مخطىءٌ..
من ظن أن الحياة ابتسامة لا يشوبها كدر..
أو نغمة لا يداخلها أنين..
مخطىءٌ..
من ظن أن الشموع لا تنطفئ ..
والصحة لا يعتريها سقم..
والأحبة لا يبرحوا مكانهم..
تأتي على الإنسان لحظات يظن فيها أن الكون بلا هواء، فلا يتنفس إلا رجع آهاته.. ويظن أن الدنيا بلا نور فلا يرى إلا بريق قمر خافت.. ويظن أن كل ماحوله بحار وهو المغلوب على أمره بلا قارب ينجو به..
تأتي على الإنسان أحاسيس قاتلة بالوحدة والغربة فيبقى في غرفته الباردة ويبدو جسمه الناحل وكأنه شبح يستتر تحت ظلام الليل..
يتكوم في فراشه ملتحفا بغطاء يقيه النسمات الباردة، ولكنه رغم ذلك مازال يشعر أن البرد يسكن عظامه..
كانت غرفته هادئة إلا من صوت الريح يقتحم النافذة..
هذا اليوم.. كم هو وئيد الخطى.. وقد تطاول ليله ونهاره..
أثقلت الهموم فؤاده حتى ناء كاهله الناحل بحملها..
عبثا..حاول اغتيال ماتبقى من عمر هذه الليلة.. أبعد اللحاف عنه.. وأشعل الضوء الخافت بعد أن اختلس ورقة وقلما.. ثم كتب…
مؤلم !!
أن تتهشم المرايا في لحظة واحدة، فلاتستطيع الصمت، وتفقد شهية البكاء..!
مؤلم !!
أن يطول انتظارك لمولد صبح جديد، يحمل مع تنفسه تطلعات وأمل..!
ثم ترك القلم!!
وانكفأ على نفسه كما ينكفئ التاجر المفلس على دفتر حساباته لعله أن يجد دينا قديما يقيه قهر الرجال..
بعدها..
قال بصوت متضرع، وكلم متهدج..
رباه..
فسكنت الريح الثائرة..
رباه..
فانقضت الهموم وتلاشت كفقاعة صابون..
رباه..
فغمره الدفء حتى لم يعد بحاجة إلى لحافه..
رباه..
فجمدت الدموع في مآقيه، وانتعش الأمل في خاطره وداعب الكرى جفنيه بعد طول غياب..
نم.. أيها الناحل..
وأدخل همومك في جيبك المثقوب.. وتوكل على من يرزق الطير في أوكارها..
وثق أن " رباه.." التي اخترقت ظلمة غرفتك ستصعد إلى السماء السابعة..وحينها..
"ثق .. أنك .. أنت .. الأقوى.."
" لاتنسونا من صالح دعائكم"
من ظن أن الحياة ابتسامة لا يشوبها كدر..
أو نغمة لا يداخلها أنين..
مخطىءٌ..
من ظن أن الشموع لا تنطفئ ..
والصحة لا يعتريها سقم..
والأحبة لا يبرحوا مكانهم..
تأتي على الإنسان لحظات يظن فيها أن الكون بلا هواء، فلا يتنفس إلا رجع آهاته.. ويظن أن الدنيا بلا نور فلا يرى إلا بريق قمر خافت.. ويظن أن كل ماحوله بحار وهو المغلوب على أمره بلا قارب ينجو به..
تأتي على الإنسان أحاسيس قاتلة بالوحدة والغربة فيبقى في غرفته الباردة ويبدو جسمه الناحل وكأنه شبح يستتر تحت ظلام الليل..
يتكوم في فراشه ملتحفا بغطاء يقيه النسمات الباردة، ولكنه رغم ذلك مازال يشعر أن البرد يسكن عظامه..
كانت غرفته هادئة إلا من صوت الريح يقتحم النافذة..
هذا اليوم.. كم هو وئيد الخطى.. وقد تطاول ليله ونهاره..
أثقلت الهموم فؤاده حتى ناء كاهله الناحل بحملها..
عبثا..حاول اغتيال ماتبقى من عمر هذه الليلة.. أبعد اللحاف عنه.. وأشعل الضوء الخافت بعد أن اختلس ورقة وقلما.. ثم كتب…
مؤلم !!
أن تتهشم المرايا في لحظة واحدة، فلاتستطيع الصمت، وتفقد شهية البكاء..!
مؤلم !!
أن يطول انتظارك لمولد صبح جديد، يحمل مع تنفسه تطلعات وأمل..!
ثم ترك القلم!!
وانكفأ على نفسه كما ينكفئ التاجر المفلس على دفتر حساباته لعله أن يجد دينا قديما يقيه قهر الرجال..
بعدها..
قال بصوت متضرع، وكلم متهدج..
رباه..
فسكنت الريح الثائرة..
رباه..
فانقضت الهموم وتلاشت كفقاعة صابون..
رباه..
فغمره الدفء حتى لم يعد بحاجة إلى لحافه..
رباه..
فجمدت الدموع في مآقيه، وانتعش الأمل في خاطره وداعب الكرى جفنيه بعد طول غياب..
نم.. أيها الناحل..
وأدخل همومك في جيبك المثقوب.. وتوكل على من يرزق الطير في أوكارها..
وثق أن " رباه.." التي اخترقت ظلمة غرفتك ستصعد إلى السماء السابعة..وحينها..
"ثق .. أنك .. أنت .. الأقوى.."
" لاتنسونا من صالح دعائكم"
منقول من مجلة الأسرة