التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

نبذة عن الفيلسوف رينيه ديكارت


….
….
….
….
……….
……..
……
….
..
.

**رينيه ديكارت**
ولد ديكارت (René Descartes) سنة 1596 في بلدة "لاهى" من بلدان مقاطعة "الثورين" قرب نهر "الكروز" بفرنسا. وينتسب ديكارت إلى أسرة من صغار الأشراف الفرنسيين، كان أبوه مستشارا ببرلمان "بريتاني"، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرا.
تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة "لافليش" إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، تعلم فيها العلوم والفلسفة، وقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة، والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقيا.
قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد اشهر جندي في أوروبا موريس دوناسو وكان قد سبق ديكارت إلى البلاد الهولندية كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله ان يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي العظيم الذي حقق الكثير من الانتصارات. توجه ديكارت بعد ذلك إلى "بريدا" في هولندا فلقي هناك طبيبا مثقفا ذا علم واسع بالرياضة والطبيعة اسمه اسحق بيكمان فصادقه.
وفي ليلة 10 نوفمبر سنة 1619 تم الاكتشاف الديكارتي العظيم والذي يذهب الفيلسوف فيه إلى ان مجموع العلوم واحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.
غادر ديكارت بلدة نويبرج على نهر الدانوب حيث تم هذا الاكتشاف وقضى السنوات التسع التالية متنقلا في البلاد، متفرجا على مسرح الدنيا. وفي سنة 1628/ 1629 كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقيا موضوعها "وجود الله ووجود الروح" والقصد منها ان تبسط شيئا من قواعد الطبيعيات الديكارتية. وهذا يدلنا على ان ديكارت كان يشتغل منذ سنة 1629 بتحرير كتاب "التأملات الفلسفية" الذي لم يظهر إلا في عام 1641. نشر في عام 1637 ثلاث رسائل هي "البصريات" "والآثار العلوية" و"الهندسة" وصدرها جميعها بمقدمة هي "المقال في المنهج"، حاول ان يبين فيه انه استعمل منهجا آخر غير المنهج الشائع وان هذا المنهج ليس أسوأها ولا أقبحها. ونشر ديكارت في سنة 1641 كتاب "تأملات في الفلسفة الأولى" باللغة اللاتينية وفيه يبرهن على وجود الله وخلود الروح. ولقد كانت آخر مؤلفات الفيلسوف "رسالة في أهواء النفس" نشرت عام 1649.
سافر إلى السويد بدعوة من الملكة كرستين ليلقنها بنفسه فلسفته ولم يكن الجو هناك يلائم صحته. وكانت الملكة هناك قد حددت الساعة الخامسة صباحا وقتا للتحدث معه في الفلسفة وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدا على الفيلسوف، فأصيب بالتهاب رئوي وتوفي صباح 11 شباط من عام 1650.
يعارض ديكارت الكثير من أفكا أسلافه ، ففي مقدمة عمله – عاطفة الروح – يذهب بعيدا للتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن أحد سبقه لطرحه ، بالرغم من هذا فإن العديد من الأفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة و الرواقية في القرن السادس عشر أو في فكر أوغستين .
و يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين و هما :
** أولا يرفض تقسيم الأجسام الطبيعية إلى مادة و صورة كما تفعل معظم الفلسفات اليونانية
** ثانيا ير فض الغايات و الاهداف ، سواء كانت غاية ذات طبيعة إنسانية او إلهية لتفسير الظواهر .
اما في الإلهيات فهو يدافع عن الحرية المطلقة لفعل الله أثناء الخلق .
و لقد أسهم ديكارت في الشك المنهجي حيث استهدف في شكه الوصول إلى اليقين و أسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدر الإمكان ، و يبرر الشك أنه تلقى الكثير من الآراء الباطلة و حسبها صحيحة فكل مل بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم أن نبدأ بكل شيء من جديد و أن نوجه النظر إلى الأسس التي يقوم عليها البناء ، مثال المعطيات الخاصة للحواس ، فالحواس تخدعنا احيانا و الأفضل الا نثق ها أما الأشياء العامة كالعيون و الرؤوس و الأيدي التي يمكن ان تتألف منها الخيالات يمكن ان تكون هي نفسها خيالية محضة
يعد رينييه ديكارت واحدا من أهم الفلاسفة الغربيين في القرون القليلة الماضية . و خلال فترة حياته كان ديكارت مشهورا كفيزيائي و فيزيولوجي ورياضي ولكن الجانب الفلسفي كان هوالجانب الأكثر ظهورا لديه فهو كثيرا ما يقرأ له فيه إلى اليوم فقد حاول اعادة الفلسفه في اتجاه جديد,مثلا: فلسفته رفضت قبول مدرسةارسطو والتقاليد التي سادت الفكر الفلسفي طوال فترة العصور الوسطى.و قد حاولت الاندماج الكامل مع الفلسفه والعلوم "الجديدة" . و قد عمل ديكارت كذلك لتغيير العلاقة بين الفلسفه واللاهوت.هذه التوجهات الجديدة أدت إلى تقدم فلسفة ديكارت لتكون ثوريه الشكل.
ومن أفكار ديكارت الفلسفية الاكثر انتشارا هي منهجه في الشك ، "أنا أشك إذن فأنا موجود." هذه يشمل جانبا اساسيا من طريقة ديكارت الفلسفية ‘. كما ذكرنا للتو فقدرفض قبول سلطة الفلاسفه السابقين ، بل رفض كذلك قبول شروحات من عندهم إيمان بها,ففي البحث عن اساس فلسفة ما فمن الممكن أن ترفض بعض الأشياء,إلى أن تحل الثقة بوضوح وجلاء يتضح بما لا يدع مجالا للشك. وبهذه الطريقة يرمي ديكارت القشور بعيدا وهي المعتقدات والآراء التي كدرت رؤيته للحقيقة.
المهمة التالية هي اعادة تشكيل معرفتنا قطعة قطعة ،هذا في اي مرحلة يمكن للشك فيهاأن يساورنا، ويثبت ديكارت هناانه هو نفسه شئ مختلف عن تفكيره, فالتفكير (العقل) يختلف تماما عن جسده. ويتبنى ديكارت منهج الشك في أمور أخرى مثل وجود إله ووجود وطبيعه والعالم الخارجي وهلم جرا. والمهم في هذا لديكارت أنه يبين أولا ان الوصول للمعرفة أمر ممكن ، (وبالتالي فان المتشككين على خطأ) ، وثانيا وهو الوجه الأخص بالناحية الرياضية هو أن أساس المعرفه العلميه للعالم المادي ممكن.
ديكارت كان عالما مؤثرا ،رغم دراسته في الفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعيه غير أن تأثيره فيها كان اقل بكثير مما هو في الناحية الرياضية والفلسفيه. طوال القرون السابع والثامن عشر كان شبح ديكارت الفلسفي دائما حاضرا. فمثلا كان لوك ، هيوم ،يبنيز مضطرون الى التشابك الفلسفي الفكري مع هذا العملاق.لهذه الاسباب ، ديكارت غالبا ماكان يسمى "أبو الفلسفه الحديثة".

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

نبذه عن العالم أبو القاسم الزهراوي -شخصيات

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

نبذه عن محي الشعر؟ -شخصيات

هو خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهله بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وهو احد المخضرمين ممن ادرك الجاهليه والإسلام واسلم فحسن اسلامه ومات في غزاه افريقيه.
قال ابن سلام قال ابو عمرو بن العراء سئل حسان بن ثابت : من اشعر الناس ؟ قال احياً ام رجلاُ ؟ قالوا : حيا. قال : اشعر الناس حياً هذيل , واشعر هذيل غير مدافع ابوذؤيب.
وقد تقدم ابوذؤيب جميع شعراء هذيل بقصيدته العينيه التي يرثي فيها بنية:
أمِنَ المنونِ وريبِها تتوجّعُ
والدهرُ ليس بمعتبٍ مَنْ يجزعُ

المرجع : " الأغاني " لأبوفرج الأصفهاني ((بتصرف)).

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

نبذه عن الفارس الشاعر محمد بن حجي الصهيبي -شخصيات

هو الفارس الشاعر محمد بن جاسر بن حجي الصهيبي من علوى من مطير

ولد عام 1280ه تقريبا وتوفي عام 1396 ه عن عمر يناهز 116 عاماً.

أحد رجال الملك عبد العزيز والمقربين منه فقد كان له دور في دخول (ذوي عون) تحت راية الملك عبد العزيز وهو رفيق درب جلالة الملك فيصل في رحلاته بعد وفاة والده, فقد كان يبعثه مع وجهاء الوفود إلى زيارة المدينة المنورة من نجد إلى الحجاز, وقد اشتهر بالشجاعة وقد مثّل قبيلته وتكلم بلسانها مدافعاً عنها ومجسداّ الكثير من أيامها الشهيرة، وحفظ لنا شعره كثير من الوقعات والمواقف التاريخية التي عاشها مع قومه (إخوان صبحا, وكان لشعره دور فاعل في ذكر صفات الشيوخ والأعلام الذين قام بمدحهم مما جعلنا نصل إلى بعض سير هؤلاء الرجال من خلال وصفه لهم، كان شعره أحد أدلتنا على شجاعته فقد وصف لنا شجاعته فقال :

أنا تراني ستركم مع من حضر
في ساعة في الليل مثل القايلة
يوم اشهب البارود في الضلما سفر
في وجه عيّال العيال العايلة
إن شاعرنا الفارس محمد بن جاسر بن حجي لا يغيب عن غزوات قبيلته حتى وإن كانوا قلائل، فقد قال يصف معركة لهم وهم أهل أربع ركائب مبيناً شجاعتهم حيث استطاعوا رد الأعداء مع كثرتهم مما أدى إلى سلامتهم وسلامة ركابهم:

يوم الحقونا (القروم) مع الشعيبي
اربعة جبنا ركايبنا غصايب
طبتي لعيون عذراً تعتزيبي
عند تال الجيش طاحت لي ضرايب
وكان لشاعرنا مساجلات خارج قبيلته فقد قال قصيدة مجاراة للأمير سعود بن محمد آل سعود وقد كان من أحد رجاله ومن المقربين له .. ومنها:

الله على من قابله في المختصر
من فوق ديباجٍ وزل من حرير
الله على من هو على الجيش الحمر
حيلٍ تبارى ما عليها الا النشير
إلى أن قال:

لعيون من حط القلايد بالنحر
وما كل هراجٍ تحطه له عشير
شقرٍ ذوايبها على الجلد العفر
وان ناطحت عشيقها منها خطير
كثر التدري ما يفك من الخطر
الموت يلحق من يطير ومن ينير
ومجاراته التي أرسلها للعلم المشهور دبيان بن عساف السبيعي حيث قال ابن حجي:

العين يا دبيان ما تقبل النوم
والقلب كنه وسط ملا تمله
إلى قوله:

الفزعه الي ما تجي وقتك اليوم
لافات فايت من تجي فزعتله
من أهم صفات الرجال صفة الكرم وابن حجي له نصيب الأسد في هذا المجال فقد قال:

النجر دنه للنشاما المشاكيل
والي عليها صابر من غلاها
لاجوك خطلان النشاما مقابيل
ضوٍ جذبهم نجرها مع سناها
وقد ذكر لنا فارسنا قصيدة كانت مناسبتها انه بنا بيته في طرف البيوت مع كبر سنه فعذله أحد الأشخاص بحجة كبر سنه لان البيت المتطرف يكون عرضة لكثرة الضيوف لكن صاحب الكرم الطبيعي لا يترك عادته مهما كلفته فقد قال رادا عليه :

بنايها ما هو بسقطٍ ذهيني
يفرح ليا جوه المسايير سيار
سلمٍ لهم وجدوده الاوليني
قد ردلك عنهم وكد جت الاخبار
وحنا ترانا دايم الطارفيني
بيت الشعر والا من الحضر في دار
وفخره في ربعه حيث يقول:

وأذكر بربعي غيرها شارتيني
كسرت شرف من عال معْ حشمة الجار
وقد كان الشاعر محجّر بنت عمه، وأراد (بدر بن جهبل) أحد أبناء عمومته أن يتزوج بها، فطلبها منه ووافق إلا أن العشرة بينهما لم تستمر فافترقا، وقد قال بدر بن جهبل هذا البيت:

ياليت أبوزيد لا جاني ولاجيته
وياليت وضحي أفلست من فوق وجناها
فرد عليه محمد بن حجي قائلاً :

اللي بغَى عندي الطَلاّب مضّيته
وحاجتك يا بدر لازمني اقضيّاها
يوم أنت تِشْرف وراس الرِجم عدّيته
وتْخايل اللي زِمالك من رعاياها
عَنّزْت لك لين راس الحبل شدّيته
واليوم ماني بجامعك أنت ويّاها
إن افترقتم عسى فرقاً ليا الميته
وإن اجتمعتم لعلّك ما تعداها
من صدّ عني له الطاروق خلّيته
عيبٍ على اللي بنات الناس يبلاها
وأخوه الحميدي بن جاسر بن حجي الصهيبي الذي كان القائم على خدمة الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وقام على خدمته حتى تقدم به السن ووافته المنية.

وابن عمه غانم بن حجي الذي كان ممن شارك في حرب اليمن وكان من المقربين لجلالة الملك عبد العزيز ومن شعاره وكان يرسل قصيدة مسنده على الملك فهد يخبره بشجاعة جماعته وذلك بينما كانوا برفقة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود.

حيث يقول:

يا فهد الجَوِ ثَوّرنا عَسامه
يوم كلٍ هايبه حِنْ ما نهابه
كل يومٍ راكبه منّا غَمامه
قاظبين أطرافهم مثل الذيابه
لا نهمنا شيخنا نَرمَى العمامه
لين نِلحِق شيخنا عِلمٍ هقابه
وقال بعد أن تذكر بني عمه أثناء وجوده مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في الرياض:

يا لابتي ما عاد للصَبر مِدفاع
تِشبّحوا لوجيهنا مع ضَعَنّا
مثِل العَصا تِحذَفْ وميدانها القاع
حنّا نُروح وعيننا في وطنّا
حنا دَلهنا مع طويلين الأبْواع
في ضف أبو تركي زبونَ المجنّا
كتبت بواسطة حفيد محمد بن حجي: حمود الصهيبي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

البراء بن مالك

هو ثاني أخوين عاشا في الله، وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نكا وأزهر مع الأيام..

أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.

أخذته أمه أم سليم الى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت:

"يا رسول الله..
هذا أنس غلامك يخدمك، فادع الله له"..

فقبّله رسول الله بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة..

دعا له لرسول فقال:

" اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له، وأدخله الجنة"..

فعاش تسعا وتسعين سنة، ورزق من البنين والحفدة كثيرين، كما أعطاه الله فيما أعطاه من رزق، بستانا رحبا ممرعا، كان يحمل الفاكهة في العام مرتين..!!

**


وثاني الأخوين، هو البراء بن مالك..

عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره:

" الله، والجنة"..

ومن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..

فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. انما كان يبحث عن الشهادة..

كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق..

من أجل هذا، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة..

وذات يوم ذهب اخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم ثم قال:

" لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..

لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!

ولقد صدّق الله ظنه فيه، فلم يمت البراء على فراشه، بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام..!!

**


ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!

وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!

أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..

حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق..

ثم ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة، يميل على أثرها جسده الى الرض، على حين تأخذ روحه طريقها الى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد المباركين..!!

**


ونادى خالد: الله أكبر، فانطلقت الصفوف المرصوصة الى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك..

وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه.. وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه..

لم يكن جيش مسيلمة هزيلا، ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعا..

وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله..

وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..

وناداه القائد خالد تكلم يا براء..

فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..

تلك هي:

" يا أهل المدينة..

لا مدينة لكم اليوم..

انما هو الله والجنة"..

كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.

أجل..

انما هو الله، والجنة..!!

وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..

حتى المدينة، عاصمة الاسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم اذا هزموا اليوم، فلن تكون هنلك مدينة..

وسرت كلمات البراء مثل.. مثل ماذا..؟

ان أي تشبيه سيكون ظلما لحقيقة أثرها وتأثيرها..

فلنقل: سرت كلمات البراء وكفى..

ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة الى نهجها الأول..

المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.

والمشركون يتسلقطون في حضيض هزيمة منكرة..

والبراء هناك مع اخوانه يسيرون لراية محمد صلى الله عليه وسلم الى موعدها العظيم..

واندفع المشركون الى وراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..

وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الامان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..

وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:

" يا معشر المسلمين..

احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!

ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!

فهو حين يقذف به الى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!

**


ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش الاسلام..

ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..

وصدق أبو بكر رضي الله عنه:

" احرص على الموت..

توهب لك الحياة"..!!

صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه..

ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..

بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة، ومعركة، ومعركة..

ولقد تنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مستجاب الدعوة..

فليس عليه الا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة، ثم عليه ألا يعجل، فلكل أجل كتاب..!!

ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..

وينطلق مع جيوش الاسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام الى مصارعها.. هناك حيث تقوم امبراطوريتان خرعتان فانيتان، الروم والفرس، تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله، وتستعبدان عباده..

ويضرب البراء بسيفه، ومكان كل ضربة يقوم جدار شاهق في بناء العالم الجديد الذي ينمو تحت راية الاسلام نموّا سريعا كالنهار المشرق..

**


وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها..

فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..

وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل اليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون..

ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة، فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن السلسلة ليخلص نفسه، اذ كانت تتوهج لهبا ونارا..

وأبصرالبراء المشهد لإاسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها.. ونجا أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما..!!

لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا محترقا..!!

وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..

**


أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟

بلى آن..!!

وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس

ولتكون ل البراء عيدا أي عيد..

**


احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..

وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا..

وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته:

" اجعل امير الجند سهيل بن عديّ..

وليكن معه البراء بن مالك"..

والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..

كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك..

وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..

ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة..

واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:

" أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟

يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..

ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا:

" اللهم امنحنا أكنافهم..

اللهم اهزمهم..

وانصرنا عليهم..

وألحقني اليوم بنبيّك"..

ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريب امنه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..

وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..

ونصروا نصرا مبينا.

**


ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور..

لقد بلغ المسافر داره..

وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ونودوا:

( أن تلكم الجنة، أورثتموها بما كنتم تعملون)….

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

ابن عثيمين -شخصيات

ابن عثيمين

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث -شخصيات

الإمام الجليل والمحدث العظيم محمد بن إسماعيل البخاري أمير أهل الحديث وصاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، يقول البخاري: صنفت الصحيح في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.

ولم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث وفاق تلامذته وشيوخه على السواء.

ويقول عنه أحد العلماء: لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.

فمع سيرة البخاري ومواقف من حياته.

————————————————————–

نسبه ومولده
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وكلمة بردزبه تعني بلغة بخارى "الزراع"

أسلم جده "المغيرة" على يدي اليمان الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا وطلب والده إسماعيل بن إبراهيم العلم والتقى بعدد من كبار العلماء، وروى إسحاق بن أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه.

ولد أبو عبد الله في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين.

ويروى أن محمد بن إسماعيل عمي في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك شك البلخي فأصبحت وقد رد الله عليه بصره.

————————————————————–

قوة حفظه وذاكرته
ووهب الله للبخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.

يقول محمد بن أبي حاتم: قلت لأبي عبد الله: كيف كان بدء أمرك قال ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب فقلت كم كان سنك فقال عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقلت له: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له ارجع إلى الأصل، فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت:هو الزبير بن عدي عن إبراهيم.

فأخذ القلم مني وأحكم( أصلح) كتابه وقال: صدقت.

فقيل للبخاري ابن كم كنت حين رددت عليه قال ابن إحدى عشرة سنة.

ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.

وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح

قال وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.

————————————————————–

طلبه للحديث
رحل البخاري بين عدة بلدان طلبا للحديث الشريف ولينهل من كبار علماء وشيوخ عصره في بخارى وغيرها.

وروي عن البخاري أنه كان يقول قبل موته: كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

ونعود إلى البخاري في رحلته في طلب العلم ونبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع بنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.

وفي أواخر سنة 210ه قدم البخاري العراق وتنقل بين مدنها ليسمع من شيوخها وعلمائها. وقال البخاري دخلت بغداد آخر ثمان مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير إلى خراسان قال فأنا الآن أذكر قوله.

ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي.

وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس.

وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.

————————————————————–

مؤلفات البخاري
عد العلماء كتاب الجامع الصحيح المعروف ب"صحيح البخاري" أصح كتاب بعد كتاب الله، ويقول عنه علماء الحديث "هو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله أسن الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عنهم"

ويقول في قصة تأليفه "الجامع الصحيح ":" كنت عند إسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب"

ويقول في بعض الروايات:

أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مائة ألف حديث.

ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب.

ويروي البخاري أنه بدأ التأليف وعمره 18 سنة فيقول:

"في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله في الليالي المقمرة وقل اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب، وكنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها كم كتبت اليوم فقلت: اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما"

وقال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم قلت لأبي عبد الله تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف فقال لا يخفى علي جميع ما فيه، وسمعته يقول صنفت جميع كتبي ثلاث مرات.

————————————————————–

دقته واجتهاده
ظل البخاري ستة عشر عاما يجمع الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب قلما توافرت لباحث قبله أو بعده حتى اليوم، وكان بعد كل هذا لا يدون الحديث إلا بعد أن يغتسل ويصلي ركعتين.
يروي أحد تلامذته أنه بات عنده ذات ليلة فأحصى عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة.

وقال محمد بن أبي حاتم الوراق كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها.

وروي عن البخاري أنه قال: لم تكن كتابتي للحديث كما كتب هؤلاء كنت إذا كتبت عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبته وحمله الحديث إن كان الرجل فهما، فإن لم يكن سألته أن يخرج إلي أصله ونسخته فأما الآخرون لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.

وكان العباس الدوري يقول: ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل كان لا يدع أصلا ولا فرعا إلا قلعه ثم قال لنا لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه.

————————————————————–

تفوقه على أقرانه في الحديث
ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان.

فقد روي أن أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وكان شابا لم يخرج وجهه.

وروي عن يوسف بن موسى المروروذي يقول كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه وكنت معهم فرأينا رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم فلما كان الغد اجتمع قريب من كذا كذ ألف فجلس للإملاء وقال يا أهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.

وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد هذا و إسناد هذا لمتن هذا ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم. ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس وهو لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح.

وروي عن أبي الأزهر قال كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.

وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له: يا أبا عبد الله بكماله قال: فسكت.

————————————————————–

من كلمات البخاري

[لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة]

[ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي]

[ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه]

————————————————————–

مواقف من حياة البخاري
وقال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قلت صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر ونحو هذا. وقل أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث حتى إنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا وهذا هو والله غاية الورع.

يقول محمد بن أبي حاتم: كان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة وكان لا يوقظني في كل ما يقوم فقلت أراك تحمل على نفسك ولم توقظني قال أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك.

*يروي البخاري فيقول كنت بنيسابور أجلس في الجامع فذهب عمرو بن زرارة وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله والي نيسابور فأخبروه بمكاني فاعتذر إليهم وقال مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره فقال له بعضهم: بلغني أنه قال لك لا تحسن تصلي فكيف تجلس فقال لو قيل لي شيء من هذا ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة.

