رمضان أهـلا فالإله دعـانا *** أنا بنـور سناك قد أحيـانا
وبدت طلائعك السنية مثلما *** ضحك الهلال فزين الأكوانا
يوم ارتقى نـور الإله بأمـة *** وسـما بها في العالمين مكانا
ينحو ظلاما كان في أوصالها *** وهنا وشِركا آـثما وهـوانا
يحيي قلوبا في دياجيها سرى *** جهلُ الغويّ فصمت الآذانـا
ويعيدها فكرا تسامى خاشعا *** وهدى تغلغل في الحشا ريانا
تجتاز آفـاق الدنـا بعقيدة *** كالطود عزما والنسيم حنـانا
من روضة التوحيد كان ربيعها *** بين الخمائل ترسل الأغصانا
عـدلا وقلبا صادقا ومـروءة *** وأخـوة نادت بها وأمانـا
ورؤى يقـين رددته قلـوبها *** نورا أضاء .. فحرك الوجدانا
فتألقت في الكون نجما ساطعا *** وتأبطت دون السـنا قـرآنا
دستـورها دون المعالي سـنةٌ *** وشريعـةٌ تستلهم الإيمـانا
تاريخها مجـد يظـلله الهـدى *** ودروبها عدل يقود خطـانا
من نبعها الصافي صفت أرواحنا *** وبنورها كان الهدى سلطانا
حسبُ المكارم أنـنا من أمـة *** في عرشـه الرحمن قد نادانا
إنا إلى الدهـر اصطفـانا أمةً *** خير الخلائق رفعـة ومكـانا
وأظل بالإسلام خير شريعـة *** فازت بأنوار الهـدى رضوانا
رمضان أهلا فالقلوب عليلة *** وشفاؤهـا في راحتيك هُدانا
أرواحنا بالنـور تحيا والرضا *** ونِجاء ربي في الدجى نجوانـا
وقلـوبنا سكنٌ بها وسكـينةٌ *** وسلامُنا إسلامُنا .. وحمانا
إن شاغلت دربُ الحياة دروبَنا *** فإلى ظلالك تستقيم خطانا
أو أسرفت في الغافلـين نفوسنا *** فبرحمة الرحمن كان رجانا
هل يسأل العاصي سواه ويرتجي *** إلا جَداه.. الصفحَ والغفرانا
في روضة الإيمان كان ربيعنا *** وقضى الإله بأن يكون فكانا