التصنيفات
روايات طويلة

الحرية الحقيقية " رواية السجين " -رواية جميلة

.

.

الفصول

الفصل الثاني

http://vb.arabseyes.com/t433183-p4.html

هناك ولدت .. حيث تلك القلوب المتحجرة

حيث عاشت الظلمة لتطغى على بياض القلوب الطاهرة

تحت قوانينٍ جاهلة خطتها أحقادهم ومطامعهم

لتبيد البشرية والضعفاء من على أسقفها

وتحيلهم الى

\الهـــاوية\

روايـــة

السجيــــــــــــــــن

روسيا البيضاء2017


الفصل الأول

صوت المياه المتدفقة من ذلك الصنبور أيقظه من أحلام يقظةٍ غرق بها لوهلة ,

فأسرع الخطا يغلقه متبعاً ذلك بتنهيدة ضجرة , رفع بعدها الابريق الصغير

الذي فاضت المياه منه ووضعه على الفرن وابتعد حالما أوقده عائداً لكرسيه

الوحدة والسكون هو كل مارافقاه في تلك الغرفة ذات الطابع الكلاسيكي الهاديء المريح

غير أن الفوضى شوهت مظهرها الراقي بعض الشيء .. فغدا يقلب ناظريه بين قميصه

المجعد الملقى على الأريكة حلبية اللون ذات الوسائد السوداء والتي ماسلمت من تلك

الفوضى فألقيت بعبثٍ هنا وهناك !

ومنشفة ألقيت باهمالٍ على سريره الغير مرتب .. ملابس في كل بقعة وصحون تراكمت دون

أن يهتم بغسلها .. وعشاء الليلة الماضية بل وحتى فنجان القهوة لايزالا على الطاولة

أمام تلك الشاشة البلازمية الضخمة !

بضجر تنهد حالما سمع صوت طرقٍ موسيقي على الباب عرف منه هوية صاحبه على الفور

فنهض متمللاً وفتحه وعاود الجلوس على كرسيه بينما هتفت تلك الدخيلة الطفيلية بصخبها

المعتاد : صباح الخير سيد … مهمل

قالتها بفتور وهي تقلب ناظريها في الشقة الذي ملأتها الفوضى كأنما هبت عليها عاصفة

هوجاء فانحنت تلتقط ذلك القميص من على الأريكة واقتربت منه قائلة بسخط :

سرعان ماجعلتها حاوية نفايات من العجيب أن تحتمل العيش فيها هكذا ؟

ظل بصمته غير آبهٍ بما تقول بينما عقله يسبح في البعيد حيث عالمه الخاص .. تجاهلته

واقتربت من الابريق الذي كاد يفرغ مابأحشائه وأطفأت الموقد على الفور

– لما تستخدم هذا ؟ تعلم أنه ليس نافعاً للمهملين أمثالك

– لست مهملاً .. ثم ان مسخن الماء لم يعد يعمل أظنه احترق ليلة البارحة

– آها .. هذا طبيعي .. كما جرس المنزل المعطل صحيح ؟

أومأ ايجاباً وهو يضع كوبه على الطاولة ويصب به الماء الساخن .. وضعت يدها على يده وهي تقول بابتسامة :

دعني أقوم بإعداد الافطار بدلاً عنك اليوم أيضاً

تركها دون أن يعقب وعاد ليجلس وهو يعبث بهاتفه بينما أعدت افطاراً بسيطاً مكوناً من

طبق العجة الفرنسية وكوبٍ من القهوة المحلاة الساخنة .. وضعتها أمامه وبدأت تنظيف الشقة بصمت

وقد بدأ يحتسي قهوته دون أن ينبس ببنت شفة ..

فتح الباب وأطل منه بوجهه العابس المستاء معلياً طبقة صوته حين قال :

مساء الخير سيدة النوم

سمعت صوته وهي لاتزال متدثرة في فراشها وعلى وجهها انعكست مشاعرها

الميتة في تلك اللحظة .. نهضت بتثاقل وخرجت من غرفتها لتراه يضع أكياساً كثيرة

على الطاولة وقد بدا عليه الضجر والسخط وهو يتمتم بشتائم شتى ..

اقتربت منه وبدأت ترصف الحاجيات كلٍ في مكانها المناسب وما إن أبصرها حتى قال بغضب :
حمداً لله أنكِ أدركتِ أخيراً أني بحاجة للمساعدة

بهدوء أجابته وهي تكمل عملها : لاتصرخ رجاءاً

أعقبت وهي تنظر له بابتسامة خاوية : أشعر بالصداع حقاً

تجهم وجهه أكثر بينما يتمتم : ومنذ متى لاتشعرين بالصداع أو الاعياء

توجه لغرفته باستياء ودخلها مغلقاً الباب خلفه بقوة بينما ظلت تنظر نحوه

وعواصف تهيج بقلبها جعلته جثة هامدة بلا حياة !

عيناه الزرقاوان الصافيتان تعلقتا بالفراغ ليهيم في ذكرياتٍ حبس بداخلها

دون أن يشعر أو يبالي بمن كانت تحدق به بين الحين والآخر

تتأمل قسماته الذابلة الشاحبة .. ووجهه ذو الطبيعة الروسية شديدة البياض

وشعره العسلي الذي ماكان ليتركه مبعثراً كما الآن

بل حتى تلك الشقة المميزة ذات الطابع المخملي الراقي والأنيق

لم يكن يقبل أبداً بترك ذبابة تحوم في أرجائها .. على الرغم من كونه شاب أعزب

الا انه كان يهتم بأدق التفاصيل .. مظهره .. البيئة المحيطة به .. وحتى رفاقه

بعزم اقتربت منه مبعدة الكرسي المجاور له لتجلس عليه هاتفة بسخط :

ألن تخبرني مابك ؟ تسوئني حالك هذه حقاً سيكيم
لما لاتحدثني لطالما كنت أبوح لك بكل شيء
حياتي مشاكلي وحتى الخاص منها ..
حتى حماقاتي كنت اخبرك بكل شيء ولا أزال

أكملت برجاء وهي تمسك يده القابضة على الكوب :
لما لا تبوح لي بما يؤلمك .. ولو لمرة .. كصديقين حقيقين .. سيكيم

ابتسم فجأة ساخراً وهو يهمس : صديقين ؟ هه .. ام صديقين حقاً

زفر بشدة محاولاً طرد تلك الأفكار من رأسه والتفت لها بابتسامة مستهترة :

مالذي تهذين به تعلمين أني لاأحب هذه اللحظات الشاعرية
صداقة وذكريات وألم .. من ذا الساذج الذي أوهمكِ بأني أتألم .. آه انتظري اني بالفعل أتألم
لكون اجازتي التي بدأت لتوها ستجرد مني مجدداً لأسبابٍ أنانية سخيفة
بالطبع يجب أن أكون ساخطاً ومتألماً أولست محقاً

أردف وهو ينظر للكوب وينهض لغسله باستياء :

ثم لما لم تحركي السكر جيداً وأنا كنت أتسائل لما طعمه سيء هكذا

نظرت نحوه وقد ضيقت عينيها كأنما لاتزال لا تصدق مايتفوه به :

منذ متى وأنت تتذمر من عملك ؟

استدار لها وهو يغلق الصنبور قائلاً بتمرد : منذ أمد ولكني كنت أتغاضى عن هذا ولذا استلذ ذلك الرئيس تعذيبي واستغلالي

– هذا ليس صحيح ,مالذي تتفوه به .. كنت تفخر به دائماً ان مااراه منك يجعلني أوقن أن هناك خطب ما
شيء جرى خلال مهمتك السالفة .. بصدقٍ أخبرني مالذي جرى هناك لما تغيرت كل أفكارك على حين غرة ؟

حقدٌ طغى تعابيره مزدوجاً بابتسامة صغيرة أجبر نفسه على اظهارها

– لاتقلقي .. لم يحدث شيء البتة .. وأنا .. لازلت على مايرام .. ثقي بذلك

حمل معطفه الجلدي الأسود والتقط هاتفه الخليوي ليضعه في جيب معطفه حالما ارتداه
قائلاً بينما يهم بالمغادرة :

كل رجائي أن لاتثقلي بزياراتكِ كريستينا .. فلم نعد طفلين ..
أنتِ الآن تقتحمين منزل فتاً أعزب سيكون من السيء لسمعتكِ ان ترددتِ علي بهذا القدر .. عن اذنك ..

