مها مرايتها في الشنطة: وقالت: مهوب حولي، يا أنااا ياااو، تبين تشوفين شكلش، مفرعة 24 ساعة وكاشفة الخشة الشينة، وش اللي بيخرب شكلش.
ردت فاطمة عليها وهي تمد لسانها لها: محترة مني ومن خشتي الحلوة، ياالقردة.
ردت عليها مها: القردة جابتها أمش مع احترامي لخالتي أم صالح.
– أنا قردة يالسحلية.
– سحلية يالضب.
– شنو ضب هذا، صج بدوية.
قبل ما ترد مها اللي كانت تجهز الضربة القاضية، مسكت منيرة إيديهم: تايم آوت، الحكم وصل، عقب المحاضرة، نكمل الجولة، لا ألب كل وحدة منكم على علباها.
قالت فاطمة: إلا صج الحكم العود وينه، وين الدكتورة ما وصلت للحين؟؟
منيرة: إيه والله!! مهوب عوايد عين السيح.
مها: أنتي وعين السيح!! صايرة دواس على أخر الزمن، باقي مانع وخطر ونكمل مسلسل الحيالة.
منيرة: هذا حنا كملنا، مانع أنتي وخطر فاطمة.
فاطمة: بسم الله علي، مالقيتي إلا خطر.
ضحكت مها: ايه والله فيها منش لمحات، بس حرام.. أمش تكرم عن حكيمة.
ضحكت فاطمة: زين حشمتي أمي.
مها: أفا عليش كله ولا الكبير، أحطه على رأسي، بس أنتي وخويتش اللي وراش حثالة مجتمع، ماتستاهلون الاحترام.
منيرة: رجعت مها أم لسانين علي.. مو منس إلا من بلاوي الريجيم اللي تشربينها ياالدبة، أنتي وراس ما تحترمين عمتس منيرة؟
مها: عمت عينش، قولي آمين…. إلا صدق تأخرت دكتورة جواهر، نطلع وإلا نتناها؟؟
فاطمة: شنو نتناها هذي؟؟
منيرة: نتناها نتناها ؟؟سبع سنين مخاويتنا وماحفظتيها، خلينا نسوي ترجمة:أمممممممم يعني ننطرها..ياالمسبهه على قولتكم.
فاطمة:هاه ننطرها، مافيه داعي ننطرها لأنها كاهي وصلت، ومافيه مسبهه غيرج.
فاطمة ومها ومنيرة صديقات من أيام الأعدادية، وفي الجامعة دخلوا نفس التخصص، كانوا مثل روح توزعت في ثلاث أجساد، كل وحدة منهم تفهم الثانية بدون كلام، وكل وحدة منهم تكمل شيء ناقص في الثنتين الباقين، كانوا نموذج نادر للصداقة الفريدة.
دخلت جواهر القاعة بعد تأخير عشر دقايق، دخلت مستعجلة وهي تحط لابتوبها على الطاولة وتخلع نقابها، وتقول: السلام عليكم بنات، آسفة جدا على التأخير، طالبات دكتورة نجلاء تأخروا وهم يحلون الامتحان، وأنا ما حبيت أعجلهم، ودكتورتهم موب عندهم.
همست منيرة لفاطمة: يا لبا قلبها.. حنينة من يومها، يا جعلني فدا لسبدها وعيونها اللي تذبح.
مها همست لفاطمة اللي جالسة في النص: قولي للي جنبش تلايط وتسكر حلقها المخنـز، تدرين الدكتورة ما تحب الكلام الجانبي على قولتها.
فاطمة لمنيرة: تقولج مها تلايطي وسكري حلقج المخنـز، وماعلى الرسول الا البلاغ.
منيرة: زين شغلها عندي.رفعت منيرة صوتها: احم احم دكتورة دكتورة.
التفت عليها جواهر: نعم منيرة تبين شيء؟
ابتسمت منيرة بخبث: مو أنا اللي أبي، هذي مها تشرب على الريق شاي ريجيم، وشكله بدأ مفعوله، ومستحية تستأذن.
ضحكت جواهر ضحكة مكتومة وقالت: اطلعي مها لو تحبين.
مها مثل اللي صبوا على رأسها ماي بارد، وجهها صار إشارة مرور، مها على طولة لسانها مع صديقاتها، إلا أنها تستحي موت وخصوصا من اللي أكبر منها وخصوصا الدكاترة.
بصوت فيه البكية: لا دكتورة مافيه شيء. والله ما أبي أطلع.
ابتسمت جواهر لها برقة: خلاص براحتج، نبدأ درسنا.
شبكت جواهر اللابتوب بجهاز بروجكتر/الداتا شو ووجهته على الوايت بورد، في الوقت اللي كانت مها تخز منيرة وتتوعدها. وتأشر لها الاشارة الشهيرة وهي تمرر يدها على حلقها.
في نفس اليوم بالليل، وفي بيت من بيوت الدوحة، كانت الأضواء والكشافات تضيء الحديقة الواسعة المنسقة بذوق رفيع، وخلفها تظهر الواجهة الرخامية للفيلا المتوسطة الحجم والتي يظهر فيها هي أيضا ملامح الذوق الشديد الرقي والخصوصية.. في الحديقة على كرسي خيزران تجلس بهدوء ووداعة وعيونها مسكرة، وهي تضع شال صوف على أكتافها، ما حست فيه وهو يقترب بحذر، ويجلس على الكرسي المقابل لها.. يتأملها بهدوء، حاس بحزنها ويأسها مثل السكاكين اللي تنغزر بقلبه بدون رحمة، يحاول دائما أنه ينسيها حزنها، بس عارف إنها حتى لو مثلت عليه السعادة، أن حزنها أصبح جزء من تكوين شخصيتها. كانت العلاقة بينهم علاقة فريدة: كانوا أشبه بالتوأم حين، أب وبنته حين، أم وولدها حين ثالث، كان الفرق بينهم ست سنوات.
