فيكتور هيجو
هو شاعر فرنسا العظيم وأحد كتابها المبدعين.
كان والده ضابطاً في جيش نابليون بونابرت.
بعد دراسته التمهيديه التحق بكلية الهندسه ولكنه فشل فيها, وقد عزا الباحثون ذلك إلى سببين
الأول أنه كان يبتدع حلولاً جديدة في المسائل الرياضيه فيصيب حيناً ويخطئ حيناً
والثاني أنه كان مولعاً بالأداب فانشغل بها عن الدراسه
اطلع فيكتور هيجو على كثير من الأداب والمعارف وخاصة الاداب الشرقيه وكان ذالك له أثر كبير في
كتاباته:
كره فيكتور هيجو الظلم وانتقد سياسة الحكومة في ذلك الوقت وعبر عن وجهة نظره في الأعدام برائعته
(أحدب نوتر دام)
وبسب آرائه التي كانت ضد الحكومة نفي خارج فرنسا لمدة اثنا عشر عاماً
وفي المنفى كتب روايته الشهيره (البؤساء) والتي تقع في خمسة مجلدات
عالج فيها القوانين والأعراف الظالمه والتي تدفع الكثيرين إلى الجريمة دفعاً…
أشهر كتاباته :
لي ميزيغابل
Les Misérables
البؤساء
و
Notre – Dame de paris
نوتغ دام دو باغي
أحدب نوتغدام
مولده ونشأته :
ولد فيكتور ماري هيجو في السادس والعشرين من شباط ( فبراير) من عام الف وثمانيه وأثنين (1802م).
وهو الإبن الثالث لجوزيف هيجو , ضابط في جيش نابليون , وصوفيا تريبوشيه , إبنة ضابط في البحريه.
وعندما ولد هيجو كانت الحياة الزوجيه بين والديه غير مستقره . وفي الثانيه من عمره أخذته أمه الي باريس في حين كان والده يؤدي عمله في الخدمه العسكريه, ولقد إنفصل الوالدين عندما بلغ فيكتور السادسه عشر من عمره.
وكان فيكتور يحب باريس حباً جما حيث أطلق عليها " المكان الذي ولدت فيه روحي" وبالإنكليزيه :
"The birthplace of my soul ".
تلقي فيكتور هيجو تعليماً عالياً في الأدب اللاتيني , ودرس الحقوق. ولقد بدأ بكتابه القصائد والمسرحيات في 1816 م. وفي العام 1822م نشر أول ديوان له تحت عنوان " أناشيد وقصائد متنوعه" ولقد نال على هذا الديوان مكافأه من الملك لويس الثامن عشر , وفي نفس السنه تزوج من صديقة طفولته أديل فوشيه
حياته وأدبه :
كتب فيكتور هيجو خلال ثلاث وثمانين سنة هي عمره 153 ألفاً 37 بيتاً من الشعر، اي بمعدل ستة ابيات في اليوم. وكل ما يمس مؤلف البؤساء من هذه السوية. كذلك هناك بحر من الافتتاحيات التي تحتفل بعيد ميلاده.
لقد شبه في حياته بجبال هيمالايا وبالمحيط. فمن الطبيعي إذن ان تتميز الذكرى المئتان لميلاده بجبل من المطبوعات المعادة والمقتطفات والالبومات، وسيل من سير حياته ومقالات تصور كلها عبقريته متعددة الوجوه. امام هذا الكم الهائل يجد المرء نفسه منقسماً بين الاعجاب والدوار. وسؤال خادع، كان يراود معاصريه، ولا يزال يطرح نفسه في النهاية: ألم يفرط فيكتور بعض الشيء في الكتابة؟ ومن اجل الاحاطة بأبعاد شخصيته، لابد ان نستعين بمعاجم الارقام القياسية قبل الاستعانة بالموسوعات الادبية. فيقول معجم الكويد Le Quid على سبيل المثال: كان هيجو بالنسبة إلى وزن الالكساندران ما كانته البقرة الجرسية بالنسبة إلى الحليب. لقد كتب ما مجموعه 153 ألفاً 37 بيتاً شعرياً، اي ما يقارب ستة ابيات في اليوم، بدءاً من يوم ولادته حتى يوم وفاته، طبعاً دون حساب ما كتبه نثراً او غيره.