وذات يوم ناظر أبو بكر البخاري في أحاديث سفيان فعرفها كلها ثم أقبل محمد عليه فأغرب عليه مائتي حديث فكان أبو بكر بعد ذلك يقول ذاك الفتى البازل والبازل الجمل المسن إلا أنه يريد هاهنا البصير بالعلم الشجاع.

قال محمد بن أبي حاتم سمعت البخاري يقول دخلت بلخ فسألني أصحاب الحديث أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم.

قال أبو جعفر سمعت أبا عمر سليم بن مجاهد يقول كنت عند محمد بن سلام البيكتدي فقال لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث قال فخرجت في طلبه حتى لحقته قال أنت الذي يقول إني أحفظ سبعين ألف حديث قال نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركبانا على الخيل سوى من ركب بغلا أو حمارا وسوى الرجالة.

————————————————————–

ورعه
· قال محمد بن أبي حاتم ركبنا يوما إلى الرمي، فجعلنا نرمي وأصاب سهم أبي عبد الله البخاري وتد القنطرة الذي على نهر ورادة فانشق الوتد فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي وقال لنا ارجعوا ورجعنا معه إلى المنزل. فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة مهمة قالها وهو يتنفس الصعداء، وقال لمن معنا اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته فقلت أية حاجة هي. قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت نعم على الرأس والعين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حل مما كان منا. وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري. فقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له أنت في حل مما كان منك وجميع ملكي لك الفداء وإن قلت نفسي أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتد أو في ملكي فأبلغته رسالته فتهلل وجهه واستنار وأظهر سرورا وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمسمائة حديث وتصدق بثلاث مائة درهم.

· وقال بن أبي حاتم ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له إني أراك تقول إني ما أثبت شيئا بغير علم قط منذ عقلت فما الفائدة في الاستلقاء قال أتعبنا أنفسنا اليوم وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العد فأحببت أن استريح وآخذ أهبة فإن فاجئنا العدو كان بنا حراك.

· وضيفه بعض أصحابه في بستان له وضيفنا معه فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه وذلك أنه كان عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره فقال له يا أبا عبد الله كيف ترى فقال هذه الحياة الدنيا.

· وقال أحمد بن حفص: دخلت على أبي الحسن يعني إسماعيل والد أبي عبد الله عند موته فقال لا أعلم من مالي درهما من حرام ولا درهما من شبهة قال أحمد فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك ثم قال أبو عبد الله أصدق ما يكون الرجل عند الموت.

وكان الحسين بن محمد السمرقندي يقول كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة كان قليل الكلام وكان لا يطمع فيما عند الناس وكان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم.

————————————————————–

عمله بالتجارة
وعمل البخاري بالتجارة فكان مثالا للتاجر الصدوق الذي لا يغش ولا ينقض نيته مهما كانت المغريات.

روي أنه حملت إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد فاجتمع بعض التجار إليه فطلبوها بربح خمسة آلاف درهم فقال انصرفوا الليلة فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف فقال إني نويت بيعها للذين أتوا البارحة.

————————————————————–

ثناء الأئمة عليه
قال أبو إسحاق السرماري: من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلى محمد بن إسماعيل.

قال أبو جعفر سمعت يحيى بن جعفر يقول لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموته ذهاب العلم.

وكان نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.

قال مصعب الزهري محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر بالحديث.

وروي عن إسحاق بن راهويه أنه كان يقول اكتبوا عن هذا الشاب يعني البخاري فلو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.

وكان علي بن حجر يقول أخرجت خراسان ثلاثة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.

وقال محمد بن أبي حاتم سمعت إبراهيم بن خالد المروزي يقول رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ويقول لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.

وقال محمد حدثني حاتم بن مالك الوراق قال سمعت علماء مكة يقولون محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان.

وقال أبو الطيب حاتم بن منصور الكسي يقول محمد بن إسماعيل آية من آيات الله في بصره ونفاذه من العلم.

وقال سليم بن مجاهد يقول لو أن وكيعا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الأحياء لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل.

وروي عن قتيبة بن سعيد أنه قال لو كان محمد في الصحابة لكان آية. نظرت في الحديث ونظرت في الرأي وجالست الفقهاء والزهاد والعباد ما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل.

وقال أبو عبد الله الحاكم: محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث.

قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.

قال محمد بن حمدون بن رستم سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقال دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.

وقال سعيد بن جعفر: سمعت العلماء بالبصرة يقولون ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح.

————————————————————–

من كرم البخاري وسماحته
قال محمد بن أبي حاتم كانت له قطعة أرض يؤجرها كل سنة بسبع مائة درهم فكان ذلك المؤجر ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج وكان يؤثره على البطيخ أحيانا فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحيانا.

قال وسمعته يقول كنت أستغل كل شهر خمس مائة درهم فأنفقت كل ذلك في طلب العلم فقلت كم بين من ينفق على هذا الوجه وبين من كان خلوا من المال فجمع وكسب بالعلم حتى اجتمع له فقال أبو عبد الله: ما عند الله خير وأبقى (الشورى:36)

وكان يتصدق بالكثير يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين وأقل وأكثر من غير أن يشعر بذلك أحد وكان لا يفارقه كيسه.

ويقول عبد الله بن محمد الصارفي: كنت عند أبي عبد الله البخاري في منزله فجاءته جارية وأرادت دخول المنزل فعثرت على محبرة بين يديه فقال لها: كيف تمشين؟ قالت إذا لم يكن طريق كيف أمشي فبسط يديه وقال لها اذهبي فقد أعتقتك. قال فقيل له فيما بعد يا أبا عبد الله أغضبتك الجارية قال إن كانت أغضبتني فإني أرضيت نفسي بما فعلت.

————————————————————–

محنة البخاري
تعرض البخاري للامتحان والابتلاء، وكثيرا ما تعرض العلماء الصادقون للمحن فصبروا على ما أوذوا في سبيل الله، ولقد حسد البعض البخاري لما له من مكانة عند العلماء وطلاب العلم وجماهير المسلمين في كل البلاد الإسلامية، فأثاروا حوله الشائعات بأنه يقول بخلق القرآن، ولذلك قصة يرويها أبو أحمد بن عدي فيقول: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل البخاري لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.

وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته، وكان يقول أما أفعال العباد فمخلوقة فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.

وبه قال وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال البخاري حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (العنكبوت 49).

وقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر.

وقال أيضا: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة.

وقال أحمد بن سلمة: دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه فما ترى فقبض على لحيته ثم قال "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" (غافر 44) اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة إنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ثم قال لي يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي، فأخبرت جماعة أصحابنا فو الله ما شيعه غيري كنت معه حين خرج من البلد وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره.

وقال محمد بن أبي حاتم أتى رجل عبد الله البخاري فقال يا أبا عبد الله إن فلانا يكفرك فقال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما" وكان كثير من أصحابه يقولون له إن بعض الناس يقع فيك فيقول "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" (النساء 76)، ويتلو أيضا "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" (فاطر 43) فقال له عبد المجيد بن إبراهيم كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "اصبروا حتى تلقوني على الحوض" وقال صلى الله عليه وسلم "من دعا على ظالمه فقد انتصر"

————————————————————–

محنته مع أمير بخارى
روى أحمد بن منصور الشيرازي قال سمعت بعض أصحابنا يقول لما قدم أبوعبد الله بخارى نصبت له القباب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق أحد إلا استقبله ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير فبقي أياما قال فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج.

قال أحمد بن منصور فحكى لي بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى فتقدمت إليه فقلت يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من اليوم الذي نثر عليك فيه ما نثر فقال لا أبالي إذا سلم ديني.

وروي عن بكر بن منير بن خليد بن عسكر أنه قال: بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع و التاريخ وغيرهما لأسمع منك فقال لرسوله أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار" فكان سبب الوحشة بينهما هذا.

