http://www.islamicweb.com/arabic/shia/yazid.htm
http://www.islamicweb.com/arabic/shia/yazid.htm
سؤال:
دائماً أستمع إلى الشيخ " الجفري " ، ولكن قرأت في أحد المواقع أنه صوفي لا يجب الاستماع له ، فهل هذا صحيح ؟ أنيرونا ، وكيف لنا أن نميز المشايخ من هم على طريق السلف الصالح أم لا ؟
الجواب :
الحمدلله
أولاً :الجفري هو : علي بن عبد الرحمن بن علي بن محمد الجفري ، وُلد في المملكة العربية السعودية ، وفي " جُدَّة " تحديداً ، في عام 1391ه الموافق 1971م، وهو يحمل الجنسية اليمنية..
ومن أبرز مشايخه : عبد القادر أحمد السقاف ،وأحمد بن طه الحداد ، وأبو بكر العطاس بن عبد الله الحبشي ، ومحمد علوي مالكي ، وكلهؤلاء من الصوفية ، وهم من أبناء " حضرموت " في أصلهم ،
والأخير منهم هو من أبرزدعاة التصوف البدعي في زمننا هذا ، وله كتب في ذلك ، وقد ردَّ عليه بعض أئمة أهلالسنَّة كالشيخين عبد العزيز بن باز ، وحمود التويجري رحمهما الله ، وقد صدرت فيحقه فتاوى متعددة في بدعيته ، وقبوريته ، وقد توفي في رمضان عام 1443 ه..
ويدرِّس في " دار المصطفى " في منطقة " تريم " في اليمن ، وهذه المدرسة من الأربطة الصوفية التي تدرِّس التصوف ، ويفد إليها كثير من المسلمين من داخل اليمن ،ومن خارجه..
وهو متزوج ، وله 2 من الأبناء و 3 من البنات .
ويعرِّف نفسه فيقول : " سنِّي ! وعلى المعتقد الأشعري ! والمذهب الشافعي ، محب للتصوف في مسلكي ! " .
وهو يَظهر أمام الناس في القنوات الفضائية مبتسماً ، ويحاول أن يُظهر حسنالخلق والأدب ، ويختم مجالسه فيها بالدعاء والبكاء!
ولكن حقيقة هذا الرجل غيرهذا ، وله مواقف سيئة مع أهل العلم من أهل السنَّة ، فيطعنهم ، ويشتمهم ، ويبدعهم ،ويضللهم !!
ومن أمثلته :
1. قال عن الشيخ إحسان إلهي ظهير – رحمه الله – :
" وأيضاً أحد الباكستانين أو الهنود اسمه " إحسان إلهي ظهير " هذا إنسان نختلف معه في الرأي ، ونختلف معه في الاعتقاد ؛ لأن مذهبه منحرف " .
2. ويتهم مخالفيه من أهل السنة الذين ينكرون عليه الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من البدع ، يتهمهم بأنهم يكذبون في محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
قال :
" المسألة وراءها شيء … – إلى قوله – كذبتم والله لوأحببتموه ماقابلتموه بهذه الطريقة " .
3. ويتهم المخالفين له من العلماء بالعمالة ! وبالبدعة ! .
قال :
" عندما فشلوا في أن ينتزعونا من الدين بصراحة : دسوا إلينا من يتكلم باسم الدِّين ليستل الدين من قلوبنا … – إلى قوله – لما أنكر بعض الجهلة من المبتدعة … " ! .
ثانياً:
بدأ الجفري في الظهور على العالَم من خلال قناة " المحور " ، ثم ساهم طرد الحكومة المصرية له من مصر في انتشار صيته ، وتسابقت القنوات الصوفية والمميعة على استضافته ، والتمكين له لنشر تصوفه وخرافاته ،
وهو من الذين اصطلح على تسميتهم " الدعاة الجدد " ،
وهم الذين تسعى الدول الغربية وغيرها لتقديمهم للمسلمين على أنهم هم الذين يحملون الإسلام الصحيح !
وهؤلاء لا تسمع في حديثهم عن " الولاءوالبراء " ، ولا عن " الجهاد " ، ولا يدافعون عن سنَّة ولا يدفعون بدعة ! ولقاءاتهم وحواراتهم في القنوات فيها النساء والموسيقى والبدعة .
