هل تعـــــــــلم؟
هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟
هل تعـــــــــلم؟
هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟
ندى اليوسفي0000000
أمريكية..أسلمت حديثاً.. وقفت لتلقي محاضرتها..في ملتقى للطلبة المسلمين في أمريكا.. قيل لها هل أنت محجبة..؟ فيجب أن تكوني كذلك لنتجنب الإحراجات فالملتقى إسلامي..وسيكون فيه المسلمون وغيرهم على اختلاف جنسياتهم..، قالت: لااااااااااا.. ولكني منقّبة..!!!!!!
تحدث أحد الطلبة الحاضرين عنها فقال:" نظمت الجامعة التي أدرس بها أسبوعا للتعريف بالإسلام أو أسبوعا لاكتشاف الإسلام: Discover Islam Week وهو منشط سنوي لاتحاد الطلبة المسلمين أوMuslim
Students’ Association في الجامعة ولكن الغريب اللافت في هذا العام هو وجود أخت مسلمة أمريكية قدمت محاضرتها وهي ترتدي الحجاب… لا..بل ترتدي النقاب الكامل الذي لم يُظهر من وجهها شيء!!!!، وبالمناسبة فعندما اتصل بها أحد الإخوة المنظمين لدعوتها للمشاركة تلطف بسؤالها عن الحجاب لكونها سوف تمثل المجتمع المسلم أمام المجتمع الأمريكي وسألها بالنص: معذرة أيتها الأخت… هل أنت محجبة لأنه كما تعلمين فسوف يكون من بين الحضور بعض ال…. ولكنها قاطعته قائلة: ماذا تقول ؟؟!!! لا.. أنا لست محجبة ……. أنا منقبة..!!!!!!".
وتحدثت أختنا في الله دانيا ويلمون Danya Welmon والتي أسلمت عام 1992 ثم تبعها في الإسلام زوجها (تشارلز) وأطفالها الثلاثة، تقول: " تأثرت بطبيب مسلم كنت أعمل معه وكان يأسرني بحرصه على أداء الصلاة خمس مرات يوميا ودار بيننا حديث عن الإسلام، دعاني لأن أقرأ بعض كتب أعطاني إياها ومن ثم دخلت في دين الله ".
تحدثت دانيا ويلمون للحضور عن مقارنة بين مكانة المرأة في الثقافة الإسلامية وقارنتنها بالثقافة الغربية وقارنت تحديدا بين دور المرأة في كلتا الثقافتين كما ردت أباطيل القول باضطهاد المرأة في الإسلام. وقالت إنها كانت تنظر للمرأة المسلمة بمزيد من الشفقة قبل إسلامها، وكانت تعتبرها مسكينة مضطهدة ولكنني كنت حينها مخطئة تماما
المهم أن ما لفت نظر الجميع في المحاضرة هو حرص الأخت الفاضلة على حجابها الكامل، وأيضا أنها لم تحضر للمدينة التي أُقيم فيها الملتقى إلا وقد اصطحبت محرما لها هو زوجها الفاضل.
في الوقت الذي تشتعلُ فيه المطالبات والتصويتات والمظاهرات مطالبةً بحق المرأة المسلمة في الحجاب في بعض الدول الغربية، حيث مازالت تُطَارَد قطعة القماش مُطَارَدَةً عجيبة غريبة، تُستَنفَر لها الطاقات، وتُسَخّر لها الاجتماعات الحكومية، والوساطات السياسية، والقنوات الإعلامية، كلها تهتفُ صوتاً واحداً، انزعي هذه القطعة..!!!!!!!
هل تفكّرتِ أخية في ذلك..، لماذا يخافون من الحجاب..؟!!!!، من قطعة قماش..؟!!!!، لأنهم يخافون من العملاق..، يخافون الإسلام..، الحجاب شعيرةٌ دينية..، إظهارها أداة دعوة..، قد نفهم دوافع الغرب الكافر في محاربة الحجاب و ما يتّصل به..، لكن أن تأتي الدعوة إلينا بشكل مباشر أو شكل غير مباشر؛ هذا ما يُوجب التوقّف عنده والتّأمّل..!!!!!!!!
