لا تحرمينا من ابداعك القادم فتاتي.. . . .
أحيانا…تجرنا الأقدار نحو أغوار من الآلآم
و أحيانا ترفعنا للآعلى بسعادة موهمةً لنا أن الفرح دربنا فماذا و ماذا بعد؟
بعد أن نتشبث بما نحب و نترفع عما نكره…حينها سيتلبس بنا قرار من الصعب أن نتلفت عنه للبعيد
من الصعب أن نمقته و نفر منه
و من السهل أن نعود له و نرمتي إليه ، ضاربين بوخز أنفسنا الناهية لذلك ،عرض الحائط ماذا عساي أن أفكر…و أنا لست سوى متهمٍ بقفص قد أحكم عليّ غلقه قفص لن أتنفس به سوى مرارةٍ تتلوها أخرى أشد وقعاً علىّ من غيرها لقد إستسلمت و بلغ السيل الزبى
السلام عليكم….يا رواد منتدانا ، سواء كنتم أعضاءً أم غيرهم سأترككم معها يقف بين قرارين أحلاهما مر بين عينيه الهائمتين ببحر مكدر من إتهامات ضميره التي باتت تهدد قلبه الشاكي بإسم الوجع ، وجع لا طاقة لمخلوق على تحمله
لاح ببصره المشوش نحو المنحدر الذي يقف ناظراً له خطوة واحدة ستنقله للعالم الآخر…شيء ما خالٍ في قلبه يبعث وشوشة في جوف خاطره ، لكن لما…لما سيفعل هذا و يجرم بحق نفسه
هو رجل كهل لم يكبر كثيراً بعمره…فلما يقدم على فعل ما فكر به بحاله
أغمض عينيه و إبتسم بحيرة إتضحت متقطعة مع صوته – قتلت نملة قبل ثلاثين سنة ، و قد بقيت ساهراً لثلاث ليالٍ أبكي على ما إقترفته…لكنني الآن
الآن ،….هو وقت صيحة الضمير قبل مدة لم تكن بطويلة كان هذا الرجل عائداً إلى بيته من عمله المضني
يقود سيارته عبر ذاك الطريق بعد مدة وجيزة ورده إتصال من صديقه ، فعاد ليكلمه و إذا به يطلب منه أن يلاقيه بحانة لأجل التفاهم بشأن العقد التجاري الذي ستوقعه شركته بالغد عاد الرجل بسيارته نحو الحانة و هو يتساءل كيف له أن يذهب لمكان مماثل لأجل التفاهم بشيء مهم كهذا…على الرغم من كونه لا يحب الشرب
توقف أمام الحانة و إستهل دربه ليدخلها فوجد رفيقه هناك ، جلس نظيراً له و بدأ بالتكلم بالشأن الذي طلبه و من هنا و هناك ابتدأت طلبات صاحبه بالكؤوس و تحت وطأة الإلحاح منه شرب الآخر…و من كأس لكأس و جرعة لأخرى وصلا حد الثمالة و انتهى به الوقت لمنتصف الليل راجعاً بيته بسيارته
كانت عيناه غير مبصرتان بسبب ما شربه فراح يتمايل بقيادته يمنة و يسرة و في الأخير دحس رجلاً…أجل شد صوابه بعقله ليخرج من سيارته مهرولاً جثا أمامه – هيي ، أجبني ؟؟ ، هيي إفتح عينيك مات الرجل تحت عجلة السيارة و أصبح هذا ذنبه الآن ، قتل رجلاً ،…بسبب كل هذا شاءت الأقدار أن ترمي ذنباً عليه كان بإمكان أي واحد أن يكون أمامه
الوقت متأخر فلما خرج هذا الرجل…ليلاقي مصيره مدحوساً وضع الجاني يده على رأسه يحاول نفض تلكم الفاجعة عنه لعل هذا كابوس لا أكثر ، لعله من آثار شربه… للأسف هذا ما عليه تقبله من اليوم…أجرم بحق إنسان ، ربما تكون عائلته تنتظر قدومه من بعيد…و ربما أولاده أيضاً لم يدري ما يفعله عندما عرف أن هذا واقعه الآن… لمعت فكرة برأسه أن يأخذ الجثة الدامية بين يديه و يدفنها بعيداً عن مرمى الأبصار و أنه عليه الإسراع في ذلك قبل كشف أمره وقف و هو يجره لحقيبة السيارة الخلفية و وضعه هناك ثم أغلقها بالمفتاح من فرط خوفه و عاد للمثول بمكانه…أسرع بقيادته و توارى بمكان غابيّ كثيف الأشجار…
