السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل عبدالرحمن السحيم نفع الله بعلمه
كثيرا ما يُنادى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. بسيّد الكونين والثقلين ..
سيّد الثقلين نعلمها .. ولكن ما معنى سيّد الكونين ؟ .. وهل يصحّ تسميته بذلك ؟؟
أم أن الله هو سيّد الأكوان سبحانه وتعالى ؟!
وجزاك الله خيرا ..
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يُمنع مثل هذا القول إذا كان على سبيل التعظيم المؤدِّي إلى الغلو ، فإن سبب قوله عليه الصلاة والسلام : السيد الله تبارك وتعالى . ما قاله له وفد بني عامر ، فإنهم قالوا له عليه الصلاة والسلام على سبيل التعظيم : أنت سيدنا . فقال : السيد الله تبارك وتعالى . قلنا : وأفضلنا فضلا ، وأعظمنا طَولا . فقال : قولوا بِقولكم – أو بعض قولكم – ولا يَسْتَجْرِيَنّكم الشيطان .
ولعل المقصود بـ " الكَونين " العالم العلوي والسفلي ، عالم الملائكة وعالم الإنس والجن .
قال ابن كثير في قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) :
والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بِمَنْزِلة عَبْدِه ونَبِيِّه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يُثْنِي عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تُصَلِّي عليه ، ثم أمر تعالى أهل العالم السُّفْلي بالصلاة والتسليم عليه ؛ ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم حفظه الله.