ثالثاً:
وقد ساهمبعض أهل السنَّة الغيورين في إنشاء موقع على شبكةالإنترنت باسم " المجهر "
www.almijhar.net
، ويضم هذا الموقع الأخطاء والمخالفات التي صدرت من علي الجفري ، وفي مجمل أبواب الشريعة ،كالعقيدة ، والحديث ، والفقه ،
وقد تمَّ توثيق هذه الأخطاء والمخالفات بصوته وصورته، وهي تكشف حقيقة هذا الرجل ، وأنه في جانب العقيدة متصوف هالك ، وفي جانب الفقه والحديث جاهل مدلِّس .
ومن أمثلة جهله وتدليسه في الحديث النبوي :
1.نسب لصحيح البخاري أن ابن عمر كان يتمسح برمانة المنبر ! .
والحديث ليس في البخاري ،بل ولا في الكتب الستة .
2.نسب لصحيح مسلم أن الصحابة كانوا يريدون دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند المنبر .
والحديث غير موجود فيه ، بل ولا في الكتب الستة .
3.زعم الجفري أن الهيثمي في كتابه " مجمع الزوائد " قد صحَّح حديثاً لأبي أيوب الأنصاري بأنه كان يسجد علي قبر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ! ولم يصدق في زعمه .
4.زعم الجفري أنَّ الهيثمي في كتابه " مجمع الزوائد " قدصحَّح حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توسل بحقه وحق الأنبياء ! والواقع : أن الهيثمي قد ضعفه في كتابه .
وغير ذلك كثير .
رابعاً:
وبالتجوال في موقع " المجهر " وسماع ما يقوله الجفري : تتبين عقيدته ، ويُعرف منهجه ،
ومما جاء فيها بصوت الجفري نفسه :
1.يقول : إن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به ! ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده ! كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة ! .
2. يقول : إنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها .
3.يقول : إن الأساس أن الأولياء الأموات يغيثون بأرواحهم من يستغيث بهم ، ولا يمنع في اعتقاده أن يخرج جسد من قبره !.
4.يصرِّح بأن هناك مِن الأولياء مَن فوضهم الله في إدارة أمورالكون !! وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون !! وأنه بإمكانهم بإذن الله الرزق والإحياء والإماتة !.
5.يقول : إن مسألة خلق الطفل من غير أب مسألة خلافية بين العلماء ! .
وفي موضع آخر يقول : إن العلماء عنده اختلفوا في مسألة إمكانية أن يَخلق الولي لطفل من غير أب ، وأن السبب الذي جعل من يقول بإمتناع ذلك هو : التحرزعلى الأنساب ! حتى لا تأتي امرأة حامل من الزنى فتدعي أن أحد الأولياء خلق هذاالطفل في بطنها، وإلا في الأصل هم متفقون على ذلك – أي على إمكانية أن يخلق الولي طفلا من غير أب ! .
وقد تمَّ الرد على ما سبق من ضلالات – وغيرها – بتفصيل علمي في رسالة بعنوان :
" الكشف الجلي عن شركيات الجفري علي ! " ،
وهذه الرسالة موجودة تحت هذا الربط :
http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/2.htm
وفي الموقع رد بعنوان :
" الرد على الجفري في بيان فساد استدلاله بآية النساء على معتقده الفاسد " ،
والرد يوجد تحت هذا الرابط :
http://www.alradnet.com/TopHour/arti…2c5fbcdca30b3c
وفي موقع " المجهر " ردود صوتية من طائفة من علماء أهل السنَّة على " الجفري " ، ومنهم:
الشيخ عبد الله الغنيمان ،
والشيخ صالح الفوزان ،
والشيخ عبد العزيز الراجحي .
وللشيخ حسن بن قارئ الحسيني ردود علمية قوية على الجفري ، وقد نقل كلامه بصوته في أشياء يُخجل منها ، كتعظيم المكث عند المزابل ! وأن ذلك وسيلة لتربية النفس ! ،فاسمع ذلك بصوته ، وغير ذلك ،
والرد عليه في ردود الشيخ الحسيني ، وهي هنا :
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson…esson_id=40104
و :
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson…esson_id=53788
ونسأل الله تعالى أن يهديه للحق ، وأن يجعله داعية حق وخير ، وأن يجنبه البدعة والضلالة .
خامساً:
وعلى المسلمين أن يحذروا من دعاة الضلالة والبدعة والجهل ، ويمكنهمأن يعرفوا مثل هؤلاء بأمور ، منها :
1.النظر في هيئته ، فبعض هؤلاء يخرج للناس يتكلم في حب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي اتباع سنته ، وهو حالق للحيته ! وآخر يخففها حتى يكاد يكون حليقاً ، وآخر له لحية على ذقنه فقط ! .
