تباغته الأيام بحركاتها .. ما ان يظن انه فهمها اخيرا اذ بها ترميه في بحر جديد يـَعُج بالتحديات و الصعاب ..
فـ هي طريق وعرٌ طويل في ظلمات ليل حجبت نجومه ,, طريق مليء بحقول الذرة على جانبيه ,, تتسارع نبضات قلبه مع تسارع الرياح العابرة فوق جذوعها .. و في خضم هذا كله تخرج له الحياة بأنيابها و اظافرها لتغرسها عميقا في جسده الجريح اصلا .. و من ثم تـُسقط عليه مطر مالحا لينصب في جروحه ليقع مغشيا عليه من تلك الاحداث التي واجهها .. من هول ما لاقيه . .
ليستيقظ في مكان شديد الظلمة ,, مليء بالرطوبة و الخوف .. في بئر الحياة ,, ناظر بأعين روحه الى الإنعكاسات على سطح مائه ..
و ما تبدو انها تشوهات على السطح ما هي الا انعكاسات لعقله المتعب على الجانب الاخر من ادراكه ,,
و على أنغام كمان الصمت تدور به البئر بسرعة رامية اياه على جانب طريق ملىء بالمارة .. ينظرون له بكل استغراب و اشمئزاز و هو مستلقي على ظهره …
ما يجري حوله من أحداث قد تم حياكتها بشكل دقيق مكونة حلقة كحلقات سلسلة فولاذية باردة تلتف على عنقه مانعة الحياة من الانسياب الى منابع المعجزات في جسده ..
مرغمة اياه على ان يغمض عيناه تعبا من أحداث نهاره ..
ليعود الى فراشه و هو في حالة يرثى لها .. حزن دفين و توتر من مستقبل لم تبدأ مجرياته بعد ..
و ما أن يستيقظ بعد نومه " ولم يكد " الا و كأنه لم يعش يومه السابق أبدا ,,,
لتبدأ معركته مع نفسه من جديد ,, منتظرا هدنة .
| خربشة قلم |