في لحظة توقفت امواج البحار …وتلاشت الانوار…..وامسى السكون من حولي يرسم لي اشباحا من الصمت …
حينها اعلن الفلب استسلامه مودعا احبته وايامه فقد حان وقت الرحيل…..
حينها لم اعد اقوى على الكلام اسمع خطى تلتئم … تحاول ان تلم الاشلاء المبعثرة وما نثرته الايام من ذكريات… خطوات سريعة وانا لا استطيع الحراك
وفجاة اسمع احدهم يقول نبضه ….كم اصبح ضغط الدم ؟.؟؟!!!!!…….هيا بسرعة
للاسف توقف القلب ؟!!!!!!!!!
ماذا؟؟!!! لا لا لا ما زلت اسمعكم …لا ازال اشعر باني هنا.. ارجوكم هيا اريد العودة الى المنزل…
صعقات كهربائية تصل الى اعلى الدماغ علي استعيد رشدي من جديد …..لاحرك لو حتى اصبعا من يداي ولكن لا امل
وفجأة قال الطبيب …لا حول ولا قوة الا بالله
"انا لله وانا اليه راجعون "
انصعقت… من مات ؟!!!!
لا… ارجوكم اخبروني.. لا تقولو انا ؟!!!!! لا.. ارجوكم,, لا ازل اسمعكم
اعيدوني الى البيت …
حينها لم اعد اسمع الا عويل النساء وصراخ من كل زاوية وتنهيدات ….وانا لا ازل احاول ان اخترق جدار السكون ولكن صوتي لم يستطع المتابعة فخذلني وتركني كما فعل بي القلب ……
احاول ان اطرد الدقات من قلبي عله يصحو من جديد لقد كان يلازمني ليالي وايام…. ما الذي حصل ؟؟؟؟؟احاول من جديد اذكره باحبابه والاوقات الجميلة وقوته وديكتاتوريته و لكنه آثر على التوقف وابى متابعة الطريق فانتهى دوره في جسدي ..
فبدات من جديد احاول ان احرك يداي عل الدم يسري من جديد….ليخترق شرايني ينحني له الوريد ..فاستطع …استطع …..ان احرك ولو اصبع من قدمي ….ولكن جميع اعضائي خذلوني وتركوني وحيدا بعد جبروتي …..وبعدها اصبحت اسمع الايات تتلى والادعية تلتف حول المكان… الجميع صامتا يدعو لي ….وبعدها اسمع خطى بائسة ..حزينة ..اقدام تنعف التراب من حولها …ايدي ترتجف …وقبلات تودعني من اقرب الناس لي.. ومن ثم ماذا .؟؟!!!
وضعوني تحت التراب ….في الظلام الدامس….وعادوا ادراجهم ليتابعو مسيرهم ويكملوا حياتهم وكاني كنت ورقة من اوراق الشجر في الخريف ابت البقاء ورحلت مع هبوب الرياح ..فكانت,, ونمت.. ثم رحلت وكانها لم تكن ….
كانت تنحني لي القوانين الوضعية ….كنت احاول ان افرض قوتي على كل من حولي من البشر… لاريهم انه لا احد يستطيع الوقوف في وجهي ..او معارضة امري …فان قلت يجب ان اطاع …وان امرت فلا يمكن لاحد ان يتردد في الاجابة .
…..
ماذا اصبحت فتات عظام تنهشني اضعف الكائنات …اصبحت حلوى لذيذة على السنة الديدان والحشرات ….يا لهذه الدائرة كنت في العالي استصغر كل من وقعت عيني عليه… والان اصغرهم بات ينهش في لحمي ويتلذذ على ألمي
….
وها هو التراب يضيق بي يوما بعد يوم ..بعد ان كنت امد نفوذ جبروتي لاحصل على ارضي اوسع واوسع
وكل من كانو بالحياة طوع امري تركوني في ظلمتي وودعوني… ونسوني وابتسمو لموتي شمتا بي وفرحا على ورثتي
……….
فلقد كنت يوما هنا ….والان ان ذكر اسمي لا احد يعرف من انا ؟!!!!!!!!
بهمس قلمي
العين الامعة