لا يستوي وجودي إلا بك
رغم أننا اثنين , أنا وأنت , إلا أننا لا نقبل القسمة على اثنين , هكذا نخرج من كتب الحساب لنكون الرقم الزوجي الوحيد بين الأعداد الأولية الذي لا ولن يقبل القسمة على 2.
كان على حماة التحرر أن يدركوا تلك المعادلة … وكان عليك أن تدرك أن أكثر من ظلموني هم أكثرهم دعوة لي للتحرر ولا لانفصالي عنك وانفصالك عني … بداعي التحرر؟؟!!!!!!!!
نحن روحان متكاملتان لا معنى للواحد منا دون الآخر , ولا يمكن أن نكون نصفين متساويين, لا يمكن ألا تكون بحاجة إلي وألا أكون بحاجة إليك. فكلانا يجري في الحياة من أجل كلينا , تسبقني في مضمار الحياة حينا ً وأسبقك أحيانا ً في المضمار ذاته.
لكن خط النهاية لا يقبلنا إلا نحن الاثنين , فلماذا يصرون على خط نهاية لمتسابق واحد فقط؟؟؟ ثم ألسنا واحد فلماذا لا يقبلونا؟
أنا وأنت .. أنا وأنت , واو العطف هذه حنت علينا أكثر من البشر فجمعتنا , وهي تفيد الجمع والربط لا التخيير ولا الترتيب , هكذا اتفق على الأقل علماء النحو … وصادقت على اتفاقهم قلوبنا , فلماذا يصر دعاة التحرر على البعد والفراق؟؟ أين يريدون أخذي منك؟؟
كأن من ظلموني كانوا أكثرهم ثرثرة عن حريتي ومساواتي معك ؟؟ كأن من نادوا بتحرري منك كانوا يسجنونني بعيدا ً عنك…
كيف يمنون علي بحرية أمتلكها؟ وكيف يعطونني نصف عالم أمتلكه , كيف يغرونني بكرسي السلطان وأنا مبتدى السلطان ومنتهاه؟
أإنا وأنت روحان متكاملتان .. يختل توازن الواحد دون الآخر , فدع عنك القلق والخوف , سأدع عني كل ما يلقونه في وجهي من شعارات التحرر والمساواة.
أنا لا يستوي معناي إلا بك , أنت أخي وأبي وأمي وصديقي وحبيبي وطفلي وكل ما أملك , أنت أكثر من يمكن أن يحن علي ساعة الصعب ويدفئني ساعة البرد حين لن تدفئني شعاراتهم الممزقة , هل سيكونون معي ساعة أبرد ؟ هل سيطعمونني ساعة جوعي؟؟
دونك أن بلا ظل , وهذه ليست تبعية عمياء بل حب واعتراف بقوانين الطبيعة كما لن تستوي حياتك إلا بي.دع عنك أنت أيضا ً كل المنابر والخطب ولا تقلق فلن أتغير بسبب تفاهاتهم وما يذيعونه.عد إلي لأعود إليك , اشتقت أن نكون واحد بعد أن فرقتنا دواعي التحرر وجعلتنا اثنين.
نحن جسدان تقاسمنا بدنا ً واحدا ً , فتعال لعالم لا يعرف القسمة على اثنين, ليكون لنا اسم واحد , أنا وأنت , مختصر الحياة وتفاصيلها كاملة.
"حين تكون لي رجلا ً أكون لك امرأة , وحين تكون لي حبا ً وصدقا ً أكون لك عالما ً بأكمله " وإلا فانسى كل ما كتبته هنا واعتبرها هذيان امرأة مجنونة.