راقية :- في غسق الليل وحش بمظهر بريء ~

في أعوجاج تلك الأشجار المعمرة … تعيش أشكال عديدة من أشكال الحياة
بعضها صغير الحجم …. وبعضها لايُرى بالعين المجردة
كانت تلك الحدقتان الرماديتان في غسق الليل
تحدق ناظرة لتلك الأشجار ذات الأعوام العديدة
هل يمكن أن يغدو البشر كمثلها ؟! لا
فالنهاية هي الموت

أضحى الشفق واضحاً قبيل المغيب … حمرته المرعبة تجعل القلب يرتجف رعباً …
في تلك الليلة القمراء … أعتلى القمر اللون القرمزي
كانت صاحبة الخصلات الذهبية تتدلى خصلاتها مع نسمات الهواء
رفعت من رأسها عالياً بمحاذاة السماء .. أنعكست حمرة القمر
على حدقة عينيها الرمادية …التي عكست ظلمة الليل
أصبحت أسيرة الظلام ….. تعيش في قيود الوحدة والهم
هكذا حياتها مهزلة طاغية .. الظلام هو الملاذ الوحيد لها الذي أستحقته
فما هي لكي … تكون إنساناً سعيد ؟!
وهي وحش ..بهيئة إنسان بريء
عندما لايُعرف أصحاب الجرائم …فهم يعيشون في عالم أسود طاغي برائحة الدم
عالم يسوده الندم الأبدي .. فهاهم يسيرون في الأرض
كمايشاؤن … وعاقبتهم لم تؤخذ بعد
كما حالها هي ..
هاقد تلطخت يداها بدماء تلك النفوس البريئة
فلاتمر ليلة واحدة …. إلا وقد سلبت نفس جديدة
تلك الأسواط الشائكة أضحت شبه محطمة
فلقد أُستخدمت لقرون عدة ..وهي تسوط فوق تلك الظهور
البريئة … حتى لو كان بدافع الإنتقام فلاتزال جريمة
عندما يكتمل القمر ليغدو بدراً … تغدو مجرد وحش تائه
قد عاش طيلة سنينه الماضية في الإنتقام
تلك الجثث الهامدة …ربما بعضها لم يكن بريء
لكن لم يكن لها أحقية في سلب أرواحها
وهاهي تسير بحرية في الأرض … كطائر جريح
لايهم من هي الضحية …المهم كيف تموت ؟!
تلك المقاعد ذات الضربات الكهربائية .. ليست مسيلة
تلك المشدات التي قد تقتلع رؤؤسهم …ليست ماتريده هي
حتى الأسواط العديدة والمختلفة التي أمتلكتها … أصبحت مجرد شيء
قديم …. وهاهي ترغب بأداءة جديدة
لكن ماذا لو أبتلعتها هي ذاتها ظلمة الحياة …وقلبت الطاولة
عليها لتعاني هي الألم والدم والبكاء …إنها مجرد وحش
لايأبه لما قد يناله … وكانت عاقبتها أنها ماتت
وغرقت في شر أفعالها …
لايهم لماذا ترغب بالإنتقام … مايهم أنك إن فعلت
فستذوق العذاب ذاته