تنحنح بهدوء، وقال وهو يهز ذراعها بحنية: أم عبدالعزيز، أم عبدالعزيز.. قومي فديت قلبج أنا، الجو بارد عليج.
قامت جواهر وهي مفزوعة وتسمي بالرحمن: خرعتني الله يقطع أبليسك، وألف مرة قايلة لك لا تناديني أم عبدالعزيز. قالتها وهي تضربه ضربة خفيفة على كتفه.
تصنّع الحزن وقعد يمسح دموع وهمية: أفااااا.. ما تبين أقول لج أم عبدالعزيز، عيل من أمي؟؟
تنهدت جواهر: لا تفتح جروحي واللي يرحم والديك، أنت عارف أنا وش أقصد، إذا رجع عبدالعزيز، قول يا أم عبدالعزيز.
تنهد عبدالعزيز تنهيدة أطول، وهو يمسح لحيته المتوسطة الطول، اللي تزين وجه لطيف الملامح: ليه هو جروحك تسكرت عشان أفتحها. ما أدري أنتي متى بتنسين وتكملين حياتك طبيعي، لمتى وأنتي تنطرين عبدالعزيز وأخته؟؟
طالعته جواهر بحدة: ياه على هالموال اللي ما يخلص، ومن قال أني ما كملت حياتي طبيعي، هذا أنا كملت دراستي وعوضت فترة الانقطاع، ومو بس دراستي إلا خذت ماجستير ودكتوراه وفي زمن قياسي، وكاني أستاذة جامعة، يعني حياتي ما وقفت بعد اللي صار.
ابتسم عبدالعزيز بضعف: جواهر مو علي هالكلام، لو تخبين على الدنيا كلها أنا لا.. لمتى هالحزن؟؟ مو أنتي أول أم تفقد عيالها؟ الدنيا لازم تمشي، والبقاء لله، وأنتي إنسانه مؤمنة ومصلية. الموضوع صار له سنين طويلة، كل شيء في الدنيا ييدأ صغير ويكبر، إلاَّ الحزن يبدأ كبير ويصغر، وأنتي حزنج شاب بقلبج.
كانت جملة عبدالعزيز القشة اللي قصمت ظهر البعير، من بعد وفاة أمها -اللي كانت شاغلتها بمرضها وحاجتها للعناية الدائمة- وإحساسها بفقد عيالها متضاعف، وكانت تتجنب فتح حوار من هالنوع مع عبدالعزيز اللي كان طول عمره مرايتها، اللي تشوف نفسها فيها. انهارت جواهر فجأة على الأرض كأنها كانت تحمل جبل على كتفها ينتظر انهيارها، انتحبت بعنف: أبي عيالي يا عبدالعزيز، أبيهم، أبيهم،لو هم عند ربي أبي أموت أبي أشوفهم. ليه ياربي ما خذتني معهم، ليه ما خذتني مع أمي؟؟
نزل عبدالعزيز على ركبه وهو يحضنها بقوة ودموعها غرقت كتفه: جواهر ياقلبي استعيذي بالله من الشيطان، وش هالكلام؟؟ وأنا بتخليني لمن؟؟ يهون عليج حبيبج عزوز.
مسحت جواهر وجهها بظهر كفها: أنت بتتزوج قريب، وبيكون لك حياتك، بس أنا خلاص مالي حياة.
شدها عبدالعزيز من يدها وقومها وهو يدخلها للبيت: شنو مالج حياة،جامعتج وطالباتج وطموحاتج، وقبل كل شيء أنا وانتي.. بنظل طول العمر مع بعض، وإذا ما تبين تتزوجين خلاص بكفيج، أحسن، هذا الله يحبني، رزقني أنا ونورة (بيبي ستر) تربي عيالنا ببلاش،، لا وخوش بيبي ستر، مزيونة ومعاها دكتوراة، وين نحصلها ذي إلا في الأحلام. سوبر ناني جات برجولها.
ضحكت جواهر ضحكة قصيرة مبحوحة، ابتسم عبدالعزيز: جعلني ما خلا من هالضحكة، قولي أمين.
مسحت جواهر وجهها، وهي تجلس على الكنبة: ولا يحرمني منك، ومن شوفة عيالك، تعال تعال أجلس جنبي وأنا أمك. جلس عبدالعزيز جنبها وهو يحط غترته اللي بدون عقال على الكرسي.
حاولت جواهر بفشل أنها ترسم ابتسامة وهي تسأله: شأخبار شغلك؟؟
– يسرك الحال
– والعرس.. متى نويت إن شاء الله؟ ترانا طولنا على الناس. صار لكم متملكين سنة ونص، من يوم ألغي زواجكم بعد وفاة أمي ما حددنا موعد جديد.
– متى ما بغيتي أنتي؟
– خلاص خلني أشوف القاعات وحجوزاتها، وأشوف رأي خالي وأم فهد.
– أنتي خيطي وأنا ألبس، بس أنتي أكيد عارفة أني ماراح أدخل عند الحريم وهالسوالف التعبانة؟؟.
– أكيد أدري بدون ما تقول.
– بس الشيء الثاني أني ما أبي نورة تجلس قدام الحريم بعد.
– أنت وفهمناها، ونورة ليه بعد (قالتها جواهر وهي تخزه باستفهام)
– لأنه جلسة العروس قدام الناس ماهوب في الشرع، وأنتي عارفة.