خرج بينما أجابته بغيظ :

أولا تقول شكراً لهذه الفتاة المسكينة التي حولت جحيم شقتك الى نعيم
جاحد حقاً .. ثم من أين جاء بهذه الأفكار الغبية المجنونة .. ماالذي يعنيه زيارتي لأحمقٍ أعزب مثله !
انه مجنون حقاً جن مذ عاد من تلك المهمة السرية الغبية
فقط لو أني أعلم مالسر الذي يخفيه ومالذي جرى هناك !

حملت حقيبتها الحمراء الصغيرة وهتفت بسخط : انه خطأي حين ضيعت وقتي مع شاب عديم الفائدة مثله

التقطت قطعة مطاطية بيضاء بلون ثيابها رفعت بها شعرها البني ذو الحمرة المميزة وقد سمحت لغرتها بمعانقة جبينها

أخرجت من جيبها تلك الصورة التي كانت ملقاة على سريره مع الكثير من مثيلاتها !

ونظرت لها ملياً .. لتلك الابتسامة التي ارتسمت جلية على مجموعةٍ من المتدربين بزيهم العسكري الخاص ..

كان هو الرابع بينهم يقف محيطاً بذراعه شاباً بسمرة خفيفة وملامحٍ شرقية يبتسم بعفوية وتلقائية

وكذا بدا في الصورة ذلك الضخم العابس دائم التجهم والذي كان مألوفاً لها

شعر أصفر باهت وبشرة بيضاء وعينان قاسيتان سوداوان ..

قلبت ناظريها بين جميع الشبان وقد عرفت معظمهم بحكم علاقتها القديمة به

لكنها ظلت تحدق ملياً بذلك الشرقي الغريب الذي كان يقف بجواره ورابطة خفية تحيط بهما لم تعلمها أبداً !

وقفت بجانب النافذة مبعدة ذلك الستار الأبيض الرقيق عنها لتجده في الأسفل

يرتدي خوذته ويركب دراجته النارية لينطلق بعدها الى المجهول !

عادت تحدق بالصورة بفضول وقلبتها تقرأ ماكتب خلفها لتجد تاريخها يعود لسبع سنينٍ مضت ..

حين كان لايزال في التاسعة عشر من عمره ..

حركت خطواتها لتعود للغرفة مسرعة وتخرج ألبوم صوره الذي رتبته تواً

وهي تتسائل مالذي أشعل ذكرياته فجأة .. مالذي اقتاده للحنين لتلك الأيام بعد أن كان غير آبه بها !

بل ويسعى للبعد عنها وطيها قدر الامكان ..

فجأة استدركت أمراً ما فأخرجت بسرعة تلك الصور التي كانت ملقاة على سريره

واذا بها تدرك جزءاً من ذلك السر الذي يخفيه .. سرٌ كان بطله ذلك الشاب الشرقي المجهول

والذي لم تجد له أثراً سوى في ذكرياتٍ تعود لسنيه سبع مضت ولم يوجد في سواها !

فتحت باب الغرفة لتتوجه نحو الفراش بصمت متأملة ملامحه الغاضبة رغم عينيه المغمضتين

كانت تعلم أنه يدعي النوم إنما آثرت ألا تبوح بما في داخلها بكل مااكتنزته من أخبار وأحاديث لتبوح بها حالما يعود ,

جلست بجواره ووضعت يدها بتردد على شعره البني تلاعب خصلاته بأناملها النحيلة وماهي الا لحيظات حتى أبعد يدها

باستياء وهو يهمس : أريد النوم كفي عن ازعاجي رجاءاً ..

