هادي المدرسي
أعتقد أنه لو وجّه هذا السؤال البسيط جداً إلى المليار نسمة من المسلمين الذين يعيشون في أكثر من ألف بلد من بلدان العالم، لجاء الجواب متنوعاً إلى ما يقارب المليار نوع ومن المحقق أن يكون بين هذه الأجوبة ما يلي:
((الإسلام هو: مجموعة من الأفكار والمعتقدات، و … الصلوات))!.
((وأن الإسلام هو: الاعتقاد بالله، كخالق حكيم. وبالأنبياء، كسفراء من قبله، وبنبي الإسلام كخاتم للأنبياء))!.
((والإسلام هو: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله))!.
والواقع أن أياً من هذه الإجابات ليست صحيحة أبداً، إذ أن الصلاة والأفكار وما شابه ذلك ليست إلا ((بعضاً)) من الإسلام لا ((كل)) الإسلام، وليس هذا التنوع الفظيع في الأجوبة إلا دليلاً واضحاً على عدم تكون فكرة واضحة لدى هؤلاء عن الإسلام ككل.
ولكن هل كانوا يقصدون فعلاً أن هذا هو ((كل الإسلام))؟ حتماً .. لا!.
فهل أن العذاب الذي تحمله النبي (ص) وأهل بيته وأصحابه الكرام، كان لأجل أن يبر الإنسان بوالديه فقط؟.
أو أن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله فحسب؟.
الإسلام كدين نزل به الوحي لا يمكن إلا أن يكون ((نظاماً)) و ((عقيدة)).
وتعني العقيدة:
أ ((الاعتقاد بصانع حكيم مدبّر، خلق الكون وجعل له هذا النظام الدقيق)).
ب ((الاعتقاد بعدالة هذا الصانع الحكيم، وعدالة الكون)).
ج ((الاعتقاد بنزول الوحي من قبل الصانع على بعض الأفراد)) ..
د ((الاعتقاد برسالة نبي الإسلام)) ..
ولكن هذه العقيدة ليست سوى ((أرضية)) الإسلام، أما البناء على هذه الأرضية فهو ((النظام)) الذي وضعه الإسلام، ويشمل كافة المرافق الحيوية للبشر.
ولكي تكون الأرضية متينة، بحيث يمكنها تحمل النظام الإسلامي فقد اهتم القرآن بها اهتماماً بالغاً، بل لقد اقتصر في برهة من زمن الوحي بشرح ((قضايا العقيدة)) فقط، فجاءت السور المكية مثلاً مقتصرة على معالجة الأسس في بناء التكوين العقيدي للإنسان.
وبعد أن تعمقت هذه الأرضية في نفوس المسلمين، تتابعت آيات القرآن، وهي تعالج القضايا الاجتماعية، والسياسية، والتربوية … الخ.
من هنا فإن الإسلام ليس هو ((العقيدة)) فحسب، كما أنه ليس النظام فحسب، بل هو الإثنان معاً.
ومن هنا يمكن استنتاج ما يلي:
أ إن الإسلام ليس دعوة نظرية، وإنما هو عمل يعرف حاجات الناس ويعمل على تحقيقها.
ب إن العبادات والأذكار، وما أشبه ذلك لا تشكل الإسلام ككل، وإنما هي جزء منه وليست هي كل ما جاء به الإسلام.
ج إن العقيدة في الإسلام هي الأرضية بينما النظام هو البناء المقصود.
د إن للإسلام تشريعاً في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الإنسان.
ه إن الإسلام يسعى في سبيل تحقيق حاجات الناس إلى التوازن المطلق بقدر ما تطيقه طبائع البشر، وهو يستجيب لمطالب الجسد ومطالب الروح في توازن متكامل.
إن آيات القرآن التي تعتبر المصدر الأساسي للفكر الإسلامي تتجاوز ال ((ستة آلاف)) آية، ولا يرتبط بالعبادات منها إلا أقل من مئة آية فقط، أما بقية الآيات فإنها متفرغة لمعالجة الخطوط العريضة للنظم والدساتير الإسلامية.
والمؤسف أننا لا نعرف من الإسلام إلا بعض عباداته، وربما شيئاً من سلبيات نظامه.
حتى نعطي صورة أوضح عن الإسلام لابد أن نبسط بعض الشيء في شؤون الإسلام: الذي ينقسم إلى خمسة أقسام:
أ الأصول: وهي العقيدة الإسلامية.
ب العبادات: وهي مركزات العقيدة.
ج الأخلاق: وهي القيم والمثل الإسلامية.
