المبالغة والتشدد في مواصفات الزوج:
إن بعض الفتيات تتشدد وتبالغ في شروط الزوج ومواصفاته، فربما تقدم لخطبتها عدة شباب أو رجال فترفض وتعلل الرفض بأن فلان طويل وهذا قصير وهذا ليس شخصية وهذا غير جميل وهذا غير موظف أو وظيفته لاتناسبني أو رابتها قليل، وربما أن بعض الفتيات (هداهن الله) ترفض هذا لأنه ملتزم وتقول لن يحقق لي رغباتي الشخصية من التلفاز أو الدش أو الخروج للأسواق والحدائق…الخ.
وربما تقدم لها زوج كامل المواصفات في نظرها ثم ترفضه لأن عنده زوجة فهي لاتريد المتعدد أو أنها تريد شخصاً معيناً لأنها معجبة فيه ولاتريد غيره وربما أنها ترفض عن الزواج وترفض الخُطاب إلا من فلان فقط، وقد يكون فيه موانع شرعية أو يرفضه الوالد أو الوالدة فيحصل العناد من الفتاة وأهلها بعد الزواج منه فهذه الفتاة المسكينة بهذا التشدد والمبالغة في المواصفات يطول عليها الزمن وينصرف عنها الخطاب وتدخل ربما في العنوسة المتأخرة وهي تشعر أو لا تشعر فتندم على تصرفاتها ورفضها للأزواج ثم تتنازل عن شروطها وتتمنى أن يتقدم لها بعض الأزواج السابقين.. لكنهم قد تزوجوا وأنجبوا.
العلاج: إن الفتاة العاقلة التي تخطط للنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة هي التي تبحث عن المواصفات الشرعية للزوج وهي الدين والأمانة والخلق فإذا وجدتها وقبلت بها فسوف توفق بإذن الله للمواصفات الشكلية الخلقية والدنيوية الثانوية للزوج والتي قد لايكون للإنسان دخل فيها فهي من صنع الله وتدبيره لخلقه. فهذه الشروط والمواصفات تأتي تبعاً للشروط الشرعية ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له شمله وجعل غتاه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة".
فأنصح الفتاة بالأخذ بوصايا الناصح الأمين الذي بين شروط الزوج ومواصفاته حيث قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فانكحوه، وفي رواية "وخلقه"… الحديث.
فهذه الشروط هي التي تحقق السعادة للفتاة، ولاشك بها، فأنعم وأكرم بها من شروط ومواصفات بينها لنا الذي لاينطق عن الهوى (عليه الصلاة والسلام).
وأنصح الفتاة العاقلة بتوسيع إدراكها وتفكيرها في مصالح دينها ودنياها وأن تستغل الفرصة قبل فواتها بالموافقة على الزوج الصالح وأن تتعظ وتعتبر بما حصل لغيرها من القريبات والصديقات اللاتي قد قدمن المواصفات الدنيوية على الدينية فلم يوفقن في السعادة الحقيقية أو دخلن في العنوسة وندمن حيث لاينفع الندم، فخذي منهن درساً وعبرة قبل أن تكوني الضحية والعبرة لغيرة من الفتيات…
ومن أسباب العنوسة (الخاصة بالفتاة):
الأوهام والأفكار والوساوس التي تراود الفتاة:
مثل الخوف من الفشل في الزواج أو التشاؤم من الرجال وأن فيهم القسوة والشدة وعدم الرحمة أو الخوف من عدم القدرة على إدارة المنزل والقيام بحق الزوج أو حب الاستمتاع بالدنيا والركون إلى الراحة وترك المسؤوليات… إلخ.
العلاج: لاشك أن جميع الأشياء السابقة أوهام لاصحة لها وهي من وساوس الشيطان التي يصيد بعها بعض الفتيات لكي يوقعهم في العنوسة ويحرمهن من السعادة بالزوج والأولاد، والعاقلة التي تعرف عداوة الشيطان ومداخله تضرب لهذه الأوهام حساباً وتعاند الشيطان في رد وساوسه وأوهامه وتحص على مايسعدها في الدنيا والآخرة.
