سيأتي ..
لينهي علي كل شخص ..
لم يعجبه يوماًَ ..
سيأتي من اعماق الجحيم ..
سيأتي عند اكتمال القمر ..
عندما يكون للقمر اللون الاحمر ..
سيلون العالم باللون الاحمر ..
الاحمر ، الاحمر ، الاحمر لا غير
ستجده خلفك .. امامك .. عندما تكون وحيداً ..
لا تلتف ! ستجد حياتك علي المحك !!
انه في كل مكان ..
سيأتي ..
انه قادم ، قادم ..
انه القادم !
– انا اقسم ، انا اقسم انني رئيته !
همست مثوي بتلك الجملة بصوت مرتعد خائف .. و هي بجوار صديق لها في العمل .. كل هذا بعد حوالي دقيقتين من عودة الكهرباء الي محلّ العمل .. كان قلبها يخفق بقوة وكأنه يودّ الخروج والتحرر .. و يدها تضغط اكثر علي ذراع صديقها آدم .. انها لا تتوهم .. لا تتوهم ابدا !
– اسمعي . يجب ان ترتاحي الان ، سأذهب بكِ الي المنزل
نطق بتلك الكلمات آدم وهو يبعد يدها عن ذراعه برفق مطمئناً لها ,, اما بالنسبة لها .. فكان الخوف قد احتواها .. لا مفرّ .. هي تعرف هذا .. ما دامت قد رئته .. هذا يعني ان حياتها ستنقلب الي جحيم .. جحيم ابدي ! **
فتحت عينها لتجد الظلام يحيط بها من كل جانب .. اين هي ؟ ما هذا الظلام ؟ اين آدم بالاحرى ؟ بقيت تصرخ وتنادى علي آدم بخوف .. لكنه لا مجيب .. لا احد سواها هى و الظلام ، او ربما نقول .. سواها هى و هو !! حاولت كتم شهقاتها وهى تنظر له من طرف عينيها .. حاولت الا تلتفت .. حاولت بقدر الامكان ان تكون محافظة على انفاسها .. خارت قواها عندما شعرت به يأتى نحوها .. هوى قلبها بين ضلوعها .. وشعرت بأن جسدها قد خانها في تلك اللحظة .. فلقد ركعت على الارض باستسلام و صدمة .. منتظرة مصيرها المجهول .. شعرت بيده على كتفها .. لتسرى كهرباء سريعة في جسدها .. خطرت في بالها اغبى فكرة .. وهى ان تهرب منه ..! رغم انها تعلم انه كلما اصبحت رغبتها في الهروب اقوي .. اصبحت رغبته في التهامها اعظم و اعظم .. اخذت تركض في هذا الظلام الذي ليس له نهاية .. وتصرخ بأعلى صوتها .. كانت تشعر به خلفها .. تعلم انه لن يتركها .. يودّ ان يلهو بها قليلا حتي ينقض عليها .. يريد ان يستمتع بفريسته ..! شهقت بقوة وهى تشعر بشئ حارق هو علي وجنتها اليمنى .. والذي كان ناتج عن صفعة قوية .. نظرت للذي امامها لتجد انها في الشارع .. و آدم ينظر له بغضب
– آدم !
همست بتلك الكلمة والصدمة قد اعترت جميع انحاء وجهها حتي اصغر التفاصيل والتقاسيم
– بحق الجحيم ما بك ؟ كنت اناديك مرارا وتكرارا وكنتِ تصرخين بأسمي وعندما حاولت الاقتراب منكِ هربتي ؟ ما الامر ؟ لقد اعتقد الناس انني اودّ اذيتك بسوء
صرخ بتلك الكلمات آدم والغضب قد اعتري كيانه .. صحيح انه كان قلق علي حالتها .. منذ ان امسك يدها عندما استأذن من صاحب العمل .. وسرعان ما تركت يده واصبحت تهرب منه .. كان يعلم ان هناك شئ .. كان خائفاً قلق عليها .. لكن هذا لم يمنع اسكات غضبه .. اما هى فلقد وضعت كلتا يديها علي شفتيها لتكتم شهقة اخرى .. هذا .. هذا ما يفعله مع اي ضحية .. يجعلها تتوهم انه يلاحقها .. انها .. انها هي القادمة .. انها هي الضحية القادمة !! **
صراخ ، بكاء ، دم ، نيران ، كانت كل يوم مثوى تحلم بالكوابيس التى تلاحقها اينما كانت ,, حتى بعد ان اخذ لها آدم اجازة من العمل .. لازلت لم ترتح بعد .. تشعر بريبة .. تشعر باشياء ليست طبيعية تحدث .. هذه المرة الاولي التي تشعر هذا الشعور .. حتي انها لا تستطيع مصارحة آدم صديق طفولتها والذي لم يتركها منذ وفاة والديها .. تعلم انه لن يصدق .. لن يصدق هذا ابدا وخير دليل ما حدث معها في العمل .. كانت تشعر بالالم فعلا لانها لم تحكي لاحد ابداً **
– هل تسمعين هذا ؟
– ماذا اسمع ؟ لا اسمع شئ
– هل تسمعين تلك المعزوفة ؟
– معزوفة ؟ هل تمزح ؟ لا يوجد شئ !
