التصنيفات
القسم العام

فيس بوك(( مدونة عيون العرب))

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((فيس بوك مدونة عيون العرب))
فلتكن هذه مساحة لنا عربا لنعبر عن ما يختلج في نفوسنا

وما يحدث حولنا

كلمات مبعثرة بدون معنى

مواضيع منوعة

العاب

مسابقات

فوزاير

بوسترات

او اي شيء يخطر على بالك وكأنها

فيس بوك
لكن داخل جدار منتدانا الغالي

ان شاء الله الفكرة تروق لكم

واذا راقت لكم الرجاء التثبيت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

الى كل جزائري

السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته .
اليوم 5جويلية وهو ذكرى استقلال بلد المليون ونصف مليون شهيد بعد معاناة وصمود .ولهاذا احي كل جزائري وجزائرية احي بلد ابناء نوفمبر احي بلد الابطال الذي ليزال شعبه يحترم الوطن . تحية جزائرية في هاذا اليوم الذي نشهده .
جزائرية وافتخر ……

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

الفرق بين صداقة الر جال وصداقة النساااااااء !!!!!!!!!!!!!!


الصداقة بين النساء

لم تعد الزوجة بيتها ذات ليلة … وفي اليوم التالي قالت لزوجها أنها كانت نائمة عند صديقة لها
إتصل الزوج بأفضل عشر صديقات لزوجته فأنكر الجميع رؤية زوجته تلك الليلة

الصداقة بين الرجال

لم يعد الزوج لبيته ذات ليلة … وفي اليوم التالي قال لزوجته أنه كان نائماً عند صديق له ..!
إتصلت الزوجة على أفضل 10 أصدقاء للزوج ..
ثمانية منهم أكدوا أنه كان نائماً عندهم ..
وإثنان أقسما أنه لا يزال عندهم
شي بيضحك !!!!!!!!!!
هع هع هع هع هع
هع هع هع هع
هع هع هع
هع هع
هع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

أرقى ما يتعلمه الإنسان

أن يتعلمان يستمع لكل رأى ويحترمه وليس بالضرورة ان يقتنع به
أن يتعلمان يبكى فالبكاء راحة للنفوس شرط ان يمسح دمعته قبل ان يراها الاخرون
أن يتعلمان لا يسرف بحزنه وفرحه لان الحياة لاتتم على وتيره واحده
أن يتعلمان الصداقة عطاء ثم عطاء ثم عطاء ولكن من الطرفين
أن يتعلمانه عندما يغيب المنطق يرتفع الصراخ
أن يتعلمان يتحمل المسئوليه مهما عظمت طالما تصدى لها بكل ارادته الحره ويتحمل كافة نتائجها
ان يتعلمان يحزن كثيرا عندما يقول وداعا لاى صديق فقد يكون وداعا لا لقاء بعده
أن يتعلمان لا تكون نهايه علاقته بصديق هى بدايه كرهه له فقد تنتهى المحبه ويبقى التقدير والاحترام
أن يتعلمان يكون النجم الذى يقضى عمره من اجل بث النور للجميع دون ان ينتظر من احد رفع
رأسه ليقول شكرا

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

رسالتي اليكم>>>>>>>

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء ومشرفي مدونة عيون العرب

طبعا اقدم اعتذاري لكم لاني ساتغيب عن منتداكم الغالي
لفترة رمضان لاني بصرااااحة حبيت ادخل ضمن
حملة
No net & No T.V
in Ramadan

اشوفكم على خير بعد رمضان^_^

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

لا تتوهم الحب من اشحاص لا يحبونك………

التصنيفات
القسم العام

حب النفس ……….. لاحسان عبد القدوس ………….. جميلة جدااااااا

حب النفس

حب النفس لا يعنى دائما الانانية ……ولا يعنى النفرادية……. ولا يعنى الانعزالية

انك لن تستطيع ان تحب الناس الا اذا احببت نفسك اولا……. لو كرهت نفسك او لو سخطت على نفسك …….. فستكره الناس كلهم وتسخط على الناس كلهم

وحب الناس هو حب الحياة ……. و حب الحياة هو ان تحب كل الناس الذين يكونون الحياة ………..اخيارهم و اشرارهم ……… فقرائهم و اغنيائهم …….. اذكيائهم و اغبيائهم ………… وهو حب نفسك لانك جزء من الحياة

ان الحب قوة ……….. والنفس التى تحب هى النفس القوية …….. وصاحب النفس القوية لا يكره نفسه ولا يسخط عليها بل يعتز بها و يثق فيها و يغامر بها و يحمد الله عليها

عندما اححببت نفسى …….احببت الحياة …… و احببت مبادئى فى الحياة ……. واحببت الحب !