د المعاملات: وهي العلاقات التجارية وعلاقة العمال بأصحاب العمل وما شابه ذلك.
ه الأحكام: وهي العقوبات الجزائية والقضاء.
((وكما لا تكتمل الدار إلا بتمام مرافقها من غرف، وسطوح، وماء، وكهرباء كذلك لا يكتمل الإسلام إلا بتطبيق جميع جوانبه على الحياة العملية الفردية والاجتماعية والسياسية أما مَن يصلي ولا يصدُق، أو يحج ولا يؤدي الأمانة، أو يأخذ بالأحكام دون الأخلاق، وما شابه ذلك فليس من الإسلام في شيء، ولا يحمل تبعة اختلال توازن الحياة على الإسلام، وإنما التبعة على نفسه حيث أخذ بناحية دون أخرى كمن يأخذ ببعض الدواء دون بعض مما قد يؤدي إلى هلاكه)).
وهنا يأتي دور سؤال هام هو: لماذا العقيدة؟ ألم يستغن عنها الإنسان بعد أن تطورت العلوم التكنولوجية والصناعية وما شابه؟
الواقع لا!.
لأن تطور العلوم هو الذي كشف عن لزوم العقيدة في حياة الانسان لكي يراقب تحركات نفسه بنفسه.
لا شك أنك تشعر بحرج كبير عندما تعرف أن عليك مراقبة من قبل أستاذ الجامعة.
ولا شك أنك تواظب والحال كذلك على كل حركة تصدر منك لكيلا تجرح شخصيتك أمامه.
هذا لو كنت تلميذاً أمام أستاذ.
إن ما يريده الإسلام من العقيدة هو أن يوقظ في الإنسان الشعور بأنه ((مراقَب)) ليس من قبل انسان مثله، بل من قبل خالق الكون والحياة، حتى يواظب على تحركاته في الخلوات والاجتماعات.
إن النظام الصالح هو الذي يبني أسسه على عقيدة صالحة تعمل كجهاز ((منبه)) للضمير الإنساني ليمنعه عن الظلم الطغيان، والاختلاس.
هذا عن ((العقيدة)).
ولكن لماذا العبادات؟
لقد فرض الإسلام ((العبادات)) للتركيز على ((العقيدة)) في داخل النفس.
فليست العبادات الإسلامية طقوساً فولكلورية فرضها الإسلام لتمجيد ((الربّ)) وشكر ((محمد)) (وإن كان فيها ذلك)، بل أنها تربية وأخلاق وعبادة.
مثلاً: الصلاة فيها روح الإسلام العقيدة، من تركيز بعبودية الإنسان لله وتذكير بيوم الحساب (يوم ((من أين لك هذا؟)) و ((كيف فعلت هذا؟)) ) واتصال بمصدر الكون واعتماد على هدايته. كل ذلك في شكل ((كلمات)) ضمن ((حركات)).
وهذا ما عناه الإسلام بقوله:
((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)).
وهذا ما عناه أيضاً الإمام الصادق (ع) حين قال:
((إن الناس لو تُركوا بغير تنبيه ولا تذكر للنبي (ص) لأصبحوا مثل ما كان الأولون فإنهم قد اتخذوا ديناً ووضعوا كتباً ودعوا أناساً إلى ما هم عليه، وقتلوهم على ذلك فدرس أمرهم، وذهب حين ذهبوا. وأراد الله أن لا ينسيهم أمر محمد (ص) ففرض عليهم الصلاة يذكرون الله، لكيلا يغفلوا عنه فينسوه)).
وبكلمة فإن أهداف ((الصلاة)) تتلخص في الأمور التالية:
أ تركيز العقيدة وتعميق فهم الإنسان للروابط الكونية.
ب توثيق الصلات بين المسلم ونبي الإسلام.
ج ربط الإنسان بمصدر القوى.
قال ((غاندي)):
((بغير الصلاة كان يتحتم عليّ أن أغدو معتوهاً منذ أمد طويل)).
وقال ((ديل كارنيجي)):
((حين تستنفذ الخطوب كل قوانا أو تسلبنا الكوارث كل إرادتنا، غالباً ما نتوجه في غمرة اليأس إلى الله فلماذا ننتظر حتى يتولانا اليأس لنتضرع إليه؟ لماذا لا نجدد قوانا كل يوم بالصلاة والمد والدعاء؟)).
وقال الدكتور ((الكسيس كاريل)) الحائز على جائزة نوبل في الطب:
((إن الأثر الذي تتركه الصلاة على الجسم والروح الانسانيين لا يقل أهمية عن الأثر الذي تتركه الغدد المرشحة في الجسم.