مافَتِيء بعضُ الكتّاب و بعضُ المُطَالِبين، ممن أوتوا البيان وسحر اللفظِ والعبارة، في مطاردة قطعة قماشٍ أصغر، سخّروا لها مدونةهم، و مقالاتهم، وهمّهم، وتأمّلاتهم، في كل مجلسٍ تشغلهم، حتى في دخولهم الخاطف إلى النت لا يتورّعُون عن إلقاء شُبَهِهم، وتضليل من خَالَفهم، ووصمِهِ بالجهل والأمية، ومخالفة كلام العالِم فلان والمصنِّف فلان، لكل حجةٍ عندهم ردّ مجهّز ومحوّر يُقنِع ضِعَاف التمسّك أو من يحاول أن يتمسّك بأيّ قشّة تبرّر منهَجه..!!!!!!
دعوتهم لكشف الوجه في هذه البلاد المباركة واختلاط النساء بالرجال، بل وفعل ذلك علانية، والتّباهي به على صفحات الجرائد و نشرات الأخبار، لأمرٌ منكرٌ عظيم، وشرارةُ لها تبعاتها مالم تجد مدّاً كاسراً يجرفها، ويُبعدها، كل دعوات التحرّر والضياع بدأت بدعوة كشف الوجه فلمّا وجدت تقبُّلاً باضَت وفرّخَت ونُكِبَ بسببها من نُكِب ومازالت.
كم دَخَلتُ معهم في نقاشات و جدالات ومناظرات، وفي كل مرة أُتّهَم بأنّي قاصرةُ علمٍ..أو مُبَرْمَجَة..!!! أو في حالة من الجهلِ أو الأمّية..!!! أو أنني أردّد ما أسمع وما أُلَقّن.. أو أنني إمّعة.. إن أحسن النّاس أحسنت وإن أساؤوا أسأت..!!!!!!!!!
إلى كل داعيةِ فتنةٍ واختلاطٍ وهتكِ حجابٍ وفساد أقول: بيدي كتاب الله وسنّة نبيه.. وسأُخاطبكم بما تؤمِنون به.. لم أذكر في كلامي قول أحد العلماء المعاصرين .. ولا غيرهم من المتقدّمين.. ، سمعتُ قوله تعالى: (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) فأطعت..، ولا يختلف اثنان أن أعظم زينة وفتنة في المرأة هي وجهها.. ، من تقول أنهم اتّفقوا على إباحة كشف الوجه ؛ فقد اتفقوا على ستر ما أخف منه من قدمٍ و يد..!!..، اسمع إلى أمي وأم كل غيورة .. أم سلمة .. رزقني الله وأخواتي حسن التأسّي بها .. ماذا تقول.. : (( إذن تنكشف أقدامهنّ..!!))..، ولستُ بحاجة أن أذكّركم بقوله تعالى: ((ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )).. ، انظر.. النّهي عن سماع صوت الخلخال خشية الفتنة وإظهار الزينة، فما بالكم فيما هو أعظم فتنة..؟!!!!!!!!!!!!!!!!! ، وفي آية أخرى يقول تعالى: (( فلا تخضعن بالقول))..!!! ، أسألكم بالله.. هذا النّهي عن الخضوع بالقول ألا يحمل من باب أولى النّهي عن إبداء ما هو أعظم منه..!!!.. ، فبالعقل.. ما هو أعظم فتنة.. الصوت.. أم الصورة..؟!!!!!!!!!!!!!