مما قرات فى كتاب ايام شبابى لاحسان عبد القدوس

اتمنى ان تنال اعجابكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

الطبع والتطبع

الطبع والتطبع **********
شغلت مسألة الطبع والتطبع أفكارَ مئاتِ الفلاسفة وعلماء النفس والإجتماع عشرات القرون، فكانتْ نتيجة ذلك نظريات متعددة متناقضة، تـؤيد إحداها الطبع الموجود أصلاً في الإنسان عند ولادته، بينما تـؤيد الأُخرى التطبع المكتسب من البيئة والظروف الإجتماعية التي يسبح في لججها. فمِنْ قائلٍ إنَّ الإنسانَ مُسَيرٌ وليس مُخَيَّراً، فإذا عمل شيئاً، فذلك مكتوبٌ على جبينه عند ولادته، سواء أواتاه حظ أمْ سوءُ طالع. كان أبرزُ دعاة هذه النظرية قديماً الأشعرية (نسبة إلى حسن الأشعري المتوفى عام 340 هجرية والذي كان من تلامذة المعزلة وانقلب عليهم ). الإنسان عند المعتزلة مخيرٌ وليس مسيراً، فهو ذو عقل وإرادة حرة وهو مسؤول عن أعماله، لأنً عقله يُريه الصواب من الخطأ، وهذا مضاد للجبرية التي تقول إنً كلً شئ مسببٌ مباشرة من الله، وعلى هذا ذهب الأشاعرة
ألقاه في اليمً ِِمكتوفاً وقال له إيًاكَ إيًاك أن تُبتَـلَّ بالماءِ
إنً إحلالَ الروح في الجسد أو إمتزاجَ الروح بالمادة كان جوهر الفلسفات الهندية والبونانية القديمة، والتي طورها الفلاسفة المسلمون، وظهرتْ في كثير من الشعر العربي قديماُ وحديثاً والتي حبذ أكثرُها الطبعَ، كقول بشار بن برد مثلاً
خُلِقتُ على ما كُنتُ غيرَ مُخيرٍ هواي، ولو خُيرتُ كنتُ المُهذَبا
أُريد فلا أُعطى، وأُعطى ولمْ أُردْ وتكره نفسي أنْ أكونَ المجربا
وقوله أيضاً
والشيخُ لا يترك عـاداتـِه حتّـى يُـوارى في ثـرى رمسه

وقول شاعر آخر
ومُكلفُ الأشياءِ غيرَ طباعها مـُتطـلِّـب في الماء جذوةَ نـارِ
ولكنً أبا العلاء المعري يناقضها
كذب الظن، لا إمامَ سوى العقـلِ مُـشيراً في صبحه والمساءِ
وكذلك
وينشأ ناشئُ الفـتـيان فـينا على ما كـان عـلـًمـَهُ أبـوهُ
وما دانَ الفـتى بـتقىً ولكِنْ يُعلًـمه الـتـديـًنَ أقـربـوهُ
ولكنً الحيْرة تنـتابه فيقـول:
كمْ وعـظ الواعظون فينا وقـام في الـناس أنـبـياءُ
فانصرفوا والبلاءُ بـاقٍ ولـمْ يـزلْ داؤك العَـياءُ
حكمٌ جرى للمليك فـينا أمْ نحن في الأصل أغبـيـاءُ؟
أما الشيخُ إبراهيم اليازجي فقد مزج الطبع والتطبع معاً

ألِفتمُ الهونَ حتى صار عندكمُ طبعا،ً وبعضُ طباعِ المرءِ مُكتَسَبُ
والأمثلة كثيرة جداُ، وما ذُكر لا يُعَدٌ إلا النزْر منها