لمعت عيناها اثر تلك الدموع حبيسة مقلتيها .. ونطقت بانكسار مستسلمة :

لو كانت هي .. لكنت أحببت ذلك صحيح ؟ .. لن أستطيع أن أحل مكانها أبداً مهما حاولت
رغم أنها نصفي الآخر وبالرغم من أنا تشاركنا كل شيء , متشابهتين بكل شيء
لكن مكانتنا في قلبك ليست واحدة أبداً .. لن أتمكن من احتلال جزءٍ ضئيل حتى من قلبك
أعجب أي سحر كانت تملك ؟ أم هو الحب الذي أعمى بصيرتك .. ايفان

ظل يستمع لها بصمت لم تحركه كلماتها التي واصلتها باختناق :

مذ التقينا وحتى بعد زواجكما ورغم حبي الكبير لك الا أني أقسم .. أنني كنت سعيدة حقاً بتلك الرابطة الجميلة
التي احتوتكما .. تمنيت أن تطول .. أن .. تعيش للأبد , أحقاً تظنني سعيدة بأن أحتل مكانة لاتخصني ,
مكان شقيقتي الحبيبة ؟! حتى الحب ماكان ليجعلني أتمنى هذا أبداً

تدفقت سيول عينيها التي أذابت الجليد عن قلبه لوهلة فنهض يقول بحدة اصطنعها :

غبية حقاً مالذي يجعلكِ تفكرين بهذه الأمور الآن .. لأني غضبت وصرخت بوجهكِ فقط ؟
انني مستاء وحسب لكوني عاجز عن ايجاد عمل لي حتى هذه اللحظة الأمر مرهق
أكثر مما تعتقدين أيتها البلهاء

وكأنما هي واثقة بكذب كلماته تلك قالت غير آبهة بما تفوه به :

لقد انتظرتك منذ ليلة الأمس .. طويلاً جداً , كنت مترددة خائفة وسعيدة في الوقت ذاته , لكنك لم تعد أبداً
أشرقت الشمس ولما تعد بعد شعرت باليأس يقتلني .. بالوحدة والانهيار .. أدركت حينها مكاني من حياتك
بالأمس .. كان ذكرى رحيلهما صحيح .. نتاشا في مثل مساء الأمس .. كانت لتوها تحتضن التراب باسمة وأنت
كنت لتوك تعود بعد دفنها وكذا بقيت معها طيلة الليلة .. ومع صغيركما الذي انتظرتماه طويلاً .. وياللقدر

ابتسمت ضاحكة والدموع لاتزال تعانق وجنتيها المحمرتين وأدارت وجهها له تخاطبه بحرقة :
نتاشا ستولد من جديد .. لا أعلم مايكون جنسه بعد .. لكن قلبي ينبئني أنها نتاشا

نظر لها بتعجب وحيرة وقد عقد حاجبيه بينما يحاول استيعاب حديثها

وهي تكمل وقد تحولت ابتسامتها لشهقاتٍ متتابعة : أنا .. حبلى ايفان .. أنا .. حبلى

اتسعت عيناه بينما انهارت باكية بحرقة وهي تضع يده على بطنها ولما يزال جاثماً مكانه

وقد عقدت الصدمة لسانه وشلت حركته !

حل المساء وعاد أخيراً يحمل في يده كيساً احتوى على شطيرة وبعض السكاكر

أغلق الباب من خلفه واستبدل حذائه .. وماان هم بالدخول لغرفته حتى لحظ تلك الفتاة

والتي كانت تجلس أمام شاشة حاسوبه تعبث دون أن تنتبه لوجوده

وقف بجوار الباب قائلاً بهدوءٍ خالطه الاستياء : لما لازلتِ هنا ؟

التفتت له مبتسمة بلا مبالاة : مرحباً بعودتك .. لقد تأخرت قلقت عليك حقاً

أكملت وهي تتجه نحوه وتأخذ الكيس منه : لازلت تتناول هذه الأطعمة السيئة دعني أطهو لكِ شيئاً جيداً للعشــ …

بترت جملتها حالما اختطف الكيس منها وقد بدا الغضب جلياً على قسمات وجهه الهادئة عادةً :

عودي لمنزلكِ كريس لم أعد طفلاً لتقلقي بشأني

هذه المرة كانت تصطنع الابتسام بينما تنظر له بعتاب وسخط

وسرعان ماتوجهت للأريكة لتلتقط تلك الصورة بجانب الحاسوب

– سأذهب انما قبل هذا أحببت أن تخبرني عنه قليلاً .. كما تعلم أحب الاستماع للقصص وأهوى قرائتها ..
باستنكار أجاب : من تقصدين ؟

بابتسامة تحدٍ قالت بينما تقلب الصورة بين أصابعها بعبث :

لنرى .. آدم كريم لاجيء من أصول عربية روسية متدرب عسكري سابق أحيل للاقالة بعد

مدة قصيرة من انضمامه لكونه قد خالف الشروط المطلوبة و …

توقفت بعدما أخذ الصورة منها بقوة صارخاً بها : من سمح لكِ بالعبث في أشيائي بل والبحث بأمورٍ لاتعنيكِ !!

بكبرياء حاولت اظهاره أجابته مدافعة :

أشيائك هذه كانت مبعثرة هنا وهناك جلية لي لم أعبث بشيء منها فلست أهوى هذه الأمور
وبحثي بها لأنك لاترغب بالبوح بشيء أبداً أنت لاتقدر قلقي ومشاعري سيكيم

بسخط قال وهو يحاول جاهداً السيطرة على غضبه :

قلتها بنفسكِ لاأرغب بالبوح بشيء انه أمر يخصني لاعلاقة لكِ به هلا توقفتِ عن التدخل بشؤوني كما لو كنتِ أمي
أبلغ السادسة والعشرين ولازلتِ تقتحمين حياتي كما لوكنتِ مسؤولة عني اتركيني وشأني

– أكل هذا من أجله ذلك الغريب العربي لم يمكث معك أكثر من أشهر قليلة
ومع هذا تصرخ علي بسببه وتجرحني كذلك من يكون لتفعل كل هذا لأجله ؟؟

– لقد مات لذا بامكانكِ أن تكوني مطمئنة حسناً .. لقد قُــ … تـــ… ل والآن اخرجي

نظرت له وقد هدأت أخيراً وساد بعض الصمت قبل أن تنطق بأسف : صديقك ؟

نظر لها باستياء بينما يضع يديه على خصريه مسنداً قدمه للجزء السفلي من الطاولة

– مارأيكِ أنتِ ؟ هلا سجنتِ فضولكِ المزعج قليلاً .. رجاءاً اخرجي اريد البقاء بمفردي

أكملت دون اكتراث لحديثه : لقد فقدت الكثيرين قبله .. انها المرة الأولى التي أراك فيها بهذه الحال ..
من يكون حقاً بالنسبة لك ؟

وضع يده على جبينه بيأس ثم أبعدها وهو يعاود النظر لها قائلاً بنفاذ صبر :

رجاءاً قلت اتركيني وحــ…

– أجبني أرجوك

استدار صارخاً بحرقة : لأنه لايستحق .. كان طاهراً نقياً .. مختلفاً , وأنا كما هي عادتي …

صمت يحتبس بقية كلماته بداخله بينما طغى الأسى على قسمات وجهه

وصوته المرتعش الذي تمتم برجاء : اتركيني وحدي رجاءاً

نظرت له بتفهم متعاطفة وأمسكت يده تضمها بيديها مخاطبة اياه بصدق :

سأذهب .. انما .. حين ترغب بالحديث ستجدني …

– أعلم .. ستكونين بجانبي .. عمتِ مساءاً كريستينا

قالها وقد أبعد يده عن يدها مما جعلها تنظر بحيرة شديدة تصرفه الغريب ذاك

وابتعدت بصمت خارجة لتتركه يفرغ مشاعره المكبوتة .. في ظلمة المساء !

.

.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.