التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

كَنْزُ الحنان

كَنْزُ الحنان

" نَظرةٌ في شموخ اليُتم"

كتبت في 17111421ه

وألقيت في مهرجان رعاية الأيتام الذي رعاه سمو أمير الرياض ..

أسمى صفاتِكَ أنْ تكون كريما *** وتكونَ بَراً بالعباد iiرحيما

أسمى صفاتِكَ أنْ تكونَ مميَّزاً *** بسداد رأيكَ في الأمور، iiحكيما

تسعى بكَ الدنيا، وأنتَ iiتقودُها *** بالحقِّ، تُسْعِدُ قلبها iiالمهموما

تلقى الخطوبَ وأنتَ أرفَعُ iiهامةً *** منها، وتأنَف أنْ تعيش iiذَميما
أسمى صفاتكَ أنْ ترى الدنيا iiبلا *** غَبَشٍ، وأنْ يبقى الفؤادُ سليما

أنْ تجعل التاريخَ يَمْلأُ كأسَه *** وتكونَ أنتَ رحيقَها المختوما
ترمي بسهمكَ، لا لِتَقْتُلَ iiآمناً *** لكنْ لتحرُسَ خائفاً iiمحروما
تسعى إلى كَسْبِ العلومِ iiتقرُّباً *** للهِ، لا ليُقَالَ: صار عليما
أسمى صفاتكَ أنْ تحلِّقَ iiعالياً *** بجناح عدلكَ، تنصر iiالمظلوما
يا حاملَ الدُّنيا على كتفِ iiالرِّضا *** يا من رأيتُكَ للجَفاءِ iiغَريما
يا ساعياً للخير في العصر الذي *** ما زال حَبْلُ وفائه iiمصروما
للخير أغصانٌ تطيب ثمارُها *** فامنحْ جَناها خائفاً iiوعَديما
واحملْ إلى أفيائها الطفلَ iiالذي *** ما زال في حُفَرِ الشقاء iiمقيما
فلَرُبَّ ماسحِ أَدْمُعٍ من iiمقلةٍ *** تبكي، رأى فضلاً بهنَّ iiعَميما
انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ *** إلا صديقاً لليتيمِ iiحميما
وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ *** فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى iiمرسوما
وامسح بكفِّكَ رأسه، سترى iiعلى *** كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا iiمَفْغُوما
ولسوف تُبصر في فؤادكَ iiواحةً *** للحبِّ، تجعل نَبْضَه iiتنغيما
ولسوف تبصر ألفَ ألفِ iiخميلةٍ *** تُهديك من زَهْر الحياةِ iiشَميما
ولسوف تُسعدكَ الرياضُ iiبنشرها *** وتريكَ وجهاً للحنانِ iiوسيما
انظرْ إلى وجه اليتيم وهَبْ iiله *** عَطْفاً يعيش به الحياةَ iiكريما
وافتحْ له كَنْزَ الحنانِ، iiفإنما *** يرعى الحنانُ، فؤادَه iiالمكلوما
لولا الحنانُ لَمَا رأيتَ iiسعادةً *** لولا السماءُ لَمَا رأيتَ نجوما
لولا الرّياحُ لَمَا رأيتَ iiلَواقحاً *** لولا البحارُ لَمَا رأيتَ غيوما
لولا الغصونُ لما رأيتَ iiظِلالَها *** لولا الرعودُ لَمَا سمعتَ iiهَزيما
لولا الربيعُ لما رأيتَ iiزُهورَه *** تشدو، ولا لامَسْتَ فيه iiنَسيما
يا كافلَ الأيتامِ، كأسُكَ iiأصبحتْ *** مَلأَى، وصار مزاجُها iiتسنيما
ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ iiمفتوحةٌ *** منها نجهِّز للحياةِ عظيما
ونحوِّل الحرمانَ فيها نعمةً *** كُبْرى تُزيل عن الفؤادِ iiهموما
قَسَمَ الإلهُ على العباد iiحظوظَهم *** فالكلُّ يأخذ حَظَّه iiالمقسوما
وسعادةُ الإنسانِ أن يرضى بما *** قَسَمَ الإلهُ، ويُعلنَ iiالتَّسليما
قالوا: الفقيرُ، فقلتُ: أفقرُ من iiأرى *** من لم يكن بيقينه iiمعصوما
قالوا: اليتيمُ، فقلتُ: أَيْتَمُ مَنْ iiأرى *** مَنْ كان للخلُقِ النَّبيل iiخَصيما
قالوا: اليتيمُ، فقلتُ أَيْتَمُ مَنْ iiأرى *** مَنْ عاشَ بين الأكرمينَ iiلَئيما
كم رافلٍ في نعمةِ الأبويْن، iiلم *** يسلكْ طريقاً للهدى iiمعلوما
يا كافلَ الأيتام، كفُّكَ واحةٌ *** لا تُنْبِتُ الأشواكَ والزَّقُّوما
ما أَنْبَتَتْ إلاَّ الزُّهورَ iiنديَّةً *** والشِّيحَ والرَّيحانَ iiوالقَيْصُوما
أَبْشِرْ، إذا أطعمتَ يوماً iiجائعاً *** وكسوتَ طفلاً بائساً iiمحروما
أَبْشِرْ فإنَّ الأَرْضَ تُصبح iiواحةً *** للمحسنين، وتُعلن التكريما
أبشرْ بصحبةِ خيرِ مَنْ وَطىءَ الثرى *** في جَنَّةٍ كمُلَتْ رضاً iiونَعيما
قالوا: اليتيمُ، وأرسلوا iiزَفَراتهم *** وبكوا كما يبكي الصحيحُ iiسَقيما
قلت: امنحوه مع الحنانِ iiكرامةً *** فلرُبَّ عَطْفٍ يُوْرِثُ iiالتَّحطيما
ولَرُبَّ نَظْرةِ مُشفقٍ بعثتْ iiأسىً *** في قَلبه، جَعَلَ الشفيقَ iiمَلُوما
قالوا: اليتيمُ، فَمَاج عطرُ iiقصيدتي *** وتلفَّتتْ كلماتُها iiتَعظيما
وسمعْتُ منها حكمةً iiأَزليَّةً *** أهدتْ إِليَّ كتابَها iiالمرقوما:
حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ iiالذي *** نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ iiيَتيما

الشاعر الكبير / د. عبد الرحمن العشماوي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.