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

طفلك بين التدليل والعنف

هل شعور الطفل بالنقص مرده الى التدليل الزائد

أو العنف المشدد؟

الحقيقة أن كلا الأسلوبين خاطيء ويؤديان بالطفل الى

الاحباط والشعور بالنقص

فالطفل المدلل اعتاد على تلبية جميع مطالبه فما عليه

الا أن يطلب وعلى أبويه أن يستجيبوا لمطالبه

ففي التدليل تصبح جميع رغبات الطفل منفذة دون سعي أو

تكلفة وعندما يكبر الطفل لايستطيع الاعتماد على ذاته

فهو لايحب أن يخالفه أحد ومن هنا تبدأ شخصية الطفل

بالاهتزاز ويبدأ مركب النقص بالظهور وعندما يكبر

الطفل المدلل ويبدأ في ممارسة عمله الوظيفي

فان نظرته الى رؤسائه وزملائه هي كنظرته الى أبويه

أي ينتظر منهم تلبية أوامره ونواهيه وهذا طبعا

سيعرضه للانطوائية والفشل.

كذلك العنف تبدو مظاهره أبلغ أثرا في انحراف شخصية

الطفل وقتل مواهبه

فالعنف يولد لدى الطفل شعورا بفقدان الأمن والسكينة

في منزله وحرمانه من الشعور بهويته كما يولد لدى

الطفل شعورا دفينا بالكراهيه وسينجم عن هذا الشعور

تصرفات عدائية مردها فعل ارتكاسي ناتج من اللاشعور

الباطني عند الطفل

وقد ينتج عن كلا الاسلوبين العنف والتدليل الكثير

من المظاهر السلبية والحالات المرضية ومن هذه الحالات

الخجل وهو سمة تتجلى بشعور الطفل بالعزلة والغرابة

يراوده شعور بالنقص ناجم عن عدم قدرته في التكيف مع

المحيطين به ولتحرر الطفل من خجله يجب علينا

1_ عدم الضغط عليه لأن الضغط قد يزيد عامل الخجل لديه

2_ عدم نقده او توجيه النصح اليه آمام الاخرين

3_ اتاحة الفرصة له لمقابلة الغرباء على ان تكون

المقابلة في جو هاديء وغير مصطنع

4_ مساعدة الطفل على تكوين أصدقاء له ولو مع من هم

أكبر منه سنا على ان يشعر الطفل بحبهم له.

دمتم بألف خير


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

سجناء الوجود

سجناء الوجود


أديب إبراهيم الدباغ / قضايا فكرية
نحن البشر مكبَّلون بالوجود، ومشدودون إليه، ومقيَّدون بأحكامه، لا نستطيع أَنْ نَفُكَّ أنفسنا عنه، أو أنْ نتحرَّر منه، وحتى لو أردنا أنْ نعود –كما كُنَّا– عدما محضا فما من وليجة في جدار الوجود نلج منها إليه. ومنذُ قُدِّرَ لنا أنْ نرتدي الوجود، أو أنْ يرتدينا الوجود ونحن سجناؤهُ أردنا أم لم نرد، وحبيسو إرادته وفعله فينا أردنا أم لم نرد. فنحن في علم الله تعالى موجودون قبل أنْ نوجد، وما دمنا موجودين في علمه تعالى فنحن إذن مسكونون بالوجود من قبل وجودنا ومن بعده، غير أنَّ هذه "الموجودية" تتشكل بأشكال مختلفة، وتتظاهر بصور متعددة، فنحن موجودون قبل الحياة وبعد الحياة، وفي الموت وبعد الموت، ومهما ارتقت صور "وجودنا" من أدنى درجاته الترابية إلى ذروته الأخروية، فهو واحد لا يتغير ولا يزول ولا يعتريه العدم، لأنه مرصود بالأساس للبقاء والخلود.

هذه القضية من توكيدات النورسي رحمه الله، تناولها بقلمه من زوايا فكرية متعددة في أكثر من مكان من رسائله "رسائل النور" وهي تشكل –بالقطع– واحدا من أعمدة فكره العملاق، حيث استطاع من خلالها أن يحلَّ إشكالات الوجود عامةً ووجود الإنسان خاصةً ويجيب على سِرِّ الخلق والإيجاد.
فسرُّ الخلق –عند النورسي– الحبُّ والجمال؛ ففي الحب قوة الخلق، فهو تعالى فياض بالحب والخلق معا. ولأنه تعالى أحبَّ الإنسان خَلَقه، واصطفاه لنفسه ليكون مرآة صافية تتشرب جماله الأقدس في أسمائه الحسنى وتعكسه إلى الآخرين من المشاهدين، وهذه المدركات العميقة للجمال الإلهي الأقدس تمنح الإنسان السيادة على نفسه، ثم السيادة على العالم.

