السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحوّل مفاجئ
كانت جالسة تنتظره وكلّها أمل في اللّقاء….
تأخّر على موعده ،فظهر القلق على وجهها وبدأت حرب تثور داخلها…
فجأة تغيّم الجوّ وساد ظلام دامس لايظهر أحد سوى تلك الفتاة وأنسان واقف ورائها
إلتفتت الفتاة فرحّبت به بإبتسامة ملؤها الحبّ والإشتياق…ومعذّبها البعد والفراق….
إلاّ أنّه ردّ ترحيبها بكلام من سهام..لاهي نار ولا على شكل رصاص..إنّما إعترافات مؤلمة …مجهولة…غريبة…
أكمل فعلته وتلك السّهام تخترق جسمها الضعيف دون رحمة …
تعجّب من عدم موتها رغم تلك الدّماء التي تغطّيها كغطاء تمنّت لو جمعها به في
ليلة العمر…لم يحدث لها شيئ فبالعكس بقيت مبتسمة وهذا مازاد قهره وغضبه..
أمسك بخنجر خمس سنوات و وجّهه مباشرة لقلبها البريئ…
فرح بذلك وهو ينتظر لفظ آخر أنفاسها…
ففاجئته بإبتسامة أكبر وقالت له: لا تتعب نفسك إنّي لست بشرا مثلك…إنّي
ملاك مصنوع من أمل قلبي وجوهرة حبّ نقي..مهما حاولت فإنّ جدارا خفيا يحميني
جدار شخصيتي ..أجل شخصيّتي أقوى ممّا تتصوّر،فأنصحك بالإنسحاب…
لم يأبه ذلك القاسي بل واصل بكلّ قوّة يغرس خنجر خمس سنوات في ربوع جسدها
لكن دون جدوى ..وفجأة توقّف واستدار للمغادرة وهو يسقط الخنجر من يده..
قالت له الفتاة: ألم تنسى شيئا؟..خذ خنجر خمس سنوات لا أريده تذكارا منك..
فيكفيني ما أحتفظ به….
وأذكّرك أن الدنيا عجلة تدور وتدور…يوم لك ويوم عليك..فسأترك محكمة الحياة
تأخذ بثأري وإن نجوت منها فلن تنجو من محكمة الآخرة…تهيّأ لذلك اليوم فإنّك
لم ترحم قلبي المسكين فكيف سأرحم دموعك ؟؟؟؟؟
بقلـــــــــمي: