حرب ضارية نشأت بين قوتين منذ قديم الازل كان اساسها الكبر والحقد والكره
نشأت لما تكبر احد قادة الجيشين عن الخضوع والاستسلام والرضا بالقدر
فمن هاهنا بدأ التاريخ فى كتابة الاسطر الاولى من خطوط المعركة
معركة بنى آدم وابليس**
حيث حشد ابليس جنوده منذ اول لحظة وهجم فى قوة من كل حدب وصوب من ثغرة كشفها فى قلب آدم وانطلق يوسوس ويقول
(يا آدم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لايبلى)
فهاهنا كانت الهزيمة لما عرف ابليس ثغرة جيش آدم ولما اكتشف انه غاب عن جيشه ليتفقد احاوله ونسى ان هنالك جيشا يطلبه ويسعى وراء هزيمته
ومن هنا بدأت الحروب تلو الاخرى وعرف آدم واتباعه انها حرب داميه لما خرجوا من النعيم الى الجهد والشقاء ولما خرجوا من القصور والاراضى الخضراء الى الميادين والصحراء القحلاء
(قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو)
وبدأ كيد ابليس وخططه فى محاولة الاستيلاء على جيوش آدم وضمها الى صفوفه
وقد نجح
لقد مد بنى آدم ابليس بمدد لعدوه وجيش يقويه به علي حربة (المعاصى) رغم ان بنى آدم علم ان الله ابتلاهم بعدو لايفارقهم طرفة عين ولاينام ولايغفل
ويراهم هو وقبيلة من حيث لايرونهم, يبذل جهده وكيده فى كل حال ويستعين عليه ببنى جنسه من شياطين الجن والانس فقد نصب له الحبائل وبغى له الغوائل ومد حوله الاشراك ونصب له الفخاخ والشباك
وجمع ابليس اعوانه وخطبهم وقــــــال:
دونكم عدوكم وعدو ابيكم لايفوتكم ولا يكون حظه الجنة وحظكم النار ونصيبه الرحمة ونصيبكم اللعنة ,وقد علمتم ان ما جرى على وعليكم من الخزى والابعاد من رحمة الله بسببه ومن اجله ، فابذلوا جهدكم ان يكونوا شركائكم فى هذه البلية ،واذ فاتتنا شركة صالحيهم فى الجنة ، وقد أعلمنا الله سبحانه بذلك كله من عدونا ،وامرنا ان نأخذ له اهبته ونعد له عدته
وبعد ان وضع ابليس دستور الحرب فى هذه الخطبه مع عدوه تبين لنا مدى ضعف جيش بنى آدم وقد علم الله سبحانه كل هذا من قبل فأمدهم بعساكر وجند يلقونه بها ، وأمد عدوهم أيضا بجند وعساكر يلقاهم بها
واقام سوق الجهاد فى هذه الدار مدة العمر
وفى سوق الجهاد اشترى الله من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ،يقاتلون فى سبيله فيقتلون يقتلون وامرهم ان يستبشروا بهذه الصفقه العظيمة
فلننظر الى المشترى ؟ والى الثمن المبذول فى هذه السلعه ؟ والى من جرى على يديه هذا العقد ؟ فأى فوز أعظم من هذا
ولعلنا نتسائل لماذا يسلط الله هذا العدو على عبده المؤمن وهو أحب المخلوقات اليه؟
فيأتى الجواب بأن الجهاد احب شئ الى الله وان اهله ارفع الدرجات واقربهم اليه وسيله ،فأعطى الله لواء الحرب لصفوته وجعل القلب الذى هو محل محبته وعبوديته والتوكل عليه والانابة اليه ولى هذه الحرب وايده بجند من الملائكة لا يفارقونه
(له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)
يثبتونه ويأمرونه بالمعروف ويصبرونه ويقولون :
انما هو صبر ساعة ، وقد استرحت راحة الابد
وانى أرى مدد عظيم يقوده قائد يغمره النور وفى يده النور،الا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه كتاب الله ووحيه
ولم يكتف الله بهذا فقط فقد مده بالعقل وزيرا له ومدبرا والمعرفة مشيرة عليه ناصحا وبالايمان مثبتا له ومؤيدا وباليقين كاشفا له عن حقيقة الامر