السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخضوع يجب أن لايكون لغير الله وحتى يتحقق الخضوع : لابد من وجود خالق ووجود مخلوق وجود إله ووجود عبد { فلا إله بغير خضوع } ومعنى أن يقول إنسان أنا عبد وأن لى إله بدون الشعور بالخضوع لهذا الإله فالعبد دائما هو الخاضع للمعبود فالذى لايشعر بأنه خاضع هو بذلك لايريد أن يكون عبداً للإله .. رغم أنهُ يعلم بأنهُ لايستطيع الخروج من سيطرة الله عليه والذى لايشعر بالخضوع هو أيضاً عبداً مستكبراً ومتكبراً يريد بذلك أن يخرج من سيطرة الخالق قال تعالى : فمن المعلوم أن أى ملك من ملوك الأرض لايريد من قومه سوى أن يعظموه ويوقروه ويخضعوا لهُ ويطيعوه .. فإذا فعلوا ذلك .. فهو أصبح ملكا عليهم فإذا حدث العكس ولم يوقروه ويعظموه ويهابونه ويخافون منه ويطيعوه فلن يكون ملكا عليهم .. وهذا مثال { ولله المثل الأعلى } فكل العباد يعلمون مالذى يريده الله منهم .. وهو التعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء والخضوع والمهابة والخوف والطاعة فإذا كان ذلك من العبد أصبح يُقِرْ أنه عبداً للإله الواحد المعبود والخضوع لله ليس ذلا بل علواً ورفعةََ والخوف من الله هو لطلب رضاه والفوز بجنته والمهابة من الله سيقابلها رضا الله عنه .. ويجعل العباد تهاب منه والله سبحانه وتعالى يرزق الجميع ولا يتخلى عن أحد سواء من خضع لهُ أو من لم يخضع قال تعالى : { أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة } قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله: العبودية نوعان .. عامة وخاصة فالعبودية العامة: هي عبودية القهر والتسخير والملك والتسيير وهذه تعمّ جميع الخلق مكلّفهم وغير مكلفهم .. برهم وفاجرهم .. مؤمنهم وكافرهم بعباد الله المؤمنين .. الذين استجابوا لداعي الله ولو أدرك أى إنسان قوة الله لخرَّ مغشيا عليه ولا تقوى على حمل صخرة من جبل ويجب على الإنسان أن يذوب حتى يكاد أن يتلاشى كلماصافحت عيناه هذهِ الآية: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الذل والخضوع لله تعالى.. هو ركوع المشاعر وسجودها .. لأن أصل معني العبودية في اللغةهوالخضوع الذى يعني الإستسلام ..المشتق من كلمة الإسلام والتجرد من كل ما تملك لتنسبه إلى مالكه الحقيقي وهو الله سبحانه { بل لجوا في عتو ونفور } أى الْكُرْهُ .. والإِعْرَاضُ .. والتَّبَاعُدُ و التمادى والإصرارعلى الضلال والطغيان والإبتعاد عن الحق والإستكبار والإنسان هو دائما فى حالتين .. أما أن يكون هاربا من الله ومتغافلا عنه .. ويتلهى ويتشاغل بالدنيا عن الله قال الله تعالى فيهم : { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر مِنْ رَبّهمْ مُحْدَث إِلَّا اِسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } فأنت ايها العبد .. بغير عطاءه ونعمته لا تستطيع أن تتنفس .. فالنفس والهواء نعمة وما أكثرها نعم الله عليك فهى لاتعد ولا تحصى |
||