.
هذا الموضوع هو عبارة عن مقالة نشرت في احدى المجالات..جذبني لطرافة معلوماته ففكرت في طرحه هنا.
أشكر المصممة المبدعة WITCH على تصميمها المذهل.
والان فلنبدأ^^ :
في صيف عام 1889 وقف عالم الاعصاب الشهير جدا شارل ادوارد براون سيكارد امام جمعية العلوم البيولوجية ليعلن انه حقن نفسه وهو في الـ 72 عاما بمحلول مستخرج من خصية الكلب والخنزير,وقال انه يشعر بأنه في افضل حالاته وقد استمر كذلك خمس سنوات اضافية.
مع عهد سيكارد عن تجربته بدأ عهد جديد من العلاج بالاعضاء واختبار كل انواع اعضاء الحيوانات من خصيتين ومبيضين وبنكرياس وغدة درقية لتلبية طلب الناس اللذين تهافتوا للحفاظ على الحيوية والشباب.
يبدو ان القرن التاسع عشر تميز ببعض المنهجية العلمية التي تبدو سليمة مقارنة مع ما كان يمارس في العصور القديمة في اليونان وروما حيث كان الكهان يعمدون الى جعل المسنين ينامون مع الصبايا العذراوات ويقال ان هذا العلاج جعل احد أساتذة المدرسة الرومانية للبنات هيرميبوس يعيش حتى 150 عاما!,وقد يكون السبب الحقيقي هو استنشاق الهواء النقي الى جانب الحسناوات <<تخيلوا xDD
بدا العمل لاحقا على تطوير الوصفات الخاصة كانت تَعِدُ بدورها بالعيش حياة طويلة ومثمرة.ففي القرن السابع عشر انتشر في الصين (الاكسير الذهبي) الذي أُعتبر انه يضمن الخلود ويحمل من يشربه الى مصاف الالهة.
يتطلب تحضيره كما نقل التاريخ ثمانية اشهر ويتألف من :
الزنجفر(كبريتيد الزئبق),ملح الارسينيك الاحمر,البوتاسيوم وعرق الؤلؤ.
في قرننا الحالي برزت عشرات العلاجات التي افترضت انها تستطيع تطويل العمر الى ماشاء الله واللبن كان واحدا منها.
نعود بالذاكرة الى قرية المعمرين الى المئة عام في جبال الكوكانسوس في ولاية جورجيا الذين ملأت صورهم علب اللبن على رفوف السوبر ماركت ..هذه النظرية التي اطلقها الحائز على جائزة نوبل ايلي ميتشنيكوف في مطلع العام 1900 ارتكزت على افتراض خاطئ وهو ان الشيخوخة سببها السموم في الامعاء واخيرا تبين ان هؤلاء القرويين الذين كانوا يتناولون اللبن بكثرة لم يكونوا مسنين بالقدر الذي ادعوه بل كانوا يبدون ذلك.
توالت بعد ذلك الوسائل من طحالب البحر والخلايا المجففة لأجنة الخراف والارانب ومركبات اخرى ادعوا انها تحارب الشيخوخة وكانت رائدتها في السبعينيات الطبيبة الرومانية آنا آسلان التي كانت هي نفسها تبدو شابة وقد توفيت في العام 1988 عن عمر يناهز الـ 91 بعد ان اصابت ثراءاً وشهرة كبيرين مع مبيع مركباتها المسماة Gerovital واخيرا تبين ان عقاقيرها لم تكن سوى من مادة الـ Novocain لتهدئة الم الاسنان.
اما عن مركبات الغاندين الامينية (سماد فضلات الاسماك ) فقد اثار بعض الاهتمام في اواسط التسعينيات لقدرته على التخلص من جزيئات البروتين السكري المعروفة بالـ AGF والتي كان يعتقد انها تسبب هرم الخلايا على غرار الشوادر الحرة المؤكسدة اليوم ..ويبدو ان وهج هذا الدواء قد خفت مؤخرا لتحل محله مجموعة من العقاقير الجديدة المستخرجة من زيت الحياة وهي اسماء علمية قديمة جديدة ينتهي معظمها بـ (اين) او (اويد) وما زالت تضخ في الاسواق طالما مازال الناس يتطلعون الى ينابيع الشباب الوهمية.
لا داعي للسعي وراء اسباب العمر الطويل فالاعمار بيد الله..ثم ما الداعي من العيش طويلا محطمين قوانين الطبيعة؟
لا شيء يسمى بيانبيع الشباب ولا سبل الحصول على العمر الطويل..ماهي الا وسيلة للاحتيال على الناس تبدأ وتنتهي بفكرة واهية.
والان اترككم…