ومن ناحيته، حسب جان مارك هوفاس Jean-Marc Hovasse انه يلزم عشرون سنة بمعدل اربع عشرة ساعة في اليوم لقراءة الكتب المخصصة لفيكتور هيجو والموجودة في المكتبة الوطنية. كم هائل لكنه لم يمنعه من ان يضيف إلى القائمة سيرة جديدة ضخمة اقل ما يقال فيها انها شائقة. ثلاثة امور فقط تعطي فكرة عما كانته الحياة اليومية لهذا الانسان الظاهرة: في طفولته، كان يحفظ خمسة وعشرين او ثلاثين بيتاً من شعر فيرجل Virgile او هوراس Horace مساءً قبل ان ينام، ثم يترجمها إلى اللغة الفرنسية عندما يستيقظ في اليوم التالي. وفي سن السادسة والعشرين نشر اعماله الكاملة في ستة اجزاء.
ولقد افاد احد الشهود بعد ثلاث سنوات انه كان يكتب حتى مائتي بيت من الشعر في اليوم، وانه كان يسجل دخله من المال من انتاجه اليومي، وان لديه مشروع عشرين مسرحية لابد ان هذا الحب للعمل قد جذب ماكس غالو Max Gallo فخصص لهيجو كتاباً من جزئين بعد كتابيه الحديثين عن ديغول ونابليون.
انه لامر عادي جداً ان يقوم كاتب برسم شخص او منظر طبيعي على هامش مخطوطه، وهيجو، ككثير من امثاله، انقطع إلى هذه المتع الصغيرة. ولكن معه، كل شيء يتغير مستواه، ف «خربشاته»، كما يسميها، تعد بالآلاف، وتشكل احدى اكثر مجموعات الرسوم تميزاً في عصره. آلان ديكو Alain Decaux وروزلين دو آيالا Roselyne Ayala وجان بيير غينو Jean – Pierre Gueno يعرضون لنا مجموعة مختارة من اعماله بدءاً من دفاتره المدهشة عندما كان تلميذاً في الابتدائية وحتى مرافعاته المكتوبة بالحبر البني ضد عقوبة الاعدام.
والكل يعلم ان هذا الافراط في الطاقة الابداعية لم يمنع هيجو الاب من ان يهتم بكافة انواع النساء: ممثلات وخادمات غوان وفتيات غنيات وعاديات. حتى في هذا المجال، كان قادراً على الجمع بين الكم والكيف، وإلى تحويل هوي جسدي عابر إلى قصة حب تعمر خمسين عاماً، كما تشهد بذلك الطبعة الجديدة المزيدة من مراسلاته المتبادلة مع جولييت درويه Juliette Drouet، فهو كتاب لا يمكن تصنيفه بين الكتب الناعمة. ليسوا كثيرين اولئك الروميوات السبعينيون القادرون على الكتابة لجيولييتهم القديمة: «لدي يوما ولادة، والاثنان في شهر فبراير، ولدت للحياة اول مرة بين ذراعي امي في 28 فبراير 1802، وولدت مرة ثانية للحب في 16 فبراير 1833 بين ذراعيك، الولادة الاولى وهبتني النور، والثانية وهبتني اللهيب».
