|
التصنيف: شخصيات عالمية و عربية
~ إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا ~
|
وُلدت إليزابيث الثانية أو «إليزابيث أليكسندرا ماري» في 21 إبريل 1926م، [1] وهي الملكة الدستورية لستة عشر دولة من مجموع ثلاثة وخمسين من دول الكومنولث التي ترأسها، كما ترأس كنيسة إنجلترا.
وعند تسلمها السلطة في 16 فبراير 1952م، صارت رئيسة الكومنولث وملكة سبعة دول مستقلة أعضاء في الكومنولث، وهي: المملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجنوب إفريقيا، والباكستان، وسيلان. وحفل تتويجها في العام التالي كان الأول من نوعه حيث بث عبر شاشات التليفزيون. ومنذ عام 1956م حتى 1992م، تراوح عدد الممالك التابعة لها؛ حيث حصلت بعض الأراضي على استقلالها، والبعض الآخر من الممالك تحول إلى جمهوريات. فاليوم، بجانب أول أربع دول من القائمة المذكورة سابقا، صارت ملكة جامايكا، وباربادوس، والبهاما، وجرينادا، وبابوا، وجزر سليمان، وتوفالو، وسانت لوسيا، وسانت فنسنت والجرينادين، وبليز، وأنتيغوا وباربودا، وسانت كيتس ونيفيس. والملكة إليزابيث الثانية أطول ملوك بريطانيا عمراً، وصاحبة أطول فترة حكم على مستوى الجنسين في بريطانيا، بعد جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا. وُلدت إليزابيث في لندن وتلقت تعليما خاصا في منزلها. ارتقى والدها، جورج السادس، عرش إنجلترا بعدما تنازل له شقيقه إدوارد الثامن عنه في عام 1936م، ومنذ ذلك الحين صارت إليزابيث الوريث المفترض للعرش. ومن هنا، أخذت إليزابيث الواجبات العامة على عاتقها أثناء الحرب العالمية الثانية؛ حيث انضمت هناك للعمل في الخدمة الإقليمية الاحتياطية. وفي عام 1947م، تزوجت الملكة إليزابيث من الأمير فيليب، دوق إدنبره، وأنجبت منه أطفالها الأربعة: الأمير تشارلز، أمير ويلز؛ والأميرة آن؛ والأمير أندرو،دوق يورك؛ وأخيرا الأمير إدوارد، إيرل وسكس. ومن ضمن الزيارات التاريخية العديدة التي قامت بها إليزابيث والاجتماعات التي عقدتها، زيارة رسمية إلى جمهورية أيرلندا، وأول زيارة رسمية من الرئيس الأيرلندي إلى بريطانيا العظمى، بالإضافة إلى زيارات متبادلة من وإلى البابا. وقد شهدت أيضا تغيرات دستورية كبرى؛ كانتقال السلطة في المملكة المتحدة، والتوطين الكندي، وإنهاء الاستعمار في إفريقيا. وقد حكمت إليزابيث أيضاَ من خلال مختلف الحروب والصراعات الداخلية فيها العديد من ممالكها. ومن أسعد الأوقات في حياة الملكة إليزابيث كانت أيام ميلاد وزواج أولادها وأحفادها، وتنصيب الأمير تشارلز على ولاية ويلز، والاحتفال بأهم الإنجازات والأحداث التاريخية كمناسبة اليوبيل الفضي والذهبي والماسي في عام 1977م، 2022م، 2022م على التوالي. أما عن لحظات الحزن والأسى فكانوا، لحظة موت أبيها عن عمر يناهز ال56 عاما، واغتيال عم الأمير فيليب،اللورد لويس مونتباتن، وانهيار زواج أبنائها في عام 1992م، ذلك العام الذي يُطلق عليه العام المشؤوم، ووفاة الأميرة ديانا، أميرة ويلز والزوجة الأولى للأمير تشارلز، أيضا وفاة والدتها و شقيقتها في عام 2022م. وأحيانا كانت تواجه الملكة رد فعل الجمهور وآرائهم، بالإضافة إلى انتقادات صحفية لاذعة للعائلة المالكة، ولكن لا يزال الدعم للنظام الملكي ولشعبيتها قويا. |
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
*أنطوني فان ليفينهوك* من يكون؟؟؟ أنطوني فان ليفينهوك (1632م – 1723م ) عالم هولندي عاش قرابة 91 سنة، تاريخ ميلاده ووفاته هو نفس تاريخ ميلاد وممات السير كريستوفر رن، وكان عالماً طبياً. بدأ مهنته كاهناً بسيطاً في أحد بيوت أمستردام، وبدأ حياته العملية كاتباً متواضعاً في أحد المستودعات الهولندية في أمستردام. ومعظم اكتشافاته كانت تتعلق بالجسم البشري، وقد تمت من خلال استخدامه الماهر للمجهر (الميكروسكوب)، ومراقباته وملاحظاته الدقيقة المعقَّدة. حياته سيرته الذاتية إكتشافه للميكروب مسيرته العلمية |
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
منورة القسم روز
كيفكن يا أعضاء وزوار المدونة الكرام ان شاء الله بخير ارجوا ان تكونوا في تمام الصحة وعافية انا اليوم سوف اضع بين ايدكم شخصية فريدة من نوعها وانا متأكدة انها ستعجبكم انا كنت حابة احبه من زماان ولكن ظرووف
غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية برجوازية، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه .
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت[1]، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهمّ الروائيين والروائيات العرب. ويعتبرها بعض النقاد الكاتبة العربية الأهم حتى من نجيب محفوظ.
رغم وجود الاشارة إلى الجنس في أدب غادة السمان إلا أنه يشهد لها أنه دوما في خدمة السياق الروائي والبعد الدرامي للشخصيات والاستخدام الرمزي للاحداث ولم تنزلق أبدا إلى تقديم أدب إباحي كذلك الذي صارت بعض الكاتبات يكتبنه لاحقا من أجل الشهرة والرواج. مثال على ذلك، العجزالذي يصيب بطل "ليلة المليار" المثقف هو رمز درامي كثيف لعجز المثقفين العرب عموما في مواجهة أزمات الأنظمة وانهيار الحلم العربي الجميل. تزوجت غادة في أواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة وأنجبت ابنها الوحيد حازم الذي أسمته تيمنا باسم أحد ابطالها في مجموعة ليل الغرباء. كان زواجهما آنذاك بمثابة الصدمة أو ما سمي بلقاء الثلج والنار، لما كان يبدو من اختلاف في الطباع الشخصية، كان بشير الداعوق سليل أسرة الداعوق البيروتية العريقة بعثي الانتماء ولا يخفي ذلك وظل كذلك إلى وفاته في 2022 – أما انتماء غادة الوحيد فقد كان للحرية كما تقول دوما. لكن زواجهما استمر وقد برهنت غادة على أن المراة الكاتبة المبدعة يمكن أيضا أن تكون زوجة وفية تقف مع زوجها وهو يصارع السرطان حتى اللحظة الأخيرة من حياته. أنشئت دار نشرها الخاص بها وأعادت نشر معظم كتبها وجمعت مقالاتها الصحفية في سلسة اطلقت عليها " الاعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الآن- ولديها تسعة كتب في النصوص الشعرية. يضم أرشيف غادة السمان غير المنشور والذي أودعته في أحد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" ولأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقدالستينات فإنه من المتوقع أن تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع أيضا أن تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لإخفائها آنذاك!!! بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادة في أواسط الستينات. من الأسماء الأخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الراحل كمال ناصر.
–مجموعة " الأعمال غير الكاملة " 1 – زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5. 2- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3. 3- السباحة في بحيرة الشيطان – 1979- عدد الطبعات 5. -المجموعات القصصية 1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9. 2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8. -الروايات الكاملة 1- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5. 2- كوابيس بيروت – 1976- عدد الطبعات 6. 1- حب- 1973 – عدد الطبعات9. 2- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9. –مجموعة أدب الرحلات 1- الجسد حقيبة سفر 2- غربة تحت الصفر الكتب التي صدرت عن حياة غادة السمان 1-غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977. 2-غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
اتمنى انو الموضوع اينال اعجابكم وانا على قد الامكان حاولت اني اختصر لا تنسو لايك+رد +تقييم نلتقي في موضوع اخر
|
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
ستيفن كينغ من الشخصيات
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
عز الدين القسام
والد الشيخ القسام هو عبد القادر مصطفى القسام من المشتغلين بالتصوف وعلوم الشريعة . ومن ذلك نشأ في بيت علم وتقى قد رُبى وتعلم في زاوية الإمام الغزالي وعمل في مدرسة " كُتاب " درّس فيها أبناء القرية أصول القراءة وحفظ القرآن الكريم ثم اشتغل لفترة مستنطقاً في المحكمة الشرعية .
