التصنيفات
قصص قصيرة

وكان لقاء عبر الهاتف.. وكان -قصة رائعة

الساعة الثالثة ظهرا.. المكان فندق "تور حسان" بالرباط .. كنت غارقا في متابعة فلم من بطولة "شريهان" .. وقد أخذتني بأناقتها وأزيائها.. أخذتني إلى بعيد.. حيث عشقتها.. حين أراها ولا يمكن أكلمها.. ويرن هاتف غرفتي بالفندق.. فلا أنتبه إلا بعد برهة.. فأرد على المكاملة من غير أن أميز هويتها:.. ألو.. ألو.. فترد علي: أنت صاحب السعادة.. لا يا سيدتي.. أسف.. يمكن النمرة غلط.. فتقاطعني.. لحظة يا… من تكون إذا؟ ومن تكوني أنت إذا.. أجابت بضحكة سريعة: أنا مريم.. وأنا حمد العلمي.. هكذا انصرفت عن خيالي شريهان وصورتها.. ألى مريم وصوتها… وتواصل الحديث بيننا.. أوهمتني أنها تعرفني.. وأني ضالتها التي كانت تبحث عنها.. رحبت بي في المملكة المغربية.. طلبت مني أن أزورها في منزلها.. وأنها ستقيم لي حفل عشاء.. عشاء بكل مفهوم الكلمة.. هكذا قالت.. لكني أنا حتى الآن لا أعرفها.. وطال الحديث.. وتطور.. وتعمق.. وكثر الهمس بكلمات.. كان بجانبي شخص.. حولت المكالمة إلى هاتف بالحمام.. وخلا لنا الجو.. غرقت معها في عواطفها.. قلت لها هذه صدفة سعيدة.. حاولت أن أعرفها أكثر.. ذكرتني بلقاءاتها مع "حمد" أكدت لي أني أعرفها معرفة الرجال للنساء.. وأني تحفتها المفقودة.. بل قالت إنها وهبتني شرفها ثلاث مرات.. وحتى الان أوهمتها أنه ربما أنا صاحبها.. إلى أن أكملت حديثها.. وعرفت أنها أفرغت حمولتها.. وفتحت قلبها لي.. قلت لها: اسمعي.. أنا لست "حمد" الذي تعرفين.. هناك اكثر من ثلاث أشخاص يحملون نفس الاسم.. يؤسفني أني لست صاحب هذه الذكريات الجميلة.. أحسست بأنفاسها.. وكأن كلماتي وقعت عليها كالصاقعة.. قالت: إذا أخطأت العنوان فعلا.. فتحت قلبي لمن لا يستحقه.. قلت لها: مهلا.. المسألة سهلة.. يمكن أن تتعرفي علي أنا الآخر.. أعربت عن استعدادها.. أعطتني رقم هاتفها.. وأعطيتها عنواني هناك.. وقبل أن تقطع مكالمتها: طلبت منها أن تصف لي نفسها.. علي أعرفها.. أجابت بسرعة: أنا في ال26 من عمري.. بيضاء مشربة بحمرة.. عيوني واسعة.. وعموما لدي مالدى النساء.. اتفقنا على أن تزورني بالفندق.. إذ ليس لدي وقت لزيارتها.. وحددت الساعة الثامنة مساء.. موعد اللقاء المباشر.. انتهت تلك المكالمة.. وما إن انتهت حتى ذهب بي صوت "مريم" إلى بعيد.. حيث أعشق من أسمعه ولم أره.. ساعات تفصل عن موعد اللقاء.. أرنو كل مرة إلى الهاتف.. لأطلبها.. لكن ما ذا سأقول لها؟ وجاء المساء السعيد.. كنت أرقب أشعة الشمس وهي تنحسر خلف نافذتي.. مسرورا بظلام خفيف يتقاطر.. دخلت الحمام.. بدأت في وضع لمسات تجميلية.. أخذت بعض العطر.. أنا الآن في كامل أناقتي.. مستعد لخوض المعركة.. طال انتظاري.. أحسب كل دقيقة بالثواني.. الثامنة إلا خمس دقائق يرن هاتف غرفتي.. فأسارع لألتقطها.. إنها هي!!! تخبرني أنها بقاعة استقبال الفندق.. أهلا بك يا سيدتي تفضلي إلى الطابق الثالث الغرفة 413 .. كنت في استقبالها لدى المصعد.. وصلت.. تجاهلتها.. بادئ الأمر.. لكن بسمتها.. وكبرياء تنبع من نهديها.. وأشياء أخرى.. جعلتني أسيرا لديها.. ها هي مريم أمامي.. وها أنا "حمد" الثاني.. أمامها.. عسلية اللون.. كما قالت.. رشيقة.. ملحفتها تغطي منتصف شعر رأسها.. المبعثر على جبينها.. بحلاقة ذكرتني بصديق لي لا يهوى الحلاقة المنظمة لشعره… دخلنا إلى الغرفة.. فأعربت لها عن كامل إعجابي بها.. وعن مدى تطابق الصورة التي رسمت لها في خيالي.. مع الواقع الذي أمامي.. كذلك هي أعربت لي إعجابها.. اخبرتني أني من أشيائها الثمينة.. وقلنا لبعضنا كلمات.. ليست كالكلمات.. قضينا معا لحظات.. وودعتها في "المهبط" لا لأنزل معها.. لكن لألبي نداء من شفاهها إلى شفتاي.. ولمسات خفيفة من أناملي على نهديها.. وانتهى اللقاء.. وتواصل اللقاء عبر الهاتف.. وأخبرتني أنها تريدني أن أملأها.. ولو بالقبلات.. واللمسات.. وهل يمكن ذلك.. المهم أنه كان لقاء أولا وأخيرا عبر الهاتف..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.