التصنيفات
صحة و صيدلة

قدم شارلوت – إعتلال المفاصل السكري


قدم شاركوتإعتلال المفاصل السكري

قدم شاركوت هو اعتلال في وظيفة المفصل غالباً ما يشاهد عند مرضى السكر، وغالباً ما يترافق مع مرض الأعصاب بسبب نقص حس الاهتزاز في الأطراف مما ينجم عنه كسور مجهرية في العظام حول المفصل، و يتميز بالتدمير التدريجي للهيكل الداخلي للقدم (العظام – المفاصل – الأربطة) حيث يغيب الإحساس بالألم و يستمر المريض بالمشي فتتحول القدم في النهاية إلى كيس من العظام، فلا تستطيع حمل وزن الجسم وتتعرض لمضاعفات كثيرة أهمها قرح بطن القدم، و تفشي العدوى الميكروبية، و التشوه والتورم الكبير في شكل القدم، والكسور المتكررة بعظيمات القدم وهي حالة خطيرة جدا يمكن أن يؤدي إلى التشوه الشديد والعجز، وحتى البتر بسبب خطورتها.

لذلك فمن المهم أن المرضى الذين يعانون من مرض السكر اتخاذ تدابير وقائية والحصول على الرعاية الفورية في حالة ظهور علامات أو أعراض المرض.

يحدث قدم شاركوت تهتك شديد وتحديث نسيجي في عظام ومفاصل القدم. حيث أن انخفاض الشعور بالألم والحرارة، يليها انخفاض في الاحساس الاهتزازي واللمس السطحي، مما يؤدي الى ان يكون المريض غير قادر على تمييز الاصابات البسيطة.

أسباب قدم شاركوت:

– فقدان الإحساس بالألم :

نتيجة لفقدان الإحساس بالألم عند هؤلاء المرضى، وفقدان العضلات لقدرتها على دعم القدم، تحدث رضوض صغيرة للقدم بدون أن تعالج، مما يؤدى الى حدوث تخلخل في العظام وانزياح للمفاصل عن مواقعها الطبيعية، فيؤدي الي تشوهات في القدم، و يتعرض المريض للإصابات الخارجية للعظام والأربطة والمفاصل مثل الجزع والإلتواء دون أن يدري، لانه لايعرف أن هناك اصابة تحدث في قدمه، ويستمر في الحركة على القدم المصابة ولايطلب العلاج إلا عندما تحدث تشوهات وتورم شديد أو تحدث مضاعفات وهي مراحل متأخرة جدا.

فقدان الإحساس بأوضاع القدم والضغوط عليها :

يحرم المريض من القدرة على التفاعل مع الأرض غير المستوية بتعديل أوضاع قدمه لمنع حدوث الإلتواءات بها، مع تناقص الإحساس والقدرة على الشعور بدرجة الحرارة، والألم، أو الاصابة.

– فقدان تنظيم الأوعية الدموية الدقيقة:

ان أعصاب القدم هي التي تقوم بحفز الشعيرات الدموية على الإنقباض، ويؤدي تلفها إلى تمدد هذه الشعيرات الدموية مع حدوث الإصابات وعدم رجوعها إلى طبيعتها، مما يزيد كميات الدم المتدفق إلى العظام والمفاصل بشكل غير طبيعي، ويتسبب في تآكلها وتفتت العظام.(إرتفاع درجة حرارة القدم يشبه وجود إلتهابات ميكروبية.(

مراحل مرض قدم شاركوت:

مرحلة الالتهاب الحاد : حيث يحدث تهتك بالانسجة ويحدث خلع جزئي بالمفصل وتدهور في حالة العظام والغضاريف مع وجود كسور داخلية في مفاصل القدم وتفتت العظام.

– في هذه المرحلة يحدث امتصاص للفتات العظمي والغضروفي وتبدأ عملية التئام الكسور.

مرحلة اعادة البناء : هناك التئام كامل للكسور، و ظهور تشوهات دائمة في القدم مع ضياع تقوسات القدم الطبيعية.

مرحلة المضاعفات والآثار : ان الضغط الدائم على مفاصل مشوهة خلال المشي تؤدي لتقرحات في القدم والتي في حال التهابها فان النتائج غالبا ما تكون وخيمة.

الأعراض:

– أول الأعراض أن تصبح القدم المصابة أسخن فى درجة الحرارة من القدم الأخرى مع تورم وقليل من الإحمرار والتعرق مع عدم وجود ألم والدورة الدموية في القدم جيدة.

– تغيير شكل القدم وزيادة تفلطحه.

– التشوهات تبدأ في الظهور نتيجة تخلخل المفاصل، ويمكن أن يحدث هبوط في قوس القدم إذا كانت الإصابة في منتصف القدم وتركت بلا علاج

وتكمن صعوبة علاج هذا المرض لصعوبة تشخيصه في بدايته لانه يشبه تورم القدم بسبب وجود مياه زائدة في طبقة تحت الجلد أو وجود إلتهابات عميقة بالقدم (لأن القدم تكون دافئة). مما يتيح الفرصة للمرض أن يستمر في تدمير القدم لوقت أطول.

مضاعفات مرض شاركوت:

تحدث القرح في القدم المصابة بمرض شاركوت بسبب مايصيب مفاصل القدم والعظام من تفكك وإنخلاع مما يؤدي لسقوط العظام والمفاصل عن موضعها بحيث تبرز في بطن القدم من أسفل وبالتالي يتعرض الجلد للضغوط العالية في هذه النقطة مع كل خطوة مما يمهد للقرح.

التشخيص:

يعتبر التصوير الاشعاعي هو الاساس في تشخيص المرض:

– يظهر تهتك وتفتت في عظام المفصل.

– يظهر سطح المفصل اكثر كثافة خاصة في نقاط التلامس والضغط.

– ظهور ظلال عظمية في الانسجة اللينة للقدم.

– ظهور اجزاء عظمية حرة داخل المفصل.

– في بعض الاحيان هناك تفكك في مفصل الكاحل ومفاصل مشط القدم.

– ظهور خلع جزئي او كامل في مفاصل القدم.

– ظهور تشوهات في عظام القدم.

كيفية علاج قدم شاركوت:

ربما تكون الوقاية هي العامل الاهم في هذا المرض والحرص على عدم تقدم المرض لمراحله الأخيرة، لذا يجب مراقبة المريض عن قرب و منع حصول الرضوض والوقاية من الكسور التي في حال حصولها فعلى المريض التزام الراحة، ويجب تثبيت الكسور وعدم الضغط على المفاصل المريضة لعدم تعرضها للتشوه او التفتت مع الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة للمساعدة في الحد من تطور تلف الأعصاب في القدمين.

ان الهدف الأساسي من العلاج غير الجراحي هو منع تطور إصابات جديدة للقدم والمفصل، والحجر الأساسي في العلاج هو راحة القدم وتثبيتها، حيث تثبت القدم لإزالة الضغط عنها ولمنع إصابات جديدة باستعمال أحذية طبية خاصة وبدون جراحة او استعمال جبس، و يستمر هذا لمدة 6 – 9 أشهر، وفي هذه الأثناء يجب العناية بالقدم الأخرى.

بعد الشفاء يجب دعم القدم بالأحذية المناسبة أو المقومات حتى لاتتكرر الإصابة مجدداً.

إذا لم تبدأ المعالجة باكراً فإن احتمال تطور القرحات في القدم كبير لذلك فإن ارتداء الأحذية الطبية مفيد جداً.

Mohamed Ali Mattar;MD,AFRCS

Consultant Vascular Surgery

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.