سافر الشيخ المجاهد عز الدين القسام لمصر للأزهر طلباً للعلم وهناك كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده واستمرت دراسته في الأزهر عشر سنوات .
عاد الشيخ عز الدين القسام إلى سوريا عام 1906 بعد أن نال الشهادة الأهلية وأخذ يدرس العلوم الأدبية والقراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم لأطفال القرية وتولى خطابة الجمعة في مسجد المنصوري فدب في القرية حماس ديني شديد فكانت شوارعها تُرى مقفرة إذا أذن لصلاة الجمعة، وبنشاطه في الدعوة والتعليم ذاع صيته وانتشر اسمه .
واصبح موئلاً ومقصداً ، وكان في سيرته الشخصية مثال الفضيلة والكمال ، لا ينهى عن خلق ويأتي مثله ، ولا يدعو إلى طريق إلا ويكون أول سالك له ، فكثر اتباعه ومريدوه وعظم شأنه وذاع صيته .
جهاده:
في 27 أيلول 1918 أعلن جمال باشا انسحاب الدولة العثمانية جيشاً وحكومة من سوريا وفي مطلع تشرين الأول 1918 دخلت جيوش الحلفاء دمشق .
في العام 1919 تألفت العصابات الثورية في سوريا بعد قيام فرنسا بتقسيم المنطقة إلى عدة أقسام ، وكانت العصابات الثورية تعمل تحت قيادات متباينة وفي مناطق مختلفة وهذه العصابات هي :
عصابة إبراهيم هنانو
عصابة الشيخ صالح العلي
عصابة صبحي بركات
عصابة عمر البيطار وعز الدين القسام
دور الشيخ عز الدين القسام في الثورة : _
خلال الحرب العالمية الأولى " 1914 _ 1918 " أخذ القسام يعطي الدروس التحريضية تمهيداً لإعلان الثورة، و عندما نادي المنادي للجهاد وكان القسام أول من لبى و أجاب ، فانضم إلى عصابة عمر البيطار في قرية شير القاق من جبال صهيون ، وانتظم في عداد رجالها وتقلد السلاح جنديا في خدمة الإسلام ، وكان معه طائفة من مريديه واتباعه الذين علمهم وهذبهم .
فاندلاع الثورة في جبال صهيون كان من نتائج دعاياته وفي هذه المنطقة قاوم القسام أشد مقاومة وكان أول من رفع راية المقاومة لفرنسا وأول من حمل السلاح في وجهها . كما كان في طليعة المجاهدين واستمر هو وإخوانه حوالي سنة في مقارعة الفرنسيين " 1919 _ 1920 " .
محاولة الفرنسيين اقناع القسام بترك الثورة : _
لقد نجح الاحتلال الفرنسي في جر صبحي بركات إلى شباكهم، وحاولت أن تقنع الشيخ عز الدين القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته، فأرسل الاحتلال إليه زوج خالته فوعده باسم السلطة أن توليه القضاء وإن تجزل له العطاء في حال موافقته على الرجوع والتخلي عن جهاده فرفض الشيخ القسام العرض وعاد رسول الفرنسيين من حيث أتى .
الحكم عليه بالإعدام هو ورفاقه : _
ونتيجة لإصراره على خط الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي في اللاذقية وعلى مجموعة من اتباعه بالإعدام " فلم يزده ذلك إلا مضاء وإقداما " وطارده الفرنسيون فقصد دمشق وفي العام 1920 غادر القسام دمشق بعد أن احتلها الفرنسيون قاصداً فلسطين ليبدأ في تأسيس حركته الجهادية ضد البريطانيين والصهيونيين .
الشيخ القسام في فلسطين : _
بعد أن قدم الشيخ القسام إلى حيفا بدأ في الأعداد النفسي للثورة وجعل القسام من دروسه في المسجد التي تقام عادة بين الصلوات المفروضة ، وسيلة لإعداد المجاهدين وصقل نفوسهم وتهيئتها للقتال في سبيل الله ، معتمدا اختيار الكيفية دون الكمية ، وكان للشيخ القسام حلقات درس يُعلم فيها المسائل الدينية، ولكنه كان أكثر المشايخ تطرقا لضرورة الجهاد ولمنع الصهيونية من أن تحقق أحلامها في بناء وطن قومي على أرض فلسطين ، وكان يركز على الاستعمار البريطاني وعلى الصهيونية ، ولقد استجوبته السلطات البريطانية لعدة مرات ، ولما كان له شعبية كبيرة كانت الحكومة تتجنب اعتقاله ، وكان من نتيجة وطنية الشيخ ودعوته للجهاد أن التف حوله جماعة من الرجال دفعتهم الوطنية والإيمان .
وكان الشيخ يجلس مع رفاقه بعد صلاة الفجر في حلقة صغيرة يتحدث الشيخ عن فضائل الجهاد في الإسلام وثواب الاستشهاد في الآخرة .
استغل الشيخ القسام ثورة البراق وأخذ يدعو في خطبه العرب و المسلمين إلى التصدي لكل من الإنجليز والصهيونية الحاقدة .
وكان يُذكّر الناس بالشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ويحث الناس على الجهاد باستمرار .
تأسيس جمعية الشبان المسلمين ونشاط القسام فيها:
أسس الشيخ القسام هو وصديقه رشيد الحاج إبراهيم رئيس فرع البنك العربي في المدينة فرع لجمعية الشبان المسلمين . وكان ذلك في شهر أيار من عام 1928م .
وكان الشيخ القسام يزور القرى المجاورة والمدن ويدعو فيها للجهاد وفي ذلك كان يختار القسام العناصر الطليعية للتنظيم وبدأت عصبة القسام السرية تنسج خيوطها الأساسية في عام 1925م ولكن العصبة لم تبدأ عملها الجهادى إلا بعد العام 1929 م .
وكان الأسلوب الذي اتبعة القسام في تنظيم الأفراد يعتمد على مراقبته المصلين وهو يخطب على المنبر ، ثم يدعو بعد الصلاة من يتوسم به الخير لزيارته ، وتتكرر الزيارات حنى يقنعه بالعمل لإنقاذ فلسطين ضمن مجموعات سرية لا تزيد عن خمسة أفراد ثم اتسعت المجموعات لتضم 9 أفراد ، وكان يشرف على الحلقة الواحدة نقيب يتولى القيادة والتوجيه، ويدفع كل عضو مبلغاً لا يقل عن عشرة قروش شهرياً .
خطبة القسام الأخيرة في حيفا :-
وقف للمرة الأخيرة خطيبا في جامع الاستقلال في حيفا "وخطب في جمع من المصلين وفسر لهم الاية الكريمة :" ألا تقاتلون قوما نكثوا إيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة . أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" (التوبة 13-14) " وكان في صوته تهدج وحماسة وفي نبراته رنين ألم ممض، وفي عينيه بريق من بأس وقوة" وقال أيها الناس : لقد علمتكم أمور دينكم، حتى صار كل واحد منكم عالما بها، وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد، ألا هل بلغت؟اللهم فاشهد: فإلى الجهاد أيها المسلمون، إلى الجهاد أيها المسلمون .
وما أن أنهي خطابه حتى كان الحاضرون قد أجهشوا بالبكاء واقبلوا على يديه يقبلونهما وعاهدوه على القتال في سبيل الله . وبعد ساعة من إلقاء الخطبة أخذت السلطة تفتش عن الشيخ القسام للقبض عليه ومحاكمته ولكنه كان قد ودع أهله وعشيرته ، وحمل بندقيته وذهب وصحبه إلى الجبال ليجاهدوا وليستشهدوا .
ويذكر أن سيارة كانت تنتظره خارج المسجد ولم يشاهد مرة أخرى بحيفا بعد ركوبه فيها .
حادثة الاستشهاد :-
غادر الشيخ القسام مع مجموعة من المجاهدين حيفا متجهاً إلى يعبد ، وكان يتعقبهم مجموعة من عملاء البريطانيين إلى أن عرفوا مكان استقرار الشيخ و رفاقه، فحاصرهم البوليس الإنجليزي يوم 20/11/1935م وكان يقدر عدد أفراد البوليس ب 150 فردا من الشرطة العرب والإنجليز وحلق القائد البريطاني فوق موقع الشيخ ورفاقه "في أحراش يعبد" في طائرته وعندها عرف القسام أن البوليس قادم لا محالة … عندها أعطى الشيخ لاتباعه أمرين :-
عدم الخيانة حتى لا يكون دم الخائن مباحا .