ولو أن كل فرد كان يلتزم بالصلاة والدعاء التزاماً حقيقياً لكنا نشاهد اليوم تغييراً أساسياً في جميع نواحي الحياة البشرية.
في الصلاة والدعاء فقط ينسجم فكر الإنسان مع روحه وجسمه في سبيل الحصول على أغلى الملكات الإنسانية. إن الصلاة تشبه إشعاعات الراديو منبع حقيقي لقوى كبيرة تنبعث من نفسها)).
وكما في ((الصلاة)). كذلك في ((الصوم)). كذلك في ((الحج)) كذلك في ((الزكاة)) .. للإسلام في عباداته أنبل الأهداف، وأقدس المقاصد.
أما التربية الأخلاقية عند الإسلام فيكفي أن نعرف عنها:
أ إن الإسلام يراعي تربية الإنسان في كل صغيرة وكبيرة من تكاليفه وتشريعاته.
وهذه ميزة الإسلام الأساسية حيث أنه يشكل وحدة ملتحمة في نظامه وعقيدته.
فهو إذ يشرع عبادة ما، فإنه لا يشرعها كطقس من الطقوس، بل كتربية أيضاً وكذلك لا يضع برنامجاً تربوياً من دون أن يلفه بقداسة العبادة.
ب إن برامج الإسلام التربوية تشمل الإنسان ابتداءً من أول يوم يفتح فيه عينيه على الأرض، وانتهاءً بيوم دفنه تحت الجنادل.
ج تنسجم هذه البرامج مع فطرة الانسان وطبيعته بحيث لا يحتاج للتدليل على ذلك إلى أكثر من تجربتها.
د لا يقول الإسلام: ((اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)) بل يقول: ((لا يجد عبد طعم الإيمان، حتى يترك الكذب هزله وجده)).
الإسلام لا يرى أن كل عمل في سبيل الحزب عمل مقدس ومشروع.
بل يرى أن العدل، والحق، والأمانة، أصول ثابتة لا تغيرها الظروف، أو البيئة، أو المصالح!.
هذا هو الإسلام: دين ودنيا، عقيدة إلى جنب نظام، وهو بهذه الخطوة
أعتقد أنه لو وجّه هذا السؤال البسيط جداً إلى المليار نسمة من المسلمين الذين يعيشون في أكثر من ألف بلد من بلدان العالم، لجاء الجواب متنوعاً إلى ما يقارب المليار نوع ومن المحقق أن يكون بين هذه الأجوبة ما يلي:
((الإسلام هو: مجموعة من الأفكار والمعتقدات، و … الصلوات))!.
((وأن الإسلام هو: الاعتقاد بالله، كخالق حكيم. وبالأنبياء، كسفراء من قبله، وبنبي الإسلام كخاتم للأنبياء))!.
((والإسلام هو: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله))!.
والواقع أن أياً من هذه الإجابات ليست صحيحة أبداً، إذ أن الصلاة والأفكار وما شابه ذلك ليست إلا ((بعضاً)) من الإسلام لا ((كل)) الإسلام، وليس هذا التنوع الفظيع في الأجوبة إلا دليلاً واضحاً على عدم تكون فكرة واضحة لدى هؤلاء عن الإسلام ككل.
ولكن هل كانوا يقصدون فعلاً أن هذا هو ((كل الإسلام))؟ حتماً .. لا!.
فهل أن العذاب الذي تحمله النبي (ص) وأهل بيته وأصحابه الكرام، كان لأجل أن يبر الإنسان بوالديه فقط؟.
أو أن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله فحسب؟.
الإسلام كدين نزل به الوحي لا يمكن إلا أن يكون ((نظاماً)) و ((عقيدة)).
وتعني العقيدة:
أ ((الاعتقاد بصانع حكيم مدبّر، خلق الكون وجعل له هذا النظام الدقيق)).
ب ((الاعتقاد بعدالة هذا الصانع الحكيم، وعدالة الكون)).
ج ((الاعتقاد بنزول الوحي من قبل الصانع على بعض الأفراد)) ..
د ((الاعتقاد برسالة نبي الإسلام)) ..
ولكن هذه العقيدة ليست سوى ((أرضية)) الإسلام، أما البناء على هذه الأرضية فهو ((النظام)) الذي وضعه الإسلام، ويشمل كافة المرافق الحيوية للبشر.