– بس صار عادة، وأنا ما أحب أكسر بخاطر بنت خالي.
– أنا بعد ما أحب أنه ينكسر خاطرها، قولي لها هذي رغبتي، ولو هي تبي تجلس خلاص براحتها.
– ياقلبي عليك يالحنون، يا حليلك يا عزوز، والله أنك بتصير عريس الموسم.
– وليه يعني؟؟
– عريس لابس ثوب شانيل؟؟ وضحكت ضحكة ناعمة مازالت رنة البكاء واضحة فيها.
– شنو شانيله بعد؟؟
– خلاص عديها، الله يثبتك على طاعته.
– آآآآآآآآآآمين، وياج. هاه أشلون النفسية الحين؟
– خلني أنسى ياعبدالعزيز يومي قبل يومك.
– المشكلة أنه أنتي ما نسيتي، واللي أنا خايف منه أنه أنتي تكتمين بصدرج، فضفضي لي وانا أخوج، ليش كل شيء تكلميني فيه بارتياح، إلا لما نوصل لموضوع عيالج، 20 سنة وانتي صاكة عالموضوع في صدرج.
– 17 وشهرين يا عبالعزيز، 17 وشهرين يا خالهم. قالتها جواهر والغصة أكبر من أنها تبلعها، حاسة أنها بتختنق فيها، وكملت وعيونها هايمة بالسقف،" قبل شهرين كملوا 17 سنة"
حاول عبالعزيز أنه يفرفش الجو: (حد يقول أن هالغزال عنده عيال شباب) لكنها كانت محاولة فاشلة، وندم على الجملة اللي قالها.
لأن جواهر انخرطت في بكاء حاد وهي تشهق: أبيع شبابي المزعوم وعمري وعيوني، عشان أشوفهم مرة.. بس مرة، ليه ياربي قسيت علي كذا، والله ما أذنبت في شيء أستحق عليه هالعقاب؟؟
انتفض عبدالعزيز: استغفري ربك استغفري ربك.
انتفضت جواهر مثل اللي لدغتها حية: اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك، آلهي لا تآخذني أنك تعلم بثي وحزني…. أنا أم موجوعة يا عبدالعزيز.. موجووووووووعة موجوووووعة، مو قادرة أنساهم أو أتناسهم، إلا مستحيل، ولا تقول ليه واشلون،والله أحس بريحتهم في الجو، ملمس بشرتهم الناعمة والله بعده بين أصابعي.
قاطعها عبدالعزيز بحدة: أكيد ماراح تنسين، وأنتي كل ليلة ما تنامين إلاَّ على ثيابهم مفروشة على سريرك.
تفاجأت جواهر: وأنت إشدراك؟؟
تنهد عبدالعزيز: يعني بتدسين علي هذي؟!!
تنهدت جواهر تنهيدة حارة منـزوعة من أعمق أعماق قلبها: تدري عبدالعزيز، أنا لو متأكدة أنهم صدق ربي خذ أمانته عنده، كان احتسبتهم عند رب العالمين، وأنت أكثر واحد عارف إيماني بالله، بس هذا التأرجح، الأمل والشك يقتلني، كل ليلة أنام وأنا أحلم أني يمكن يجي بكرة أتصبح بوجيههم. يمكن أضمهم لصدري وأشم ريحتهم..آه ياعبدالعزيز آه ..انحرمت من شوفتهم يكبرون قدامي، انحرمت اسمع أول كلمة، وأشوف أول خطوة، وأتحسس أول سن، وأكلهم أول وجبة أكل، انحرمت من كل متعة تنتظرها الأم بلهفة مع عيالها..انحرمت حتى من أبسط حق، أسمعهم يقولون لي ماما.. آآآآآآآآآه ياعبدالعزيز آآآآآآآآه..انحرمت من طفولتي ومراهقتي، وكان والله ثم والله إنه عندي عادي وأكثر من عادي عشان عيونهم اللي حسيت كأني ملكت الكون لما شفتها بعد ولادتهم، حسيت لحظتها وتيقنت أنهم هم طفولتي وشبابي وكل اللي باقي من حياتي، أنه ربي كأنه خلقني في الدنيا عشانهم،حسيت كأني أطير في السما والله أطير.. آآآآآه ياأخوي وسندي آآآآآآآه، انحرمت منهم ، ونزلت من السما لسابع أرض، الله ينتقم من اللي حرمني منهم، الله يأخذ حقي منه يوم نتقابل أمام وجهه الكريم. الله ينتقم منه.
– جواهر لا تدعين على…….
قاطعته جواهر بعنف بنبرة تنضح بالكراهية: لا تقول اسمه، لا تقول اسمه قدامي.
قال عبدالعزيز بلين: أنتي مثل اللي يمسك في القشور ويخلي اللب، ولو ما قلت اسمه، هو بشخصه حاضر، لأنك كل ما تذكرتي عيالك لازم تتذكرينه معهم.
ابتسمت جواهر ابتسامة خفيفة وهي خلاص تبي تنهي الموضوع اللي استهلك كل طاقتها وانفعالاتها: تعشيت يا قلبي؟؟
تفهّم عبالعزيز رغبتها في انهاء الموضوع مع أنه كان حاب أنهم يتكلمون عشان تفضفض عن اللي بداخلها، لأنه هذي من المرات القليلة اللي تكلمت عن عيالها، قال بحنية: تعشيت ياعلني ما خلا منك، طلعنا أنا والشباب من الدرس، وحلف علينا راشد نصلي في المسجد اللي عند بيته ثم نتعشى عنده، وتوني الحين جاي من عنده.