أنار بقعة منه بأضواء السيارة الأمامية التي ساعدته و هرع لحفر قبر و رمي الجثة فيه كما رمى حياته الماضية بجل ما فيها… حفره و عَمق تلك الحفرة به كي لا يفضح بأي يوم ثم حمل ذاك الجسد الخامد الميت و ألقاه هناك لمثواه الأبدي غطاه بالتراب و هرب فاراً بجلده بل بكل هارباً بكل ما إرتكبه الليلة ها هي ليلته كذلك تمر على غير نوم رغم ما شربه…أشرق الصباح بيوم جديد لكنه ليل كحيل مظلم أسود بذاته سألته زوجته أن يأكل معها قبل مغادرته هي و طفله الوحيد لكنه أبى و إنصرف لعمله ملامحه شاردة بوجه ذاك الرجل الذي قتله و أخفى جريمته عن الكل…أعاد بصعوبة نفسه لدرب عمله عندما أدرك مكانه و ولج إليه…
مرت الأيام يوم يليه آخر و هو بنفس حالته الأولى لكن في أحد الأيام و بينما هو بمقر شغله ورده إتصال من المشفى و إذا به خبر يفيد أن طفله الصغير قابع هناك…لم يشأ المتصل أن يخبره بالفاجعة التي حلت به فأسرع إلى هناك و يا ليته لم يفعل…كان جسد ولده ممزقاً و ململم الأطراف وجهه مشوه برعب يبعث الخوف بالنفوس إنه ميت ، إبنه الوحيد ميت لكن كيف ؟؟!! أمه مغمي عليها بغرفة الإنعاش إثر إنخفاض فجائي بضغط الدم و هو غاب عن العالم بعيونه المنبلجة على وسعها كيف توفي ولده…لقد مات و تفتت جسده إثر قطار مر عليه أوليس هذا غريباً بعض الشيء ، لما هو من بين الجميع…بل لما حياته من عليها أن تدفع الثمن…بل ثمن خطيئته !! إنقضت تلك السنة الكئيبة بإنتحاب زوجته كلما تذكرت ضحكات صغيرها الوحيد و أما هو فإنقضت بمرارة فضيعة تجرعها بكؤوس مثلما ثمل تلك الليلة
يوم بعد آخر نقصت مردودات شركته التي يعمل بها و أصبح مديوناً من قبل الجميع فكافح و حاول الوصول للنهضة بعمله من جديد لكن هيهات من مكائد الزمن تلاشى أمله كلياً عندما عاد بأحد الأيام لبيته ليجده يستعر ناراً و زوجته هناك…و قد ماتت هي أيضاً محترقةً مرت أيامه بوجع أكثر هيئته إتضحت على وجهه المنهك و راحت أيامه تتغنى بوقع البؤس و الشقاء في الحياة آن ذاك تذكر ألم زوجة ذاك الرجل الذي قتله و هي تظن بأنه فقيد…تذكر بكاء أطفاله منتظرين عودة والدهم تذكر كيف أنه مجرم و لم يفصح عما إقترفه بل هرب عن الحقيقة و أخفاها عن الجميع تستر عنها لخوفه من السجن…لكنه سجن نفسه بغياهب قلبه الناطق بالأنين رفع ورقة قبل أن يقرر بأن آخر محطاته هو الموت و الإنتقال حيث زوجته و إبنه ثم كتب آخر رسالة له جعلها إعترافاً لكل ما أخطأ به و بات يرديه خائفاً هو لم يعد كذلك و قد خيل له درب جديد ينسيه مآثم ما تجرعه كتب على واجهها عنوان "إتهامات ضمير" لم تتضمن الرسالة سوى بضع كلمات كافية لتجعل زميله يمقت نفسه حتى النخاع
ثم غادر بصمت إلى المكان الذي يتسنى لروحه أن تنغمس فيه دون أن يتم وخزها بألم الإتهامات اللاذعة
ها هو بين الحياة و الموت لكن الأخير أقرب له خطوة عن سابقه أخذ نفساً عميقاً قبل أن يتقدم…ثم غادر نحو البعيد بعد مدة كانت الشرطة قد تلقت بلاغاً عن وجود جثة في قعر أحد الجبال و كانت لذات الرجل…و بعد تحقيق تم الكشف عن هاته الملابسات به ، تلك الرسالة أو بالأحرى الوصية و التي غطت كل ما حصل أثناء حياته و إنتهت بأن تم القبض على رفيقه و الإفراج عنه كونه لا يعلم أي شيء سوى أنه كان سبباً في ما آلت له حالة زميله ~~★★★~~
~★★~ ★ ~
و أخيراً أعزائي ، إنتهيت من وضع قصتي "لا تعلقواااااا على التنسيق" << لديه حكااية خاصة جداً بآخر لحظة وضعته
و آملةً بهذا أن تحوز أقصوصتي على إعجابكم…لقد ترددت بوضعها كوني لأول مرة أكتب شيئاً مماثلاً بذات السياق و لأجل أن أصقل موهبتي ، وضعهتا كذلك أرجو أن تنال رضاكم و إعجابكم و أن أفخر بردود تبرد القلب بما قد تعبت بكتابته لا تنسوااا في أمان الله و حفظه
~~★★★~~
~★★~ ★ ~ ضميري ، حررني ، قتلني جعلني أرى حقيقتي أمامي
واقعي أنا يتراءى لي أجمل بكثير..ندم فقتلني
|
التصنيفات