————————————————————–

وفاة البخاري
توفي البخاري رحمه الله ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة، وروي في قصة وفاته عدة روايات منها:

قال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا منصور غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إنه أقام عندنا أياما فمرض واشتد به المرض، فلما وافى تهيأ للركوب فلبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخذ معي يقوده إلى الدابة ليركبها فقال رحمه الله أرسلوني فقد ضعفت فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى رحمه الله فسال منه العرق شيء لا يوصف فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك فدام ذلك أياما ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشبا مشبكا لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر فكانوا يرفعون ما حول القبر من التراب ولم يكونوا يخلصون إلى القبر وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب قال محمد بن أبي حاتم ولم يعش أبو منصور غالب بن جبريل بعده إلا القليل وأوصى أن يدفن إلى جنبه.

وقال محمد بن محمد بن مكي الجرجاني سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت ما وقوفك يا رسول الله قال أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرت فإذا قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.

رحم الله الإمام البخاري رحمة واسعة وجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين وعن حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم ).

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

عثمان بن أرطغل مؤسس الدولة العثمانية -شخصيات

عثمان بن أرطغرل

عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه (656 ه/1258م – 1326م)مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها وإليه تنسب. شهدت سنة مولده غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية

بطل مغوار، على راس مائة أسرة وأربعمائة فارس تركماني، أسس إمبراطورية حكمت نصف العالم لأكثر من ستة قرون، وأجبرت أمريكا على دفع الجزية!!!

لم يضع أسس بناء إمبراطورية حبا بالسلطة والجاه والجبروت وإنما حبا بالإسلام. لقد كان يؤمن إيمانا عميقا بأن مهمته الوحيدة في الحياة هي إعلاء كلمة الله. أوصى ابنه وهو على فراش الموت، يابني، إياك ان تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، ان نشر الإسلام وهدايةالناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.

اتصف بالشجاعة الفائقة والحكمة العميقة والإخلاص الشديد للإسلام والصبر على الشدائد والملمات والعدل في الحكم والوفاء والإيمان العميق الذي لا يتزحزح.

ذلكم هو المجاهد التركماني البطل الغازي عثمان بن أر طغرل بن سليمان شاه بن قيا ألب، مؤسس الإمبراطورية العثمانية.

فقبل ان نبحر مع هذا المجاهد لنرتوي من معين حكمته وإيمانه، ونرافقه لنسمع صهيل خيول فرسانه وجعجعة مواضيهم وهتاف حناجرهم التي تشق عنان سماء المعارك الجهادية، مزمجرين بصوت هادر (الله اكبر) ليحولوا سوح الوغى إلى أعراس للنصر، و ليدب الرعب في قلوب أعدائهم. فقبل ذلك أيضا لابد ان نتعرف على الدوحة التي ينحدر منه هذا العملاق الغازي الذي مازال نتائج ما أفرزتها إمبراطوريته لم تحسم لحد هذا اليوم!!

ينتسب العثمانيون إلى قبيلة ( قاتي) التركمانية والتي كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تعيش في سهول آسيا الغربية وتزاول حرفة الرعي. ونتيجة الغزو المغولي بقيادة جنكيزخان تحركت هذه القبيلة نحو الغرب قاصدة دولة خوارزم ، ثم توجهتبعد ذلك نحو العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى.

كان ( سليمان شاه بن قيا ألب ) جد عثمان رئيس وزعيم العشيرة، الذي قرر الهجرة في عام 617 للهجرة الموافق لعام 1220 للميلاد مع قبيلته وفيها ألف فارس من موطنه إلى بلاد الأناضول فاستقر في مدينة أخلاط التي تقع في شرق تركيا الحالية. ولما هدأت موجة المد المغولي رغب في الرجوع إلى موطنه الأول عبر ديار بكر نحو الرقة. حاول عبور نهر الفرات فهوى فيه وغرق عام 628 للهجرة الموافق لعام 1230 للميلاد، فدفن هناك قرب قلعة جعبر.

خلف سليمان شاه أربع أبناء، اختلفوا بعد وفاة أبيهم في الطريق التي يجب ان يسلكوها للعودة إلى موطنهم. الابن البكر ( سنكورتكن) الذي تولى زعامة القبيلة خلفا لأبيه، فقد حقق رغبة أبيه ورجع مع أخيه ( كون طغري) إلى موطنهم الأول. وأما الأخوان الآخران وهما ( أرطغرل) و( دندان) فقد عادا ادراجهما, وكان ( أرطغرل) الأوسط زعيم المجموعة المتبقية من القبيلة، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس.

سمع أرطغرل، خلال مسيره يوما، جلبة وضوضاء وشاهد جيشين مشتبكين فوقف على مرتفع من الأرض، يراقب هذا المنظر المألوف لدى القبائل التركمانية الرحل، المفطورون على أنغام السيف وحشرجة الرماح وصهيل الخيول. ولما أنس الضعف في احد الجيشين وتحقق انكساره وخذلانه، ان لم يهب لنجدته، وفي هذه الأثناء سمع صوتا جهوريا مدويا ينطلق من بين فرسان الجيش الآيل إلى الانكسار، زلزله زلزالا شديدا، سمع لفظة الجلالة ( الله أكبر) فارتعد أوصال أرطغرل ودب فيه النخوة الإيمانية ونزل مسرعا يتبعه فرسانه كالسيل العرم وهاجم الجيش الثاني بقوة وشجاعة عظيمتين حتى وقع الرعب في قلوب الذين كادوا يفوزون بالنصر لولا هذا المدد الفجائي. واعمل فيهم السيف والرمح ضربا ووخزا حتى هزمهم شر هزيمة وكان ذلك في أواخر القرن السابع للهجرة، وبعد تمام النصر علم أرطغرل بان الله قيضه لنجدة الأمير علاء الدين السلجوقي أمير قرمان (قونية). فكافأه السلطان علاء الدين على مساعدته ونجدته له بإقطاعه عدة أقاليم ومدن بجوار الثغور مع الروم، واتاح لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم. كانت مساحة هذه الأرض 2022 كيلو متر مربع استطاع أرطغرل توسعها إلى 4800 كيلو متر مربع خلال حياته.

وبعد وفاة أرطغرل عام 687 للهجرة، خلفه بطلنا المجاهد عثمان الذي سار على سياسة ابيه في قضم ارض الروم وإلحاقه بدولته الناشئة الفتية. وعلى يده تأسست الدولة العثمانية سنة 699 للهجرة الموافق لعام 1288 للميلاد.

يذكر بعض المؤرخين إلى ان عثمان هو أول من اسلم من قبيلة قاتي التركمانية، وهذا الزعم غير صحيح لآن القبيلة كانت بالأصل مسلمة قبل ان ترحل من موطنها الأصلي مع زعيمها. إذ المعروف ان قبيلة قاتي تركمانية، وكلمة تركمان تطلق على الترك الذين اعتنقوا الإسلام فسموا ( ترك إيمان) والدليل الآخر هو اسم زعيمها سليمان.

لقد كان لنجدة قبيلته لجيش الأمير علاءالدين السلجوقي المسلم وإحرازهم النصر على الروم الأثر الكبير في تكوين شخصية هذا المجاهد فأعتقد بان مهمة كبيرة قد القي على عاتقه وينبغي تحقيقه مهما غلا التضحيات.إلى الحد الذي أصبح الجهاد محور حياته وتفكيره. دأب على تنشئة أولاده وتدريب جيشه على الإيمان العميق للجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام.