ابتسمت جواهر وهي تتذكر راشد أكبر شيطان في الفريج وهو صغير ما حد سلم من شره، كان مفلع كل عيال الفريج، بس هو كان بذرة طيبة الله يرحم أمه، ورغم أنه مو مطول اللحية ولا مقصر الثوب مثل عبدالعزيز، إلا أنه شديد التدين والتفقه في الدين مع أنه أصغر من عبدالعزيز ب3 سنين، نفضت الذكرى عنها وهي تقول لعبدالعزيز: يوه كنت بأنسى، بكرة الأثنين أكيد صايم؟؟
– إن شاء الله.
– خلاص بأحط لك سحور في حافظات في الصالة، عشان لا قمت تصلي التهجد تتسحر.
– يا جواهر ماله داعي، توني متعشي.
– إلا لازم.. ليل الشتاء طويل وبتجوع
**************
هذا اليوم كان يوم شبه اعتيادي من حياة بطلة روايتنا.. عجبتكم الرواية أكملها أو أنسحب بكرامتي أحسن؟؟؟
#أنفاس_قطر#
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
عـازف على وتـر الحنـين ..! رواية
هدوء .. اعصار .. وقت يمضي .. دماء تسيل "و اذا فرقت اﻻيام بينكما " و اذا جلست يوما و حيدا تحاول ان تجمع حولك ظﻼل ايام جميله عشتها مع من تحب … "و اذا سألوك يوما عن انسان احببته " " و اذا شاءت اﻻقدار و اجتمع الشمل يوما " "و ﻻ تفتش عن اشياء مضت ﻻن الذي ضاع ضاع …*
|
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
كنا مساء اللهفة الأولى, عاشقين في ضيافة المطر, رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.
نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
إن حبا عاش تحت رحمة القتلة, لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة. أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة, أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟
في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.
التاسعة والربع ,وأعقاب سجائر.
وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك.
كنت ستسألها , كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
وبعيد قبلة لم تقع, كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ماالذي يدوزن وقع أقدامها, لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك؟
كل ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتماءك الى كل أنواع الغيوم. الى كل أحزاب البكاء, الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.
هي هنا. وماذا تفعل بكل هذا الشجن؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع, لا يرقص بل يطرب, لا يغني بل يشجى.
أمام كل هذا الزخم العاطفي, لا ينتابك غير هاجس التفاصيل, متربصا دوما برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة؟ يا للغباء!
ألأنك هنا, لا وطن لك ولا بيت, قررت أن تصبح من نزلاء الرواية, ذاهبا الى الكتابة, كما يذهب آخرون الى الرقص, كما يذهب الكثيرون الى النساء, كما يذهب الأغبياء الى حتفهم؟
أتنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟
كنا في غرفة الجلوس متقابلين, على مرمى خدعة من المخدع. عاجزين على انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا.
لموعدنا هذا , كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات, مجردة من مؤامرة الأشياء علينا, بعيدة عن كمين الذاكرة. فلماذا جئت بها إلى هذا البيت بالذات, إذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن إلى قدميها؟
ذلك أن بي شغفا إلى قدميها. وهذه حالة جديدة في الحب. فقبلها لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء.
هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها, لحظة تمشي على حزن رجل.
لكنها انحنت ببطء أنثوي, كما تنحني زنبقة برأسها, وبدون أن تخلع صمتها, خلعت ما علق بنعليها من دمي, وراحت تواصل الرقص حافية مني.
أكانت تعي وقع انحنائها الجميل على خساراتي, وغواية قدميها عندما تخلعان أو تنتعلان قلب رجل؟
شيء ما فيها, كان يذكرني بمشهد "ريتا هاورث" في ذلك الزمن الجميل للسينما, وهي تخلع قفازيها السوداوين الطويلين من الساتان, إصبعا إصبعا, بذلك البطء المتعمد, فتدوخ كل رجال العالم بدون أن تكون قد خلعت شيئا.
هل من هنا جاء شغف المبدعين بتفاصيل النساء؟ ولذا مات بوشكين في نزال غبي دفاعا عن شرف قدمي زوجة لم تكن تقرأه.
في حضرتها كان الحزن يبدو جميلا. وكنت لجماليته, أريد أن أحتفظ بتفاصيله متقدة في ذاكرتي, أمعن النظر إلى تلك الأنثى التي ترقص على أنغام الرغبة, كما على خوان المنتصرين, حافية من الرحمة بينما أتوسد خسارات عمري عند قدميها.
هي ذي , كما الحياة جاءت, مباغتة كل التوقعات, لكأنها تذهب الى كل حب حافية مبللة القدمين دوما, لكأنها خارجة لتوها من بركة الخطايا أو ذاهبة صوبها.
اشتقتها! كم اشتقتها, هذه المرأة التي لم أعد أعرف قرابتي بها, فأصبحت أنتسب الى قدميها.
هي ذي . وأنا خائف, إن أطلت النظر إلى العرق اللامع على عري ظهرها , أن يصعقني تيار الأنوثة.
هي أشهى, هكذا. كامرأة تمضي مولية ظهرها, تمنحك فرصة تصورها, تتركك مشتعلا بمسافة مستحيلها.
أنا الرجل الذي يحب مطاردة شذى عابرة سبيل, تمر دون أن تلتفت. تميتني امرأة تحتضنها أوهامي من الخلف. ولهذا اقتنيت لها هذا الفستان الأسود من الموسلين, بسبب شهقة الفتحة التي تعري ظهره, وتسمرني أمام مساحة يطل منها ضوء عتمتها.