2.النظر في البيئة التي يلقي فيها دروسه ومحاضراته ، فبعض أولئك يجهر بالمعصية أمام الملايين ،فيخرج يعلِّم الناس دينهم – في زعمه – والنساء المتبرجات أمام ناظريه ، ينظرن إليه، وينظر إليهن ، ويجلسن بجانب شباب ينظر بعضهم إلى بعض ، وجميع المشاهدين يرونهن ! فكيف يوثق بمثل هذا الذي يجاهر بمعصيته أمام الملايين .
3.النظر في استدلال المتكلم ، فبعض هؤلاء لا يكاد يأتي بدليل من القرآن والسنَّة على كلامه ، بل كلامه إنشائي يخلو من الأدلة ، وإن جاء بدليل فيكون غير محقق فيخلط الصحيح بالضعيف ، ولايفرق بين الصحيح والموضوع المكذوب .
4. سؤال من تثق بدينه وعلمه عن هذا الذي يتكلم في دين الله ، فإن زكَّاه لك : فخذ منه ، واسمع له ، وإلا فاحذره على دينك .
والله أعلم
********************
منقول بتصرف يسير
يروى في فضله ومناقبه الكثير ولكن أهمها ما روي[عن أبي هريرة يبلغ به النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ليضربن الناسأكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة] إنه الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وصاحب أحد المذاهب الفقهيةالأربعة في الإسلام وهو المذهب المالكي، وصاحب كتب الصحاح في السنة النبوية وهوكتاب الموطأ. يقول الإمام الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
——————————————————————–
نسبه ومولده
هو شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرةأبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيلبن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حميرالأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني حليف بني تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحةبن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وأمه هي عالية بنت شريك الأزديةوأعمامه هم أبو سهل نافع وأويس والربيع والنضر أولاد أبي عامر.
ولد مالكعلى الأصح في سنة 93ه عام موت أنس خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونشأ فيصون ورفاهية وتجمل
طلبه للعلم
طلب الإمام مالك العلم وهو حدث لم يتجاوزبضع عشرة سنة من عمره وتأهل للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة وقصده طلبةالعلم وحدث عنه جماعة وهو بعد شاب طري.
ثناء العلماء عليه
عن ابن عيينة قال مالك عالم أهلالحجاز وهو حجة زمانه.
وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
وعن ابن عيينة أيضا قال كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا ولا يحدث إلاعن ثقة ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته يعني من العلم.
روي عن وهيبوكان من أبصر الناس بالحديث والرجال أنه قدم المدينة قال فلم أرى أحدا إلا تعرفوتنكر إلا مالكا ويحيى بن سعيد الأنصاري.
إمام دار الهجرة
روي عن أبي موسى الأشعري قال [قالرسول الله(صلى الله عليه وسلم) يخرج ناس من المشرق والمغرب فيطلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة] ويروى عن ابن عيينة قالكنت أقول هو سعيد بن المسيب حتى قلت كان في زمانه سليمان بن يسار وسالم بن عبد اللهوغيرهما ثم أصبحت اليوم أقول إنه مالك لم يبق له نظير بالمدينة.
قال القاضيعياض هذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب بن عمامه وابنالمديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل كلهم سمع سفيان يفسره بمالك أو يقولوأظنه أو أحسبه أو أراه أو كانوا يرونه.
وذكر أبو المغيرة المخزومي أنمعناه ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة فيكون على هذاسعيد بن المسيب ثم بعده من هو من شيوخ مالك ثم مالك ثم من قام بعده بعلمه وكان أعلمأصحابه.
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقهوالجلالة والحفظ فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء السبعةوالقاسم وسالم وعكرمة ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي الزناد ويحيى بنسعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم فلما تفانوا اشتهر ذكر مالكبها وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وفليح بن سليمانوأقرانهم فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق والذي تضرب إليه آباط الإبل منالآفاق رحمه الله تعالى.
قال أبو عبد الله الحاكم ما ضربت أكباد الإبل منالنواحي إلى أحد من علماء المدينة دون مالك واعترفوا له وروت الأئمة عنه ممن كانأقدم منه سنا كالليث عالم أهل مصر والمغرب والأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهموالثوري وهو المقدم بالكوفة وشعبة عالم أهل البصرة إلى أن قال وحمل عنه قبلهم يحيىبن سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة فسأل مالكا أن يكتب له مائة حديثحين خرج إلى العراق ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه.