وأمي عائشة رضي الله عنها ألم تسمع ما قالت وهو في صحيح البخاري: (( رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن..)) شققن مروطهن فاعتجرن بها فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسهن الغربان..))..!!!! وهنا يبطل ما تحتجّون به في كل حين أن هذه الآية خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم وبناته..!!!!! فما علاقة نساء الأنصار..!!!!! وكيف ستشبّههنّ عائشة رضي الله عنها بالغربان لو لم يكنّ مغطّياتٍ لوجوههن..!!!! وعن المهاجرات الأول تقول لما نزلت (( وليضربن بخمرهنّ على جيوبهن)) شققن مروطهنّ فاختمرن بها..!!!! الضرب عدي بحرف الجر على.. يعني من فوق.. من الأعلى.. كذلك الإدناء.. ( يدنين عليهنّ).. وكيف يكون بلا ستر للجسم والوجه من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين..؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والسّنة النبوية حفلت بكثير من الأحاديث والأدلّة الصحيحة على وجوب تغطية الوجه.. !! ما تفسيركم لقول عائشة رضي الله عنها: (( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه))..؟!!!!!!! وحديثها رزقنا الله حسن التأسّي بها..: (( كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهنّ أحد من الغلس))..؟!!!!!!!!!! والكثير الكثير من الدلالات في أحاديث آية الحجاب.. و نظر الخاطب لمخطوبته..!!!!!!!
ولم يقل أحد من أهل العلم أن المرأة يجب عليها كشف وجهها ، أو أنه الأفضل ؛ إلا دعاة الفتنة ومرضى القلوب . وكلٌّ يُؤخَذُ مِنْه ويُرَدّ..!!!!!!
المنكر كل ما خالف كتاب الله وسنّة نبيه.. وكان فيه إشاعة للفاحشة وإعانة للشيطان على أبناء الملّة الواحدة..!!!! أعداء المرأة في كل زمان ومكان هم من يريدون لها الانحراف عن الشريعة الغرّاء.. !! هم من يريدون منها كشف وجهها وفتنة غيرها..!!
استمرّ الحجاب الشرعي وتغطية الوجه حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري.. يوم أن تفكّكت الدولة الإسلامية إلى دول.. وغزى أكثرها الاستعمار.. فنالها من خطوات التغريب فيها ما نالها.. والحافظ ابن حجر يقول في فتح الباري شرح صحيح البخاري: (( لم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً أن يسترن وجوههن عن الأجانب))..
بدأ نزع الحجاب في بلاد مصر .. تركيا .. ثم الشام والعراق.. وانتقل إلى المغرب الإسلامي.. وها هو البلاء يدخل جزيرة العرب فلا حول ولا قوة إلا بالله..
فالحجاب الشرعي أو تغطية الوجه ليس أمراً سعودياً كما تحاولون أن تربطون دائماً..تعرّفت في الحرم المكّي .. على نساءٍ قَدِمن من بلادٍ بعيدة.. من مصر والشام.. من تركيا والمغرب الإسلامي.. من بلادِ بخارى وتركستان.. من بنجلاديش و الشرق الأقصى.. فيهنّ من غطت وجهها و كفها وقدمها.. بل إن فيهنّ من تفوق نساءنا حجاباً وستراً وحِشمَة..!!.. دليلهنّ في ذلك كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم..!!!! وما نراه من انحراف حجاب أهل بعض تلك البلاد وبلادنا لهو نتاجٌ طبيعي لخطوات التغريب وإشاعة الفاحشة حتى لم يعد الحجاب المنتشِر عند بعض النساء يفي بالغرض الذي من أجله شُرِع بل أصبح حجاب فتنة وإغواء و تقديمٍ للتنازلات ..!!!!!!!
أما السفور هو الخلاعة والتجرّد مما يستر أي جزء من بدن المرأة.. والحديث مع الرجال والجلوس معهم بلا حاجة ولا ضرورة تبيحها الشريعة..، تقولون أننا نستنكر مشاركة المرأة ولو بالصّوت..!!!، نعم .. نستنكر.. ونشدّد على هذه القضية.. فهي أصل البلاء.. ، والاتّصال الصوتي يكون بقدر الحاجة والضرورة الشرعية.. من غير استطراد.. ولا إطناب.. ولا تليين خاضع في الأداء..!!!!!!!!!