عدم إطلاق النار بأي شكل من الأشكال على أفراد الشرطة العرب، بل إطلاق النار باتجاه الإنجليز . وكان الضباط الإنجليز قد وضعوا البوليس العربي في ثلاثة مواقع أمامية ولم يكن هؤلاء عارفين بحقيقة الجهة التي أُحضروا إليها وحقيقة الجماعة التي يطاردونها .
اتخذت المعركة بين الطرفين شكل عراك متنقل ، وساعدت كثافة الأشجار على تنقل أفراد الجماعة من موقع إلى آخر و استمرت حتى الساعة العاشرة صباحاً . و كان الشيخ من الفعالين في القتال ، فقد حارب ببندقية و مسدس بالتناوب ، في الوقت التي كانت شفتاه تتفوهان بالدعاء … ورغم المقاومة الباسلة التي أبداها الشيخ ورفاقه ، فقد كانت نتيجة المعركة استشهاد الشيخ و اثنان من رفاقه .
وبعد انتهاء المعركة ، تعمد قائد البوليس الإنجليزي أهانة جثة الشهيد القسام و يقال أنه داس على رقبته .
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
المعرّي هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان. ولد في معرّة النعمان في شمال سوريا سنة ثلاث وستين وثلاثمائة هجرية (973 ميلادية) وفي الرابعة من عمره أصيب بالجدري وفقد بصره. درس على أبيه الذي مات وهو في الرابعة عشرة من عمره، فرحل إلى حلب حيث كانت الحركة الثقافية التي ازدهرت في ظل سيف الدولة لاتزال نشيطة، ومن حلب إلى أنطاكية، وكانت لاتزال تدافع عما بقي لها من تراثها البيزنطي، ومن أنطاكية توجّه إلى طرابلس الشام، ومرّ باللاذقية فأخذ عن بعض الرهبان ما وجده عندهم من علوم اليونان وآرائهم الفلسفية.
في عام 398 هجرية رحل إلى بغداد حيث مكث عامين عاد بعدهما إلى معرّه النعمان ليجد أمه قد لحقت بأبيه فاعتزل الناس إلاّ خاصة طلاّبه وخادمه الذي كان يتقاسم معه دخله السنوي وهو ثلاثون دينارًا كان يستحقها من وقف. ورحل المعري سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجرية .
خط سير مفصّل 2
نشأ "أبو العلاء المعري" في أسرة مرموقة تنتمي إلى قبيلة "تنوخ" العربية، التي يصل نسبها إلى "يَعرُب بن قحطان" جدّ العرب العاربةويصف المؤرخون تلك القبيلة بأنها من أكثر قبائل العرب مناقب وحسبًا، وقد كان لهم دور كبير في حروب المسلمين، وكان أبناؤها من أكثر جند الفتوحات الإسلامية عددًا، وأشدهم بلاءً في قتال الفرس.
وُلد أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في بلدة "معرَّة النعمان"
ونشأ في بيت علم وفضل ورياسة متصل المجد، فجدُّه "سليمان بن أحمد" كان قاضي "المعرَّة"، وولي قضاء "حمص"، ووالده "عبد الله" كان شاعرًا، وقد تولى قضاء المعرَّة وحمص خلفًا لأبيه بعد موته، أمَّا أخوه الأكبر محمد بن عبد الله (355 – 430ه = 966 – 1039م) فقد كان شاعرًا مُجيدًا، وأخوه الأصغر "عبد الواحد بن عبد الله" (371 – 405ه = 981 – 1014م) كان شاعرًا أيضًا.
وعندما بلغ أبو العلاء الثالثة من عمره أُصيب بالجدري، وقد أدَّى ذلك إلى فقد بصره في إحدى عينيه، وما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد ذلك.ولكن هذا البلاء على قسوته، وتلك المحنة على شدتها لم تُوهِن عزيمته، ولم تفُتّ في عضده، ولم تمنعه إعاقته عن طلب العلم، وتحدي تلك الظروف الصعبة التي مرَّ بها، فصرف نفسه وهمته إلى طب العلم ودراسة فنون اللغة والأدب والقراءة والحديث.فقرأ القرآن على جماعة من الشيوخ، وسمع الحديث عن أبيه وجدِّه وأخيه الأكبر وجدَّتِه "أم سلمة بنت الحسن بن إسحاق"، وعدد من الشيوخ، مثل: "أبي زكريا يحيى بن مسعر المعري"، و"أبي الفرج عبد الصمد الضرير الحمصي"، و"أبي عمرو عثمان الطرسوسي".وتلقَّى علوم اللغة والنحو على يد أبيه وعلى جماعة من اللغويين والنحاة بمعرَّة النعمان، مثل: "أبي بكر بن مسعود النحوي"، وبعض أصحاب "ابن خالوية".وكان لذكائه ونبوغه أكبر الأثر في تشجيع أبيه على إرساله إلى "حلب" – حيث يعيش أخواله – ليتلقى العلم على عدد من علمائها، وهناك التقى بالنحوي "محمد بن عبد الله بن سعد" الذي كان راوية لشعر "المتنبي"، ومن خلاله تعرَّف على شعر "المتنبي" وتوثقت علاقته به.ولكن نَهَم "أبي العلاء" إلى العلم والمعرفة لم يقف به عند "حلب"، فانطلق إلى "طرابلس" الشام؛ ليروى ظمأه من العلم في خزائن الكتب الموقوفة بها، كما وصل إلى "أنطاكية"، وتردد على خزائن كتبها ينهل منها ويحفظ ما فيها.وقد حباه الله تعالى حافظة قوية؛ فكان آية في الذكاء المفرط وقوة الحافظة، حتى إنه كان يحفظ ما يُقرأ عليه مرّة واحدة، ويتلوه كأنه يحفظه من قبل، ويُروى أن بعض أهل حلب سمعوا به وبذكائه وحفظه – على صغر سنه – فأرادوا أن يمتحنوه؛ فأخذ كل واحد منهم ينشده بيتًا، وهو يرد عليه ببيت من حفظه على قافيته، حتى نفد كل ما يحفظونه من أشعار، فاقترح عليهم أن ينشدوه أبياتًا ويجيبهم بأبيات من نظمه على قافيتها، فظل كل واحد منهم ينشده، وهو يجيب حتى قطعهم جمعيًا.
عاد "أبو العلاء" إلى "معرة النعمان" بعد أن قضى شطرًا من حياته في "الشام" يطلب العلم على أعلامها، ويرتاد مكتباتها.وما لبث أبوه أن تُوفي، فامتحن أبو العلاء باليُتم، وهو ما يزال غلامًا في الرابعة عشرة من عمره، فقال يرثي أباه:
أبي حكمت فيه الليالي ولم تزل
رماحُ المنايا قادراتٍ على الطعْنِ
مضى طاهرَ الجثمانِ والنفسِ والكرى
وسُهد المنى والجيب والذيل والرُّدْنِ
وبعد وفاة أبيه عاوده الحنين إلى الرحلة في طلب العلم، ودفعه طموحه إلى التفكير في الارتحال إلى بغداد، فاستأذن أمه في السفر، فأذنت له بعد أن شعرت بصدق عزمه على السفر، فشد رحاله إليها عام (398ه = 1007م).
واتصل "أبو العلاء" في بغداد بخازن دار الكتب هناك "عبد السلام البصري"، وبدأ نجمه يلمع بها، حتى أضحى من شعرائها المعدودين وعلمائها المبرزين؛ مما أثار عليه موجدة بعض أقرانه ونقمة حساده، فأطلقوا ألسنتهم عليه بالأقاويل، وأثاروا حوله زوابع من الفتن والاتهامات بالكفر والزندقة، وحرّضوا عليه الفقهاء والحكام، ولكن ذلك لم يدفعه إلى اليأس أو الانزواء، وإنما كان يتصدى لتلك الدعاوى بقوة وحزم، ساخرًا من جهل حساده، مؤكدًا إيمانه بالله تعالى ورضاه بقضائه، فيقول تارة:
غَرِيَتْ بذمِّي أمةٌ
وبحمدِ خالقِها غريتُ
وعبدتُ ربِّي ما استطع
تُ، ومن بريته برِيتُ
ويقول تارة أخرى:
خُلِقَ الناسُ للبقاء فضلَّت
أمةٌ يحسبونهم للنفادِ
إنما ينقلون من دار أعما
لٍ إلى دار شقوة أو رشادِ
ولم يكن أبو العلاء بمعزل عن المشاركة في الحياة الاجتماعية والفكرية في عصره؛ فنراه يشارك بقصائده الحماسية في تسجيل المعارك بين العرب والروم، كما يعبر عن ضيقه وتبرمه بفساد عصره واختلال القيم والموازين فيه، ويكشف عن كثير مما ظهر في عصره من صراعات فكرية ومذهبية، كما يسجل ظهور بعض الطوائف والمذاهب والأفكار الدينية والسياسية.
وقد عرف له أهل بغداد فضله ومكانته؛ فكانوا يعرضون عليه أموالهم، ويلحُّون عليه في قبولها، ولكنه كان يأبى متعففًا، ويردها متأنفًا، بالرغم من رقة حالة، وحاجته الشديدة إلى المال، ويقول في ذلك:
لا أطلبُ الأرزاقَ والمو
لى يفيضُ عليَّ رزقي
إن أُعطَ بعضَ القوتِ أع
لم أنَّ ذلك فوق حقي
وكان برغم ذلك راضيًا قانعًا، يحمد الله على السراء والضراء، وقد يرى في البلاء نعمة تستحق حمد الخالق عليها فيقول:
"أنا أحمد الله على العمى، كما يحمده غيري على البصر".
لم يطل المقام بأبي العلاء في بغداد طويلاً؛ إذ إنه دخل في خصومة مع "المرتضي العلوي" أخي "الشريف الرضي"، بسبب تعصب "المعري" للمتنبي وتحامل المرتضي عليه؛ فقد كان أبو العلاء في مجلس المرتضي ذات يوم، وجاء ذكر المتنبي، فتنقصه المرتضي وأخذ يتتبع عيوبه ويذكر سرقاته الشعرية، فقال أبو العلاء: لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قصيدته: "لك يا منازل في القلوب منازل" لكفاه فضلاً.
فغضب المرتضي، وأمر به؛ فسُحب من رجليه حتى أُخرج مهانًا من مجلسه، والتفت لجلسائه قائلاً: أتدرون أي شيء أراد الأعمى بذكر تلك القصيدة؟ فإن للمتنبي ما هو أجود منها لم يذكره. قالوا: النقيب السيد أعرف! فقال: إنما أراد قوله:
وإذا أتتك مذمَّتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأنِّي كامل
وفي تلك الأثناء جاءت الأخبار إلى أبي العلاء بمرض أمه، فسارع بالرجوع إلى موطنه بعد نحو عام ونصف العام من إقامته في بغداد.
غادر أبو العلاء بغداد في (24 من رمضان 400 ه = 11 من مايو 1010م)، وكانت رحلة العودة شاقة مضنية، جمعت إلى أخطار الطريق وعناء السفر أثقال انكسار نفسه، ووطأة همومه وأحزانه، وعندما وصل أبو العلاء إلى بلدته كانت هناك مفاجأة قاسية في انتظاره.. لقد تُوفِّيت أمه وهو في طريق عودته إليها.ورثاها أبو العلاء بقصيدة تقطُر لوعة وحزنًا، وتفيض بالوجد والأسى. يقول فيها:
لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت
أسباب دنياكِ من أسباب دنيانا
ولزم داره معتزلاً الناس، وأطلق على نفسه "رهين المحبسين"، وظلَّ على ذلك نحو أربعين عامًا، لم يغادر خلالها داره إلا مرة واحدة، عندما دعاه قومه ليشفع لهم عند "أسد الدولة بن صالح بن مرداس" – صاحب حلب – وكان قد خرج بجيشه إلى "المعرة" بين عامي (417،418ه = 1026،1027م)؛ ليخمد حركة عصيان أهلها، فخرج أبو العلاء، متوكئا على رجُل من قومه، فلما علم صالح بقدومه إليه أمر بوقف القتال، وأحسن استقباله وأكرمه، ثم سأله حاجته، فقال أبو العلاء:
قضيت في منزلي برهةً
سَتِير العيوب فقيد الحسد
فلما مضى العمر إلا الأقل
وهمَّ لروحي فراق الجسد
بُعثت شفيعًا إلى صالح
وذاك من القوم رأي فسد
فيسمع منِّي سجع الحمام
وأسمع منه زئير الأسد
فقال صالح: بل نحن الذين تسمع منَّا سجع الحمام، وأنت الذي نسمع منه زئير الأسد. ثم أمر بخيامه فوضعت، ورحل عن "المعرة".
وكان أبو العلاء يأخذ نفسه بالشدة، فلم يسع في طلب المال بقدر ما شغل نفسه بطلب العلم، وهو يقول في ذلك:
"وأحلف ما سافرت أستكثر من النشب، ولا أتكثر بلقاء الرجال، ولكن آثرت الإقامة بدار العلم، فشاهدت أنفس مكان لم يسعف الزمن بإقامتي فيه".ويُعدُّ أبو العلاء من أشهر النباتيين عبر التاريخ؛ فقد امتنع عن أكل اللحم والبيض واللبن، واكتفى بتناول الفاكهة والبقول وغيرها مما تنبت الأرض.وقد اتخذ بعض أعدائه من ذلك المسلك مدخلاً للطعن عليه وتجريحه وتسديد التهم إليه، ومحاولة تأويل ذلك بما يشكك في دينه ويطعن في عقيدته.وهو يبرر ذلك برقة حاله وضيق ذات يده، وملاءمته لصحته فيقول:
"ومما حثني على ترك أكل الحيوان أن الذي لي في السنة نيِّفٌ وعشرون دينارًا، فإذا أخذ خادمي بعض ما يجب بقي لي ما لا يعجب، فاقتصرت على فول وبلسن، وما لا يعذب على الألسن.. ولست أريد في رزقي زيادة ولا لسقمي عيادة".
وعندما كثر إلحاح أهل الفضل والعلم على أبي العلاء في استزارته، وأبت به مروءته أن يرد طلبهم أو يقطع رجاءهم، وهم المحبون له، العارفون لقدره ومنزلته، المعترفون بفضله ومكانته؛ فتح باب داره لا يخرج منه إلى الناس، وإنما ليدخل إليه هؤلاء المريدون.فأصبح داره منارة للعلم يؤمها الأدباء والعلماء، وطلاب العلم من كافة الأنحاء، فكان يقضي يومه بين التدريس والإملاء، فإذا خلا بنفسه فللعبادة والتأمل والدعاء.وكما لم تلن الحياة لأبي العلاء يومًا في حياته، فإنها أيضًا كانت قاسية عند النهاية؛ فقد اعتلّ شيخ المعرَّة أيامًا ثلاثة، لم تبق من جسده الواهن النحيل إلا شبحًا يحتضر في خشوع وسكون، حتى أسلم الروح في (3 من ربيع الأول 449ه = 10 من مايو 1057م) عن عمر بلغ 86 عامًا.
وقد ترك أبو العلاء تراثًا عظيمًا من الشعر والأدب والفلسفة، ظل موردًا لا ينضب للدارسين والباحثين على مر العصور، وكان له أكبر الأثر في فكر وعقل كثير من المفكرين والعلماء والأدباء في شتى الأنحاء، ومن أهم تلك الآثار:
– رسالة الغفران: التي ألهبت خيال كثير من الأدباء والشعراء على مَرِّ الزمان، والتي تأثر بها "دانتي" في ثُلاثيته الشهيرة "الكوميديا الإلهية".
– سقط الزند: وهو يجمع شعر أبي العلاء في شبابه، والذي استحق به أن يوصف بحق أنه خليفة المتنبي.
– لزوم ما لا يلزم (اللزوميات)، وهو شعره الذي قاله في كهولته، وقد أجاد فيه وأكثر بشكل لم يبلغه أحد بعده، حتى بلغ نحو (13) ألف بيت.
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
سنة 1881، و بعد تخرجه في المدرسة الطبية بلندن انشغل فلمنج في دراسات
التعقيم. وعندما التحق بالجيش في الحرب العالمية الأولى ، كان مهتما بالجروح و
العدوى ، و لاحظ ان الكثير من المطهرات توذى خلايا الجسم أكثر مما توذيها الميكروبات نفسها. ولذلك ايقن ان الذى تحتاج اليه هو مادة تقضى على البكتيريا،
وفي نفس الوقت لا توذى خلايا الجسم. و في سنة 1922 بعد نهاية الحرب ،
ذهب إلى معمله يستكمل دراساته و اهتدى إلى مادة اطلق عليها اسم ليسوزيم هذه المادة يفرزها الجسم الانسانى، و هى خليط من اللعاب و الدموع ، و هى لا توذى خلايا الجسم ، و هى تقضى على بعض الميكروبات ، و لكن مع الاسف لا تقضى
على الميكروبات الضارة بالانسان. وعلى الرغم من طرافة هذا الاكتشاف فانه لم يكن شيئا عظيما. اما اكتشافه العظيم فقد حدث في سنة 1928 ، فقد تعرضت احدى مزارع البكتريا للهواؤ و تسممت. و لاحظ فلمنج ان البكنتريا تذوب حول
الفطريات في المزرعة التى اعدها في المعمل. و استنتج من ذلك ان البكتريا
تفرز مادة حول الفطريات ، و ان هذه المادة قاتلة للبكتريا العنقودية. هذه المادة اطلق عليها اسم البنسلين اى العقار المستخلص من العفونة و ان هذه المادة ليست سامة للانسان او الحيوان.
و نشرت نتائج ابحاث فلمنج سنة 1929 و لم تلفت النظر أول الامر . و اعلن فلمنج ان هذا الاكتشاف من الممكن ان تكون له فوائد طبية خطيرة . و لم يستطع ان يبتكر طريقة لاستخلاص هذه المادة او تنقيتها. و ظل هذا العقار السحرى عشر سنوات دون ان يستفيد منه احد.
و اخيرا في سنة 1930 قرأ اثنان من الباحثين البريطانيين هما هوارد فلورى و ارنست تشين ما كتبه فلمنج عن اكتشافه الخطير ، و اعاد الاثنان نفس التجارب و جربا هذه المادة على حيوانات المعمل. وفي سنة 1941 استخدما البنسلين على المرضى. واثبتت تجاربهما ان هذا العقار الجديد في غاية الاهمية.
و بمساعدة من حكومتى أمريكا و بريطانيا تسابقت الشركة الطبية على استخلاص مادة البنسلين بكميات ضخمة. وتوصلت هذه الشركات إلى طرق اسهل لاستخلاص المادة السحرية و انتاج كميات هائلة و طرحها في الاسواق.
و استخدم البنسلين أول الامر لعلاج مرضى الحرب … و في سنة 1944 اصبح في متناول المدنيين في بريطانيا و أمريكا ، وعندما انتهت الحرب في سنة 1945 اصبح البنسلين في خدمة الجميع.
و قد ادى اكتشاف البنسلين إلى استخدام الكثير من المضادات الحيوية و اكتشاف
عقاقير سحرية اخرى. ولايزال البنسلين أكثر العقاقير انتشارا حتى يومنا هذا.
و ترجع خطورة البنسلين حتى الان إلى انه بفيد في عدد كبير متنوع من الاغراض الطبية. فيستخدم في علاج الزهرى و السيلان و الحمى القرمزيةو الدفتريا و التهابات المفاصل و الالتهاب الرئوى و تسمم الدم و امراض العظام و السل و الغرغرينة و غيرها.
ولا خوف من الاسراف في استخدام البنسلين ، و ان كان هناك عدد قليل جدا من الناس لديهم حساسية ضد استخدامه .
و لان البنسلين قد انقذ حياة ملايين الارواح و سوف يفعل ذلك في المستقبل ، اصبح الكسندر فلمنج شخصية هامة في التاريخ الانسانى.
و ان كان بعض المؤرخين يرون ان دور الاطباء الذين نجحوا في تبسيط وسائل استخلاص البنسلين لا يقل اهمية عن المكتشف نفسه ، الا ان فلمنج لا يزال متقدما عليهم . فله فضل الاكتشاف و لولاه لتأخر اكتشاف البنسلين عشرات السنين ، او لم يكتشف اطلاقا.
تزوج فلمنج و كان سعيدا في حياته . و كان له ابن وحيد. في سنة 1945 فاز بجائزة نوبل و شاركه فيها كل من العالمين فلورى و تشين اللذين ساعدا في تيسير الحصول على هذا العقار و توفى فلمنج سنة 1955.
منقول
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
قصة كاتب(فيكتور هيجو)
فيكتور هيجو
هو شاعر فرنسا العظيم وأحد كتابها المبدعين.
كان والده ضابطاً في جيش نابليون بونابرت.
بعد دراسته التمهيديه التحق بكلية الهندسه ولكنه فشل فيها, وقد عزا الباحثون ذلك إلى سببين
الأول أنه كان يبتدع حلولاً جديدة في المسائل الرياضيه فيصيب حيناً ويخطئ حيناً
والثاني أنه كان مولعاً بالأداب فانشغل بها عن الدراسه
اطلع فيكتور هيجو على كثير من الأداب والمعارف وخاصة الاداب الشرقيه وكان ذالك له أثر كبير في
كتاباته:
كره فيكتور هيجو الظلم وانتقد سياسة الحكومة في ذلك الوقت وعبر عن وجهة نظره في الأعدام برائعته
(أحدب نوتر دام)
وبسب آرائه التي كانت ضد الحكومة نفي خارج فرنسا لمدة اثنا عشر عاماً
وفي المنفى كتب روايته الشهيره (البؤساء) والتي تقع في خمسة مجلدات
عالج فيها القوانين والأعراف الظالمه والتي تدفع الكثيرين إلى الجريمة دفعاً…
أشهر كتاباته :
لي ميزيغابل
Les Misérables
البؤساء
و
Notre – Dame de paris
نوتغ دام دو باغي
أحدب نوتغدام
مولده ونشأته :
ولد فيكتور ماري هيجو في السادس والعشرين من شباط ( فبراير) من عام الف وثمانيه وأثنين (1802م).
وهو الإبن الثالث لجوزيف هيجو , ضابط في جيش نابليون , وصوفيا تريبوشيه , إبنة ضابط في البحريه.
وعندما ولد هيجو كانت الحياة الزوجيه بين والديه غير مستقره . وفي الثانيه من عمره أخذته أمه الي باريس في حين كان والده يؤدي عمله في الخدمه العسكريه, ولقد إنفصل الوالدين عندما بلغ فيكتور السادسه عشر من عمره.
وكان فيكتور يحب باريس حباً جما حيث أطلق عليها " المكان الذي ولدت فيه روحي" وبالإنكليزيه :
"The birthplace of my soul ".
تلقي فيكتور هيجو تعليماً عالياً في الأدب اللاتيني , ودرس الحقوق. ولقد بدأ بكتابه القصائد والمسرحيات في 1816 م. وفي العام 1822م نشر أول ديوان له تحت عنوان " أناشيد وقصائد متنوعه" ولقد نال على هذا الديوان مكافأه من الملك لويس الثامن عشر , وفي نفس السنه تزوج من صديقة طفولته أديل فوشيه
حياته وأدبه :
كتب فيكتور هيجو خلال ثلاث وثمانين سنة هي عمره 153 ألفاً 37 بيتاً من الشعر، اي بمعدل ستة ابيات في اليوم. وكل ما يمس مؤلف البؤساء من هذه السوية. كذلك هناك بحر من الافتتاحيات التي تحتفل بعيد ميلاده.
لقد شبه في حياته بجبال هيمالايا وبالمحيط. فمن الطبيعي إذن ان تتميز الذكرى المئتان لميلاده بجبل من المطبوعات المعادة والمقتطفات والالبومات، وسيل من سير حياته ومقالات تصور كلها عبقريته متعددة الوجوه. امام هذا الكم الهائل يجد المرء نفسه منقسماً بين الاعجاب والدوار. وسؤال خادع، كان يراود معاصريه، ولا يزال يطرح نفسه في النهاية: ألم يفرط فيكتور بعض الشيء في الكتابة؟ ومن اجل الاحاطة بأبعاد شخصيته، لابد ان نستعين بمعاجم الارقام القياسية قبل الاستعانة بالموسوعات الادبية. فيقول معجم الكويد Le Quid على سبيل المثال: كان هيجو بالنسبة إلى وزن الالكساندران ما كانته البقرة الجرسية بالنسبة إلى الحليب. لقد كتب ما مجموعه 153 ألفاً 37 بيتاً شعرياً، اي ما يقارب ستة ابيات في اليوم، بدءاً من يوم ولادته حتى يوم وفاته، طبعاً دون حساب ما كتبه نثراً او غيره.
ومن ناحيته، حسب جان مارك هوفاس Jean-Marc Hovasse انه يلزم عشرون سنة بمعدل اربع عشرة ساعة في اليوم لقراءة الكتب المخصصة لفيكتور هيجو والموجودة في المكتبة الوطنية. كم هائل لكنه لم يمنعه من ان يضيف إلى القائمة سيرة جديدة ضخمة اقل ما يقال فيها انها شائقة. ثلاثة امور فقط تعطي فكرة عما كانته الحياة اليومية لهذا الانسان الظاهرة: في طفولته، كان يحفظ خمسة وعشرين او ثلاثين بيتاً من شعر فيرجل Virgile او هوراس Horace مساءً قبل ان ينام، ثم يترجمها إلى اللغة الفرنسية عندما يستيقظ في اليوم التالي. وفي سن السادسة والعشرين نشر اعماله الكاملة في ستة اجزاء.
ولقد افاد احد الشهود بعد ثلاث سنوات انه كان يكتب حتى مائتي بيت من الشعر في اليوم، وانه كان يسجل دخله من المال من انتاجه اليومي، وان لديه مشروع عشرين مسرحية لابد ان هذا الحب للعمل قد جذب ماكس غالو Max Gallo فخصص لهيجو كتاباً من جزئين بعد كتابيه الحديثين عن ديغول ونابليون.
انه لامر عادي جداً ان يقوم كاتب برسم شخص او منظر طبيعي على هامش مخطوطه، وهيجو، ككثير من امثاله، انقطع إلى هذه المتع الصغيرة. ولكن معه، كل شيء يتغير مستواه، ف «خربشاته»، كما يسميها، تعد بالآلاف، وتشكل احدى اكثر مجموعات الرسوم تميزاً في عصره. آلان ديكو Alain Decaux وروزلين دو آيالا Roselyne Ayala وجان بيير غينو Jean – Pierre Gueno يعرضون لنا مجموعة مختارة من اعماله بدءاً من دفاتره المدهشة عندما كان تلميذاً في الابتدائية وحتى مرافعاته المكتوبة بالحبر البني ضد عقوبة الاعدام.
والكل يعلم ان هذا الافراط في الطاقة الابداعية لم يمنع هيجو الاب من ان يهتم بكافة انواع النساء: ممثلات وخادمات غوان وفتيات غنيات وعاديات. حتى في هذا المجال، كان قادراً على الجمع بين الكم والكيف، وإلى تحويل هوي جسدي عابر إلى قصة حب تعمر خمسين عاماً، كما تشهد بذلك الطبعة الجديدة المزيدة من مراسلاته المتبادلة مع جولييت درويه Juliette Drouet، فهو كتاب لا يمكن تصنيفه بين الكتب الناعمة. ليسوا كثيرين اولئك الروميوات السبعينيون القادرون على الكتابة لجيولييتهم القديمة: «لدي يوما ولادة، والاثنان في شهر فبراير، ولدت للحياة اول مرة بين ذراعي امي في 28 فبراير 1802، وولدت مرة ثانية للحب في 16 فبراير 1833 بين ذراعيك، الولادة الاولى وهبتني النور، والثانية وهبتني اللهيب».
اضف إلى ذلك الصحفي ورجل السياسة والمنفي المحترف ورب الاسرة والجد المثالي وبعض الصفات الاخرى وستفهم غيظ زملائه، من ستندال stendhal إلى ليون بلوا Leon Bloy، وحتى معجبوه المحتمسون انتهوا إلى السخرية من تصرفاته التي تشبه تصرفات مغنية مشهورة ومن وضعياته وتسطيحاته الانسانوية ومن ولعه المضحك بالطاولات الدوارة، وباختصار: من جنون العظمة الذي لخصه جان كوكتو بالقول: «ان فيكتور هيجو مجنون» يحسب نفسه فيكتور هيجو». واكثر الشانئين لهيجو كان بودلير Baudelaire الذي كان يكن له احتراما حقيقياً في البداية، قبل ان يبالغ، كما يقول في «حماقة» الرجل العظيم: «هكذا يمكن للمرء ان يكون عقلاً نيراً وفظاً في آن واحد، كما يمكن للمرء ان يكون عبقرية خاصة وغبيا في آن معاً، ولقد اثبت لنا فيكتور هيجو ذلك تماما.
لاريب ان هناك جانبا من الغيرة في هذه التهجمات، ولكن كيف لا يمكن للمرء ألا يستسلم للعداوة مقابل أرعن عسكر امام المسرح منذ بدايات الرومانسية حتى الجزء الثالث عشر من مجموعة «روغون ماكار» وكما في الحالات الصعبة كلها، يجب اللجوء الى فلوبير لنستجلي الامر.
كان فلوبير يعرف هيجو جيدا، وكان يشاطر بودلير رأيه حول حماقة «العمدة القديم» ولكن صرخات سخطه كانت تنتهي دوما بهذا التحفظ: هذا رأيي.. احتفظ به لنفسي، طبعا، ينبغي لكل من يحمل قلماً ان يشعر نحوه بكثير من الامتنان ناهيك عن ان يسمح لنفسه بانتقاده، وفي عام 1862 قرر ان يؤجل طبع رواية سالامبو الى ما بعد طبع البؤساء وقال: ثمة رجال يجب ان ننحني امامهم ونقول: «من بعدكم ياسيدي. وفيكتور هيجو من هؤلاء» وهذا هو الموقف السائد حتى اليوم. ايضجرنا مسرحه حتى الموت؟ ألا نملك الشجاعة لقراءة ثلاثة ارباع اعماله؟ ألا يثير اعصابنا هوسه في ان يسحب اللحاف اليه؟ لا تهم هذه الترهات كلها امام بديهية مفادها: ان عدم محبة فيكتور هيجو سيكون عبثا كعدم محبة القرن التاسع عشر.
الرجل والمرأة عند فيكتور هيجو
يقول الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو
الرجل هو البحر
والمرأة هي البحيرة
فالبحر تزينه اللآلئ
والبحيرة تزينها مناظرها الشاعرية الجميلة
والرجل نسر يطير في الجو ويحكم كل ما تحته
والمرأة بلبل يغرد فتحكم القلوب
الرجل له مصباح هو الضمير
والمرأة لها نجم هو الأمل
فالمصباح يهدي والأمل ينجي
إن الرجل ملتصق بالأرض
والمرأة في السماء …
فيكتور هيجو…هل كان يرسم ؟
أضيفت الى المواهب التي حملها الكاتب والشاعر الفرنسي فيكتور هيجو موهبة الرسم التي كانت مجهولة، او مهملة، فالى جانب الصفات التي رافقت اسمه ككاتب وعاشق وبطل قومي، يمكن اليوم وصفه بالرسام اللامع لحالة اللاوعي
واذا كان النقاد والقراء الفرنسيون يعرفون كل شيء عن هيجو، الا انهم ظلوا الى سنوات قليلة يجهلون علاقته بالرسم، حيث لايزال القسم الاكبر من رسومه، التي تصل الى ثلاثة الاف رسمة مجهولا، وموزعا في مجموعات خاصة، اضافة الى المجموعات التي تملكها المتاحف الفرنسية
واذا عدنا الى الماضي فاننا سنجد النصيحة التي قدمها ليورناردو دافنشي الى الرسامين والتي تحمل دعوة الى استيحاء الموضوعات من مصادر غير محددة، ومن البقع التي تصنعها الرطوبة على الجدران والتي يمكن ان تحولها المخيلة الى مشاهد طبيعية او مشهد من معركة، ويبدو ان معظم رسوم هيجو تلتقي مع هذه الفكرة، حيث يمكن للبقع التلقائية ان توحي للمخيلة بأشكال اولية لعواصف او صخور او كهوف، او قلاع، او وحوش، او حطام سفن او غيرها، وتستيقظ هذه التخيلات بعد اغفاءة احلام اليقظة
وتدل رسوم هيجو على قوة كبيرة على التشكيل من حالة اللاوعي، وهي ظاهرة نادرة في الفن الغربي، حيث ان هذه الرسوم لاتصف شكلا محددا مسبقا، ولكنها تسمح للرؤى ان تطفو من خلال لعبة عفوية وتلقائية
وقد اعتمد هيجو على مواد مألوفة في الحياة اليومية كحثالة القهوة في الفنجان، او قطرات من الحبر على ورقة مطوية، يحركها بأصابعه او يجففها او يمسحها ثم يعيد توزيع الخطوط بفرشاة خاصة، وقد يترك المحبرة في وضع يسمح لها بإسالة قطرات من الحبر على ورقه، ثم يعالج هذه القطرات بما يخطر له من تخيلات، وهو في ذلك يقترب من افكار مألوفة اخرى لدى اولئك الذين يحاولون قراءة الخط في بقايا الفنجان، القهوة المقلوب لشخص ما، او التجربة المعروفة باسم «اختبار رورشاخ» والذي يعتمد على قراءة الشخصية من خلال الانطباعات والايحاءات التي تحكيها حول بقعة من الحبر تنصب على نصف ورقة، ثم تطوى الورقة فيتمدد الحبر على نصفي الورقة ويعطي لكل من يراها انطباعات خاصة به، تختلف عن انطباعات الاخرين، او كل واحد منهم بشكل منفرد
وقد يستخدم هيجو اية مادة اخرى، او اداة مختلفة بما يتناسب مع مزاجه ووقته، فيأخذ ورقة كرتونية ويدفعها ببصمات اصابعه المبللة بالحبر، او يستخدم قطعة من قماش او خيط، كأداة لتمرير الحبر على الورق، وهو في ذلك يلتقي مع الاطفال المولعين بالرسم وهم غير متقيدين بالتقاليد المعروفة، وهكذا يمكن ان يجد نفسه امام لوحة تحمل «رؤية، او رؤيا مستقبلية» كما هو الحال في لوحة «الفطر» التي تشبه انفجار قنبلة هيروشيما السيئة الذكر، والتي حدثت بعد وفاته باكثر من ستين عاما، وهيجو نفسه يؤمن بمبدأ المصادفة الغريبة، كما ان حالته النفسية التي تبتعد به عن رقابة الوعي، تقترب به من فناني المدارس الجديدة في القرن العشرين، ومنها السريالية، بشكل خاص
ان القدرة على التخيل الحر لدى رسام غير محترف تفتح آفاقا غير محددة لاحتمالات الاكتشاف، لانها تنمو وتتضاعف فيها التنويعات والرموز المتغيرة
متى توفي:
وفي 18 مايو 1885 أصيب هيجو بالتهاب رئوي. ولما زادت وطأة المرض, شعر بدنو الأجل, فودّع أصدقاءه قائلاً آخر بيت من الشعر: (ها هنا يقتتل الليل والنهار) ثم طلب حفيديه وضمّهما إلى صدره يقبّلهما وهو يبكي, وقال: (اقتربا مني يا ولديّ, كونا سعيدين وأقيما على حبي) ولما أخذ يعالج سكرات الموت, قال له صديقه بول موريس: أنت لن تموت يا سيد فيكتور. قال هيجو: (كلا… ها هو الموت فمرحبا به… الوداع).