ومن أسباب العنوسة (الخاصة بالفتاة):
إصابتها ببعض العاهات أو آثار بعض الأمراض:
فقد تكون بعض الفتيات مبتلاة من الله بعاهة من العاهات أو بعيب من عيوب الخلقة كأن تكون كفيفة أو عرجاء أو تكون طويلة طولاً مفرطاً أو قصيرة قصراً مفرطاً أو نحيفة نحافة مفرطة أو سمينة سمناً مفرطاً أو فيها برص وخاصة إذا كان البرص في وجهها أو يديها (وهذه الأمور السابقة) ليس للفتاة دخل فيها فهي من خلق الله عز وجل وقد يكون الله ابتلاها به تكفيراً لسيئاتها ورفعاً لدرجاتها وعلامة على أن الله يحبها إذا رضيت وبرت وفي الحديث أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط". فبعض الخطاب لايرغب بالزواج منها.. فهل تبقى عانساً بدون زواج أو مرفوضة عند الأزواج؟!
العلاج: أرى أن يتقدم لها بعض الأزواج حتى وإن كان معه زوجة غيرها أو متوسط السن، يتزوج بها طمعاً في الأجر من الله في إعفافها وتطييب خاطها وإسعادها بطفل يقوم بخدمتها ويملأ عليها الدنيا.
وهل للفتاة المصابة بذلك موقف أم تبقى مكتوفة اليدين؟
أرى أن لها موقفين:
الموقف الأول: أن توافق وتقبل بالزواج من الرجل متوسط السن أو أكبر منه إذا لم يكن شيخاً كبيراً، وتقبل أيضاً بالزواج من المصاب ببعض العاهات إذا كان يمكن العيش معه، فهذا التصرف منها أولى من بقائها عانساً مدة طويلة أو مدى الحياة.
الموقف الثاني: لاحرج ولاعيب على الفتاة المذكورة أن يكون بينها وبين اللجان في بعض الجمعيات الخيرية وقضاة المحاكم اتصال هاتفي سري بشأن البحث لها عن زوج بعد أنم تخبرهم بإصاباتها أو الموجود بها من العاهات. علماً بأنه يوجد (ولله الحمد) مؤخراً بعض اللجان السرية الأمنية التي تحرص على التأليف وجمع الشمل بين الزوجين، وقد حصل من جهودهم التوفيق بين الفتيان والفتيات وبين الرجال والنساء سواء كان فيهم عاهة أو سليمي الخلقة والأمراض.
ومن أسباب العنوسة (الخاصة بالفتاة):
رفض بعض الفتيات المعدد لزوجاته:
نرى ونسمع بعض الفتيات ترفض الزواج من المعدد لزوجاته، حتى وإن كان هذا المعدد صالحاً أميناً خلوقاً.
أقول في البداية قد تكون بعض الفتيات معذورة في الرفض لسببين:
السبب الأول: أن بعض المعددين لزوجاتهم لايعدلون بينهن فهم الذين شوهوا سمعة التعدد فنسمع أن البعض منهم يميل مع البكر أو الجديد ويهمل الثيب أو أمن الأولاد لأنها كبرت أو كثر أولادها وربما أن البعض منهم يهملها هل وأولادها حتى بدون نفقة ولارعاية ولامبيت، وهذا وأمثاله على خطر من التهديد والوعيد الذي أخبر به النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله: "من كان له امرأتان فما إلى أحدهما وجاء يوم القيامة وشقه مائل" وهذت فضيحة له يوم القيامة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.
فأوصي المعدد لزوجاته أن يتق الله ويعدل بينهن في المبيت والسكن والكسوة والعشرة، وأما محبة القلب فإنه لايلام عليها لأنه لايملكها قال تعالى: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين الناس ولو حرصتم… الآية" يعني محبة القلب وما يلحق بها، فهذا عدل لم يجعل الله عدم تحققه مانعاً من التعدد لأنه غير مستطاع، ولكن عليه أن يحذر من هذه المحبة القلبية أن تجعله يتبع هواه فيميل مع المحبوبة ويظلم غيرها من الزوجات، ولذلك فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما عدل بين زوجاته في المبيت والسكن والكسوة والعشرة قال عليه الصلاة والسلام "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلاتلمني فيما تملك ولا أملك".
وهل للفتاة موقف من هذا؟
نعم لها موقف قبل الزواج بأن تحسن الاختيار بأن يكون الزوج المعدد المتقدم لها صالحاً أميناً ذو خلق رفيع يخاف الله ويراقب الله عز وجل قبل أن يراقب زوجاته ويخاف من عقوبة الله في الظلم وعدم العدل بينهن.
الموقف الثاني: بعد الزواج إذا ابتليت بزوج: لايعدل فعليها أن تكثر من نصيحته وتخويفه من الله وتهدي إليه الأشرطة والكتيبات التي تساعده على العدل وترسل له من أقاربها من يناصحه بذلك، وبالمقابل عليها أن تحسن عشرته وتتلطف معه وتحسن استقباله وتتجمل له وتعامله باللين والحكمة وسعة الصدر فإن هذه المعاملة الحسنة سوف تغير زوجها وتجذبه لها عن قريب (بإذن الله تعالى).
السبب الثاني في رفض بعض الفتيات المعدد لزوجاته:
أن بعض الممثلين والممثلات يظهرون تعدد الزوجات بأنه جريمة كبرى وظلم للزوجة الأولى حتى يشوهوه عند الفتيات والنساء، حتى أننا سمعنا وقرأنا في بعض الصحف والمجلات من يحارب تعدد الزوجات، وربما (والعياذ بالله) سمحوا للزوج بالحبيبة والصديقة والعشيقة ولايسمحوا له بالزواج من ثانية أو ثالثة بل يحاكمونه إذا عدد زوجاته (وهذا في خارج بلادنا).
ولاينكر تعدد الزوجات إلا جاهل أو معاند أو حاقد على الإسلام وأهله وحاقد على المرأة نفسها، وهذا وأمثاله محكوم بكفره، إذا كان يحارب التعدد المشروع ويعيبه وهو يعلم أن الله أباحه لأنه رد أمر أنزله الله في كتابه فقال سبحانه وتعالى {فانكحوا ماطاب لكم النساء مثنى وثلاث ورباع}…الآية.
وأما الغيرة والحزن الذي يصيب أكثر النساء عندما يأخذ زوجها الأخرى فهي غيرة عاطفية وطبيعية إذا كانت في حدود المعقول، وقد حصلت هذه الغيرة من بعض أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم (ورضي الله عنهن أجمعين) والعاطفة لايصح أن تقدم في أي أمر من الأمور على الشرع المنزل من الحكيم العليم بعباده وبما يصلح دينهم ودنياهم وآخرتهم، فمن فضل الله عز وجل ورحمته بعباده أن أباح للرجل تعدد الزوجات المشروع والمشروط بالعدل، وهو بلاشك من أعظم الأسباب للقضاء على العنوسة في هذا الزمان، فأوصى الفتيات الحريصات على مستقبلهن أن توافق الزواج من المتعدد إذا كان صالحاً وأميناً وخلوقاً وإن كان نصيبها منه نصف رجل أو ثلثه فهذا خير لها من أن تبقى عانساً وخير لها من زوج كامل لايقوم بحقوقها ولايعاشرها بالمعروف بل قد يكون هذا الزوج سبباً في ضعف إيمانها إذا أدخل عليها الدش أو شجعها على التبرج والسفور أو لم يأمرها بالصلاة في وقتها وبطمأنينة بل قد يكون هذا الزوج سبباً في دخولها النار (والعياذ بالله). منقول مع بعض الاختصار