حتى في مجال الكتابة في الانترنت فلي رأيي في ذلك وقناعتي التي وصلتُ إليه ورأيتُ أنها الأسلَم والأولى بالإتباع..!!!!!!! فهل تظنّون أنني أتسامح في المنكرات ولو كانت بالكتابة والحروف..؟!!!!!!! هل تظنّون أنني أعجب بأن أرى أخواتي يختلطن مع الرجال في المدونة بكلماتٍ يظهر فيها الخضوع بالقول و الحديث عن أمور شخصية وتبادل كلمات الإطراء والإعجاب..؟!!!!!!! وهل تظنّون أنني أرحّب بأن تناطح المرأة الرجال في مدونةهم وتتعرّض لما تتعرّض له من أخطار قد تصل إلى التّشهير بها..؟!!!!!!!! بل إنّني أرى أن الانترنت يجب أن يُمنَع في حقّ بعض النّساء..!!!!!!!! وفي الوقت ذاته أرحّب بأن تكون المشاركة في الانترنت مساعدةً للأخوات و نشرِ الخير و الفضيلة و الردّ على من يدّعون الحديث باسمنا والرفق بنا والدفاع عنّا..!!!!!!!!!!!!!!
عشنا في وسطٍ شبه مختلط..!، رأينا للحجاب الشرعي حكماً أخرى كثيرة أرى أخواتنا يغفلْنَ عنها..! ..، ازددنا به تمسّكاً واعتزازاً وإليهِ دعوَة..!! فهو حجاب عن الفتنة.. عن المضايقة.. عن الفاحشة.. عن النّار..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أسألُكم بالله.. ما الذي يضرّكم لو غطّت النساء وجوههنّ..؟!!!!! لماذا تنتفضون غضباً وتنثرون كلماتكم الغاضبة في كلّ مجلسٍ يُفتَح فيه هذا الموضوع..؟!!!!! ما الذي يزعجكم في قطعة قماش تغطّي بها المرأة أعظم فتنة فيها..؟!!!!!!!!
إن كانت الأمّية في نظركم أن أحافظ على حجابي وحيائي وحشمتي من أنظار الرجال.. !! إن كانت الأمية في نظركم أن لا أَفتِنّ ولا أُفتَن.. !! فمرحباً بهذه الأميــة..!!!!!!!!!!! وسأستمر في نشرها والدّفاع عنها في أصقاع الأرض..!!!!!!!!!!!!!!، الحجاب الشرعي .. تقوى.. طهارة.. عفافٌ ونقاء..!!
إن نَفَسِي طويلٌ في هذه المسألة .. وأظنّ أن لديّ من العلم ما أدحر به شبهاتكم .. ومن المعرفة بخطط دعاة التغريب ما أفضح به حرصهم على شهواتهم..!!.. ، ظلّت زميلةٌ لي أربع سنوات وهي تحاور وتحاول أن أتنازل عن تغطية اظفر منّي.. وبعد انقضاء السنوات.. ارتدت هي النّقاب..!!!!!!!!!!!!!!!
اخوتي الاعزاء .. اليكم المكتبة الصوتية للقران الكريم .. لتحميل او سماع القران الكريم كاملا بصوت عدد من مشاهير القراء ..
وكما مبين ….
لا تنسونا من دعائكم ..
تحياتي ..
AG
(ارجو التثبيت لتعم الفائدة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[المراد بقول لا إله إلا الله]
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
يجيب فيها عن سؤال حول معنى
لا إله إلا الله الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه. .
سئل الشيخ عن معنى لا إله إلاّ الله، فأجاب بقوله:
اعلم رحمك الله أنّ هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون.
وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد قولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها وبغض ما خالفها ومعاداته، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال لا إله إلاّ الله مخلصا» ، وفي رواية «خالصا من قلبه» ، وفي رواية «صادقا من قلبه» وفي حديث آخر: «من قال لا إله إلاّ الله وكفر بما يُعبد من دون الله» ، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة، فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات نفي الإلهية عمّا سوى الله تعالى من المخلوقات، حتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجبرائيل فضلا عن غيرهم من الأولياء والصالحين.
إذا فهمت ذلك فتأمل هذه الألوهية التي أثبتها الله لنفسه، ونفاها عن محمد وجبرائيل وغيرهما، أن يكون لهم مثقال حبة من خردل، فاعلم أنّ هذه الألوهية هي التي تسميها العامة في زماننا السر والولاية، والإله معناه الولي الذي فيه السرّ، وهو الذي يسمونه الفقير والشيخ، وتسميه العامة السيد وأشباه هذا، وذلك أنهم يظنون أنّ الله جعل لخواص الخلق منزلة، يرضى أنّ الإنسان يلتجئ إليهم ويرجوهم ويستغيث بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله، فالذي يزعم أهل الشرك في زماننا أنهم وسائطهم وهم الذين يسميهم الأولون (الآلهة) ، والواسطة هو الإله، فقول الرجل لا إله إلاّ الله، إبطال الوسائط.
[الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية]
فإذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة، فذلك بأمرين:
الأول: أن تعرف أنّ الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقتلهم ونهب أموالهم، واستحلّ نساءهم، كانوا مقرين لله سبحانه، بتوحيد الربوبية، وهو أنه لا يخلق، ولا يرزق، ولا يحيي، ولا يميت، ولا يدبّر الأمور إلاّ الله وحده، كما قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس: 31]
وهذه مسألة عظيمة مهمة، وهي أن تعرف أنّ الكفار شاهدون بهذا كله ومقرّون به ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم، وكانوا أيضا يتصدّقون ويحجون ويعتمرون ويتعبّدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عزّ وجل، ولكن الأمر الثاني هو الذي كفّرهم وأحلّ دماءهم وأموالهم، وهو أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية، وهو أنه لا يُدعى ولا يُرجى إلاّ الله وحده لا شريك له ولا يُستغاث بغيره ولا يُذبح لغيره ولا يُنذر لغيره، لا لملَك مقرّب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك.
[المشركون الذين قاتلهم الرسول كانوا يدعون الصالحين فكفروا بهذا مع إقرارهم لله بتوحيد الربوبية]
وتمام هذا، أن تعرف أنّ المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون الصالحين مثل الملائكة وعيسى وعُزير وغيرهم من الأولياء، فكفروا بهذا مع إقرارهم بأنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، وإذا عرفت هذا عرفت معنى لا إله إلاّ الله، وعرفت أن من دعا نبيا أو ملكا أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، يمكّن هؤلاء الصالحين أن يكونوا مقرّبين ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة، وإلاّ نحن نفهم أنّ الله هو الخالق المدبّر.
فقل: كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله فإنّهم يدعون عيسى وعزيرا والملائكة والأولياء يريدون ذلك، كما قال تعالى: {والذين اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]
وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: 18]
فإذا تأمّلت هذا تأملا جيدًا، عرفت أنّ الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية، وهو تفرّد بالخلق والرزق والتدبير، وهم ينخون عيسى عليه السلام والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقرّبونهم إلى الله ويشفعون عنده.
وعرفت أنّ من الكفار خصوصا النصارى منهم، من يعبد الله الليل والنهار، ويزهد في الدنيا، ويتصدق بما دخل عليه منها، معتزل في صومعة عن الناس، ومع هذا: كافر عدو لله. . مخلّد في النار، بسبب اعتقاده في عيسى أو غيره من الأولياء، يدعوه أو يذبح له أو ينذر له، تبيّن لك كيف صفة الإسلام، الذي دعا إليه نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، وتبين لك أن كثيرا من الناس عنه بمعزل، وتبين لك معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبا كما بدأ.» فالله الله يا إخواني تمسّكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسّه ورأسه: شهادة أن لا إله إلاّ الله. . واعرفوا معناها، وأحبّوها وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوهم، وأبغضوا من أحبّهم أو جادل عنهم أو لم يكفّرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلّفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلّفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم. . . فالله الله، تمسّكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا، اللهم توفّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.
[كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرًا من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم]
ولنختم الكلام بآية ذكرها الله في كتابه، تبيّن لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرًا من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67]
فقد سمعتم أنّ الله سبحانه ذكر عن الكفار أنهم إذا مسّهم الضرّ تركوا السادة والمشائخ ولم يستغيثوا بهم بل أخلصوا لله وحده لا شريك له واستغاثوا به وحده، فإن جاء الرخاء أشركوا، وأنت ترى المشركين من أهل زماننا ولعل بعضهم يدّعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة، إذا مسّه الضرّ قد يستغيث بغير الله مثل معروف أو عبد القادر الجيلاني، وأجلّ من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير، وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله المستعان. . . وأعظم من ذلك وزرا أنّهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة، مثل شمسان وإدريس ويونس وأمثالهم والله سبحانه أعلم.
الحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
ربي يسعد أوقاتكم
أقدم لكم
أنشودة
~ أمي ~
mp3
~
أسامة الصافي
×
ضع رد ليكتمل التحميل
تحياتيـــ
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ(17)إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ(18)وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ(19)وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ(20)وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21)إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ(22)إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ(23)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25)يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)}
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} أي اصبر يا محمد على تكذيبهم فإن الله ناصرك عليهم، قال الصاوي: وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتهديد للكفار {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ} أي وتذكرْ عبدنا داود ذلك النبي الشاكر الصابر، ذا القوة في الدين، والقوة في البدن، فقد كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان يقوم نصف الليل {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي كثير الرجوع والإِنابة إلى الله، والأوَّابُ: الرجَّاع إلى الله، قال أبو حيان: لما كانت مقالة المشركين تقتضي الاستخفاف بالدين، أمر تعالى نبيه بالصبر على أذاهم، وذكر قصصاً للأنبياء "داود، وسليمان، وأيوب" وغيرهم، وما عرض لهم فصبروا حتى فرج الله عنهم، وصارت عاقبتُهم أحسن عاقبة، فكذلك أنت تصبر ويؤول أمرك إلى أحسن مآل {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ} أي سخرنا الجبال لداود تسبح معه في المساء والصباح، وتسبيحُ الجبال حقيقةٌ وكان معجزةً لداود عليه السلام كما قال تعالى {يا جبالُ أوّبي معه والطير} {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} أي وسخرنا له الطير مجموعة إليه تسبح معه، كلٌ من الجبال والطير رجَّاع إلى طاعته تعالى بالتسبيح والتقديس، قال ابن كثير: كانت الطير تسبّح بتسبيحه وترجّع بترجيعه، إذا مرَّ به الطير وهو سابح في الهواء فسمعه يترنم بقراءة الزبور يقف في الهواء ويسبّح معه، وكذلك الجبال الشامخات كانت تُرجّع معه وتسبّح تبعاً له، قال قتادة: {أَوَّابٌ} أي مطيع {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} أي قوينا ملكه وثبتناه بالهيبة والنصرة وكثرة الجنود {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ} أي أعطيناه النبوَّة والفهم والإِصابة في الأمور {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} أي الكلام البيِّن الذي يفهمه من يُخاطب به، قال مجاهد: يعني إصابة القضاء وفهمه، وقال القرطبي: البيان الفاصل بين الحق والباطل، قال المفسرون: كان مُلك داود قوياً عزيزاً، وكان يسوسه بالحكمة والحزم معاً، ويقطع ويجزم برأيٍ لا تردد فيه مع الحكمة والقوة، وذلك غاية الكمال في الحكم والسلطان {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} هذا الاستفهام للتعجيب وتشويق السامع إلى ما يلقى إليه كما تقول لجليسك: هل تعلم ما وقع اليوم؟ تريد تشويقه لسماع كلامك، والمعنى هل أتاك يا محمد خبر الجماعة المتنازعين الذي تسوَّروا على دواد مسجده في وقت اشتغاله بالعبادة والطاعة؟ {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ} أي حين دخلوا عليه من أعلى السور فخاف وارتعد منهم، قال المفسرون: وإنما فزع داود منهم لأنهم دخلوا عليه بغير إذن، ودخلوا من غير الباب، في وقت كان قد خصصه للعبادة {قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} أي لا تخف منا فنحن فوجان مختصمان تعدَّى بعضنا على بعض {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ} أي فاحكم بيننا بالعدل، ولا تجر ولا تظلم في الحكم {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} أي وأرشدنا إلى وسط الطريق يعني إِلى الطريق الحق الواضح {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} هذه بداية قصة الخصمين أي قال أحدهما: إن صاحبي هذا يملك تسعة وتسعين نعجة -وهي أنثى الضأن- وأملك أنا نعجة واحدة، {فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} أي ملكنِها واجعلها تحت كفالتي {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} أي غلبني في الخصومة، وشدَّد عليَّ في القول وأغلظ {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} أي قال له داود لقد ظلمك بهذا الطلب حين أراد انتزاع نعجتك منك ليكمل ما عنده إلى مائة {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي وإن الكثيرين من الشركاء ليتعدى بعضُهم على بعض {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} أي إلا المؤمنين الذين يعملون الصالحات فإنهم لا يبغون وهم قليل {وَظنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} أي علم وأيقن أنما اختبرناه بهذه الحادثة وتلك الحكومة {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} أي طلب المغفرة من الله وخرَّ ساجداً لله تعالى، ورجع إليه بالتوبة والندم على ما فرط منه، قال أبو حيان: وذكر المفسرون في هذه القصة أشياء لا تناسب مناصب الأنبياء، ضربنا عن ذكرها صفحاً، والذي يدل عليه ظاهر الآية من أن المتسورين المحراب كانوا من الإِنس، دخلوا عليه من غير المدخل وفي غير وقت جلوسه للحكم، وأنه فزع منهم ظناً منه أنهم يغتالونه إذ كان منفرداً في محرابه لعبادة ربه، فلما اتضح له أنهم جاءوا في حكومة، وبرز منهم اثنان للتحاكم كما قصَّ الله تعالى فاستغفر من ذلك الظن، وخرَّ ساجداً لله عز وجل، ونحن نعلم قطعاً أن الأنبياء معصومون من الخطايا، إذ لو جوزنا عليهم شيئاً من ذلك لبطلت الشرائع ولم نثق بشيء مما يذكرون، فما حكى الله في كتابه يُمرُّ على ما أراده الله، وما حكى القُصَّاص مما فيه غضٌ من منصب النبوة طرحناه، ثم قال تعالى {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} أي فسامحناه وعفونا عنه ذلك الظن السيء بالرجلين، قال ابن كثير: أي غفرنا له ما كان منه مما يقال فيه: "حسناتُ الأبرار سيئات المقربين" {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} وإِنَّ له لقربةً وكرامة بعد المغفرة {وَحُسْنَ مَآبٍ} أي وحسنمرجع في الآخرة {يَا دَاودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ} أي استخلفناك على الناس لتدبير شئونهم ومصالحهم {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} أي فاحكم بينهم بالعدل وبشريعة الله التي أنزلها عليك {وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي لا تتَّبع هوى النفس في الحكومات وغيرها فيضلك اتباع الهوى عن دين الله القويم، وشرعه المستقيم {إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} أي إن الذين ينحرفون عن دين الله وشرعه لهم عذاب شديد يوم القيامة {بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} أي بسبب نسيانهم وتركهم سلوك سبيل الله، وعدم إِيمانهم بيوم الحساب، لأنهم لو آمنوا به لأعدوا الزاد ليوم المعاد، قال أبو حيان: وجعلُه تعالى داود خليفةً في الأرض يدلُ على مكانته عليه السلام واصطفائه له، ويدفع في صدر من نسب إِليه شيئاً مما لا يليق بمنصب النبوة.