اضف إلى ذلك الصحفي ورجل السياسة والمنفي المحترف ورب الاسرة والجد المثالي وبعض الصفات الاخرى وستفهم غيظ زملائه، من ستندال stendhal إلى ليون بلوا Leon Bloy، وحتى معجبوه المحتمسون انتهوا إلى السخرية من تصرفاته التي تشبه تصرفات مغنية مشهورة ومن وضعياته وتسطيحاته الانسانوية ومن ولعه المضحك بالطاولات الدوارة، وباختصار: من جنون العظمة الذي لخصه جان كوكتو بالقول: «ان فيكتور هيجو مجنون» يحسب نفسه فيكتور هيجو». واكثر الشانئين لهيجو كان بودلير Baudelaire الذي كان يكن له احتراما حقيقياً في البداية، قبل ان يبالغ، كما يقول في «حماقة» الرجل العظيم: «هكذا يمكن للمرء ان يكون عقلاً نيراً وفظاً في آن واحد، كما يمكن للمرء ان يكون عبقرية خاصة وغبيا في آن معاً، ولقد اثبت لنا فيكتور هيجو ذلك تماما.
لاريب ان هناك جانبا من الغيرة في هذه التهجمات، ولكن كيف لا يمكن للمرء ألا يستسلم للعداوة مقابل أرعن عسكر امام المسرح منذ بدايات الرومانسية حتى الجزء الثالث عشر من مجموعة «روغون ماكار» وكما في الحالات الصعبة كلها، يجب اللجوء الى فلوبير لنستجلي الامر.
كان فلوبير يعرف هيجو جيدا، وكان يشاطر بودلير رأيه حول حماقة «العمدة القديم» ولكن صرخات سخطه كانت تنتهي دوما بهذا التحفظ: هذا رأيي.. احتفظ به لنفسي، طبعا، ينبغي لكل من يحمل قلماً ان يشعر نحوه بكثير من الامتنان ناهيك عن ان يسمح لنفسه بانتقاده، وفي عام 1862 قرر ان يؤجل طبع رواية سالامبو الى ما بعد طبع البؤساء وقال: ثمة رجال يجب ان ننحني امامهم ونقول: «من بعدكم ياسيدي. وفيكتور هيجو من هؤلاء» وهذا هو الموقف السائد حتى اليوم. ايضجرنا مسرحه حتى الموت؟ ألا نملك الشجاعة لقراءة ثلاثة ارباع اعماله؟ ألا يثير اعصابنا هوسه في ان يسحب اللحاف اليه؟ لا تهم هذه الترهات كلها امام بديهية مفادها: ان عدم محبة فيكتور هيجو سيكون عبثا كعدم محبة القرن التاسع عشر.
الرجل والمرأة عند فيكتور هيجو
يقول الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو
الرجل هو البحر
والمرأة هي البحيرة
فالبحر تزينه اللآلئ
والبحيرة تزينها مناظرها الشاعرية الجميلة
والرجل نسر يطير في الجو ويحكم كل ما تحته
والمرأة بلبل يغرد فتحكم القلوب
الرجل له مصباح هو الضمير
والمرأة لها نجم هو الأمل
فالمصباح يهدي والأمل ينجي
إن الرجل ملتصق بالأرض
والمرأة في السماء …
فيكتور هيجو…هل كان يرسم ؟
أضيفت الى المواهب التي حملها الكاتب والشاعر الفرنسي فيكتور هيجو موهبة الرسم التي كانت مجهولة، او مهملة، فالى جانب الصفات التي رافقت اسمه ككاتب وعاشق وبطل قومي، يمكن اليوم وصفه بالرسام اللامع لحالة اللاوعي
واذا كان النقاد والقراء الفرنسيون يعرفون كل شيء عن هيجو، الا انهم ظلوا الى سنوات قليلة يجهلون علاقته بالرسم، حيث لايزال القسم الاكبر من رسومه، التي تصل الى ثلاثة الاف رسمة مجهولا، وموزعا في مجموعات خاصة، اضافة الى المجموعات التي تملكها المتاحف الفرنسية