ولكي تكون الأرضية متينة، بحيث يمكنها تحمل النظام الإسلامي فقد اهتم القرآن بها اهتماماً بالغاً، بل لقد اقتصر في برهة من زمن الوحي بشرح ((قضايا العقيدة)) فقط، فجاءت السور المكية مثلاً مقتصرة على معالجة الأسس في بناء التكوين العقيدي للإنسان.
وبعد أن تعمقت هذه الأرضية في نفوس المسلمين، تتابعت آيات القرآن، وهي تعالج القضايا الاجتماعية، والسياسية، والتربوية … الخ.
من هنا فإن الإسلام ليس هو ((العقيدة)) فحسب، كما أنه ليس النظام فحسب، بل هو الإثنان معاً.
ومن هنا يمكن استنتاج ما يلي:
أ إن الإسلام ليس دعوة نظرية، وإنما هو عمل يعرف حاجات الناس ويعمل على تحقيقها.
ب إن العبادات والأذكار، وما أشبه ذلك لا تشكل الإسلام ككل، وإنما هي جزء منه وليست هي كل ما جاء به الإسلام.
ج إن العقيدة في الإسلام هي الأرضية بينما النظام هو البناء المقصود.
د إن للإسلام تشريعاً في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الإنسان.
ه إن الإسلام يسعى في سبيل تحقيق حاجات الناس إلى التوازن المطلق بقدر ما تطيقه طبائع البشر، وهو يستجيب لمطالب الجسد ومطالب الروح في توازن متكامل.
إن آيات القرآن التي تعتبر المصدر الأساسي للفكر الإسلامي تتجاوز ال ((ستة آلاف)) آية، ولا يرتبط بالعبادات منها إلا أقل من مئة آية فقط، أما بقية الآيات فإنها متفرغة لمعالجة الخطوط العريضة للنظم والدساتير الإسلامية.
والمؤسف أننا لا نعرف من الإسلام إلا بعض عباداته، وربما شيئاً من سلبيات نظامه.
حتى نعطي صورة أوضح عن الإسلام لابد أن نبسط بعض الشيء في شؤون الإسلام: الذي ينقسم إلى خمسة أقسام:
أ الأصول: وهي العقيدة الإسلامية.
ب العبادات: وهي مركزات العقيدة.
ج الأخلاق: وهي القيم والمثل الإسلامية.
د المعاملات: وهي العلاقات التجارية وعلاقة العمال بأصحاب العمل وما شابه ذلك.
ه الأحكام: وهي العقوبات الجزائية والقضاء.
((وكما لا تكتمل الدار إلا بتمام مرافقها من غرف، وسطوح، وماء، وكهرباء كذلك لا يكتمل الإسلام إلا بتطبيق جميع جوانبه على الحياة العملية الفردية والاجتماعية والسياسية أما مَن يصلي ولا يصدُق، أو يحج ولا يؤدي الأمانة، أو يأخذ بالأحكام دون الأخلاق، وما شابه ذلك فليس من الإسلام في شيء، ولا يحمل تبعة اختلال توازن الحياة على الإسلام، وإنما التبعة على نفسه حيث أخذ بناحية دون أخرى كمن يأخذ ببعض الدواء دون بعض مما قد يؤدي إلى هلاكه)).
وهنا يأتي دور سؤال هام هو: لماذا العقيدة؟ ألم يستغن عنها الإنسان بعد أن تطورت العلوم التكنولوجية والصناعية وما شابه؟
الواقع لا!.
لأن تطور العلوم هو الذي كشف عن لزوم العقيدة في حياة الانسان لكي يراقب تحركات نفسه بنفسه.
لا شك أنك تشعر بحرج كبير عندما تعرف أن عليك مراقبة من قبل أستاذ الجامعة.
ولا شك أنك تواظب والحال كذلك على كل حركة تصدر منك لكيلا تجرح شخصيتك أمامه.
هذا لو كنت تلميذاً أمام أستاذ.
إن ما يريده الإسلام من العقيدة هو أن يوقظ في الإنسان الشعور بأنه ((مراقَب)) ليس من قبل انسان مثله، بل من قبل خالق الكون والحياة، حتى يواظب على تحركاته في الخلوات والاجتماعات.
إن النظام الصالح هو الذي يبني أسسه على عقيدة صالحة تعمل كجهاز ((منبه)) للضمير الإنساني ليمنعه عن الظلم الطغيان، والاختلاس.
هذا عن ((العقيدة)).
ولكن لماذا العبادات؟
لقد فرض الإسلام ((العبادات)) للتركيز على ((العقيدة)) في داخل النفس.
