حوار التحفيز للتغيير الإيجابي المؤمن
ما زال تغيير ما في النفس من طباع سلبية وصفات غير محمودة وشهوات دنيوية مهلكة يُطلق لها العنان بين الحين والآخر نتيجة الغفلة القاتلة أو الجهالة الغبية المذمومة والبعد عن استشعار رقابة الله، الخالق العليم الرقيب العظيم جل جلاله.. أقول: ما زال هذا التغيير هو التحدي الكبير الذي أواجهه في حياتي ومع نفسي.
وهو الاختبار الأصعب والأهم الذي إن فشلت فيه ضيعت نفسي وأهلي وأولادي، وإن نجحت فيه فقد حفظت نفسي وحفظتهم. وأنا متيقن بأني سأتمكن إن فلحت في هذا المسعى من التقدم خطوات بعيدة في طريق النجاح والسعادة والإيمان والنور والسرور.
ومن وسائل هذا التغيير وأساسياته المهمة الذكية الفطنة هو تحليل واقع الحال بعلمية وحرفية عالية جداً، ووضع الأهداف التي أطمح إلى الوصول إليها، ثم وضع الخطط المناسبة لتغيير الواقع والوصول بخطى ثابتة وعلمية ومدروسة إلى تلك الأهداف. أي الإجابة بدقة متناهية عن الأسئلة الثلاث:
أين أنا الآن؟..
أين أريد أن أصل؟..
وكيف؟!!.
ومن وسائل تحليل الواقع العملية التي تعلمتها نظريا ومارستها لفترة قليلة من الوقت من خلال العمل الطبي لتحفيز تغيير نمط الحياة لشاربي السكائر أو مدمني الخمر والمخدرات أو غيرهم من المرضى المبتلين بأنماط حياة وسلوك يؤثر سلبا على صحة الجسم.. أقول: ومن هذه الوسائل المستخدمة في تحليل الواقع هي التالية:
أولا: جدول المربعات الأربعة
هذا المربع يساعد على تحليل الواقع بصورة ممتازة من خلال عرض الإيجابيات والسلبيات.
مثال: عادة شرب السكائر.
الإيجابيات: الراحة والاسترخاء، تهدئة الأعصاب، وغيرها. السلبيات: التكلفة الاقتصادية، التأثير السلبي على الصحة، رائحة الفم الكريهة، التسبب في أذى العائلة والأولاد والجالسين في الجوار من خلال التدخين السلبي.. إلخ.
ثم يكون الواقع بعد التغيير..
الإيجابيات: الصحة الجسمية، توفير النقود، تجنب أذى الغير.. إلخ.
السلبيات: التوتر النفسي في بداية الأمر.. إلخ.
كل ذلك يسطر بعناية وذكاء ويدرس بفطنة ثم توضع الأساليب المناسبة لكل أمر حسب طبيعة الحالة السلبية المطلوب تغييرها. وهذا المربع يقوي الدافعية والحافز والإرادة للتغيير بصورة مذهلة جدا كما لُوحظ عمليا مع المرضى ويساعدهم بصورة كبيرة على النجاح في الوصول للأهداف المطلوبة.
ثانياً: مراحل التغيير الخمسة
وذلك من خلال دراسة وتحليل المراحل المنطقية الخمسة لتغيير السلوك والعمل بعد ذلك على الترقي الفكري النظري الساند والعمل الميداني المتنامي ضمن تلك المراحل من خلال خطة عمل مدروسة وذكية وفطنة. هذه المراحل هي:
1. نقد وتشخيص وتحليل السلبية المراد تغييرها
2. معرفة الحاجة للتغيير عقليا وقلبيا وروحيا
3. الرغبة بالتغيير والإرادة اللازمة له
4. الاستطاعة والقدرة على التغيير
5. العمل على التغيير
فأولاً وقبل كل شيء كما ذكرنا يأتي التشخيص للسلبية واستشعار وجودها والتحليل لواقع الحال بصدق وتجرد. ثم يأتي استشعار الحاجة لهذا التغيير وأهميته وضرورته. ثم الرغبة والإرادة. ثم الاستطاعة والقدرة على الفعل. ثم العمل والفعل. وإي قصور في إحدى هذه النقاط الخمس المرتبطة والمتسلسلة يؤدي حتما إلى الفشل، وهذا يستلزم تشخيص الخلل وفي أية جزئية أو نقطة أو مفصل ثم يأتي السعي والعمل على الاستدراك والتصحيح للسير نحو التغيير المطلوب والنجاح فيه.
ثالثا: دائرة التغيير
هذه الدائرة قد يستمر الشخص في داخلها يدور ويدور لسنين عديدة ثم ينجح بعد ذلك في الخروج منها والوصول إلى التغيير المطلوب للسلوك وقد ينجح اللبيب صاحب الارادة القوية في ذلك في وقت قصير وقد يستمر شخص آخر طول حياته ساعيا للتغيير المطلوب والخروج من هذه الدائرة ولا يفلح حتى يدركه الموت وهو على حاله متنقلا بين فقرات دائرة التغيير يقدم خطوة ويؤخر أخرى.
وهنالك كثير من الوسائل والأساليب الأخرى التي يطول شرحها وتفصيلها وملاك ذلك كله هو الصدق مع النفس والتجرد والإخلاص لله سبحانه وتعالى الخالق العظيم العليم الرقيب جل جلاله.
وسائل عملية إعدت بعد بذل جهد كبير وأموال طائلة من قبل الحكومات والمؤسسات العلمية لمعالجة أمراض الإدمان والأمراض المزمنة المنتشرة في هذا العصر كارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والسكري والتي يلعب فيها السلوك اليومي والعادات دورا مهما.
أحببت أن أنقل هذه الأفكار والنظريات والتجارب إلى مدرسة إنقاذ الإيمان للفائدة بعد اقتباس وترجمة وتعديل وتلخيص.
أسم هذا المقال: أين؟ وأين؟ وكيف؟، وهي أكثر الكلمات المختصرة القادرة على الإشارة على فحوى الموضوع وتذكره دائما وفي كل حين لأهمية ذلك العملية في مسعى التغيير الإيجابي.