هذه قصيدة وعاد في كفن للشاعر الفلسطيني محمود درويش
من اروع ما قال عن الشهداء في فلسطين وموت الحلم
لا يعرف الضماد
طريقه إليه…
أخاف يا أحبتي…
أخاف يا أيتام …
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا …
أخاف أن تنام !!
و لم يضع رسالة …
كعادة المسافرين
تقول إني عائد…
و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة…
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم !
يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا…
عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى… يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع …
فوق الحزن و العذاب !لن تحملي…
لن تصبري كثيرا
لأنه …
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن…
لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا …
أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتُ جُرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا…
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا …
أحبابنا المهاجرين
أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا …
للميتين في غد لو دمعتين… دمعتين !
*يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره… ووجهه…
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا…
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
——–
راقت لي
من اروع ما قال عن الشهداء في فلسطين وموت الحلم
قصيدة : و عاد في كفن
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
* كان اسمه…
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا…
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد…
خلوه جرحا راعفا…
لا يعرف الضماد
طريقه إليه…
أخاف يا أحبتي…
أخاف يا أيتام …
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا …
أخاف أن تنام !!
و لم يضع رسالة …
كعادة المسافرين
تقول إني عائد…
و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة…
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم !
يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا…
عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى… يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع …
فوق الحزن و العذاب !لن تحملي…
لن تصبري كثيرا
لأنه …
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
*يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم…
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت…
حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن…
لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا …
أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتُ جُرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا…
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا …
أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه…
أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا …
للميتين في غد لو دمعتين… دمعتين !
*يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره… ووجهه…
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا…
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
——–
راقت لي