ايام ولت لن تعود
قسما لن تعود ايام كانت لي حدود لا اتجاوزها هي البيت والفناء وعيني الى تلك السماء ما اكبرها ما اوسعها ارى كل شيء كبير وانا طفل صغير مع امي اينما ذهبت ممسك بعبائتها لا افارقها اينما ذهبت وعند غروب الشمس يفيض الشوق بقلبي الصغير على باب البيت منتظر ابي وعندما اراه تتراقص ادمعي فرحا به والاشواك في صدري كف طعنها فيحضنني بأرق حضن احستته كما حضن امي الذي عشته وذا حل الظلام والناس نيام واسمع اصوات العواء والمواء اقوم خلسة من فراشي وانام خلف ابي هذا مذهبي وانا صبي واستيقظ على صوت الطيور والعب خاليا البال لاهموم ولا غيوم في سمائي صافية هي ترى كل النجوم نجوم طفولتي ذهبت لن تعود احلى ما فيها انك تطلب الامان والدفئ والحنان وتجده والآن ذهب الزمان واتى زمان لا امي هنا ولا ابي سنة الحياة لا خلاف هنا ولكن الطفولة كنز لا كنز مثله وذهبا خالصا لا احد يمله وفي الشباب قوة لا تطلب الامان ولا تريد الحنان كأنكا مخلد الى الأبد وعندما يطول العمر قليل وتخذلك الحياة بثقلها ولا ترى الا ودمعك يسيل ليس الشباب جميل كالطفولة وتشرق شمس يوم قد تغير الهواء وحتى طعم الماء شاب العقل من الافكار هؤلاء الاطفال اصبحوا كبار فتعود وترى الجدود كم من خليل فارقوه فقسى عليهم الزمان ولم ينسوه لا امان يجدوه الا ملاطفة وهنا تطلب الحنان فلن تجده في يوم من الايام كان في حضن والديه متعلق بهما واليوم لا يحضن الا عصاه فقد الحنان حتى زوجه التي فقدا فلم يبقى الا عصاه واولاده كبروا وتركوه انشغلوا في دنياهم ونسوه فلم يبقى الا عصاه ونحن على الدرب سائرون ان اطال الله في الاعمار كل شيء في عالمنا اصله الحنان والحب والامان في ضعفنا نطلبه وفي قوتنا نرفضه |
التصنيفات