قصة الموطأ
يروي أبو مصعب فيقول: سمعت مالكا يقول دخلتعلى أبي جعفر أمير المؤمنين وقد نزل على فرش له وإذا على بساطه دابتان ما تروثانولا تبولان وجاء صبي يخرج ثم يرجع فقال لي أتدري من هذا قلت لا قال هذا ابني وإنمايفزع من هيبتك ثم ساءلني عن أشياء منها حلال ومنها حرام ثم قال لي أنت والله أعقلالناس وأعلم الناس قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال بلى ولكنك تكتم ثم قال واللهلئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثن به إلى الآفاق فلأحملهنم عليه.فقالمالك: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن أصحاب رسول تفرقوا في الأمصار وإن تفعل تكنفتنة!!
مواقف من حياته
روي أن مالكا كانيقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني موضعا لذلك سألت ربيعةوسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت فلو نهوك قال كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أنيبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منهوقال خلف: دخلت عليه فقلت ما ترى فإذارؤيا بعثها بعض إخوانه يقول: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام في مسجد قداجتمع الناس عليه فقال لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أنيفرقه على الناس فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله (صلىالله عليه وسلم) ثم بكى فقمت عنه.
وروي أن المهدي قدم المدينة فبعث إلىمالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال إن أميرالمؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام فقال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة خير لهم ولو كانوا يعلمون والمال عندي على حاله.
وقدم المهديالمدينة مرة أخرى فبعث إلى مالك فأتاه فقال لهارون وموسى اسمعا منه فبعث إليه فلميجبهما فأعلما المهدي فكلمة فقال يا أمير المؤمنين العلم يؤتى أهله فقال صدق مالكصيرا إليه فلما صارا إليه قال له مؤدبهما اقرأ علينا فقال إن أهل المدينة يقرؤونعلى العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم فإذا أخطئوا أفتاهم فرجعوا إلى المهدي فبعثإلى مالك فكلمه فقال سمعت ابن شهاب يقول جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال وهم ياأمير المؤمنين سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم وسالم وخارجه بن زيد وسليمانبن يسار ونافع وعبد الرحمن بن هرمز ومن بعدهم أبو الزناد وربيعه ويحيى بن سعيد وابنشهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرؤون فقال في هؤلاء قدوة صيروا إليه فاقرؤوا عليهففعلوا.
يروي يحيى ابن خلف الطرسوسي وكان من ثقات المسلمين قال كنت عندمالك فدخل عليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال مالكزنديق اقتلوه فقال يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته قال إنما سمعته منك وعظمهذا القول.
وعن قتيبه قال كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مزينا مكحلامطيبا قد لبس من أحسن ثيابه وتصدر الحلقة ودعا بالمراوح فأعطى لكل منا مروحة.
وعن محمد بن عمر قال كان مالك يأتي المسجد فيشهد الصلوات والجمعة والجنائزويعود المرضى ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس فكان يصلي وينصرفوترك شهود الجنائز ثم ترك ذلك كله والجمعة واحتمل الناس ذلك كله وكانوا أرغب ماكانوا فيه وربما كلم في ذلك فيقول ليس كل أحد يقدر أن يتكلم بعذره.
وكانيجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتيه من قريشوالأنصار والناس، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم قال وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس فيمجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيبإلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه وكان له كاتب قدنسخ كتبهيقال له حبيب يقرأ للجماعة ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا لهوكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا قال ابن وهب سمعت مالكا يقولما أكثر أحد قط فأفلح.
وقيل لمالك لم لا تأخذ عن عمرو بن دينار قال: أتيتهفوجدته يأخذون عنه قياما فأجللت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن آخذهقائما.
ويروى عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر نعم قالالله تعالى{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}(السجدة:12)
وقال جعفر بن عبد الله قال كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله [الرحمن على العرش استوى " كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظرإلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرضاء ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقالالكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعةوأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج]
وفي رواية أخرى قال: الرحمن على العرشاستوى، كما وصف نفسه ولا يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعةأخرجوه.
من كلماته
العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل العلم ينقص بعدالأنبياء والكتب.
والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك حتى أصل إليه إلانزع الله هيبته من صدري.
أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع.
ما تعلمت العلم إلا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس إلي وكذلك كان الناس.
ليس هذا الجدل من الدين بشيء.
لا يؤخذ العلم عن أربعة سفيه يعلنالسفه وإن كان أروى الناس وصاحب بدعة يدعو إلى هواه ومن يكذب في حديث الناس وإن كنتلا أتهمه في الحديث وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به.
صفة الإمام مالك
عن عيسى بن عمر قال ما رأيت قط بياضاولا حمرة أحسن من وجه مالك ولا أشد بياض ثوب من مالك، ونقل غير واحد أنه كان طوالاجسيما عظيم الهامة أشقر أبيض الرأس واللحية عظيم اللحية أصلع وكان لا يحفي شاربهويراه مثله.
وقيل كان أزرق العين، محمد بن الضحاك الحزامي كان مالك نقيالثوب رقيقه يكثر اختلاف اللبوس، و قال أشهب كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنهويسدل طرفها بين كتفيه.
إمام في الحديث
كان الإمام مالك من أئمة الحديث فيالمدينة، يقول يحيى القطان ما في القوم أصح حديثا من مالك كان إماما في الحديث، قالالشافعي قال محمد بن الحسن أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا وسمعت من لفظه أكثر منسبعمائة حديث فكان محمد إذا حدث عن مالك امتلأ منزله وإذا حدث عن غيره من الكوفيينلم يجئه إلا اليسير.
قال ابن مهدي أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالكوالأوزاعي وحماد بن زيد وقال ما رأيت أحدا أعقل من مالك.
محنة الإمام مالك
تعرض الإمام مالك لمحنة وبلاء بسببحسد ووشاية بينه وبين والي المدينة جعفر بن سليمان ويروى أنه ضرب بالسياط حتى أثرذلك على يده فيقول إبراهيم بن حماد أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمليده بالأخرى، ويقول الواقدي لما ولي جعفر بن سليمان المدينة سعوا بمالك إليه وكثرواعليه عنده وقالوا لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بنالأحنف في طلاق المكره أنه لا يجوز عنده قال فغضب جعفر فدعا بمالك فاحتج عليه بمارفع إليه عنه فأمر بتجريده وضربه بالسياط وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه وارتكب منهأمر عظيم فواالله ما زال مالك بعد في رفعة وعلو، وهذه ثمرة المحنة المحمودة أنهاترفع العبد عند المؤمنين وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ويعفو الله عن كثير ومن يردالله به خيرا يصيب منه وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كل قضاء المؤمن خير له وقالالله تعالى{ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكموالصابرين} (محمد:31) وأنزل الله تعالى في وقعه أحد قوله{أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عندأنفسكم}(آل عمران:165) وقال{وما أصابكم من مصيبة فبماكسب أيديكم ويعفو عن كثير} (الشورى:30)
فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظواستغفر ولم يتشاغل بذم من انتقم منه فالله حكم مقسط ثم يحمد الله على سلامة دينهويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له.
تراث الإمام مالك
عني العلماءبتحقيق وتأليف الكتب حول تراث الإمام مالك، وما زال العلماء قديما وحديثا لهم أتماعتناء برواية الموطأ ومعرفته وتحصيله
وفاة الإمام مالك
قال القعنبي سمعتهم يقولون عمر مالكتسعا وثمانين سنة مات سنة تسع وسبعين ومئة وقال إسماعيل بن أبي أويس مرض مالك فسألتبعض أهلنا عما قال عند الموت قالوا تشهد ثم قال{لله الأمر منقبل ومن بعد} (الروم:4)، وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسعوسبعين ومائة فصلى عليه الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس الهاشمي.
هذا الصحابي الجليل….
قصته تملأ نفسي بالعزة والفخر….
وكما قبل ابن الخطاب والصحابة -رضوان الله عليهم-رأسه…
لأقبلن رأسه في الجنة إن شاء الله….
إقرأوا قصته…
إنه الصحابي الجليل :
عبدالله بن حذافة السهمي(رضي الله عنه وأرضاه)
ففي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشاً لحرب الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمي . . .
وكان قيصر عظيم الروم قد تناهت ((بلغته)) إليه أخبار جند المسلمين وما يتحلون به من صدق الإيمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس في سبيل الله .
