جَلَسْتُ عَلى المِقْعَدِ في المَحَطَة .. مُنْذُ رَحَلَتْ وسَوَادٌ غَرِيبٌ لَم يُـفَارِقْ أيّامِي..
رُبْمَا لَم أُدْرِك كَمْ هِي رائِعَة .. رَائِعَةٌ جِداً , إلا حِينَ غَابَتْ لِبِضْعَ سَنَوَات ..
الأمْر الحسُن أنَني سَأرَاهَا اليّوم لأعَبِرَ لهَا عَنْ مدى شُكْرِي وامْتِنَانِي..
ابْتَسَمتُ وأنَا أذْكُرُ خُدْعَتَها التِي تَنْطَلِي عَليَّ دَائمَاً فِي صِغَرِي..
حَيْثُ تُخَبِئ يَدَهَا خَلْفَ ظَهْرِهَا وتَرْفَعُ اصْبَعَين ثُم تَسْألُنِي بتَحَدٍ..
~( كَمْ اصْبَعَاً أرفَعْ ؟! )~
لأجِيبَ أنا بِابتِسَامَة ..
~(همممم ثَلاثَة؟ )~
تُخْرِجُ يَدَهَا وقد أضَافَتْ اصْبَعاً ثالثاً بِسُرعَة..
~( كَيْفَ تَحْزِرِينْ ؟ , أنتِ بَارِعَةٌ حَقاً ! )~
لا تَزَالُ ابتِسَامَتُها تِلك تُشْعِرنِي بالأمَان كُلَمَا تَذَكْرتُها..
وضَحْكَتُها تَزْرعُ فِي قَلبِي طَمَأنِينَة لَم اعَهَدْهَا مُنْذُ تُوفِيَتْ وَالِدَتِي..
ذَلِكَ السّكُونُ الذِي حَلَ عَلى المَنْزِلِ مُنذُ مُغَادَرتِها يُرْعِبُنِي..
اسْتَيقَظْتُ مِنْ شُرُودِي عَلى صَوتِ القِطَارِ البُخَارِي الذِي وصَل للتو , وقَد بَدَأ الرُكَابُ بالتَدَافُعْ ..
وقَفْتُ أبحثُ عَنْهَا .. لِأجِدُها وهِي تَتَلَفَتُ حَوْلَهَا باحِثةً ..
وكَأنها تَعْلَم أنْنِي سَأنْتَظِرُهَا , ودَدْتُ لَو أُفَاجِئُها ولَكِن..
هِي قُلُوبُنَا المُتآلِفَة , لا شَيء يَخْفَى عَلَيها ..
اتجَهْتُ نَحْوَهَا بابْتِسَامة انْشَقْت دُونَ أنْ أشْعُرَ حَتْى!
أغْمَضْتُ عَينَيهَا وأنَا أسْأَل..
~( من أكون! )~
التَفَتَتْ نَحْوي بِسَعَادَة..
~( كم اشتقتُ إليكِ أختي.. )~
هِي تَحْتَل غُرْفَةً مُمَيزةً هُنَـاك..
فِي قَلــبِي..
النــهــايـــة
منذ بضعة أيام خطرت لي فكرة كتابة قصص قصيرة ^^ وفكرت بإدراج هذه.. أتمنى أنها حازت على رضاكم ^,^
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا |
التصنيفات