بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة و السلام على أشرف المرسلين نعيش حياتنا كمسلسل و لكل تاريخ و حكاية و لكل بلد،مدينة،قرية أو حتى شبر قطعة إلا و كان له تاريخا حافلا بالأحداث و لن يخفى عن أي شخص مهما كان أن العالم عاش و لا يزال يعيش حروبا و كل حرب ولدت رجلا سالت دماءه و حفر إسمه بأحرف من ذهب تاريخ الجزائر مكتوب من دم الشهداء،الذين ضحوا بالنفس و النفيس لكي يعيش هذا الوطن حرا و علمه يرفرف عاليا شامخا يفتخر بمن صنع الحرية يتحدى العالم و ينادي:أولادي و أبطالي من رفعوني عاليا،أنا الجزائر.
شغلنا الورى و ملئنا الدنا…بشعر نرتله كالصلاة تسابيحه من حنايا الجزائر من من الناس كائنا من كان أن لا يعرف الجزائر الجزائر التي ارتوت تربتها بدماء ضراغمها الباسلة التي رفعت التحدي ضد وحوش من أعظم الوحوش و أخطرها و التي بقوتها و بتحدها استطاعت أن تخرج جبابرة العالم من أرضها فلم تخف من رصاصة تقتل كيانها،من تعذيب يهتك الجسم،و من ذئاب تأكل لحمها ضراغما عرفت معنى التعذيب و الألم و الدماء دون تعريف فقط لتحيا الجزائر حرة مستقلة
يعجز اللسان عن التكلم عنه،يعجز عن وصف هذا الأسطورة الذي دخل السجن و الابتسامة مرتسمة على وجهه غير مهتم بما ينتظره فهو بعرف ما معنى الوطن، و لم يكمل واجبه إتجاهه حتى سالت دماءه التي شربتها تربته فارحة بأنها أنجبت رجلا مغوارا بطلا،إسمه العربي بن مهيدي
ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواحي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي من عائلة ميسورة تمتلك أراض فلاحية وتمتهن الفلاحة. أبوه شيخ زواية يحظى باحترام كبير لدى أهل الدوار. هو الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة القرآنية قبل أن يدخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة بعد أن أفلست حيث تحول أبوه إلى بائع خضر وفواكه. وفي بسكرة تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 انضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان.
[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الدزيرية. وكان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية منها، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل اندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج" التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية. وكان يتبارى مع فرق تابعة للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري.
[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]في عام 1942 انضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 ماي 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. وبعد الإفراج عنه التحق بحركة انتصار الحريات الديمقراطية لكنه بقي ينشط في السرية ويغير من هويته في كل مرة حتى لقب بالرجل ذو العشرين وجها. وفي عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث في عام 1949 أن أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه في ذلك الحين محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 واكتشاف المنظمة الخاصة والقمع والاعتقالات التي أعقبت ذلك اختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وكان قد حكمت عليه السلطات الاستعمارية بعشر سنوات حبسا بتهمة النشاطات غير الشرعية. لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة: ألقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا: أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية قففنا وقنابلنا. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية. وبعدها عضوا في مجموعة الستة التي فجرت الثورة التحريرية ( محمد بوضياف، كريم بلقاسم، مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد ورابح بيطاط ) بحيث أصبح قائد المنطقة الخامسة الوهرانية حيث أطلق عمليات الثورة الأولى هناك لكن ما لبث أن توقفت العمليات بسبب اعتقال جل رفقائه في 5 نوفمبر 1954 وكان عليه أن يعاود تشكيل الفريق من جديد ويعيد هيكلة المنطقة رفقة عبد الحفيظ بوصوف. كان ينتقل إلى العاصمة للعمل بالتنسيق مع عبان رمضان لتنظيم العمل السياسي ولم شمل الحركة الوطنية في جبهة التحرير الوطني والتحضير لعقد الاجتماع التقييمي والتنظيمي لقادة الثورة رفقة عبان رمضان بعد استشهاد ديدوش مراد ومصطفى بن بولعيد وتوقيف رابح بيطاط. التحق بالقاهرة عام 1955 للقاء احمد بن بله بغرض حثه على تزويد الثورة بالأسلحة لكن عاد من هناك خائبا بعد مشاجرات بين الرجلين. وهو ما جعله يقتنع بأولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج. فكان