– أنغام تلك المعزوفة التي تسمعينها الان , عبارة عن ألة البيانو التي لايعزف احد عليها الان ! **
كان هذا الحوار الذي دار بين مثوي و آدم من خلال الهاتف .. شعرت مثوي ببعض الخوف و الرهبة .. ما باله آدم ؟ تلك اول مرة يتحدث فيها هكذا .. خفق قلبها بقوة .. عندما سمعت جرس باب منزلها يرنّ .. معلناً عن قدوم متطفل يجب استضفاته ! اتجهت نحو الباب بخطوات شبه ثابته علي الرغم من انها حاولت ان تجعلها ثابته .. ترددت قليلا في فتح الباب .. واخيرا فتحته .. والذي لم يكن سوي آدم الذي كان يضع يديه في جيبه ودخل حتي من دون دعوة !
– لما لم تخبرني انك قادم عندما تحدثنا ؟
قالتها مثوي باستغراب وهي تغلق الباب وتتجه نحو المطبخ لتصنع كوبين من القهوة في هذا الجو البارد .. سمعت صوته الذي خلفها والقريب منها
– تحدثنا ؟ ماذا تقصدين بتلك الكلمة ؟
– هل تحب المزاح كثيرا ؟ لقد تحدثنا منذ قليل من خلال الهاتف وقلت لي كلام غريب
نطقت بها مثوي بارتباك بعد صمت دام لبضع لحظات
– انا ؟
قالها آدم باستنكار ثم استطرد آدم بعدها قائلاً
– انا لم اتصل بك .. والدليل علي ذلك انني اتيت اليكِ حتي تذهبين معي و اشتري هاتف جديد .. فهاتفي تحطم ولا اعلم السبب !!
كان الكوب يقع من يدها الا انها توازنت .. أزدرأت لعابها بخوف .. اجتاح الخوف كيانها .. و ذهب الي كل خلية في جسدها .. شحب وجهها فجأة .. من يكون اذن ؟ لقد كان نفس صوت آدم .. ربما الاسلوب في الكلام كان مختلفاً و .. قاطعها من كل هذا هو صراخ .. صراخ احد تعرفه تماما .. كان صراخ جارتها !! ركضت بخوف خارجة من باب منزلها وخلفها كان آدم يركض .. و ….
كادت تسقط من هو الصدمه ..! زوج جارها لقد مات .. بل قتل .. لا لا بل تمزق الي اجزاء .. نظرت الي الاعلي .. اكتمل القمر ..! فتحت عينها علي مصارعيهما .. القمر احمر .. لقد اتي .. لقد ظهر .. انه لن يترك احد .. واخر شئ استطاعت تذكره هى و آدم من خلال ما حدث .. هي تلك الورقة التي كانت ملطخة بالدماء في يد الضحية ..!
–
–
ذلك الرجل ! , ذلك الرجل الذي لاعينان له .. هو يرى جيداً , أقسم على ذلك !
أقسم وأنا على قبري ممزقأ بطعناته !
مرحباً جميعاً .. كانت هذه ثاني قصة قصيرة لى ..~
و شكرا خاص لاصدقائي اللذين شجعوني علي نشرها ..~
اعلم ان الفضول اصبح يقتلكم من تلك القصة القصيرة ..~
لكن صدقوني ما هذا الا تمهيد لشئ اعظم واكبر ..~
اتمني ان تنتظرونه ..~
وفي الاخير ..~
اتمني ان تلك القصة قد نالت اعجابكم ..~
وشكرا لكل من دخل تلك القصة القصيرة ..~
ولبّي دعوتي ولم يشأ احراجي ..~
اريد انتقاداتكم و ارائكم ..~
فانا في حاجة لذلك فعلا ..~
واسفة لهذا التصميم المتواضع فلقد صممته بسرعة البرق ..~
واعتذر مجددا علي قصر القصة الملحوظ ، سأعوض هذا قريبا ..~
وأتمني ان تنتظروا مواضيعي القادمة ..~