بسم الله الرحمن الرحيم واليوم سنتطرق في الحديث لاول حلقة من مجموعتي عن" إبن البناء المراكشي – إمام الرياضيات "
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المعروف بابن البناء المراكشي أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المعروف بأبي العباس بن البناء المراكشي (654هـ – 721 = 1256 – 1321م)
لُقِّب ابن البنَّاء بهذا الاسم؛ لأن جده كان بنَّاءً، ولُقِّب بالمراكشيِّ لأنه وُلِدَ بمدينة مراكش، كما لقب بالعدديِّ نسبة إلى العدد، أي: الحساب؛ لأنه نبغ في علم الرياضيات. كما قام بتأليف العديد من الكتب في هذا المجال، وقام باستنباط العديد من القواعد التي ما زال أثرها على علم الرياضيات موجودًا إلى اليوم. وُلِدَ ابن البناء عام (654هـ-1256م) بمراكش، أدخله والده الكُتَّاب فحفظ القرآن الكريم، ودرس الفقه والنحو والصرف والبلاغة والأدب على يد مشاهير العلماء هناك. ثم اتجه ابن البناء إلى فاس، فدرس الطب والرياضيات والفلك والتنجيم، حتى برع في هذه العلوم، وكان يأتيه طلاب العلم من أنحاء البلاد المختلفة، وهذه النشأة العلمية -بلا شكٍّ- كان لها أثرها في تعميق ثقافته وسعة اطلاعه وعلمه؛ لذلك كان ابن البناء المراكشي نابغًا في العديد من العلوم، مثله مثل الكثير من المسلمين في ذلك الوقت، إلا أنه نبغ بشكل ملحوظ في علم الرياضيات؛ حيث إن اشتغاله بعلم الرياضيات أعطاه شهرة عالمية، فكان من السابقين في هذا المجال. ثناء العلماء على ابن البناء المراكشي أما الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني فيتحدث عنه قائلاً: "أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العددي أبو العباس ابن البناء، أخذ عن قاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن علي بن يحيى المراكشي، وأبي عبد الله محمد بن أبي البركات المشرف، وأبي العباس أحمد بن محمد المعافري المدعو ابن أبي عطاء، وأبي الحسين بن أبي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يحيى المعقلي، وغيرهم. وكان فاضلاً عاقلاً نبيهًا، انتفع به جماعة في التعليم، وكان يعمل من بعد صلاة الصبح إلى قرب الزوال… وله من المصنفات: (التلخيص في الحساب)، و(اللوازم العقلية في مدارك العلوم)، و(الروض المريع في صناعة البديع)، وكتاب في الأوقات، وكتاب في الأنواء، وغير ذلك، واستمر ببلده يشغل الناس إلى أن مات سنة 721هـ". وقد تحدَّث عنه ابن خلدون في مقدمته وتاريخه، وكان لا يذكره إلا بالإمام أبي العباس المراكشي؛ إجلالاً لقدره ومعرفةً بفضله، فيقول عنه إنه: "شيخ المعقول والمنقول، والمبرز في التصوف علمًا وحالاً… كان إمامًا في علم النجامة وأحكامها وما يتعلق بها". وهذه الشهادات من كبار علماء الإسلام الأعلام؛ كابن حجر العسقلاني شيخ أئمة الجرح والتعديل، وابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، ومؤرخ المغرب العربي أبي العباس الناصري، تزيد من قدر ابن البناء المراكشي، وتؤكد جلالة علمه، وإتقان عمله، وجودة مؤلفاته؛ مما زاد من رفعته ومنزلته. تلاميذ ابن البناء المراكشي كان ابن البناء المراكشي شخصية فذَّة، لها فضل في علم الرياضيات استحقت التنويه، فكانت مثار تعليقات عميقة من الهيئات العلمية في الشرق والغرب، ومن بعض المستشرقين الذين أخلصوا للعلم والإنسانية جمعاء. كما كان لأفكار ومؤلفات ابن البناء المراكشي دور كبير في تطور علم الرياضيات، وهذا ما اعترف به علماء الشرق والغرب، كما كان لتلاميذه دورٌ كبير في استكمال المسيرة من بعده. وهكذا ظل ابن البناء المراكشي طودًا شامخًا، وعلمًا من أعلام الإسلام في بلاد المغرب العربي خاصَّة والعالم الإسلامي عامَّة، و توفي -رحمه الله- بمراكش عام (721هـ-1321م).
إسهاماته العلمية وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن ابن البناء قد تفوق على من سبقه من علماء الرياضة من العرب في الشرق وخاصة في حساب الكسور، كما عُدَّ من أهم الذين استعملوا الأرقام الهندية في صورتها المستعملة عند المغاربة. مؤلفاته
ألف ابن البناء أكثر من سبعين كتاباً في الحساب، والهندسة، والجبر، والفلك، والتنجيم، ضاع أغلبها ولم يبق إلا القليل منها، وأشهرها :
وهكذا نكون اطلعنا على العالم العربي ابن البناء المراكشي الذي اعطى منجزات عظيمة للبشرية في مجال الرياضيات ملاحضة الرجاء عدم الرد يتبع… |