بسم الله الرحمن الرحيم
وحيدة في هذا العالم
هذي القصة من تأليفي…ارجو ان تنال اعجابكم ^^
ذهبت إلى سريرها… وضعت رأسها على وسادتها… وبدأت تفكر في عيد ميلادها الذي سيكون بعد عدة أيـام.., تفكر في كل الهدايا التي ستعطى لها.., وفي الحلوى التي ستعدها والدتها, وفي غناء أختيها و شقيقها لها: ((سنة حلوة يا جميل)), وفي الرحلة العائلية التي سيفاجئها بها والدها, وقد يذهبون إلى مدينة الألعاب… يا سلام..,فكرت في كل هذا, ونامت بعمق وهي سعيدة.
في صباح اليوم التالي استيقظت الفتاة باكراً, وذهبت إلى الحمام, غسلت وجهها جيداً, فرشت أسنانها حتى صارت ناصعة البياض, غيرت ملابسها وارتدت زيها المدرسي, توجهت إلى المطبخ لتقبل والدتها وتتناول فطورها كعادتها, لكن…لم تجدها هناك؟!!., بحثت في كل غرف المنزل, حينها..كانت المفاجأة ….لم تجد شقيقتيها أو شقيقها الأصغر, لم تجد والدها أو والدتها.., لم يكن هناك احد…., اعتقدت الفتاة أنهم لربما خرجوا لأمر طارئ, وإنها حينما ستعود من المدرسة ستجدهم بانتظارها…..
في طريقها إلى المدرسة لاحظت الفتاة شيئاً غريباً…, فهي وطوال الطريق لم ترى أحداً, صديقاتها التي اعتادت اللقاء بهن, الأطفال الذين يلعبون هنا كل يوم, الأشخاص الذين يذهبون إلى أعمالهم, لا احد…., حين وصلت إلى المدرسة.. كان المكان مهجوراً…, بدأت تبحث بين الفصول علها تجد شخصاً ما, لكن لم تجد احداً انطلقت عندها إلى المنزل بسرعة.., كانت خائفة كثيراً…, دخلت غرفتها وأغلقت الباب, وبدأت تبكي….
تساءلت مراراً وتكراراً: ((أين هم؟؟, إلى أين ذهبوا جميعاً؟؟, أبي, أمي,إخوتي, وصديقاتي, أين هم؟؟))…. ظلت على هذه الحال لساعات طويلة إلى أن…., توصلت أخيراً إلى القرار النهائي.. ((لن أبقى طويلاً هكذا…سأعيش حياتي… حتى لو كنت وحيدة في هذا العالم))……, نعم.. لقد أدركت الفتاة اخبراً بأنها الوحيدة الباقية في هذا العالم… وعلى الرغم من كونها فتاة صغيرة لم تتجاوز العاشرة من عمرها, إلا أنها كانت تعرف أن كل شيء بقضاء وقدر, وكان لديها أمل كبير بأن الجميع سيعودون يوماً ما.
بعدها, بدأت الفتاة حياتها المعتادة.., لكن…….وحدها. حاولت أن تطبخ طعام الغداء, جرحت وحرقت يديها عدة مرات, ولكن لم تكن تبكي أو تشكو, كانت تضمد جرحها وتعود لمحولاتها المتكررة, تناولت الطعام, أرادت أن تشاهد التلفاز لكن..لم تكن هناك برامج, لأنه لم يكن هناك بشر يعرضونها.., قررت الفتاة أن تدرس قليلاً, قرأت, وقرأت, وقرأت, وقبل أن تدرك ذلك…كانت قد قرأت جميع كتبها, لكن مازال هناك ملل قاتل يفتك بها, لذلك, ذهبت إلى مكتبة والدها…وبدأت تقرأ. مرت الأيام وهي على هذه الحال, تنام, تأكل, تقرأ, وتخرج من المنزل بين الحين والآخر, ولـكن.. لـم يتغيـر شـئ.
انه اليوم الموعود, يوم عيد ميلادها, لكن… ليس هناك احد لتحتفل معه, لأنها…وحيدة في هذا العالم الواسع. لذلك صنعت لنفسها قالباً من الحلوى وزينته جيداً, زينت البيت ونفخت بعض البالونات, وعندما حل المساء, ارتدت أجمل ملابسها ووضعت ((طربوشاً)) على رأسها, أشعلت عشر شمعات, وغنت بعض الترانيم ليوم ميلادها وأطفأت الشموع,تناولت ما استطاعت من الحلوى ووضعت الباقي في البراد, وخلدت إلى النوم.
بعد فترة.., لاحظت الفتاة أن هناك أشياء قد بدأت تختفي..,الأثاث, الأشجار, الأزهار,… وحتى المنازل, شعرت الفتاة بالخوف الشديد,فقد بدأ العالم بالاختفاء. يوماً بعد يوم كانت الأشياء تختفي بشكل أسرع, إلى أن اختفى العالم, وبقيت الفتاة في فراغ كبير مظلم. حينها أحست بشيء غريب, فقد بدأت هي ايضاً في الاختفاء,!!. كانت تختفي بسرعة, يديها, قدميها, كل شيء, حاولت أن تصرخ لكن…دون فائدة, إلى أن اختفت تماماً في كل هذا الفراغ القاتم. نهضت الفتاة من نومها ورأت شقيقها الأصغر أمامها يحاول إيقاظها, لم تصدق ما رأت, احتضنته بقوة والدموع ملئ عينيها , خرجت من غرفتها مسرعة و وجدت الجميع قد عادوا, كانت سعيدة جداً لأن ذلك كان مجرد حلم, وأنها ليست وحيدة….في هذا العالم.
[/
التصنيفات