السقوط في المحدودية
إنَّ أشدَّ ما يخافه "النورسي" على الإنسان السقوط في المحدودية في الوقت الذي أهَّلَهُ خالقه لكي يحوم فوق آفاق المطلق الإلهي. فالإنسان البطولي لا يذهلنا ويثير إعجابنا ومحبَّتنا إلاَّ إذا رأيناه مَعْكسَا لجلال الخالق وجماله، وهذا هو الإنسان الذي ينبغي أن نحرص على رؤيته والتقرّب منه، لأنَّ النظر إلى وجهه عبادة كما يقول علماؤنا.
إنَّ حرصنا على كشف الجوهر الجمالي في تكوينة الإنسان يقودنا إلى عوالم الجمال الماورائية، والتعرُّفِ على أمداء عمقها في النفس والكون. وهذا الجوهر الجمالي لا يكشف عن نفسه إلاَّ من خلال ما يخوضه الإنسان من تجارب إيمانية مركزة تصهر طبيعته الطينية في أتونها لتخرج بعد ذلك مبرأةً من شوائبها.
فإنسان من هذا النوع هو قوة للحياة يزيد في عمقها وغناها، أو قل هو الحياة بقوتها واتساعها. فأي حياة إذا خَلتْ من خطوة جديدة في سلّم الإيمان فهي حياة خاوية غير جديرة بأنْ يحياها الإنسان.
إنَّ النضال الروحي الممتدّ امتداد حياته هو شكل من أشكال الوجود المركز ينتج عنه حبٌّ فهيم لكونية الإنسان ولعظمة قواه الوجودية المتجذرة في أعماق الوجود، ويظلُّ الإنسان محرابا يتعبَّدُ فيه الوجود خالِقَهُ ما لم ينكص على عقبيه فَيُعْمِل مِعْوَلَهُ هدما في المعبد والمحراب في ساعة من ساعات جنونه ليتحول هو نفسه إلى أنقاضِ إنسان، وشظايا مخلوق لا معنى له ولا هدف.
فالإنسان فكرة سامية في ذهن الوجود قبل أن يكون أيَّ شيءٍ آخر. فلا يستطيع داهمُ الفناء أنْ يدهمه، ولا عناصر العدم أن تطاله. فإذا ما أدرك الإنسان حقيقة وجوده، وعرف أنه مصون الوجود، محفوظ للخلود شعر بأهمية وجوده، وأحسَّ بأنه راسية من رواسي الأرض الشامخات، تنهار الأرض إذا انهار وتتهاوى الدنيا إذا تهاوى.
فالوجود بقدر ما هو ثوب إلهي أُلبسَهُ الإنسان، وإكرام له، وإنعام عليه، فهو كذلك مسؤولية عظمى توجب على الإنسان صيانة "موجوديته" والحفاظ على طهارتها وقدسيتها. فلا يأتي من السلوكيات والمعتقدات ما يتنافى وشرفَ هذه "الموجودية" حتى يَلقى بها بارئها كما كانت في أولِ تلبُّسها به، وهذا هو ما تسعى إلى تحقيقه كافة الأديان. ويُحذِّرُ "النورسي" الإنسان من أن يعيش محصور الذهن بـ "هنا، والآن"، ويأبى أن يعرف شيئا عن "هناك" وعمَّا بعد "الآن" تاركا "ما ورائيات" هذا العالم وراء ظهره، مستهينا بكونه حبيس الوجود، ومرصودا للخلود ومأمورا بالخلاص من إسار الزمن لينطلق حُرًّا نحو الآماد الموغلة في بعدها الأخروي فيحظى بالقرب والمشاهدة.
فالجمالية السرمدية تأبى أنْ تُشاهَد بعينٍ زمنية محدودة الرؤية، وقاصرةٍ عن الإحاطة والإدراك، فتنشئُ في الإنسان نوعا من السرمدية لكي يكون قادرا على استشعار هذه الجمالية وتشرُّبها كِفاءَ أشواقه الملتهبة إليها كما يشير "النورسي".