أو ربما اقتنيته بسبب تلك الاهانة المستترة التي اشتممتها من جواب بائعة, لم تكن تصدق تماما أن بامكان عربي ذي مظهر لا تفوح منه رائحة النفط, أن ينتمي الى فحش عالم الاقتناء.
كنت أتجول مشيا قادما من الأوبرا, عندما قادتني قدماي الى "فوبور سانت أونوريه" . ما احتطت من شارع تقف على جانبيه سيارات فخمة في انتظار نساء محملات بأكياس فائقة التميز, ولا توجست من محلات لا تضع في واجهاتها سوى ثوب واحد أو ثوبين. لم أكن أعرف ذلك الحي , أصلا.
عرفت اسم الحي في مابعد, عندما أمدتني البائعة ببطاقة عليها العربون الذي دفعته لأحجز به ذلك الثوب.
بتلك الأنفة المشوبة بالجنون, بمنطق" النيف" الجزائري تشتري فستان سهرة يعادل ثمنه معاشك في الجزائر لعدة شهور, أنت الذي تضن على نفسك بالأقل. أفعلت ذلك رغبة منك في تبذير مال تلك الجائزة التي حصلت عليها, كما لتنجو من لعنة؟ أم لتثبت للحب أنك الأكثر سخاء منه؟
أن تشتري فستان سهرة لامرأة لم تعد تتوقع عودتها, ولا تعرف في غيابك ماذا فعل الزمن بقياساتها, أهي رشوة منك للقدر؟ أم معابثة منك للذاكرة؟ فأنت تدري أن هذا الفستان الذي بنيت عليه قصة من الموسلين لم يوجد يوما, ولكن الأسود يصلح ذريعة لكل شيء.
ولذا هو لون أساسي في كل خدعة.
أذكر يوم صادفتها في ذلك المقهى, منذ أكثر من سنتين, لم أجد سوى ذريعة من الموسلين لمبادرتها. سائلا ان كانت هي التي رأيتها مرة في حفل زفاف, مرتدية ثوبا طويلا من الموسلين الأسود.
ارتبكت. أظنها كانت ستقول"لا" ولكنها قالت "ربما" .
أحرجها أن تقول " نعم ".
في الواقع, لم نكن التقينا بعد. لكنني كنت أحب أن أختلق, مع امرأة , ذكريات ماض لم يكن. أحب كل ذاكرة لا منطق لها.
بدأنا منذ تلك اللحظة نفصل قصة على قياس ثوب لم يوجد يوما في خزانتها.
عندما استوقفني ذلك الفستان قبل شهرين في واجهة محل, شعرت أنني أعرفه. أحببت انسيابه العاطفي. لكأنه كان يطالب بجسدها أن يرتديه, أو كأنه حدث لها أن ارتدته في سهرة ما , ثم علقته على " الجسد المشجب" لامرأة أخرى , ريثما تعود.
عندما دخلت المحل , كنت مرتبكا كرجل ضائع بين ملابس النساء. فأجبت بأجوبة غبية عن الأسئلة البديهية لتلك البائعة المفرطة في الأناقة قدر فرطها في التشكك بنيتي.
?
كيف لي أن أعرف قياس امرأة ما سبرت جسدها يوما الا بشفاه اللهفة؟ امرأة أقيس اهتزازاتها بمعيار ريختر الشبقي. أعرف الطبقات السفلية لشهوتها. أعرف في أي عصر تراكمت حفريات رغباتها, وفي أي زمن جيولوجي استدار حزام زلازلها, وعلى أي عمق تكمن مياه أنوثتها الجوفية. أعرف كل هذا… ولم أعد , منذ سنتين ,أعرف قياس ثوبها!
لم تفاجأ البائعة كثيرا بأميتي, أو ألا يكون ثمن ذلك الثوب في حوزتي. فلم يكن في هيئتي ما يوحي بمعرفتي بشؤون النساء, ولا بقدرتي على دفع ذلك المبلغ.
غير أنها فوجئت بثقافتي عندما تعمدت أن أقول لها بأنني غير معني باسم مصمم هذا الفستان, بقدر ما يعنيني تواضعه أمام اللون الأسود, حتى لكأنه ترك لهذا اللون أن يوقع الثوب نيابة عنه, في مكمن الضوء, وأنني أشتري ضوء ظهر عار بثمن فستان!
قالت كمن يستدرك:
– أنت رجل ذواقة.
ولأنني لك أصدق مديحها, لاقتناعي أن الذوق لمثلها يرقى وينحط بفراغ وامتلاء محفظة نقود, قلت:
– هي ليست قضية ذوق, بل قضية ضوء. المهم ليس الشيء بل إسقاطات الضوء عليه. سالفادور دالي أحب Gala وقرر خطفها من زوجها الشاعر بول ايلوار لحظة رؤيته ظهرها العاري في البحر صيف 1949.
سألتني مندهشة لحديث لم يعودها عليه زبائن , شراء مثل هذا الثوب ليس حدثا في ميزانيتهم.
– هل أنت رسام؟
كدت أجيب " بل أنا عاشق" . لكنني قلت:
– لا … أنا مصور.
وكان يمكن أن أضيف أنني مصور " كبير" , مادمت موجودا في باريس لحصولي على جائزة أحسن صورة صحافية عامئذ. فلم يكن في تلك الصورة التي نلتها مناصفة مع الموت, ما يغري فضول امرأة مثلها. ولذا هي لن تفهم أن يكون هذا الثوب الأسود هو أحد الاستثمارات العاطفية التي أحببت أن أنفق عليها ما حصلت عليه من تلك المكافأة.