فأمر رجاله – إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين – أن يبقوا عليه , وأن يأتوه حياً . . . وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيراً في أيدي الروم ؛
فحملوه إلى مليكهم
وقالوا : إن هذا من أصحاب محمد السابقين إلى دينه قد وقع أسيراً في أيدينا ؛ فأ تيناك به . * * * نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلاً
ثم بادره قائلاً :إني أعرض عليك أمراً ,
قال : وما هو ؟
فقال : أعرض عليك أن تتنصر . . . فإن فعلت ؛ خليت سبيلك , وأكرمت مثواك .
فقال الأسير في أنفة وحزم : هيهات . . .إن الموت لأحب إلى ألف مرة مما تدعوني إليه .
فقال قيصر : إني لأراك رجل شهما ً . . . فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقا سمتك في سلطاني.
فتبسم الأسير المكبل(( المقيد )) بقيوده وقال : والله لو أعطيتني جميع ما تملك , وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ((حركة عين )) ما فعلت .
قال :أذن أقتلك .
قال : أنت وما تريد ,
ثم أمر به فصلب , وقال لقناصه -بالرومية – ارموه قريباً من يده , وهو يعرض عليه التنصر فأبى فقال :
ارموه قريبا ً من رجليه , وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى . عند ذلك أمرهم أيكفوا عنه , وطلب إليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب ,
ثم دعا بقدر ٍ عظيمة فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من أسارى المسلمين , فأمر بأحدهما أن يلقي فيها فألقي , فإذا لحمه يتفتت . وإذا عظامه تبدو عارية . .
ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية , فكان أشد إباءً لها من قبل .
فلما يئس منه ؛ أمر به أن يلقى في القدر التي أُلقي فيها صاحباه فلما ذُهب به دمعت عيناه , فقال رجال قيصر لملكهم : أنه قد بكى . . . فظن أنه قد جزع
وقال : ردوه إلى , فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانيه فأباها .فقال : ويحك , فما الذي أبكاك إذا ؟ !
قال : أبكاني أني قلت في نفسي : تلقى الأن في هذا القدر , فذهب نفسك , وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر ٍ أنفسٌ فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله .
فقال له الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك ؟
فقال له عبد الله : وعن جميع المسلمين أيضا ً ؟
قال : وعن جميع المسلمين أيضاً .
قال : عبد الله : فقلت في نفسي : عدو ٌ من أعداء الله , أقبل رأسه فيخلي عني وعن المسلمين جميعا , لا ضير في ذلك على .
ثم دنا منه وقبل رأسه ,
فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين , وأن يدفعو هم إليه , فدفعوا له .
قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وأخبره خبره ؛ فسر به الفاروق أعظم السرور ,
ولما نظر إلى الأسرى
قال : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة . . . وأنا أبدأ بذلك . .
ثم قام وقبل رأسه .
سفيان الثورى
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى , ولد سنة خمس (أو سبع) و تسعين من الهجرة ب الكوفة و توفى ب البصرة سنة احدى و ستين و مائة.
حياته :
كان أبوه من مشاهير المحدثين, فاتجه تلقائيا لدراسة الحديث و طلبه, و عن ذلك يقول: "طلبت العلم فلم تكن لى نية, ثم رزقنى الله بالنية",و شجعته والدته على هذا الاتجاه, فعن وكيع أن والدة سفيان قالت له: "يابنى اطلب العلم و أنا أعولك بمغزلى, و إذا كتبت عشرة أحرف , فانظر هل ترى فى نفسك زيادة فى الخير, فإن لم تر ذلك فلا تتعبن نفسك". و عن يحيى بن يمان قال سفيان:"لما هممت بطلب الحديث و رأيت العلم يدرس, قلت : أى يارب, أنه لابد لى من معيشة, فاكفنى أمر الرزق, وفرغنى لطلبه, فتشاغلت بالطلب فلم أر الا خيرا". و اشتغل بالتجارة و سافر متاجرا , و كان يرى بذلك ليكفى العابد نفسه الاحتياج الى سؤال الناس.وفى ذلك يروى عبد الرازق , أن سفيان سافر الى اليمن متاجرا, فلما حضر من اليمن ذهب اليه ابن عيينه, فسلم عليه ورد وهو متكئ على عصاه, فقال ابن عيينه: يا أبا عبد الله, عاب عليك الناس خروجك الى اليمن , فقال:عابوا غير معيب, طلب الحلال شديد, وخرجت أريده. و لم تكن تجارته فى الغالب تدر الربح الضخم, بل كانت تكفيه مؤونة الوقوف بأعتاب الملوك و سؤال الناس, و يروى عبد الله بن محمد الباهلى: جاء رجل الى الثورى فقال : يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير؟ و كان فى يد سفيان خمسين دينارا. فقال سفيان: اسكت , لولا هذه الدنانير لتمندل (جعلونا كالمناديل فى أياديهم) بنا هؤلاء الملوك. و عن أبو نعيم , قال سفيان: لولا بضاعتنا , لتلاعب بنا هؤلاء.
