التصنيفات
نثر و خواطر و عذب الكلام

رسام

رسام
بعد قرن من الزمان … بعد رحيل العدوان
لا يزال في بلدتي هناك رسام ..
لا يزال يتقن فن النكات و الابتسام
لا يزال يرسم شموخ البحر و طيور السلام
لست أدري هل عمرهُ عام أم الف عام
هذه جدتي تروي لي عن هذا الرسام و لا يزال قائما دون استسلام
يرسم لوحات أحيانا يبكي و يشكو هذا الزمان
و أحيانا يضحك و يصف لي كم واجه بفرشاته العدوان
يكتب قصصا عن العشق في لوحاتٍ
و الأصداف في البحر علي لحن لوحاتهِ تنام
يروي لي عن حبيبتهُ التي رحلت في سلام
يصف لي كيف كانت تشدو و تعزف علي الكمان الألحان
يصف لي فرعون كيف كان … و يصفُ لي مصر منذ زمان
و عندما ينتهي مني يرحل في قاربٍ إلي آخرين يروي لهم عما رآه اليوم و
الأمس
و منذ سنين … يروي لهم القسوة و الشوق و الحنين
و بعد قرن يعود من جديد الرسام ….
لا يزال علي شاطيء البحر واقفا في سلام
و إذا سألته ما عمرك يا سيدي يقول لي :
هل لمصر عمرٍ يا صغيرتي ؟؟
لا … فقد تواجدت مصر مع بداية الخلق شامخة في سلام
فيقول لي : أحسنتِ يا صغيرتي الرد و الكلام و ما لي بعمرٍ
فأنا أحيا في اللوحة و الألوان .. فأنا بسمةٍ و دمعة
و أفراح و أشجان … فأنا لستُ سوى مجرد رسام
بقلمي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.