واذا عدنا الى الماضي فاننا سنجد النصيحة التي قدمها ليورناردو دافنشي الى الرسامين والتي تحمل دعوة الى استيحاء الموضوعات من مصادر غير محددة، ومن البقع التي تصنعها الرطوبة على الجدران والتي يمكن ان تحولها المخيلة الى مشاهد طبيعية او مشهد من معركة، ويبدو ان معظم رسوم هيجو تلتقي مع هذه الفكرة، حيث يمكن للبقع التلقائية ان توحي للمخيلة بأشكال اولية لعواصف او صخور او كهوف، او قلاع، او وحوش، او حطام سفن او غيرها، وتستيقظ هذه التخيلات بعد اغفاءة احلام اليقظة
وتدل رسوم هيجو على قوة كبيرة على التشكيل من حالة اللاوعي، وهي ظاهرة نادرة في الفن الغربي، حيث ان هذه الرسوم لاتصف شكلا محددا مسبقا، ولكنها تسمح للرؤى ان تطفو من خلال لعبة عفوية وتلقائية
وقد اعتمد هيجو على مواد مألوفة في الحياة اليومية كحثالة القهوة في الفنجان، او قطرات من الحبر على ورقة مطوية، يحركها بأصابعه او يجففها او يمسحها ثم يعيد توزيع الخطوط بفرشاة خاصة، وقد يترك المحبرة في وضع يسمح لها بإسالة قطرات من الحبر على ورقه، ثم يعالج هذه القطرات بما يخطر له من تخيلات، وهو في ذلك يقترب من افكار مألوفة اخرى لدى اولئك الذين يحاولون قراءة الخط في بقايا الفنجان، القهوة المقلوب لشخص ما، او التجربة المعروفة باسم «اختبار رورشاخ» والذي يعتمد على قراءة الشخصية من خلال الانطباعات والايحاءات التي تحكيها حول بقعة من الحبر تنصب على نصف ورقة، ثم تطوى الورقة فيتمدد الحبر على نصفي الورقة ويعطي لكل من يراها انطباعات خاصة به، تختلف عن انطباعات الاخرين، او كل واحد منهم بشكل منفرد
وقد يستخدم هيجو اية مادة اخرى، او اداة مختلفة بما يتناسب مع مزاجه ووقته، فيأخذ ورقة كرتونية ويدفعها ببصمات اصابعه المبللة بالحبر، او يستخدم قطعة من قماش او خيط، كأداة لتمرير الحبر على الورق، وهو في ذلك يلتقي مع الاطفال المولعين بالرسم وهم غير متقيدين بالتقاليد المعروفة، وهكذا يمكن ان يجد نفسه امام لوحة تحمل «رؤية، او رؤيا مستقبلية» كما هو الحال في لوحة «الفطر» التي تشبه انفجار قنبلة هيروشيما السيئة الذكر، والتي حدثت بعد وفاته باكثر من ستين عاما، وهيجو نفسه يؤمن بمبدأ المصادفة الغريبة، كما ان حالته النفسية التي تبتعد به عن رقابة الوعي، تقترب به من فناني المدارس الجديدة في القرن العشرين، ومنها السريالية، بشكل خاص
ان القدرة على التخيل الحر لدى رسام غير محترف تفتح آفاقا غير محددة لاحتمالات الاكتشاف، لانها تنمو وتتضاعف فيها التنويعات والرموز المتغيرة
متى توفي:
وفي 18 مايو 1885 أصيب هيجو بالتهاب رئوي. ولما زادت وطأة المرض, شعر بدنو الأجل, فودّع أصدقاءه قائلاً آخر بيت من الشعر: (ها هنا يقتتل الليل والنهار) ثم طلب حفيديه وضمّهما إلى صدره يقبّلهما وهو يبكي, وقال: (اقتربا مني يا ولديّ, كونا سعيدين وأقيما على حبي) ولما أخذ يعالج سكرات الموت, قال له صديقه بول موريس: أنت لن تموت يا سيد فيكتور. قال هيجو: (كلا… ها هو الموت فمرحبا به… الوداع).
وأسلم فيكتور هيجو الروح في يوم الجمعة 22 مايو 1885 وتوقف بموته القلم السيّال الذي بهر العقول والقلوب والألباب. ويرقد جثمانه تحت قوس النصر في مدافن العظماء إكراماً للرجل الذي كان قلب فرنسا وروحها.