أعماله

لقد بدا عثمان يوسع إمارته فاستطاع ان يضم إليه عام 688 قلعة قرة حصار وفي عام 699 أغارت المغول على إمارة علاء الدين السلجوقي ففر من وجههم والتجأ إلى إمبراطور بيزنطا وتوفي هناك في العام نفسه، وتولى الإمارة من بعده ابنه غياث الدين فقتله المغول.ففتحت الأبواب وأزيلت العقبات من أمام عثمان ليتوسع رويدا رويدا على حساب الروم، واتخذ مدينة يني شهر قاعدة له ولقب نفسه باديشاه آل عثمان واتخذ راية ودعا أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام، فان أبوا فعليهم دفع الجزية، فأن رفضوا فالحرب هي التي تحكم بينه وبينهم فخشوا على أملاكهم منه، فاستعان الروم بالمغول عليه، وطلبوا منهم ان ينجدوهم ضده، غير ان عثمان قد جهز جيشا بإمرة ابنه أورخان وسيره لقتال المغول فشتت شملهم. وكانت هذه المعركة مشابه لمعركة عين جالوت العظيمة.

ثم تواصلت انتصارات المجاهد عثمان بعد دحر المغول واعتناق قسم كبير منهم الإسلام. اتجه وجيشه نحو مدينة بورصة التي كانت تعد من الحصون المنيعة والمهمة في آسيا الصغرى، فاستطاع ان يدخلها عام 717 للهجرة،1317 للميلاد ،امن أهلها وأحسن إليهم فدفعوا له ثلاثين ألفا من عملتهم الذهبية، وأسلم حاكمها ( افرينوس)، فمنحه عثمان لقب( بيك ) وأصبح من قادة العثمانيين البارزين.

توفي الغازي عثمان عام 726 للهجرة الموافق لعام للميلا325، وقد عهد لابنه اورخان بالحكم بعده.

أهم الصفات القيادية في عثمان

الشجاعة :لشجاعته كان مضرب الأمثال. جمع له الروم عام 700 للهجرة 1300 للميلاد حلفا صليبيا من امراء النصارى في بورصة ومادانوس وادره نوس وكته وكستلة البيزنطية، لمحاربته والقضاء عليه. ولكن عثمان لم يمهلهم فخاض الحروب ضد هذا الحلف بنفسه متقدما فرسانه الميامين ليشتت شملهم .

الحكمة : لقد رأى من الحكمة أن يقف مع السلطان علاء الدين ضد النصارى ، وساعده في افتتاح جملة من مدن منيعة ، وعدة قلاع حصينة ، ولذلك نال رتبة الإمارة من السلطان السلجوقي علاء الدين. وسمح له سك العملة باسمه ، مع الدعاء له في خطبة الجمعة في المناطق التي تحته.

الاخلاص:. عندما لمست الإمارات الإسلامية المجاورة لأمارة بني عثمان، إخلاصه للدين الإسلامي الحنيف تحركوا لمساندته والوقوف معه لتوطيد دعائم دولة إسلامية ناشئة تقف سدا منيعا امام الدول المعادية للإسلام والمسلمين.

الصبر:لقد اتصف المجاهد الغازي بالصبر، وتجلت هذه الصفة فيه عندما شرع في فتح الحصون المنيعة والبلدان القوية، ففتح في سنة 707 للهجرة 1307 للميلاد حصن كته، وحصن لفكة وحصن آق حصار وحصن قوج حصار وفي سنة 712 للهجرة1312 للميلاد، فتح حصن كبوة وحصن يكيجة طرا قلوا وحصن تكرر بيكاري وغيرها وقد توج فتوحاته هذه بفتح مدينة بورسة في عام 717 للهجرة 1317 للميلاد، وذلك بعد حصار صعب شديد دام عدة سنوات، كان من أصعب ما واجهه عثمان في فتوحاته.

الجاذبية الايمانية:تأثر كثير من القادة البيزنطيين بشخصية عثمان، ذات الجاذبية الإيمانية، ومنهجه القويم الذي سار عليه، حتى دخل البيزنطيون في دين الله أفواجا حتى امتلأت صفوف العثمانيين بهم.

العدل:اشتهر المجاهد عثمان بالعدل، وقبل وفاة والده أرطغرل عهد إلى عثمان بولاية القضاء في مدينة (قره جه حصار) بعد فتحها عام 784 للهجرة 1382 للميلاد، وتروي المراجع العثمانية التاريخية، أن عثمان حكم لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، فاستغرب البيزنطي وسأل عثمان: كيف تحكم لصالحي وأنا على غير دينك؟ فأجابه عثمان: بل كيف لا أحكم لصالحك والله الذي نعبده، يقول لنا:

(( أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل)) فاهتدى الرجل وقومه إلى الإسلام.

الوفاء:كان شديد الوفاء بالعهود فعندما اشترط أمير قلعة اولوباد البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني، ان لا يمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم إلى داخل القلعة، التزم بذلك وكذلك من جاء بعده.

التجرد:لم تكن أعماله وفتوحاته من اجل مصالح اقتصادية أو عسكرية أو غير ذلك، بل كان فرصة تبليغ الدعوة إلى الله ونشر دينه، وقد وصفه المؤرخ أحمد رفيق بأنه ( كان متدينا للغاية، وكان يعلم ان نشر الإسلام وتعميمه واجب مقدس وكان يتمتع بفكر سياسي واسع متين، ولم يؤسس عثمان دولته حبا في السلطة وإنما حبا بالإسلام) ويقول الكاتب مصر أغلوا: ( لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيمانا عميقا بان وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعا بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف السامي.

شخصية متزنه مؤثرة خلابة تأخذ بالباب مستمعيه،لم تطغي قوتها على عدالتها، ولم تفقدها القوة والسلطة توازنها.لم يتزحزح إيمانها قيد أنملة، ولم تتجاوز سلطانها على رأفتها ولاغناها على تواضعها. أكرم الله عثمانا بتأييده ونصره ومكنه الأخذ بالأسباب والغلبة فجعل له مكنة القدرة على التصرف والهيبة والوقار وطاعة الرعية وكان رعاية الله له عظيمة ولذلك فتح له باب النصر والتوفيق.

الدستور الذي سار عليه العثمانيون

لقد كان حياة هذا المجاهد التركماني العظيم جهادا ودعوة في سبيل الله، وكان علماء الدين يحيطون به ويشرفون على التخطيط الإداري والتنفيذ الشرعي في الإمارة ولعل ابرز ما حفظه لنا التاريخ من إيمان هذا البطل المغوار المؤمن

والتزامه الشديد بالإسلام ونشره، وصيته إلى ابنه أورخان وهو على فراش الموت،الوصية التي أصبحت منهاج عمل ومنار لجميع سلاطين بني عثمان الذين تعاقبوا على السلطنة طيلة أكثر من ستة قرون.

يقول المجاهد عثمان في وصيته لابنه أورخان، كأنه وصية لقمان الحكيم لابنه:

( يابني : إياك ان تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، وإذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلا..يابني: احط من اطاعك بالإعزاز، وانعم على الجند، ولايغرنك الشيطان بجندك وملكك وإياك ان تبتعد عن أهل الشريعة.. يابني: انك تعلم أن غايتنا هي إرضاء رب العالمين، وان بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضات الله جل جلاله.. يابني لسنا من هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة الحكم أو سيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نحيا ونموت، وهذا يا ولدي ما أنت له أهل.. يابني: اعلم ان نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.. يابني: إنني انتقل إلى جوار ربي وأنا فخور بك، بأنك ستكون عادلا في الرعية، مجاهدا في سبيل الله لنشر دين الإسلام…يابني: أوصيك بعلماء الأمة، ادم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمرون إلا بالخير…يابني: إياك ان تفعل أمرا لا يرضي الله عز وجل وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة، فإنهم سيدلونك على الخير…وأعلم يابني ان طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله وان مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وإننا لسنا طلاب جاه ودنيا…يابني وصيتي لكم ولأبنائي وأصدقائي، أديموا علو الدين الإسلامي الجليل بإدامة الجهاد في سبيل الله، أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بأكمل جهاد. أخدموا الإسلام دائما، لان الله عز وجل قد وظف عبدا ضعيفا مثلي لفتح البلدان، اذهبوا بكلمة التوحيد الى أقصى البلدان بجهادكم في سبيل الله ومن انحرف من سلالتي عن الحق والعدل حرم من شفاعة الرسول الأعظم يوم المحشر…يابني: ليس في الدنيا أحد لا يخضع رقبته للموت، وقد اقترب اجلي بأمر الله جل جلاله، أسلمك هذه الدولة واستودعك المولى عز وجل، أعدل في جميع شؤونك))

لقد كانت هذه الوصية منهجا سار عليها السلاطين العثمانيبون، فاهتموا بالعلم وبالمؤسسات العلمية وبالجيش والمؤسسات العسكرية وبالعلماء واحترامهم لهم وبالجهاد وصل جيوش الفتح العثماني الإسلامي إلى أبواب فيينا ومن المغرب إلى باب المندب ومن البحرين إلى وادي الرافدين.