الانتحار الوجودي
مرة وعلى حين غِرَّة صرخ مفكر غربي في حومة من اليأس البئيس: "لو كنتُ موجودا فأخبرني مَنْ أنا؟ ولماذا أنا موجود؟".
إنَّ هذه الصرخة المفزعة تكاد تكون لسان حال جمهرة لا يستهان بهم من مفكري الغرب المعنيين بشؤون الإنسان الفكرية والروحية. إنها إشارة غير مقصودة إلى تدهور حضاري بدأ يأخذ أبعادا مختلفة في شتى مناحي الحياة. وهو شعور غامض بالانفصال عن دورة الحياة وعجلة الفاعلية الوجودية، وانحدار سريع للعقل نحو ظلمات "اللاجدوى" وانتحار عقلي مخيف. وكلُّ ذلك بسبب المحدودية الزمانية والمكانية التي وضع فيها نفسه والانكفاء على "هنا، والآن" وغياب الأخروية عن الحضور لدى عامَّة البشر. وهذه هي مأساة العالم اليوم.

المرعوبون
إنَّ مثالية الإنسان وألمعيته وعنصره الكريم يوجب على كلِّ مُحِبٍّ له أن يسارع ليحجز بينه وبين السقوط في مهاوي محدوديات فكرية ونفسية تمنعه من الاندياح الروحي والفكري نحو آفاق المطلق الإلهي على الرغم من أنَّ الاستشراف الفطري في دواخله يهيب به في كلِّ مَرَّةٍ أن ينهض من تحت قهر محدودياته ليلامس قِمم المعاني العظيمة التي يعلي الدينُ من شأنها في النفس والكون.
أمَّا المرعوبون من وجودهم، والمنسحقون تحت ثقله وتبعاته أولئك السوداويون المكتئبون المساطون على الدوام بشواظ من جحيم كيانهم الداخلي، كيف ننتظر منهم فكرا جادا يثري الإنسان ويغني حياته، وأنَّى لهم القدرة على الإتيان بجديد روحي قادر على التأثير بمسارات العالم المادية…؟ بينما يبقى إيمان الإنسان بخلود وجوده يعزز قوى روحه، ويشحذ طاقات فكره، ويفجر ينبوعا دائم التدفق من الغبطة الجذلى بالحياة.
إنَّ الترابيين الذين لا يجدون في المصير الترابي الذي سيؤولون إليه –في زعمهم- ما يوجب الرعب، ولا يرون في ضياع أفكارهم وأحلامهم وآمالهم بالحق والعدل والخير والجمال ما يبعث على الاحتراق أسفا، ولا تهمهم أشواق أرواحهم ولا أفكار أفئدتهم… أولئك المبشرون بالفناء، والمترنمون بالعدم… كم جلبوا على البشرية من خطايا، وأتوا على الإنسان من عذابات، وجرَّعوا العالم من ويلات… فكم من مظهر من مظاهر قوة الله وعظمته مَرّوا عليها بعيونٍ عُمي، وكم من ينبوع من الجمال الأقدس لم يرشفوا منه –على شدة ظمأهم– ولو رشفة واحدة، وكم من سطور على صحيفة الكون خطَّها القلم العلوي لكنهم لا يحسنون القراءة.

الجدب الروحي
إنَّ خطورة "الجدب الروحي" أنه لا يتوقف عند حد، بل يمتدُّ في تصحره حتى يأتي على منابع الفكر والإدراك، ويجتاح بِسمُومه حديقة الوجدان. وعند ذلك لا يأتي من الإنسان شيء ذو بال، بل لا يمكننا أنْ نتصور إلى أيِّ دَرَك يمكن أن يتردَّى إليه مثل هذا الإنسان المجدب من كل مكان.
بل ما جدوى ما أنجزه الإنسان من عظائم الأمور، وحققه من جلائل الأعمال، إذا كان مصير ذلك الزوالَ والعدم؟! ومن ثمَّة فما جدوى وجوده هو بالذات؟ وما جدوى الوجود بأسره الذي يبدو –من غير الحياة الآخرة– فارغا من المعنى والمغزى؟!
فالموت عندنا نحن المسلمين، هو تلك النقطة من الحياة التي يصل إليها الإنسان لسبب ما وينعدم عندها وزن الزمن الدنيوي عليه، فينفلت من جاذبيته، وينفك من قيده، ليلج فضاء الزمان الأخروي الأبدي والسرمدي، مثَلُهُ مثل الفضائي الذي لا بُدَّ له من المرور في نقطة "انعدام الوزن" قبل أن يتيسر له الانطلاق منفلتا نحو الأعماق من أمداء الكون المهول.
لقد كان هذا المفهوم عن "الموت" حاضرا دائم الحضور في أذهان المسلمين الأوائل، وكانوا في أوْج حسهم الأخروي يوم خرجوا على الدنيا بحضارتهم الزاهية التي أثْرَتْ الروح الإنساني، وأمدَّتْ شجرة الحضارة بالحياة والرواء قرونا عِدَّة، ولم يجدوا أنفسهم أبدا في حاجة إلى خنق هذا الحِسّ، وإيقاف نبضه من أجل أنْ يحسنوا التفكير، ويجيدوا الإبداع، ويزيحوا الأستار عن أسرار الأشياء، بل كان الأمر على العكس من ذلك تماما، حيث غدا هذا الحسُّ دافعا ومحفزا لرغبات المسلمين في الخلود عَبْرَ أعمالهم وأفكارهم ومعارفهم، ما دامتْ ستكتسب شرف رضا الله وقبوله والثواب عليها في حياتهم الأخروية.

الانعتاق من أسر المحدود
وقد استطاع "النورسي" رحمه الله تعالى أنْ يشخص أزمة المسلمين منذ البدايات الأولى للقرن العشرين وعزاها إلى فقدان القابلية الحضارية فيهم على التواصل ومواكبة الزمن، بسبب تعطل المحرك لهذه القابلية بخمود لهب التوق للانعتاق من أسر "المحدود" والامتداد بأفكارهم وأعمالهم في "اللامحدود" وبهمود حماسهم في كسر قيد الزمن الدنيوي عن أفكارهم وأعمالهم، بحيث تكتسب شرف الامتداد في الزمان الأخروي الذي تَصُبُّ في حافظته جميع الأعمال والأزمان، ولم يعد "الخلود" هاجسهم الأول ومحركهم الدائم في العمل والفكر، فلم يبدعوا مثلما كان يبدع أوائلهم، ولم يستطيعوا أن يضيفوا في الفكر أو العمل شيئا مهما يمكن أن يسجل باسمهم خلال ذلك القرن.
"والنورسي" يرى أنَّ خلق الإنسان وإلباسه لباس الوجود كرم إلهي، وعطاء رحماني، لا يمكن عقلا وحدسا أن يَستردَّ الكريم هباته، أو يسترجع عطاياه، فطالما أعطانا الوجود –جَلَّ شأنه– فلن يسلبه مِنَّا.
والنورسي لا يني يؤكد على طهر الحياة وقدسيتها، وأنها أصل الخلق والوجود، بينما "الموت" خَلْقٌ عارض ليس له قوة إلغاء الحياة، أو إيقاف مَدِّها الزخَّار إلى بحر الأبدية والخلود، فالموجود له صورة معنوية في علم الله تُمثل مُقَدَّراته الحياتية، وهي تُلازم صورته المادية وتنتقل معها في مراحل نموها، ثم تتبدل تلك الصورة والمقادير مع مسيرة حياته تبدلا يلائم الحكمة في خلقه، وينسجم كليا مع المصالح المركبة عليه.
فبقدر ما في نفوسنا من توق وحنين فطري إلى مشاهدة الجمال والأنس به والانجذاب إليه، فإنَّ الجمال نفسه يبادلنا هذا التوق والشوق، ويطلب لنفسه صفوة من المشاهدين الذواقين الذين يحسنون المشاهدة، ويتأنقون في حضرته، ويطهرون أحاسيسهم ويهذبونها بين يديه. وإنه ليفرح بانشداه أرواحهم ورعشة أفئدتهم بإزاء ما يلمسونه من فخامة جماله وعظمة معناه، ويدعوهم لكي يصغوا إلى نغم ألوانه وأضوائه، ونبل لغته.
وفي تعمقه في سِرِّ الجمال والجميل يكتشف "النورسي" سِرِّ الخلود الموعودين به في عالم الغيب، فيلخص هذا السِرِّ بهذه العبارة الوجيزة: "أبدية الجمال تستلزم أبدية المحبِّ المشتاق".

——————————–
(*) كاتب وأديب عراقي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده