السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تتنازل عن مكانك في الجنة
لو أراد أحدا أن يأحذ مكانك في الجنة
بالطبع تكرهه ..
وربما غضبت منه أو من غيره ..
أو سخرت ، أو عتبت على تصرف بدر منه ..
وكل ما سبق مبررات قوية لديك تجعلك لا تحتمل تصرفه
فتنطلق بالحديث عنه لتنفس عن قلبك شيئا مما أغاظك ..
وربما كنت تعاني من وقت فراغ
فوجدت في الحديث تسلية تقطع فراغك
أو مجلسا ممتعا..
هل يعني أن تكره أحدهم..
أو تسخر منه أو حتى تشفق عليه
أو تعتب من تصرف بدر منه
أن تتنازل له بكل سهولة عن مكانك في الجنة
لتقدمه له هدية ؟؟
للأسف هذا واقع لانريد أن نصدقه
ولكننا جميعا سنصدقه
وستصدقه أنت يوم تقدم على الجبار
فرحا بأعمال كأمثال الجبال في موازينك
وأنت تظن أنك ستتبوأ بها أعلى عليين
ومن مثلك ؟؟
لقد أفنيت عمرك في قيام ليل طويل
وصيام نهار حار
ومحافظة على الصلوات
ربما قطعت عليك لذيذ المنام
أو ممتع الجلسات
وحرمت نفسك كثيرا من متع الحياة
وأنت تحسبه التزاما لأمر الله فقط ،
حتى أموالك لم تتمتع بها كما ينبغي
بل أفنيتها كلها في سبيل الله
ثم تفاجأ بأن الطريق بعد ذلك العناء
ليس إلى أعلى عليين
بل إلى أسفل السافلين .
لماذا؟؟
اقرأ حديث أتدرون ما المفلس …….)
– أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2581
خلاصة حكم المحدث: صحيح
في لحظة حساب واحدة ضاع عمر كامل ،
وإذا بشخص قد تسليت بأكل لحمه في غيبته
وبالذات زوجك / زوجتك أشهى فاكهة لديك .
وربما كنت تكره من اغتبت أو تدعي عليه
ثم يأتي من تكره ليتسلم منك كل أعمالك ،
والكون لا يسعه حبورا وسرورا
على مكانة تبوأها في الجنة
ولم يعمل لها
وكان من المفترض أن تكون لك .
الغيبة كبيرة من الكبائر
وللأسف ليس لها كفارة كما في باقي الذنوب إلا التوبة النصوح ،
والتي لا رجعة بعدها .
قال ابن القيم :
(وهل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب
أم لابد من إعلامه وتحلله
ثم قال : الصحيح انه لايحتاج إلى إعلامه – أي إخباره –
بل يكفيه الاستغفار له
وذكر محاسنه في المواطن التي اغتابه فيها
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
فان إعلامه يوغر صدره
ويؤذيه ولعله يهيج عداوته )
أخي تفكر كثيرا قبل أن تفتح فمك بكلمة
هل ماستقوله يستحق أن يضيع لأجله جنة عرضها الأرض والسماوات ..
وإن كنت مازلت مصرا
فاهدي مكانك في الجنة لوالديك
فهما أحق به من غيرهما،
قال ابن المبارك:
(لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت والدي فإنهما أحق بحسناتي من غيرهما)
اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا
وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان
واجعلنا من الراشدين
اللهم آمين
———
منقول