أسس الغازي عثمان ارطغرل امبراطوية على دعائم قوامها الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء. وتوقير كلام الله عز وجل ، إذا صدرت الأوامر السلطانية بتاريخ 25 تموز يوليو عام 1518، بأن تتم قراءة القرآن الكريم بصورة متواصلة من دون توقف من قبل أشخاص يمتلكون الصوتالجميل. ولم تتوقف القراءة لحظة واحدة حتى 3/3/1924( تاريخ خلع السلطان) اي ان القراءة استمرت 405 سنوات اشهر ايام!! هذه القراءة المتواصلة للقرآن كانت تحدث في دائرة ( خرقة السعادة وهي احد أقسام قصر ( طوب قابو) مقر الحكم.

وأما كيف دفعت أمريكا الجزية لهذه الإمبراطورية العملاقة، وفيما يلي ملخص قصة معاهدة الصلح.

وقع جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي معاهدة صلح مع بكللر حسن والي أيالة الجزائر، التزمت بموجبها أمريكا ان تدفع إلى ايالة الجزائر العثمانية على الفور مبلغ 642 ألف دولار ذهبي، 200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل ان تطلق البحرية العثمانية سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، والا تتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.

ففي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي استغاثت أهالي الجزائر بالدولة العثمانية الفتية لحمايتها من الغزو الذي يتعرض لها من قبل اسبانيا والبرتغال بعد سقوط دولة الإسلام في الأندلس. فاستجابت لندائهم وضمت الجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية وألفين من الجنود الانكشارية، وأذن السلطان سليم ياووز ( سليم الأول) لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى أيالة الجزائر( ولاية الجزائر) والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة البطل خير الدين بارباروس الذي نجح في إنشاء هيكل دولة قوية بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية وأسس أسطولا بحريا قويا، أصبحت سيدة بحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وجعل المجاهد بربروس من أيالة الجزائر قاعدة بحرية عثمانية.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية، بعد ان انتزعت أمريكا استقلالها عن انجلترا سنة 1190 للهجرة الموافق لعام 1776 للميلاد، ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1197 للهجرة الموافق للعام 1783 للميلاد وتجوب البحار والمحيطات.
ففي إحدى الرحلات، تعرض البحارة العثمانيون في أيالة الجزائر لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش وذلك في رمضان عام 1199 للهجرة الموافق لشهر تموز، يولي785 للميلاد، ثم ما لبثوا ان استولوا على إحدى عشرة سفينة أمريكية أخرى وساقوها إلى السواحل الجزائرية.فشلت محاولات استردادها. لعجز البحرية الأمريكية من مواجهة الأسطول العثماني، بحيث اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الدولة العثمانية في أيالة الجزائر في ( 21 من صفر 1210 للهجرة الموافق 5 من أيلول سبتمبر 1795 للميلاد). تضمنت المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير إنكليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها. وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة سفنها وأسراها وضمنت عدم تعرض الأسطول العثماني لسفنها وعلى الرغم من ذلك فان السفن العثمانية التابعة لآيالة طرابلس (ليبيا) تعرضت للسفن الأمريكية التي كانت تدخل البحر المتوسط وترتب على ذلك ان أرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس فيعام 1218 للهجرة الموافق لعام 1803 للميلاد، واخذ يتبادل نيران المدفعية مع السفن العثمانية. وأثناء القتال جنحت سفينة الحرب الأمريكية ( فلاديليفيا) إلى المياه الضحلة، لعدم دراية بحارتها بهذه المنطقة وضخامة حجمها حيث كانت تعد أكبر سفينة في ذلك التاريخ، ونجح البحارة العثمانيون المسلمون في اسر أفراد طاقمها المكون من 300 بحار.

طلب والي ليبيا قرة مانلي يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار ، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويا.
رضخت الولايات المتحدة الأمريكية لهذه المطالب وظلت تدفع هذه الجزية ( الضريبة) حماية لسفنها حتى سنة ( 1227 للهجرة الموافق لعام 1812 للميلاد)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهباً وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها أمريكا الضريبة السنوية.
هذه هي الإمبراطورية التي أسسها الغازي المجاهد عثمان أرطغرل على أساس من التقوى والإيمان والأخذ بالأسباب. مسك بعدها بنوه بزمام النصر الذي وعد الله المؤمنين به.
فهل توضح الآن لماذا شوه المستشرقون والمستعربون تاريخ الإمبراطورية العثمانية الاسلامية؟!!!..وماذا يعني المعنيون بان المسلمون يريدون إنشاء إمبراطورية من اسبانيا إلى اندنوسيا؟‍‍
23/10/2017

المصادر/
1- الدولة العثمانية- علي الصلابي.
2- التاريخ الإسلامي- محمود شاكر
3- تاريخ الدولة العثمانية
4- عندما دفعت أمريكا الجزية- أحمد تمام
5- موقع التاريخ الالكتروني
6- موقع الفسطاط الالكتروني
7- موقع الإسلام الالكتروني
8- موقع إسلام اون لاين نت
9- مجلة العربي العدد 551 أكتوبر 2022 –دفاتر منسية لحكام الدولة العثمانية-ناصر عراق

