هناك أسئلة تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن غسل الوجه، ومنها:
كم مرة أحتاج إلى أن أغسل وجهي في اليوم؟
هل أستعمل الحار أو البارد؟
هل أستعمل الماء وحده، أم أستعمل الماء والصابون؟
هل أستعمل صابوناً من النوع العادي أم صابوناً معطراً؟
هل هناك محاليل أخرى يفضل استعمالها إلى جانب الصابون؟
ونقول: إن المسلم يقوم يومياً بغسل وجهه خمس مرات في اليوم والليلة، وهذه المرات تكفي كثيراً من الناس لتخليص بشراتهم من الدهون الزائدة، وفتح المسامات وتنظيفها. لكن عند بعضهم الآخر الذين يملكون بشرات دهنية لا بد من غسل الوجه مرات أكثر، وخاصة بعد التعرض للحر أو للرطوبة، ويمكن معرفة ما إذا كانت بشرة الوجه دهنية أو لا بالتالي: يترك الوجه دون غسيل بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً لمدة ثلاثين دقيقة، بعدها يمسح الوجه بقطعة من أكياس الورق بنية اللون، فإذا تغير لون الكيس إلى اللون الغامق فهذا يعني أن البشرة دهنية، وأنها تحتاج إلى زيادة عدد مرات الغسل، أما إذا لم يتغير لون الكيس فهذا يعني أن البشرة جافة.
ولتنظيف بشرة الوجه يفضل استعمال الماء الدافئ، فهو أفضل لصحة البشرة، وينصح بتجنب الماء الحار الذي كان في السابق يعتقد أنه أفضل؛ لأنه يفتح المسامات وينظفها، ولكن عند التفكير في الأمر نتذكر أن الماء الحار يعمل على تمدد الأجسام، وبالتالي الطبقة الخارجية من الجلد تتمدد وتنتفخ عند استعمال الماء الحار، وهذا يؤدي إلى انسداد المسامات فتنضغط إلى الداخل بدلاً من أن تنفتح وتخرج منها الأوساخ، كما أن الماء الساخن يعمل على تجفيف الجلد بشكل أسرع من الماء البارد أو الفاتر، وبذلك تجف الطبقة الخارجية أو البشرة، وهذا طبعاً لا يناسب البشرة الجافة، كما أنه لا يناسب البشرة الدهنية؛ لأن الجفاف يكون في الطبقة الخارجية، بينما تكون الطبقات الأخرى مليئة بالدهون التي لم تستطع الخروج من خلال المسامات، فيتأثر الجلد وتظهر فيه المشكلات.
ومما يجب التنبه إليه: أن الماء الحار يسبب توسيع الأوعية الدموية في الجلد، وهذا يضر بالأشخاص المصابين بحساسية جلدية، فتزداد عندهم أعراض الحساسية من احمرار وحكة.
أما الماء البارد فإنه لا يتمكن من إزالة الدهون في المسامات وما علق بها من أوساخ وغبار، وذلك بسبب تأثير البرودة الذي يجمد الدهون ويمنع إزالتها بسهولة، وبهذا يتبين أن الماء الدافئ هو الأفضل للعناية بالبشرة، لا كما كان يعتقد في السابق.
ماذا عن الصابون؟
عرف الصابون منذ القدم كمادة منظفة ومزيلة للدهون، ويصنع الصابون بإضافة الملح إلى الأحماض الدهنية والأحماض الدهنية في المادة الحافظة للبشرة في الصابون، فكلما زادت هذه الأحماض كان الصابون معتدلاً ولطيفاً على البشرة، وكلما زادت كمية الملح كان الصابون أقوى على الدهون.
والصابون المعتدل الغني بالدهون يمنع جفاف البشرة، لكنه يترك بعض الدهون والأوساخ عليها بعد التنظيف، أما الصابون القوي فيمكن اعتباره مطهراً يخلص الجسم من الجراثيم إلى جانب تخليصه من الدهون والأوساخ المتعلقة بها، فكلما زادت الدهون على البشرة زاد تعلق الأتربة والأوساخ بها واحتاجت البشرة إلى تنظيف أعمق. وبالتجربة يمكن للإنسان أن يقرر أي نوع من الصابون: المعتدل على الدهون أم الصابون القوي قليل الأحماض الدهنية.
وهناك أنواع من الصابون تضاف إليها روائح عطرية، تمنع رائحة العرق، وهذه الروائح هي مواد كيماوية تمنع أو تقلل من نمو البكتريا المسببة لرائحة العرق، وسنتحدث عن هذا بتفصيل أكثر في مرات قادمة إن شاء الله.
هذه العطور تسبب الحساسية الجلدية لدى بعض الناس، وينصح بعدم استخدام الصابون المعطر على الوجه؛ لسببين: الأول: أن هدف الصابون المعطر هو منع الرائحة التي يسببها العرق، وجلد الوجه لا يفرز كمية كبيرة من العرق، فما الحاجة لاستعمال
الصابون المعطر؟
كما أن الوجه هو أكثر حساسية من أجزاء الجلد الأخرى للمواد الكيميائية، ولذلك يفضل عدم تعريض بشرة الوجه للمواد التي تسبب الحساسية الجلدية، أما السؤال المعني باستعمال مواد أخرى لتنظيف الوجه، فإن الجمعية الطبية الأمريكية تقول إن الصابون مع الماء يفعلان التأثير نفسه الذي تؤديه المساحيق والكريمات المنظمة مع وجود خطر أقل من حدوث حساسية جلدية بسبب استخدام المساحيق والمحاليل والكريمات المنظفة الإضافية.
وإن كان لا بد من استعمال هذه المنظفات فالتجربة هي أفضل طريق لاختيار الأنسب بعد مناقشة طبيب الجلدية، وليس السعر والماركة هما اللذان يحددان نوع المنظف الأفضل، فقد يسبب أغلى المحاليل حساسية لبعض الناس، ولا يسببها محلول رخيص أو غير مشهور
منقول،