وأسلم فيكتور هيجو الروح في يوم الجمعة 22 مايو 1885 وتوقف بموته القلم السيّال الذي بهر العقول والقلوب والألباب. ويرقد جثمانه تحت قوس النصر في مدافن العظماء إكراماً للرجل الذي كان قلب فرنسا وروحها.
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده
خرج أهل المدائن أفواجا يستقبلون واليهم الجديد الذي اختاره لهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه..
خرجوا تسبقهم أشواقهم الى هذا الصحابي الجليل الذي سمعوا الكثير عو ورعه وتقاه.. وسمعوا أكثر عن بلائه العظيم في فتوحات العراق..
واذ هم ينتظرون الموكب الوافد، أبصروا أمامهم رجلا مضيئا، يركب حمارا على ظهره اكاف قديم، وقد أسدل الرجل ساقيه، وأمسك بكلتا يديه رغيفا وملحا، وهو يأكل ويمضغ طعامه..!
وحين توسط جمعهم، وعرفوا أنه حذيفة بن اليمان الوالي الذي ينتظرون، كاد صوابهم يطير..!!
ولكن فيم العجب..؟!
وماذا كانوا يتوقعون أن يجيء في اختيار عمر..؟!
الحق أنهم معذورون، فما عهدت بلادهم أيام فارس، ولا قبل فارس ولاة من هذا الطراز الجليل.!!
وسار حذيفة، والناس محتشدون حوله، وحافون به..
وحين رآهم يحدّقون فيه كأنهم ينتظرون منه حديثا، ألقى على وجوههم نظرة فاحصة ثم قال:
" اياكم ومواقف الفتن"..!!
قالوا:
وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله..!!
قال:
" أبواب الأمراء"..
يدخل أحدكم على الوالي أو الأمير، فيصدّقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه"..!
وكان استهلالا بارعا، بقدر ما هو عجيب..!!
واستعاد الانس موفورهم ما سمعوه عن واليهم الجديد، من أنه لا يمقت في الدنيا كلها ولا يحتقر من نقائصها شيئا أكثر مما يمقت النفاق ويحتقره.
وكان هذا الاستهلال أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، وعن منهجه في الحكم والولاية..
ف حذيفة بن اليمان رجل جاء الحياة مزودا بطبيعة فريدة تتسم ببغض النفاق، وبالقدرة الخارقة على رؤيته في مكامنه البعيدة.
ومنذ جاء هو أخوه صفوان في صحبة أبيهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واعنق ثلاثتهم الاسلام، والاسلام يزيد موهبته هذه مضاء وصقلا..
فلقد عانق دينا قويا، نظيفا، شجاعا قويما.. يحتقر الجبن والنفاق، والكذب…
وتأدّب على يدي رسول الله واضح كفق الصبح، لا تخفى عليهم من حياته، ولا من أعماق نفسه خافية.. صادق وأمين..يحب الأقوياء في الحق، ويمقت الملتوين والمرائين والمخادعين..!!
فلم يكن ثمة مجال ترعرع فيه موهبة حذيفة وتزدهر مثل هذا المجال، في رحاب هذا الدين، وبين يدي هذا الرسول، ووسط هذا ارّعيل العظيم من الأصحاب..!!
ولقد نمت موهبته فعلا أعظم نماء.. وتخصص في قراءة الوجوه والسرائر.. يقرأ الوجوه في نظرة.. ويبلوكنه الأعماق المستترة، والدخائل المخبوءة. في غير عناء..
ولقد بلغ من ذلك ما يريد، حتى كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وهو الملهم الفطن الأريب، يستدل برأي حذيفة، وببصيرته في اختيار الرجال ومعرفتهم.
ولقد أوتي حذيفة من الحصافة ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح لمن يريده.. وانما الشر هو الذي يتنكر ويتخفى، ومن ثم يجب على الأريب أن يعنى بدراسة الشر في مآتيه، ومظانه..
وهكذا عكف حذيفة رضي الله عنه على دراسة الشر والأشرار، والنفاق والمؤمنين..
يقول:
" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..
قلت: يا رسول الله فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: نعم..
قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟
قال: نعم، وفيه دخن..
قلت: وما طخنه..؟
قال: قوم يستنون بغير سنتي.. ويهتدون يغير هديي، وتعرف منهم وتنكر..
قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر..؟
قال: نعم! دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها..
قلت: يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك..؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم..
قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام..؟؟
قال: تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"..!!
أرأيتم قوله:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"..؟؟
لقد عاش حذيفة بن اليمان مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن، مسالك الشرور ليتقها، وليحذر الناس منها. ولقد أفاء عليه هذا بصرا بالدنيا، وخبرة بالانس، ومعرفة بالزمن.. وكلن يدير المسائل في فكره وعقله بأسلوب فيلسوف، وحصانة حكيم…
ويقول رضي الله عنه:
" ان اله تعالى بعث محدا صلى الله عليه وسلم، فدعا الانس من الضلالة الى الهدى، ومن الكفر الى الايمان، فاستجاب له من استجاب، فحيي بالحق من كان ميتا…
ومات بالباطل من كان حيا..
ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على مناهجها..
ثم يكون ملكا عضوضا..!!
فمن الانس من ينكر بقلبه، ويده ولسانه.. أولئك استجابوا لحق..
ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافا يده، فهذا ترك شعبة من الحق..
ومنهم من ينكر بقلبه، كافا يده ولسانه، فهذا ترك شعبتين من الحق..
ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه، فذلك ميّت الأحياء"…!
ويتحدّث عن القلوب وعن حياة الهدى والضلال فيها فيقول:
" القلوب أربعة:
قلب أغلف، فذلك قلب الكافر..
وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق..
وقلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن..
وقلب فيه نفاق وايمان، فمثلالايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب.. ومثل النفاق كقرحة يمدّها قيح ودم: فأيهما غلب، غلب"…!!
وخبرة حذيفة بالشر، واصراره على مقاومته وتحدّيه، أكسبا لسانه وكلماته شيئا من الحدّة، وينبأ هو بهذا في شجاعة نبيلة:
فيقول:
" جئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ان لي لسانا ذربا على أهلي، وأخشى أن يدخلني النار..
فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام: فأين أنت من الاستغفار..؟؟ اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة"…
هذا هو حذيفة عدو النفاق، صديق الوضوح..
ورجل من هذا الطراز، لا يكون ايمانه الا وثيقا.. ولا يكون ولاؤه الا عميقا.. وكذلكم كان حذيفة في ايمانه وولائه..
لقد رأى أباه المسلم يصرع يوم أحد..وبأيد مسلمة، قتلته خطأ وهي تحسبه واحدا من المشريكن..!!
وكان حذيفة يتلفت مصادفة، فرأى السيوف تنوشه، فصاح في ضاربيه: أبي… أبي.. انه أبي..!!
لكن القضاء كان قد حم..
وحين عرف المسلمون، تولاهم الحزن والوجوم.. لكنه نظر اليهم نظرة اشفاق ومغفرة، وقال:
" يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين"..
ثم انطلق بسيفه صوب المعركة المشبوبة يبلي فيها بلاءه، ويؤدي واجبه..
وتنتهي المعركة، ويبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر بالدية عن والد حذيفة "حسيل بن جابر" رضي الله عنه، ويتصدّق بها على المسلمين، فيزداد الرسول حبا له وتقديرا…
وايمان حذيفة وولاؤه، لا يعترفان
بالعجز، ولا بالضعف..بل ولا بالمستحيل….
في غزوة الحندق..وبعد أن دبّ الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود، أراد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقف على آخر تطوّرات الموقف هناك في معسكر أعدائه.
كان اليل مظلما ورهيبا.. وكانت العواصف تزأر وتصطخب، كأنما تريد أن تقتلع جبال الصحراء الراسيات من مكانها.. وكان الموقف كله بما فيه من حصار وعناد واصرار يبعث على الخوف والجزع، وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغا وعرا بين اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم..
فمن يملك آنئذ القوة،وأي قوة ليذهب وسط مخاطر حالكة الى معسكر الأعداء ويقتحمه، أو يتسلل داخله ثم يبلوا أمرهم ويعرف أخبارهم..؟؟
ان الرسول هو الذي سيختار من أصحابه من يقوم بهذه المهمة البالغة العسر..
ترى من يكون البطل..؟
انه هو..حذيفة بن اليمان..!
دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلبى، ومن صدقه العظيم يخبرنا وهو يروي النبأ أنه لم يكن يملك الا أن يلبي.. مشيرا بهذا الى أنه كان يرهب المهمة الموكولة اليه، ويخشى عواقبها، والقيام بها تحت وطأة الجوع، والصقيع، والاعياء الجديد الذي خلفهم فيه حصار المشركين شهرا أو يزيد..!
وكان أمر حذيفة تلك الليلة عجيبا…
فاقد قطع المسافة بين المعسكرين، واخترق الحصار.. وتسلل الى معسكر قريش، وكانت الريح العاتية قد أطفأت نيران المعسكر، فخيّم عليه الظلام،واتخذ حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط صفوف المحاربين…
وخشي أبوسفيان قائد قؤيش، أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين، فقام يحذر جيشه، وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع:
" يا معشر قريش، لينظر كل منكم جليسه، وليأخذ بيده، وليعرف اسمه".
يقول حذيفة"
" فسارعت الى يد الرجل الذي بجواري، وقلت لهمن أنت..؟ قال: فلان بن فلان؟"…
وهكذا أمّن وجوده بين الجيش في سلام..!
واستأنف أبو سفيان نداءه الى الجيش قائلا:" يا معشر قريش.. انكم والله ما أصبحتم بدار مقام.. لقد هلكت الكراع _ أي الخيل_ والخف_ أي الابل_، وأخلفتنابنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدّة الريح، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل"..
ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير فتبعه المحاربون..
يقول حذيفة:
" لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليّ ألا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم"..
وعاد حذيفة الى الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره الخبر، وزف البشرى اليه…
ومع هذا فان حذيفة يخلف في هذا المجال كل الظنون..
ورجل الصومعة العابد، المتأمل لا يكاد يحمل شيفه ويقابل جيوش الوثنية والضلال حتى يكشف لنا عن عبقرية تبهر الأبصار..
وحسبنا أن نعلم، أنه كان ثالث ثلاثة، أو خامس خمسة كانوا أصحاب السبق العظيم في فتوح العراق جميعها..!
وفي همدان والري والدينور تم الفتح على يديه..
وفي معركة نهاوند العظنى، حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين الفا.. اختار عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مقرّن ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة..
وأرسل عمر الى المقاتلين كتابه يقول:
" اذا اجتمع المسلمون فليكن على كل أمير جيشه.. وليكن أمير الجيوش جميعها النعمان بن مقرّن..
فاذا استشهد النعمان، فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عدالله..
وهكذا مضى أمير المؤمنين يختار قوّاد المعركة حتى سمّى منهم سبع…
والتقى الجيشان..
الفرس في مائة ألف وخمسين ألفا..
والمسلمون في ثلاثين ألفا لاغير…
وينشب قتال يفوق كل تصور ونظير ودارت معركة من أشد معارك التاريخ فدائية وعنفا..
وسقط قائد المسلمين قتيلا، سقط النعمان بن مقرّن، وقبل أن تهوي الراية المسلمة الى الأرض كان القائد الجديد قد تسلمها بيمينه، وساق بها رياح النصر في عنفوان لجب واستبسال عظيم… ولم يكن هذا القائد سوى حذيفة بن اليمان…
حمل الراية من فوره، وأوصى بألا ندع نبأ موت النعمان حتى تنجلي المعركة.. ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريما له..
أنجزت المهمة في لحظات والقتال يدور، بديهيته المشرقة.. ثم انثنى كالاعصار المدمدم على صفوف الفرس صائحا:
" الله أبكر صدق وعده!!
الله أكبر نصر جنده!!"
ثم لوى زمام فرسه صوب المقاتلين في جيوشه ونادى: يا أتباع محمد.. هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم فلا تطيلوا عليها الانتظار..
هيا يا رجال بدر..
تقدموا يا ابطال الخندق وأحد وتبوك..
لقد احتفظ حذيفة بكا حماسة المعركة وأشواقها، ان لم يكن قد زاد منها وفيها..
وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس.. هزيمة لا نكاد نجد لها نظيرا..!!
هذا العبقري في حمته، حين تضمّه صومعته..
والعبقري في فدائيته، حين يقف فوق أرض القتال..
هو كذلك العبقري في كل مهمةتوكل اليه، ومشورةتطلب منه.. فحين انتقل سعد بن أبي وقاص والمسلمون معه من المدائن الى الكوفة واستوطنوها..
وذلك بعد أن أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا.
مما جعل عمر يكتب الى سعد كي يغادرها فورا بعد أن يبحث عن أكثر البقاع ملاءمة، فينتقل بالمسلمين اليها..
يومئذ من الذي وكل اليه أمر اختيار البقعة والمكان..؟
انه حذيفة بن اليمان.. ذهب ومعه سلمان بن زياد، يرتادان لمسلمين المكان الملائم..
فلما بلغا أرض الكوفة، وكانت حصباء جرداء مرملة. شمّ حذيفة عليها أنسام العافية، فقال لصاحبه: هنا المنزل ان شاء الله..
وهكذا خططت الكوفة وأحالتها يد التعمير الى مدينة عامرة…
وما كاد المسلمون ينتقلون اليها، حتى شفي سقيمهم. وقوي ضعيفهم. ونبضت بالعافية عروقهم..!!
لقد كان حذيفة واسع الذكاء، متنوع الخبرة، وكان يقول للمسلمين دائما:
" ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة.. ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا.. ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه"…
وذات يوم من أيام العام الهجري السادس والثلاثين..دعي للقاء الله.. واذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:
أجئتم معكم بأكفان..؟؟
قالوا: نعم..
قال: أرونيها..
فلما رآها، وجدها جديدة فارهة..
فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة، وقال لهم:
" ما هذا لي بكفن.. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص..
فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدّل خيرا منهما… أو شرّ منهما"..!!
وتمتم بكلمات، ألقى الجالسون أسماعهم فسمعوها:
" مرحبا بالموت..
حبيب جاء على شوق..
لا أفلح من ندم"..
وصعدت الى الله روح من أعظم أرواح البشر، ومن أكثرها تقى، وتآلقا، واخباتا…