منقول بتصرف

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

ضمير العالم الاسلامي : مالك بن نبي الجزائري من الشخصيات

ولد مالك بن نبي، الرجل المناضل المفكر القدير،في مدينة قسنطينة عام 1905م،في مجتمع محافظ من أسرة فقيرة تعاني من ليل الاستعمار الفرنسي البغيض،درس أربع سنوات في مدرته الأولى بالمدينة ، فتخرج وهو غير راض عن معارفها التي اعتبرها سجنا تلقن فيه كيفية كتابة عقود الزواج والطلاق لا غير،وتنقل إلى فرنسا عام 1926م بحثا عن ضالته العلمية لكنه لم يفلح بسبب تشدد الفرنسيين مع الجزائريين الوطنيين.فعاد إلى موطنه لتبدأ مرحلة جديدة من حياته،عند حصوله على عمل بمحكمة"أفلو"عام 1927م،ما جعله يحتك بالوسط الشعبي أكثر ويزداد شغفا للخروج من قوقعة التقليد والتبعية،وحبه لمعرفة وضع بلاده وأمته عامة.
لم تعمر وظيفة المحكمة،فعاود السفر إلى فرنسا خصيصا للدراسة راغبا في الدخول إلى معهد الدراسات الشرقية،لكن فرنسا لا تسمح للجزائريين بالدخول إلى هذا المعهد لما له من إمكانيات الاحتكاك بباقي أبناء الأمة العربية،فالتحق بمعهد-اللاسلكي-وتخرج منه بشهادة مساعد مهندس،وهو تخصص علمي صرف بعيد عن مجال العدالة وميادين السياسة ما يتطلب من الرجل المزيد من الدراسة والبحث خارج مجال تخصصه،واضطر للزواج من فرنسية والبقاء في فرنسا،وقد كانت له زوجته سندا قويا باعترافه لما انغمس في الدراسة والبحث والتأليف في قضايا العالم الإسلامي،بدءا بالظاهرة القرآنية عام 1946م ،وشروط النهضة الذي ضمنه مفهوم" القابلية للاستعمار وعواملها" عام 1948م ثم -وجهة العالم الإسلامي- عام1954م وانتقل إلى القاهرة فور إعلان الثورة التحريرية عام 1954م حيث وجد الاحترام وحسن الضيافة في مصر، وكتب عن فكرة: "الإفريقية الأسيوية""على اثر مؤتمر -باندونغ55-وتوالت أعماله الفكرية في تسارع وتطور،عاد بعد الاستقلال إلى أرض الوطن وعين بوزارة التربية الوطنية في مديرا للتعليم العالي الذي كان منحصرا في مبني الجامعة المركزية بالعاصمة ،واستقال من منصبه عام 1967م ليتحرر من قيود الإدارة ويتفرغ إلى الكتابة،بادئا إياها بمذكراته-شاهد القرن-والتي تناولت فيها بصورة علمية الهيمنة الأوربية وأثار الاحتلال الفرنسي في الجزائر ، كما عبر فيها بشكل قوي عن مدى صلته بوطنه، وبين آثار الاستعمار والدمار الذي أحدثه في (الجزائر)خلال قرن من الزمن ، سياسياً، وزراعياً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً أخلاقيا،فكان بذلك شاهدا على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر: وظروف مواجهة الشعب للفعل الاستعماري العنصري، فجاءت الشهادة قوية والتعبير عنها صريحا وصادقا وسجل بدقة مواقف عديدة في مسار الحركة الوطنية ونضال شبابها،فكانت بمثابة دروس لكل لبيب متعظ، عارض أسلوب الكلام و التسويف في تتبع القضية الوطنية وعارض سفر المؤثر الإسلامي إلى باريس وهاهو يقول عن فشل هذا المؤتمر في تنقله إلى باريس عام 1936: ولا يستطيع أحد تقييم ما تكبدنا من خسائر جوهرية منذ استولى علينا مرض الكلام، منذ أصبح المجتمع سفينة تائهة بعد إخفاق المؤتمر في الحصول على مطالبه " أي الإخفاق الذي قضى نحبه في الرؤوس المثقفة"مطر بشة كانت أو معممة".(ذوو الثقافة الغربة، والثقافة الإسلامية) استمر النشاط في نضاله بالورقة والقلم بالكلمة الشجاعة المعبرة حتى بعد استقالته من منصبه،و لم تنته المضايقات التي لحقته اثر ما عرف بإحداث الجامعة المركزية 1969،وحين تسلل بعض الوصوليين والانتهازيين والعملاء (الفرنكوش) إلى مؤسسات ألدوله واندسوا بين ثنايا جيوب الإدارة الجزائرية ،اخذوا يعزلون الوطنيين والشرفاء شيئا فشيا تسترا على جهلهم وإخفاء لعلاقتهم المشبوهة مع المستمرين الفرنسيين.تابع نشاطه ضمن منظور حديث للفلسفة الإسلامية إلى أن اختاره الرفيق الأعلى إلى جواره عام 1973، تاركا وراءه إرثا تراثيا فكر يا غنيا تحت عنوان مشكلات الحضارة)-ما بشر بقرب تشكل المجتمع الإنساني،وبداية النظام العالمي الجديد. وتشكل المجتمع الإنساني المعرفي أيضا، وبلوغ الحضارة الغربية ذروتها وبداية انحدارها نحو نقطة الانطلاق، نظراً لعجزها عن تلبية احتياجات ومتطلبات العهد الجديد.وما قدينجر عن ذلك من أزمات وتصرفات وحشية، منبها المسلمين إلى تدارك أسباب وهنهم الحضاري وعجزهم النهضوي وضعفهم العلمي،وداعيا إلى ضرورة تجديد مسارهم في دورة حضارية إنسانية جديدة، وأوضح أن أزمات العالم الإسلامي لن يتأتى حلها إلا ضمن مشروع إنشاء حضارة إسلامية ،"كومنولث إسلامي"واضعا مبدأين:01حضارة الأشياء،بالدعوة الصريحة لتبني العلوم الإنسانية والطبيعية إضافة إلى العلوم التقليدية (الفقه واللغة في التفسير).02حضارة الأفكار بالدعوة إلى تبين الوقائع واستخلاص الدروس والعبر في كل عمل مستقبلي.وكان هذا من أهم دواعي الفكرة-الإفريقية الأسيوية.لم تكن معالم الثورة المعلوماتية قد اتضحت عند ما توفي مالك بني ومع ذلك فقد كانت تجربة ثقافية ولو أنها مازالت تبحث عن رواق جديد لانتشارها بين أبناء الأمة العربية الإسلامي وقد أعطى مثالا عن استغلال عصارة الفكر الإنساني في ترتيب الأفكار والبحث عن روافد جديدة لجعل الثقافة مواكبة لمستجدات العصر، و وضع يده على أهم قضايا العالم المتخلف و اهتم ، بدراستها تحت عنوان (مشكلات الحضارة) ، سلسلة بدأها بباريس ثم مصر وأخيرا الجزائر وتضمنت سبعة عشر كتابا نوردها حسب الترتيب الأبجدي:– بين الرشاد والتيه- تأملات- دورا لمسلم ورسالته- شروط النهضة-ا لصراع الفكري في المستعمرات- الظاهرة القرآنية- الفكرة الإفريقية الأسيوية- كمنولت إسلامي- في مهب المعركة- القضايا الكبرى- مذكرات شاهد القرن- المسلم في عالم الاقتصاد- مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي- مشكلة الثقافة- من اجل التغيير- ميلاد مجتمع-وجهة العالم الإسلامي. لكن أفكار مالك بن نبي هي اليوم خارج اذان مسير بلدان العالم الإسلامي عامة والعالم العربي خاصة، وبعيدة عن بصرهم لأنهم بكل بساطة لم يعودوا قادرين على التمييز بين الابيض والأسود ،لما أصابهم من داء التواطؤ مع الغرب الاستعماري. هذا هو مالك بن نبي، مناضل من اجل الحرية قبل الاستقلال وساعيا إلى التقدم بعده،مفكر سخر جهده لفهم الواقع وفضح مساوية والدعوة لمعالجة مشكلات العالم الإسلامي بأساليب حديث

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

كزافييه دو مونتبان -شخصيات

شخصيات عالمية – شخصيات تاريخية – شخصيات ادبية – شخصيات من التاريخ

كزافييه دو مونتبان

ولد في ابرمونت في مارس عام 1823
ألف العديد من الروايات الشعبية المسلسلة والتى نشرت في الصحف الفرنسية على شكل حلقات مما أكسبها الكثير من الشهرة واقبال القراء عليها.

ألف كزافييه واحدة من اكثر الكتب مبيعا في القرن التاسع عشر وهي رواية " ط¨ط§ط¦ط¹ط© ط§ظ„ط®ط¨ط² " التى نشرت في الفترة من 1884 ال 1889
وتم تحويلها لاحقا لأعمال فنية تلفزيونية ومسرحية وسينمائية.

اثارت بعض روايات كوزفييه التعليقات والعواصف عند نشرها مثل رواية " طبيب الفقراء " التى ادت لمواجهة قضائية بينه وبين محام جمهوري في المحاكم حكم على الاثنين فيها بكفالة.

لكن المستوي الشعبي والسياسي كانت الغلبة لكوزفييه نتيجة لشعبيته الجارفة عند القراء وقربه من القصر الامبراطوري.

كذلك روايه " بنات من الجبس " التى ادت الى الحكم عليه بالحبس لثلاثة أشهر وغرامة 500 فرنك.

توفي كوزفييه في 30 ابريل 1902 في باريس تاركا ورائه ثروة من الروايات والاعمال الادبية الرائعة

ومن مؤلفاته
– فرسان لانسكونه 1847
– بنات المشعوذ 1849
– طبيب الفقراء 1861
– جوهرة القصر الملكي 1865
– الطاحونة الحمراء 1866
– عربة الجياد رقم 13 1880
– سمو الحب 1881
– زواج لاسكار 1889

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده