# وحيث ما أغدو ألمح الأقنعة~

خُييل لي أن البشر وجوه حقيقية صافية وندية
خُيل لي أن العالم محب متعاون ومتفائل
لكن بدى لي أنني أنا المتفائلة
فحيث ماأقف أرى قناع هنا وقناع هناك
أشعر بالخوف فليس بإرادتي معرفة الصادق والمخادع
أشعر بالقلق فهذا العالم مريب
كيف لا وهو يعج بالأقنعة ؟

ريح عاتية تسمع صوت صداها يهز المكان
أمطار غزيرة وغيوم رمادية
تساقطت أوراق الخريف في منتصف الشهر
أبرقت وأرعدت السماء وأمتلئت زوايا الأرجاء بقطرات المطر
ألقت هي نظرة من نافذتها إلى عوالم الخيانة والغدر
عوالم لاتخلو من الأقنعة والبؤس
خيانة ,غدر كلمات أدرجت بقاموس فضيع
قاموس البؤس مايحتويه
ألتفتت إلى تلك الشمس التي ظهر شيء منها وراء الغيوم
هاهي ترى الضوء بعد ظلام دامس غطاه الغسق منذ فترة
أقنعة كانت بالأمس تمشي بين الناس دون هوادة
تخشى السقوط أمام الملأ في أي لحظة
حملقت إلى قطرات الندى هي بعد وقوفها طويلا أمام النافذة
كيف يعيش العالم سوية بين أقنعةو أبتسامات زائفة؟!
كيف يمكن أن تعرف الصديق من العدو؟!
كيف أفرق بين الحقيقية والكذب ؟!
كم هو عالم غريب وعجيب
تمتمت هي في نفسها على خيبتها
"حيث ماأغدو ألمح الأقنعة"

سقط شيء ماعلى الأرض ككأس زجاجية سقط "قناع "
أقنعة ستتحطم ساقطة على الأرض يوما
ووجوهها الحقيقة ستظهر للملأ يوما
حينها فعلا في تلك اللحظة ستحتاج إلى قناع لتخفي وجهها الذي أصبح حديث الناس
أيتها الاقنعة هيهات قبل فوات الأوان
أن تفقد ثقة ناس عزوك يوما
كأنك فقدت شيئا ثمين لايعوض
وستكون كسب ثقتهم من جديد
كإبرة ساقطة في المحيط
هذا العالم مريب ومرعب أحيانا
ولا يخول من الغدر والشر
ولكنه من جانب أخر يعيش فيه ناس من عالم جميل
بشر لايعرفون الغدر والخيانة
لايعرفون أقنعة تسير وأغدار تدبر
لايسيرون في شوارع يلمحون فيها أقنعة
أتمنى لو سرت بنفس طريقهم
ومشيت معهم في الطريق ذاته
تاركة عوالم الغدر وخيباتها ورايء
لكن أين هو ذاك الجانب المشرق
قالت هي في نفسها ذالك أملة أن تلقى
هؤلاء البشر يوما
فحيث ماتغدو هي ترى الأقنعة

العالم الجميل لايمكن أن نراه بسهولة أو نرى أشخاص يعيشون فيه دون تعاسة
فهذه دنيا فانية فيها الصالح وفيها الطالح
لكن العبرة أن يتعلم الناس من أخطائهم ويصححوا عيوبهم
ليكونوا الأفضل وهذا معنى وجود العقل للأنسان