التصنيفات
القسم العام

مفردات 0حزن 0مجهول0 النسب0

لم أعد اتساءل لماذا عندما نحزن نتذكر الجروح في أصابعنا .. و الأغنية التي ابكتنا ، و صوت الجدة العتيق يوم فارقتنا ، نتذكر يوما حزينا من أيام الطفولة ، لماذا يجتاحنا الحزن دفعة واحدة ، يقتنصنا من كل اتجاه فنسقط غالبا فريسة حمقاء قد لا ترضي غروره ، لم أعد اتساءل ، كما لم أعد أعرف …

انه الحزن الصاخب الصمت ، و دقات ساعة متواطئة معه لتعلن عن وقت حدوث اللاشيء ، اشخاص و أشياء و الوان اجزاء من كل اللاشيء و انت معهم مستسلم لنوع الملل الذي تحيا .

يقولون ان للحزن جمالية ، نعم ، جميل كمياه شلالات ، عندما تهوي للأسفل ، و ترتتطم بالأرض في سكون … يكون للسكون جمال ، و للوجع الصامت هيبة ، ذاك هو الحزن الجميل عندما يضع تبرجه كمهرج بائس .

لا أتحامل على الحزن و لا أجرؤ ، فمثقلوه و هم عادة من العشاق صنعوا من حزنهم ما أدهش البشرية كمعذبه فان جوخ الذي هجرته حبيبته لقبح شكله و تركت له الحزن و أذنه التي لطالما داعبتها ، حاول العاشق تفريغ حزنه عبر انابيب الألوان عدة لوحات و لكن الأمر لم يفلح ،فقرر أن يستأصل مواطن حزنه و الوجع فقطع أذنه و أرسل بها لحبيبته عله يقطع على الحزن الطريق اليه ، و لكن نجاحه استمر ، و المه لم يتوقف عن ادهاش العالم و نزيف الوانه لم ينقطع ، حينها فقط ايقن أن حزنه قد تفشى في جسده فنا ، و ان اجتثاثه من أحشائه استحال فقرر أن يتنازل عن جسده لحزنه ، و أن يهرب بروحه لعالم آخر في انتحار أخرج به للحزن لسانه و تركه وحدث ليبحث عن تعيس آخر يعبث بحياته و يفسدها عليه .. فان جوخ .. لو يعلم أن حزنه اليوم يباع بملايين الدولارات في سوق الفرجة !!

و لكننا جميعا لسنا بعيدين عن الاحزان المعروضة للفرجة ، كيف لا و فضائياتنا تقتات على دمائنا و دموعنا بما تعرضه من طلقات اخبارية يومية من العيار الثقيل . قيل أن الأردن قامت مؤخرا بتصنيع أكبر علبة مناديل ورقية في العالم لتدخل بها موسوعة جينيس العالمية ، و كما قيل أيضا كتعليق ، أن هذا على اعتبار أن علبة المناديل تلك لا تكفي لمسح دموع مدينة عربية واحدة !!!

وقح هو الحزن يسخر منك فيبكيك حد الضحك ، او يقتحم لحظات سعادتك بتبجح و استهبال يضحكك حد البكاء .. يدخلك في سراديب نفسك و يجمعك بمدمنيه القدامى ، لتنتمي معهم لقافلة الباكين السذج ، متآخين في التعاسة السرية ، و الملل الخبيث يتسلل كورم الى لحظاتك ، دونما علمك و انت هنا ، أو هناك ، فالحزن هنا و هناك موجود و قد يقتلك ، و لكنه يعدك بأن يحيي ذكراك نجما … فنانا .. كاتبا … او شاعرا لطالما استمتع بألمه الآخرون …__________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.