لنشاطه الدؤوب في تحضير مؤتمر الصومام دور في اقتراحه من قبل كريم بلقاسم كي يتولى بن مهيدي رئاسة المؤتمر الذي انعقد في منطقة إيفري بواد الصومام وهي ناحية تابعة للمنطقة الثالثة التي كان يقودها كريم بلقاسم. ترأس بن مهيدي مؤتمر الصومام باقتدار ونجاح جعله يكون المرشد الجديد للثورة التحريرية. بعد المؤتمر تغير وضع بن مهيدي بحث أصبح عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية وأحد أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ رفقة كريم بلقاسم وعبان رمضان وبن يوسف بن خدة وسعد دحلب. وبين نهاية 1956 وبداية 1957 أشرف على المنطقة المستقلة بالجزائر العاصمة وقاد معركة الجزائر وأشرف على العمليات الفدائية التي قادتها حسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد وزهرة بيطاط وياسف سعدي وعلي لابوانت وغيرهم. اعتقل في 23 فبراير 1957 على الساعة الثانية صباحا من قبل فرقة المظليين التابعة للجنرال بيجار. كان اعتقاله صدفة في منزل جديد استأجره له بن يوسف بن خدة في كلود دوبيسي بالجزائر العاصمة. ولم يكتشف المظليون الذين اعتقلوه هويته إلا بعد 24 ساعة من اعتقاله. تعرض لتعذيب شنيع بفيلا سوزيني بكلو صالومبيي. تقرر إعدامه بطريقة بشعة وجبانة من قبل النقيب أوساريس في 3 مارس 1957. لقد اتخذ قرار إعدام العربي بن مهيدي بعد استشارة فرانسوا ميتران الذي كان وزيرا للعدل آنذاك وروبير لاكوست الذي كان الحاكم العام للجزائر. وفي 6 مارس أعلن الناطق باسم الحاكم العام ميشيل غوربان في ندوة صحفية أن العربي بن مهيدي انتحر في زنزانته شنقا بقماش من قميصه وهي الرواية التي أنكرها بيجار بنفسه في حوار مع جريدة الجزائر الأحداث في 1984. وكذبها أوساريس نفسه الذي أعلن صراحة في كتاب صدر له في فرنسا أنه هو الذي قام بتنفيذ حكم الإعدام في بن مهيدي بل روى تفاصيل العملية. بعد الاستقلال جمعت رفاته وأعيد دفنه في مربع الشهداء بمقبرة العالية. لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة ،وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة (وهران). كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لإنعقاد مؤتمر الصومال التاريخي في 20 أوت 1956، و عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية ( القيادة العليا للثورة )، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956ونهاية 1957. إلى أن أعتقل نهاية شهر فيفري 1957 إستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.
[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2022 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه.[/COLOR]
[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]و لأن البطل قام بالكثير و دوخ الاستعمار فقد قال عنه نده الجنرال بيجار بعد أن رفع يده تحية للعربي بن مهيدي: لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم.[/COLOR]
إن أردت إكتساب الرجولة و الشجاعة فما عليك سوى التجول بين طيات صفحات تاريخ الجزائر،الذي لا يخلو من أبطال و رجال تعلمو من خلال ما كانوا يرونه من ظلم و احتقار،ما عليك سوى النظر و الابتسامة بكل فخر إلى بلد المليون و نصف المليون شهيدا. قال شاعرنا شاعر الثورة: جزائـر يـا لحـكايـة حـبي * * * و يا من حمـلت السـلام لـقلبي و يا من سكبـت الجمال بروحي * * * و يا من أشعـت الضياء بـدربي فلـولا جمـالك ما صحّ ديـني * * * و ما أن عـرفت الـطريق لربي و لـولا الـعقيدة تغـمر قـلبي * * * لمـا كـنت أومـن إلاّ بـشعـبي و إذا ذكـرتـك شـعّ كـيـاني * * * و أمـا سـمعـت نـداك ألـبي و مهـما بعـدت و مـهما قربت * * * غرامـك فـوق ظـنوني و لـبيّ فـفي كـل درب لـنا لـحمـة * * * مـقدسـة من وشـاج و صـلب و في كـلّ حي لـنا صـبـوة * * * مرنـحة مـن غـوايـات صـب و في كـل شـبر لـنا قـصة * * * مجـنـحة مـن سـلام و حـرب تـنبـأت فيـها بـإلـيـاذتي * * * فـآمن بـي وبـها الـمـتـنـبي و في الأخير الجزائر حية بفضل دماء أولادها و نحن أينما و جد كفاحنا وجد دمنا فلم تخطأ با مفدي زكرياء حين قلت:و الدماء الزاكيات الطاهرات تذكير: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل هم أحياء عند رلهم يرزقون)صدق الله العظيم اللهم أنصر أهلنا في غزة و لا تحرمهم ذوق الحرية و الاستمتاع بها ،اللهم لا تذهب دماء عبادك سدا و أعنهم برحمتك يا أرحم الراحمين هذه مشركتي و أقولها بكل فخر:جزائرية و رأسي مرفوع،جزائرية و فلسطينية بكل اعتزاز لا للردود السطحية من فضلكم. شكر خاص لحبيبتي المصممة SILENT على التصميم الراائع
[/COLOR] |
التصنيفات