هو نور الدين ، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ( رحمه الله ) من
بني ضبة . فهو من قبيلة السوالم الموجودة في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان ، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى
نزار بن معد بن عدنان.
صفاته الخُلقية :
كان –رضي الله عنه – شديد الغيرة في ذات الله تعالى ، لا تأخذة لومة لائم ، يقول الحق ، وينطق بالصدق ،
مشهور بالبسالة ، والصلابة ‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام ، مشغول البال بأمته ، يفرح بما ينفعها
ويحزن لما يضرها ، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين ، لا تخلو مشاهده الكريمة من
فائدة دينية أو عائدة دنيوية ، أوشاردة أدبية ، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف ، والصلح بين الخصوم بالحكم
الشرعي ، كان خطيباً منطيقاً ، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل ، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان .
كان جوادا سخيا ، قل ما أكل طعاما وحده ، لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه .
كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ، كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها .
كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما ًأو ذا حاجة جدية .
كان كثير التضرع إلى الله ، فتراه في بعض الأحيان في مجلسه أو في الطريق أوفي مصلاه ، وقد رفع يديه إلى السماء قائلا :
لبيك اللهم لبيك ثم يبسط يديه ويقول : اللهم اجمع الشمل ، وألف بين القلوب ، وأيد الكلمة ، ونحو ذلك من الأدعية .
كان كثيراً ما يقول : اختبرنا الله فوجدنا كاذبين ، يتأوه كثيرا لما يراه في الناس من الاختلاف ، وعدم الجد فيما
يعود على حياتهم بالسعادة ، ولما يراه من الفساد في البلاد ، فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا :
ذهب الوفاء ، ذهب الدين ، ذهبت المرؤة ، ذهبت الغيرة ، ذهبت الحمية ، طمع فينا الخصم ، طلبنا بالمكائد ، نصب لنا الحبائل فإنا لله وإنا له راجعون .
مؤلفاته:
كان الإمام نور الدين السالمي مباركا له في عمره ، فمع قصر أمده،في هذه الحياة ، ومع كثرة أشغاله من
اهتمام بأمر إصلاح الإمة ، وتدريس العلوم ، وإفتاء الناس ، مع كل ذلك نجد الشيخ قد ألف في مجالات
شتى ، شملت العقيدة والفقه وأصوله ، والحديث ، وعلم اللغة العربية ، والتأريخ ، وغير ذلك .
وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره ، ويستمد من كتب الفرق
المتعددة ، وقد ساعد عل ذلك اتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات .
وفاته :
كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف
للهجرة ، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ، ودفن على سفح الجبل
الأخضر ببلدة ( تنوف ) وقبره معروف حتى الآن .
لهذا سوف أعرض سلسلة قصائد للإمام السالمي
إهداء للجميع وبالأخص لأخي مؤمن الرشيدي وذلك لنصيحته ولإعجابه بقصيدة الإمام السالمي (الصدق قل وذر الكذب)