الضالين هم النصارى ولماذا ؟
لأنهم حادوا عن الحق جهلاً فكانوا على ضلال بين في شأن عيسى عليه السلام.
المغضوب عليهم؟ ولماذا ؟
اليهود ، لأنهم علموا الحق فتركوه وحادوا عنه على علم فاستحقوا غضب الله.
معنى مقتا؟ الغضب الشديد
قال تعالى ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون).
فلا اقسم بالخنس ما الخنس ؟
الكواكب ، فهي تخنس بالنهار فتختفي تحت ضوء الشمس ولا ترى.
الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله
القرآن على محمد والتوراة على موسى والإنجيل
على عيسى والصحف على إبراهيم والزبور على داود.
جاء لفظ الفتنة في القرآن الكريم بمعان مختلفة وهذه بعضها:ا
الشرك-التعذيب بالنار-الإبتلاء والإمتحان.
أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي آية 255.
فضل قراءة آية الكرسي بعد الفرائض وعند النوم
لا يقربه شيطان ولم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت.
قراءة سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله لقارئها بيتاً في الجنة.
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم كفته من شرور كل شيء.
أول عشر آيات من سورة الكهف. تعصم الإنسان من الدجال
من قرأ سورة النساء في كل جمعة أمن ضغطة القبر.
الحمد لله الذي خص هذه الأمة المحمدية، بما أدخر لها من الفضائل السنية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير البرية، وبعد:
5/ ميادين الجمال : من خلال ما سبق ذكره من تقسيم الجمال إلى حسّي ومعنوي ، نستطيع أن ننطلق منه ، لمعرفة ميادين الجمال ومجالاته وهي : –
أ-الطبيعة : فالطبيعة بكل ما تحتويه من أرض وسماء ، وإنسان وحيوان ، ونبات وجماد ، تصلح ميدانا" رحبا" ، ومجالا" فسيحا" للجمال ، والقرآن الكريم حين تناول "الطبيعة" لفت الإنسان إلى كثير من دقائقها . وأسلوب القرآن في عرض مشاهد الجمال من الطبيعة على نوعين :
– نوع إجمالي : وذلك أن يتناول الأشياء الكلية على وجه الإجمال ، ثم يحوّل النظر إليها ، كي يعيش المرء معها بعمق وتمعن ، ويستخرج منها نتائج وأسرارا" . قال تعالى { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } فهذا المشهد العظيم لوحة من الطبيعة ، التي لا تحدها الأبعاد والأنظار ، يسرح فيها العقل والبصر ، ليستنتج منها نتائج معينة ، الجمال ليس بآخرها .
– نوع تفصيلي : وذلك أن يتناول جزءا من أجزاء الطبيعة ، ومظهرا من مظاهرها ، ويرشد إلى الجمال فيه ، بالتصريح أو بالتلميح . قال تعالى : { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ }
ب-الإنسان : الإنسان ميدان آخر للجمال ، يتخلله الجمال منذ مرحلة تكوينه ونشأته ، إلى مرحلة نضجه وتكامله ، بل إن الجمال من أبرز سمات الإنسان التي نوه بها القرآن الكريم ، للدلالة على قدرة الله تعالى وإبداعه ، يمتن الله به على عباده ، فيقول تعالى : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } وقال جل وعلا : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } وقال عز سبحانه : { يا أيها الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }{ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ }{ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } فالتسوية التامة للإنسان ، هي النقطة الأساسية ، التي ينطلق منها جمال الإنسان ، لأن عدم الخلل والنقص في بنيته ، دليل على جماله وقد خلق الله الإنسان فبلغ به من الإحسان والإتقان ما بلغه . نكتفي بهذا القدر والى غد ان شاء الله