من قال إن الأقدار ستأتي بها حتى باريس, وإنني سأراه يرتديها؟
هاهي ترتديه . تتفتح داخله كوردة نارية. هي أشهى هكذا, وهي تراقص في حضوري رجلا غيري, هو الحاضر بيننا بكل تفاصيل الغياب.
لو رأى بورخيس تلك المرأة ترقص لنا معا, أنا وهو, لوجد " للزاندالي" قرابة بالرقص الأرجنتيني, كما التانغو, انه " فكر حزين يرقص" على إيقاع الغيرة لفض خلافات العشاق.
في لحظة ما , لم تعد امرأة . كانت الهة إغريقية ترقص حافية لحظة انخطاف.
بعد ذلك سأكتشف أنها كانت الهة تحب رائحة الشواء البشري, ترقص حول محرقة عشاق تعاف قرابينهم ولا تشتهي غيرهم قربانا.
لكأنها كانت قسنطينة, كلما تحرك شيء فيها , حدث اضطراب جيولوجي واهتزت الجسور من حولها, ولا يمكنها أن ترقص إلا على جثث رجالها.
هذه الفكرة لم تفارقني عندما حاولت فيما بعد فهم نزعاتها المجوسية.
ماالذي صنع من تلك المرأة روائية تواصل , في كتاب, مراقصة قتلاها؟ أتلك النار التي خسارة بعد أخرى, أشعلت قلمها بحرائق جسد عصي على الاطفاء؟
أم هي رغبتها في تحريض الريح, باضرام النار في مستودعات التاريخ التي سطا عليها رجال العصابات؟
في الواقع كنت أحب شجاعتها, عندما تنازل الطغاة وقطاع طرق التاريخ, ومجازفتها بتهريب ذلك الكم من البارود في كتاب. ولا أفهم جبنها في الحياة, عندما يتعلق الأمر بمواجهة زوج.
تماما, كما لا أجد تفسيرا لذكائها في رواية, وغبائها خارج الأدب, الى حد عدم قدرتها, وهي التي تبدو خبيرة في النفس البشرية, على التمييز بين من هو مستعد للموت من أجلها, ومن هو مستعد أن يبذل حياته من أجل قتلها. انه عماء المبدعين في سذاجة طفولتهم الأبدية.
ربما كان عذرها في كونها طفلة تلهو في كتاب. هي لا تأخذ نفسها مأخذ الأدب, ولا تأخذ الكتابة مأخذ الجد. وحدها النار تعنيها.
ولذا, قلت لها يوما: " لن أنتزع منك أعواد الثقاب, واصلي اللهو بالنار من أجل الحرائق القادمة".
ذلك أن الرواية لم تكن بالنسبة لها, سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربية, وعلى نقاط التفتيش, ماذا تراها تخبئ في حقائبها الثقيلة, وكتبها السميكة؟
أنيقة حقائبها. سوداء دائما. كثيرة الجيوب السرية, كرواية نسائية , مرتبة بنية تضليلية, كحقيبة امرأة تريد إقناعك أنها لا تخفي شيئا.
ولكنها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكل كاتب غريب يشي به قفل, غير محكم الإغلاق, لحقيبة أتعبها الترحال, لا يدري صاحبها متى, ولا في أي محطة من العمر, يتدفق محتواها أمام الغرباء, فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثرة أمامهم لمزيد من التلصص عليه؟ وغالبا ما يفاجأون بحاجاتهم مخبأة مع أشيائه.
الروائي سارق بامتياز. سارق محترم. لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية. من هنا فضولنا أمام كتاباته, كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة.
أذكر, يوم انفتحت حقيبة تلك المرأة أمامي لأول مرة , كنت يومها على سرير المرض في المستشفى, عندما خطر على بال عبد الحق, زميلي في الجريدة, أن يهديني ذلك الكتاب.. كتابها.
كنت أتماثل للشفاء من رصاصتين تلقيتهما في ذراعي اليسرى, وأنا أحاول التقاط صور للمتظاهرين أثناء أحداث أكتوبر 1988 .
كانت البلاد تشهد أول تظاهرة شعبية لها منذ الاستقلال, والغضب ينزل الى الشوارع لأول مرة, ومعه الرصاص والدمار والفوضى.
لم أعرف يومها , أتلقيت تينك الرصاصتين من أعلى أحد المباني الرسمية , عن قصد أم عن خطأ؟ أكان العسكر يظنون أنني أمسك سلاحا أصوبه نحوهم, أم كانوا يدرون أنني لا أمسك بغير آلة تصويري, عندما أطلقوا رصاصهم نحوي قصد اغتيال شاهد إثبات.
تماما, كما سوف لن أدري يوما: أعن قصد, أم عن مصادفة جاءني عبد الحق بذلك الكتاب.
أكان ذلك الكتاب هدية القدر؟ أم رصاصته الأخرى؟ أكان حدثا أم حادثا آخر في حياتي؟ ربما كان الاثنان معا.
ليس الحب, ولا الاعجاب, بل الذعر هو أول احساس فاجأني أمام ذلك الكتاب ." ليس الجمال سوى بداية ذعر يكاد لا يحتمل" . وكنت مذعورا أمام تلك الرؤى الفجائية الصاعقة, أمام ذلك الارتطام المدوي بالآخر.
أي شيء جميل هو في نهايته كارثة. وكيف لا أخشى حالة من الجمال.. كان يزمني عمر من البشاعة لبلوغها.
كنت أدخل مدار الحب والذعر معا, وأنا أفتح ذلك الكتاب. منذ الصفحة الأولى تبعثرت أشياء تلك المرأة على فراش مرضي.