فليست العبادات الإسلامية طقوساً فولكلورية فرضها الإسلام لتمجيد ((الربّ)) وشكر ((محمد)) (وإن كان فيها ذلك)، بل أنها تربية وأخلاق وعبادة.
مثلاً: الصلاة فيها روح الإسلام العقيدة، من تركيز بعبودية الإنسان لله وتذكير بيوم الحساب (يوم ((من أين لك هذا؟)) و ((كيف فعلت هذا؟)) ) واتصال بمصدر الكون واعتماد على هدايته. كل ذلك في شكل ((كلمات)) ضمن ((حركات)).
وهذا ما عناه الإسلام بقوله:
((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)).
وهذا ما عناه أيضاً الإمام الصادق (ع) حين قال:
((إن الناس لو تُركوا بغير تنبيه ولا تذكر للنبي (ص) لأصبحوا مثل ما كان الأولون فإنهم قد اتخذوا ديناً ووضعوا كتباً ودعوا أناساً إلى ما هم عليه، وقتلوهم على ذلك فدرس أمرهم، وذهب حين ذهبوا. وأراد الله أن لا ينسيهم أمر محمد (ص) ففرض عليهم الصلاة يذكرون الله، لكيلا يغفلوا عنه فينسوه)).
وبكلمة فإن أهداف ((الصلاة)) تتلخص في الأمور التالية:
أ تركيز العقيدة وتعميق فهم الإنسان للروابط الكونية.
ب توثيق الصلات بين المسلم ونبي الإسلام.
ج ربط الإنسان بمصدر القوى.
قال ((غاندي)):
((بغير الصلاة كان يتحتم عليّ أن أغدو معتوهاً منذ أمد طويل)).
وقال ((ديل كارنيجي)):
((حين تستنفذ الخطوب كل قوانا أو تسلبنا الكوارث كل إرادتنا، غالباً ما نتوجه في غمرة اليأس إلى الله فلماذا ننتظر حتى يتولانا اليأس لنتضرع إليه؟ لماذا لا نجدد قوانا كل يوم بالصلاة والمد والدعاء؟)).
وقال الدكتور ((الكسيس كاريل)) الحائز على جائزة نوبل في الطب:
((إن الأثر الذي تتركه الصلاة على الجسم والروح الانسانيين لا يقل أهمية عن الأثر الذي تتركه الغدد المرشحة في الجسم.
ولو أن كل فرد كان يلتزم بالصلاة والدعاء التزاماً حقيقياً لكنا نشاهد اليوم تغييراً أساسياً في جميع نواحي الحياة البشرية.
في الصلاة والدعاء فقط ينسجم فكر الإنسان مع روحه وجسمه في سبيل الحصول على أغلى الملكات الإنسانية. إن الصلاة تشبه إشعاعات الراديو منبع حقيقي لقوى كبيرة تنبعث من نفسها)).
وكما في ((الصلاة)). كذلك في ((الصوم)). كذلك في ((الحج)) كذلك في ((الزكاة)) .. للإسلام في عباداته أنبل الأهداف، وأقدس المقاصد.
أما التربية الأخلاقية عند الإسلام فيكفي أن نعرف عنها:
أ إن الإسلام يراعي تربية الإنسان في كل صغيرة وكبيرة من تكاليفه وتشريعاته.
وهذه ميزة الإسلام الأساسية حيث أنه يشكل وحدة ملتحمة في نظامه وعقيدته.
فهو إذ يشرع عبادة ما، فإنه لا يشرعها كطقس من الطقوس، بل كتربية أيضاً وكذلك لا يضع برنامجاً تربوياً من دون أن يلفه بقداسة العبادة.
ب إن برامج الإسلام التربوية تشمل الإنسان ابتداءً من أول يوم يفتح فيه عينيه على الأرض، وانتهاءً بيوم دفنه تحت الجنادل.
ج تنسجم هذه البرامج مع فطرة الانسان وطبيعته بحيث لا يحتاج للتدليل على ذلك إلى أكثر من تجربتها.
د لا يقول الإسلام: ((اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)) بل يقول: ((لا يجد عبد طعم الإيمان، حتى يترك الكذب هزله وجده)).
الإسلام لا يرى أن كل عمل في سبيل الحزب عمل مقدس ومشروع.
بل يرى أن العدل، والحق، والأمانة، أصول ثابتة لا تغيرها الظروف، أو البيئة، أو المصالح!.
هذا هو الإسلام: دين ودنيا، عقيدة إلى جنب نظام، وهو بهذه الخطوة