صدامه مع المنصور :
كان سفيان الثورى يتجنب العمل مع الخلفاء و الولاة, و كثيرا ما دعاه الخليفة أبو جعفر المنصور فكان يرفض, و يقول فى ذلك:"مايريد منى أبو جعفر ؟ فوالله لئن قمت بين يديه لأقولن له: قم من مقامك فغيرك أولى به منك". و يلتقي سفيان بابى جعفر فى منى, فيقول له سفيان:"اتق الله ,فإنما أنزلت هذه المنزلة , و صرت فى هذا الموضع بسيوف المهاجرين و الأنصار و أبناؤهم يموتون جوعا.حج عمر بن الخطاب فما أنفق الا خمسة عشر دينارا, وكان ينزل تحت الشجر.فيقول له المنصور:أتريد أن أكون مثلك؟فيقول له سفيان:لاتكن مثلى, ولكن كن دون ما أنت فيه, وفوق ما أنا فيه.فيقول له المنصور:أخرج. و يحكى عبد الرازق:أخذ أبو جعفر بتلباب الثورى و حول وجهه الى الكعبة فقال: برب هذه البنية أى رجل رأيتنى؟قال: برب هذه البنية , بئس الرجل رأيتك. و بسبب هذا الجفاء المتواصل, و شدة الثورى على أبا حعفر, يأمر أبا جعفر بصلب سفيان الثورى, و لكن يموت المنصور قبل تنفيذ هذا الأمر.
صدامه مع المهدى :
و يحاول المهدى مع سفيان فيما فشل فيه المنصور, فلا يستطيع, فعن يحيى بن يمان يقول: سمعت أبى يقول,سمعت سفيان الثورى يقول:قال لى المهدى:أبا عبد الله , اصحبنى حتى أسير فيكم سيرة العمرين, قال:قلت:أما وهؤلاء جلساؤك فلا,قال:فإنك تكتب الينا حوائجك فنقضيها, قال سفيان:و الله ما كتبت اليك كتابا قط. قال:وقال لى سفيان:إن اقتصرت على خبزك و بقلك , لم يستعبدك هؤلاء.
شيوخه:
مصنفاته :
كتاب الجامع
من أقواله :
قالوا عنه :
المصادر :
الطبري .. صاحب التاريخ
عمر هلسة – هو صاحب التاريخ وأبو التفسير ومن عنده تبلورت فكرة كتابة التاريخ عند العرب وأصبح علماً يضاهي كل العلوم، ولولا ضياع بعض ما كتب لكان مذهبه الإسلامي حاضراً حتى يومنا هذه.
ولد محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب المعروف بالطبري في طبرستان سنة 224ه/838م ولم يبدأ بطلب العلم إلا بعد أن شب ووصل حوالي العشرين من عمره فأكثر الترحال ولقي نبلاء الرجال وسمع من مشايخ عصره وله رحلات إلى العديد من مدن العالم الإسلامي آنذاك وكان من أشهر وأعظم المؤرخين و المفسرين ومن الفقهاء المستنيرين أصحاب الفضل وله أهم مراجع التاريخ والتفسير وبرع أيضاً في علوم القراءات والحديث وبكل ما ارتبط بها من مباحث.
قرأ الطبري القرآن في بيروت على يد العباس بن الوليد وتفقه على الشافعي حتى أصبح من كبار أصحاب الشافعيّة ولكنه انفرد عنها واجتهد خيراً وأطلق مذهباً مستقلا لم يكتب له الدوام لفقدان مدوناته، وتفرق أصحابه وأتباعه، تنقل الطبري بين المدينة المنورة ومصر والري وخراسان واستقر آخر عمره في بغداد.
من أهم كتب الطبري كتاب التفسير وأجمع علماء الدين بكل القرون التي تلت الطبري على عظم قيمة هذا التفسير، وأنه لا غنى عنه لطالب العلم خصوصاً وللأمة عموماً فالطبري بلا منازع هو أبو التفسير وشيخ المفسرين، وعُدَّ تفسيره من أقوم التفاسير وأشهرها، والمرجع الأول للتفسير بالمأثور وله أيضاً تحفة لم يصنع مثلها احد قبله ألا وهو كتاب تاريخ الأمم والملوك والمعروف اليوم باسم تاريخ الطبري والذي جمع به تاريخ كل الأمم السالفة حتى يومه وأخبارهم وحكاياتهم وما وصلنا منهم وعنهم ليكون تجربة انسانية متقدمة في كتابة التاريخ ومن المراجع الأصيلة التي احتفظت بعلو مكانتها لأكثر من ألف عام وبالإضافة للكتابين السابقين ؟أهم كتابين في التفسير والتاريخ- للطبري كتاب ”آداب النفس الجيدة” وكتاب ”الأخلاق النفيسة” وكتاب ”اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام” وكتاب ”فضائل أبي بكر وعمر” رضي الله عنهما وكتابي ”صريح السنة” و”لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام” ووضح بهما مذهبه الذي اختاره وجوّده واحتج له.
تعرض الطبري لمحنة شديدة في أواخر حياته بسبب التعصب المذهبي، فلقد وقعت ضغائن ومشاحنات بين ابن جرير الطبري ورأس الحنابلة في بغداد أبي بكر بن داود أفضت إلى اضطهاد الحنابلة لابن جرير، وكان المذهب الحنبلي في هذه الفترة هو المسيطر على العراق عامة وبغداد خاصة، وتعصب العوام على ابن جرير حتى منعوا الناس من الاجتماع به، وخلطوا بينه وبين أحد علماء الشيعة واسمه متشابه مع ابن جرير، وهو ”محمد بن جرير بن رستم” وكنيته أيضًا أبو جعفر وظل ابن جرير محاصرًا في بيته متعبداً ومؤرخاً وإماماً فاضلاً وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار ومات قبل اتمامه سنة 310ه/922م.
حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 ه = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75ه = 694م) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".
وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بقتل واحد ممن تقاعسوا عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم: "إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".
ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى "رشتقباذ" ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى "ابن الجارود" بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه.
وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81-83 ه = 700-702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل".
وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان.
ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 ه = 702م)، والقضاء على فتنته.
ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85ه = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89-95ه = 707-713م) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن "سر فأنت أمير ما افتتحته"، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها".
وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند.
ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83ه = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.
وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.
ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".
وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95ه = 9 من يونيو 714م).
من مصادر الدراسة:
منقول للفائدة اعذروني
عرار – مصطفى وهبي التل: ولد مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل في مدينة إربد كبرى مدن شمال الأردن ، الموافق 25 أيار 1899 م .
تلقى تعليمه الابتدائي في إربد ، ثم سافر إلى دمشق عام 1912 م
نفي إلى حلب وأكمل دراسته هناك ، حيث حصل على الشهادة الثانوية منها من المدرسة السلطانية .
في أواخر العشرينات درس القانون معتمدا على نفسه ، وتقدم لفحص وزارة العدلية فاجتازه وحصل على إجازة المحاماة عام 1930م.
حياته العملية :
عين معلما في مدرسة الكرك ، ثم حاكما اداريا لثلاث نواحي في الأردن ( وادي السير والزرقاء والشوبك ) .
واستلم مدعي عام السلط ثم عين رئيس تشريفات في الديوان العالي
ثم متصرف للبلقاء ( السلط ) بقي فيه لمدة اربعة أشهر ثم عزل واقتيد إلى سجن المحطة في عمّان .
بعد خروجه من السجن عمل بالمحاماة .
رفض الإنتداب البريطاني ولاقى الكثير من الظلم لمواقفه الوطنية
علاقته بالنور وخرابيشهم والخمر قوية
ودافع عنهم ونصر المظلوم والمضطهد من أبناء شعبه
توفي يوم 24/5/1949م
كان يتقن التركية وتعلم الفرنسية والفارسية .
ترك العديد من الأثار النثرية إلى جانب ديوانه الشعري .
1. عشيات واد اليابس : وهو ديوانه الشعري .
2. بالرفاه والبنين – طلال – مشترك مع خليل نصر .
3. الأئمة في قريش .
4. أوراق عرار السياسية .
5. ترجمة رباعيات عمر الخيام .