كانت امرأة ترتب خزانتها في حضرتك. تفرغ حقيبتها وتعلق ثيابها أمامك, قطعة قطعة, وهي تستمع الى موسيقى تيودوراكيس, أو تدندن أغنية لديميس روسوس.
كيف تقاوم شهوة التلصص على امرأة, تبدو كأنها لا تشعر بوجودك في غرفتها , مشغولة عنك بترتيب ذاكرتها؟
وعندما تبدأ في السعال كي تنبهها الى وجودك, تدعوك الى الجلوس على ناصية سريرها, وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك, واذ بك تكتشف أنها كانت تخرج من حقيبتها ثيابك, منامتك, وأدوات حلاقتك, وعطرك , وجواربك, وحتى الرصاصتين اللتين اخترقا ذراعك.
عندها تغلق الكتاب خوفا من قدر بطل أصبحت تشبهه حتى في عاهته. ويصبح همك, كيف التعرف على امرأة عشت معها أكبر مغامرة داخلية. كالبراكين البحرية, كل شيء حدث داخلك. وأنت تريد أن تراها فقط, لتسألها " كيف تسنى لها أن تملأ حقيبتها بك؟"
ثمة كتب عليك أن تقرأها قراءة حذرة.
أفي ذلك الكتاب اكتشفت مسدسها مخبأ بين ثنايا ثيابها النسائية, وجملها المواربة القصيرة؟
لكأنها كانت تكتب لتردي أحدا قتيلا, شخصا وحدها تعرفه. ولكن يحدث أن تطلق النار عليه فتصيبك. كانت تملك تلك القدرة النادرة على تدبير جريمة حبر بين جملتين, وعلى دفن قارئ أوجده فضوله في جنازة غيره. كل ذلك يحدث أثناء انشغالها بتنظيف سلاح الكلمات!
كنت أراها تكفن جثة حبيب في رواية, بذلك القدر من العناية, كما تلفلف الأم رضيعا بعد حمامه الأول.
عندما تقول امرأة عاقر: " في حياة الكاتب تتناسل الكتب", هي حتما تعني "تتناسل الجثث" وأنا كنت أريدها أن تحبل مني , أن أقيم في أحشائها, خشية أن أنتهي جثة في كتاب.
كنت مع كل نشوة أتصبب لغة صارخا بها: " احبلي .. إنها هنيهة الإخصاب"
وكانت شفتاي تلعقان لثما دمع العقم المنحدر على خديها مدرارا كأنه اعتذار.
أحاسيس لم أعرفها مع زوجتي التي كنت لسنوات أفرض عليها تناول حبوب منع الحمل, مهووسا بخوفي أن أغتال فتتكرر في طفلي مأساتي. فكرة أن أترك ابني يتيما كانت تعذبني, حتى انني في الفترة التي تلت اغتيال عبد الحق, كنت أستيقظ مذعورا كما على صوت بكاء رضيع.
مع حياة ,اكتشفت أن الأبوة فعل حب, وهي التي لم أحلم بالإنجاب من سواها. كان لي معها دوما "حمل كاذب".
لكن, إن كنا لا ننجب من "حمل كاذب" , فإننا نجهضه. بل كل إجهاض ليس سوى نتيجة حمل تم خارج رحم المنطق, وما خلقت الروايات إلا لحاجتنا الى مقبرة تنام فيها أحلامنا الموءودة.
إن كنت أجلس اليوم لأكتب , فلأنها ماتت.
بعدما قتلتها, عدت لأمثل تفاصيل الجريمة في كتاب.
كمصور يتردد في اختيار الزاوية التي يلتقط منها صورته, لا أدري من أي مدخل أكتب هذه القصة التي التقطت صورها من قرب, من الزوايا العريضة للحقيقة.
وبمنطق الصورة نفسها التي تلتقطها آلة التصوير معكوسة, ولا تعود الى وجهها الحقيقي الا بعدما يتم تظهيرها في مختبر, يلزمني تقبل فكرة أن كل شيء يولد مقلوبا, وان الناس الذين نراهم معكوسين, هم كذلك, لأننا التقينا بهم, قبل أن تتكفل الحياة بقلب حقيقتهم في مختبرها لتظهير البشر.
إنهم أفلام محروقة أتلفتها فاجعة الضوء, ولا جدوى من الاحتفاظ بهم. لقد ولدوا موتى.
ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث
سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.
لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لاتمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.
أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة, أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات.
أذكر تلك الأجوبة الطريفة لكتاب سئلوا لماذا يكتبون. أجاب أحدهم " ليجاور الأحياء الأموات" , وأجاب آخر " كي أسخر من المقابر" , ورد ثالث " كي أضرب موعدا" .
أين يمكنك, الا في كتاب, أن تضرب موعدا لامرأة سبق أن ابتكرت خديعة موتها, مصرا على إقحام جثتها في موكب الأحياء, برغم بؤس المعاشرة.
أليس في هذه المفارقة سخرية من المقابر التي تضم تحت رخامها , وتترك الأموات يمشون ويجيئون في شوارع حياتنا.
وكنت قرأت أن (الغوليين) سكان فرنسا الأوائل, كانوا يرمون الى النار الرسائل التي يريدون إرسالها الى موتاهم. وبمكاتيب محملة بسلاماتهم وأشواقهم وفجيعتهم.
وحدها النار, تصلح ساعي بريد. وحدها بامكانها انقاذ الحريق. أكل ذلك الرماد, الذي كان نارا, من أجل صنع كتاب جميل؟
حرائقك التي تنطفئ كلما تقدمت في الكتابة, لا بد أن تجمع رمادها صفحة صفحة, وترسله الى موتاك بالبريد المسجل, فلا توجد وسيلة أكثر ضمانا من كتاب.
تعلم اذن أن تقضي سنوات في انجاز حفنة من رماد الكلمات, لمتعة رمي كتاب الى البحر, أن تبعثر في البحر رماد من أحببت, غير مهتم بكون البحر لا يؤتمن على رسالة, تماما كما القارئ لا يؤتمن على كتاب.
فكتابة رواية تشبه وضع رسالة في زجاجة والقائها في البحر. وقد تقع في أيدي أصدقاء أو أعداء غير متوقعين. يقول غراهام غرين, ناسيا أن يضيف أنه في أغلب الظن ستصطدم بجثث كانت لعشاق لنا يقبعون في قعر محيط النسيان. بعد أن غرقوا مربوطين الى صخرة جبروتهم وأنانيتهم. ما كان لنا الا أن نشغل أيدينا بكتابة رواية, حتى لا تمتد الة حتف انقاذهم. بامكانهم بعد ذلك, أن يباهوا بأنهم المعنيون برفاة حب محنط في كتاب.
ام حبا نكتب عنه, هو حب لم يعد موجودا, وكتابا نوزع آلاف النسخ منه, ليس سوى رماد عشق ننثره في المكتبات.
الذين نحبهم, نهديهم مخطوطا لا كتابا, حريقا لا رمادا. نهديهم ما لا يساويهم عندنا بأحد.
بلزاك في أواخر عمره , وهو عائد من روسيا, بعد زواجه من السيدة هانكسا, المرأة الأرستقراطية التي تراسل معها ثماني عشرة سنة ومات بعد زواجه منها بستة أشهر, كان يقول لها والخيول تجر كهولته في عربة تمضي به من ثلوج روسيا الى باريس:
" في كل مدينة نتوقف فيها, سأشتري لك مصاغا أو ثوبا. وعندما سيتعذر علي ذلك, سأقص عليك أحدوثة لن أنشرها".
ولأنه أنفق ماله للوصول اليها, ولأن طريق الرجعة كان طويلا, قد يكون قص عليها قصصا كثيرة.
حتما, أجمل روايات بلزاك هي تلك التي لم يقرأها أحد, وابتكرها من أجل امرأة ما عادت موجودة هنا لتحكيها.
ربما لهذا, أكتب هذا الكتاب من أجل الشخص الوحيد الذي لم يعد بامكانه اليوم أن يقرأه, ذلك الذي ما بقي منه الا ساعة أنا معصمها, وقصة أنا قلمها.
ساعته التي لم أكن قد تنبهت لها يوما كانت له, والتي مذ أصبحت لي, كأني لم أعد أرى سواها. فمنه تعلمت أن أشلاء الأشياء أكثر ايلاما من جثث أصحابها.
هو الذي أجاد الحب , وكان عليه أن يتعلم كيف يجيد موته. قال " لا أحب مضاجعة الموت في سرير, فقد قصدت السرير دوما لمنازلة الحب, تمجيدا مني للحياة". لكنه مات على السرير اياه. وترك لي كغيره شبهة حب, وأشياء لا أدري ماذا أفعل بها.
ساعته أمامي على الطاولة التي أكتب عليها. وأنا منذ أيام منهمك في مقايضة عمري بها. أهديه عمرا افتراضيا. وقتا اضافيا يكفي لكتاية كتاب. تائها في تقاطع أقدارنا, لا أملك الا بوصلة صوته, لأفهم بأية مصادفة أوصلنا الحب معا الى تلك المرأة.
أستمع دون تعب الى حواراتنا المحفوظة الى الأبد في تلك الأشرطة, الى تهكمه الصامت بين الجمل, الى ذلك البياض الذي كان بيننا, حتى عندما كنا نلوذ بالكلام. صوته! يا اله الكائنات, كيف أخذته وتركت صوته؟ حتى لكأن شيئا منه لم يمت. ضحكته تلك!
كيف ترد عنك أذى القدر عندما تتزامن فاجعتان ؟ وهل تستطيع أن تقول انك شفيت من عشق تماما من دون أن تضحك, أو من دون أن تبكي!
ليس البكاء شأنا نسائيا.
لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء, أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم.
وعليك أن تحسم خيارك: أتبكي بحرقة الرجولة, أم ككاتب كبير تكتب نصا بقدر كبير من الاستخفاف والسخرية! فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجد.
لقد أصبح , لألفته وحميميته, غريب الأطوار. وحدث لفرط تواتره, أن أفقدك في فترات ما التسلسل الزمني لفجائعك, فأصبحت تستند الى روزنامته لتستدل على منعطفات عمرك, أو على حادث ما , معتمدا على التراتب الزمني لموت أصدقائك. وعليك الآن أن تردع نزعتك للحزن, كما لجمت مع العمر نزعتك الى الغضب,أن تكتسب عادة التهكم والضحك في زمن كنت تبكي فيه بسبب امرأة, أو بسبب قضية, أو خيانة صديق.
مرة أخرى,الموت يحوم حولك إيغالا بالفتك بك, كلؤم لغم لا ينفجر فيك, وإنما دوما بجوارك. يخطئك, ليصيبك حيث لا ترى, حين لا تتوقع. يلعب معك لعبة نيرون, الذي كان يضحك, ويقول انه كان يمزح كلما انقض على أحد أصحابه ليطعنه بخنجره فأخطأه.
اضحك يا رجل, فالموت يمازحك ما دام يخطئك كل مرة ليصيب غيرك!