بسم الله الرحمن الرحيم
عيون العرب ورقة من حياتي ,شريانها الذكريات, ونبضها الأصدقاء.
كما أشجار الغابة المتشابكة كان مجتمعنا وما أنا إلا شجيرة صغيرة ذات السادس عشر ربيعاً …ولقد نمت لي
الكثير من الأوراق تتماثل مع زكرياتي وفي كل ورقة زكرى جميلة أو تعيسة …بعض هذه الأوراق يذبل ويسقط
والبعض سيبقى معي إلى حين أن تبتلعني الأرض بتربتها.
لقد مررت بتجارب وأشياء عدة صقلتني وجعلتني مرنة بما يكفي لأواجه أعاصير الحياة…فمرة يمر عليّ نسيم
جميل وتارة تستهدفني عواصف الغدر والخيانة ممن أحبهم ..وهكذا أفقد الأوراق خاصتهم وبعدها أنظر إليها
وهي تهوي ثم تذبل وتجف وبجفافها تختفي زكراهم من عقلي …وبعدها يكونون ذكرى منسية لا مكان لها في
حياتي.
حياتي …دوامة من الملل والشقاء…بالكاد أسميها حياة بؤرة من فراغ أشبه بالعدم …فراغ لم يستطع أي شيء أن
يملأه ..حتى برامج الطبخ التي كنت أتابعها لم تشعرني بالسعادة مطلقاً…لما لا أستمتع كما يفعل البشر من
حولي؟؟!
في ذلك اليوم المملل والذي يماثل الأيام التي سبقته فتحت حاسوبي وبدأت بتصفح
الإنترنت ..كالعادة وصفات
لبعض المأكولات وغيرها من الأخبار …بعدها خطرت لي فكرة صغيرة …لما لا أتابع
بعض روايات الأنمي التي
لطالما عشقتها…قمت بإدخال العنوان وبعد برهه إمتدت أمامي الكثير من الخيارات
لكنني لمحت إسم ذلك المدونة
الذي سبق وأن قرأت فيه رواية أنمي من قبل .
دخلت إليه وولجت في قسم الأنمي أبحث عن رواية لترفه عني…وبعد بحث طويل
وجدت رواية مناسبة ..قرأتها
ورأيت ردود الأعضاء وتعبيرهم عن مدى تعلقهم بهذه الرواية …تابعت القراءة حتى
اكتملت الرواية …شعرت
بالفرح لأن النهاية سعيدة ولكن عقب تلك السعادة شعور فظيع من الملل والفراغ
…فبدأت بإستطلاع المكان
..وكنت أنتقل من قسم إلى آخر كتائه أضاع طريقه ….صور أنمي ..ألعاب أنمي …إلخ ..كل شيء فيه أنمي؟! هذا
ممتع ……وبدأت في تفحص بقية الأقسام…وهكذا كانت بداية تعلقي بالمدونة الذي إعتبرته في البداية دخيلاً على
روتيني اليومي ..إلا أنه ومع مرور الوقت صار جزءاً لا يتجزء من حياتي.
بدأت في دخول المدونة أشاهد كل ما يفعله الأعضاء في كل الأقسام ولقد شدتني تلك
الرابطة الأخوية التي كانت
بينهم لقد كانوا كما الأسرة يآزر بعضهم بعضاً عند الشدة ويمرحون مع بعضهم في
وقت المزاح ..كنت كالطيف
الذي يدور وينظر من الأعلى …يراقب ويشاهد لكن دون أن يلاحظه أحد …رأيت
عدة مواضيع وتمنيت لو
أستطيع إضافة رأيي فيها لكن …لم أجرأ على التدخل وظللت طيفاً مدة عامين كاملين .
وفي يوم من الأيام …وكما هي العادة دخلت إلى المدونة مرة أخرى ..لكن كان هذا
اليوم مختلفاً كثيراً ولم أعلملماذا …شعرت برغبة قوية للإنضام لعائلة هذا المدونة
الرائع …وبدأت أقلب الفكرة في رأسي …وبعدها إجتاحني حماس كبير للتسجيل
…وقلت في نفسي ما الضرر إذا دخلت؟؟؟ أنا لم أتردد يوماً في حسم قراراتي فلما
الترددالآن ؟؟ ….وبسرعة خاطفة إتجهت إلى مكان التسجيل وأدخلت كل البيانات
المطلوبة ..وصدرت تلك العبارة التي أسعدتني كثيراً …أجل صرت الآن عضوة في
هذا المدونة المذهل …لكن وفجأة خطر لي ذلك السؤال : هلسأصير فرداً من العائلة
..هل سيتقبل بقية الأعضاء فكرة ولوج مولود جديد إليهم ؟؟ ولكن ليس هذا أكثر ما أرقني
فلقد كنت قلقة من كوني جاهلة بأمر المدونة ولا أعلم ماذا أفعل …لكنني إطمئننت قليلاً
لأنه وحتماً سأجد من
يساعدني ويمد لي يد العون ..سأجد من يرشدني إلى الصواب إذا طلبت ذلك .
أشعر بالإحباط والإنكسار …خيبة أمل وشعور بالحزن ..أتعلمون لماذا؟؟ لم أجد شخصاً يرحب بي لقد توقعت
أنني سأقابل بالترحيب ولو برسالة صغيرة من أحد إخوتي لكن ….خاب أملي…عشرون يوماً مضى ولا أحد
رحب بي …عشرون يوماً وأنا أشعر بالندم لتسجيلي …لقد ظننت أنني قد تخلصت من قيد الطيف الذي يكبلني
لكنني لا زلت تلك الزائرة التي تحققت مخاوفها …لا أحد تقبلني في المدونة …لا أحد…عندها رحلت بصمت وأنا
أندب حظي التعس ..لربما كانت تلك الخطوة التي خطوتها خطأ فادحاً منذ البداية …لربما كان قراري العنيد ليس
صائباً …عندها ضحكت وأنا أضم ذلك القرار إلى زمرة قراراتي الفاشلة ….وعندها
ردد عقلي :ليتني لا زلت طيفاً !