فوائد السماعة الطبية
الدكتور عماد عطا البياتي
اخصائي طب المجتمع
اخصائي طب المجتمع
السماعة الطبية هي جهاز طبي يستخدم لفحص القلب والصدر وأجزاء أخرى من الجسم ويكشف فيها السامع عن أصوات جسمية داخلية إن كانت طبيعية أو لا، وقد أصبح الجهاز لا غنى عنه في تشخيص الأمراض، حتى أنّه أضحى رمزاً لمهنة الطب وللأطباء، وغالباً ما نرى الأطباء يعلّقونها حول رقبتهم وأنا أفعل ذلك أيضا في كثير من الأحيان.
أول من اخترع السماعة الطبية الطبيب الفرنسي رينيه لينّك René Laennec سنة 1816م، والأرجح كما تذكر بعض المصادر أن ذلك حصل بسبب الحياء من أن يضع الطبيب أذنه مباشرة على الجزء المطلوب فحصه من المريض. النماذج الأولى صنعت من الخشب، وبعد مراحل تطويرية وتعديلات للسماعة الطبية خلال عقود زمنية كثيرة طوّر الطبيب دافيد ليتمان David Littmann سنة 1961 الجهاز لشكله المعهود في أيامنا الحالية وما زالت السماعة الطبية التي تحمل اسم ليتمان أشهر وأغلى وأفضل سماعة طبية في العالم.
تستعمل السماعة الطبية لفحص عمل وأمراض القلب من خلال فحص أصوات دقات القلب حيث يمكن بوساطتها المساعدة في تشخيص أمراض قلبية مادية مهمة كأمراض صمامات القلب والتهاب شغاف القلب واختلال تردد نبضات القلب وغيرها .
وتستعمل السماعة الطبية أيضا لفحص عمل وأمراض الرئتين وكذلك الأمعاء والشرايين وفحص ضغط الدم وأصوات الجنين وغيرها من الوضائف الطبية التشخيصية المهمة.
وفي الفترة الأخيرة بدأت بعض الشركات الصانعة بإنتاج أجهزة سماعات طبية الكترونية، تساعد في تنقية نوعية الأصوات المبتغى سماعها وإقصاء الأصوات المشوشة، مما يساعد في تحسين وتسهيل تشخيص الأمراض .
تفكرت في السماعة الطبية واستخداماتها وكيف أني سمعت وأسمع بها أصوات دقات قلب وتنفس كثير من الناس أثناء عملي الطبي، وأصوات قلبي ورئتي في أحيان قليلة.. ثم انتبهت إلى ثلاثة فوائد ووظائف أخرى مهمة جدا للسماعة الطبية لم انتبه إليها سابقا، وهي كالتالي:
1. استخدامها لتقوية الإيمان بالله تعالى الخالق القدير العظيم جل جلاله، وذلك من خلال سماع دقات القلب وصوت مجرى الهواء في المجاري التنفسية والرئتين وصوت مجرى الدم في الشرايين، ثم التفكر في هذا الخلق العظيم البديع المذهل وفي تفاصيلة العجيبة المدهشة، ثم الترقي للتفكر في الخالق القدير وفي أسمائه الحسنى، العظيم القدير العليم السميع البصير البديع الرزاق مالك الملك وغيرها، والتي يمثل التفكر فيها والاستغراق في معانيها قمة الترقي الفكري الذكي الواعي المتحضّر.
2. وبناءً على المعاني التي ذكرتها في النقطة الأولى، تنبهت إلى إمكانية استخدام السماعة الطبية للمساعدة في أداء الفروض والواجبات والطاعات العبادية والإيمانية وذلك باستخدامها عند الشعور بالضعف والفتور في تأدية تلك الواجبات والعبادات الإنسانية الإسلامية الإيمانية الأساسية، حيث باستخدامها يتذكر الإنسان تفاصيل عظمة خلقه فيستشعر عظمة الله الخالق سبحانه فيندفع الإنسان للطاعة بكل همة ونشاط وحضور وخشوع. وتنبهت بالمقابل إلى إمكانية استخدامها في الامتناع عن المعاصي والمنكرات والمهلكات والجرائم الإنسانية بحق النفس وبحق الآخرين وذلك باستخدامها عند الشعور بالإقدام على ارتكاب معصية معينة للتفكر في خلق الله الرائع ولتذكر الله الخالق العظيم جل جلاله ثم محاولة الامتناع عن فعل تلك المعصية ومخالفة وتحدي أوامر خالق القلب والرئتين وكل الأعضاء والمخلوقات الرائعة الأخرى.
3.إمكانية استخدامها لتشخيص أمراض قلبية معنوية مهلكة ومزمنة ووخيمة جدا أعاني منها لفترة طويلة وأشعر أن هنالك كثيرون جدا يعانون منها مثلي ولا ننتبه إليها ونحاول التغافل عنها وهي تنخر أجسامنا وقلوبنا وأرواحنا نخرا وما من تشخيص دقيق لها ولا نهتم بعلاجها والنجاة منها قبل فوات الأوان. هذه الأمراض القلبية المعنوية هي ضعف الإيمان بالله تعالى وضعف الإيمان بالآخرة وبيوم الحساب وحب الدنيا وكراهية الموت وحب المال والجاه والسلطة والمدح والنفخة الدنيوية الكاذبة الوضيعة والغل والحقد والحسد وغيرها كثير وكثير جدا.. وتشخيصها باستخدام السماعة الطبية يتم من خلال الانعزال عن الناس ووضع السماعة على الجهى الأمامية اليسرى من الصدر والانصات الذكي المنتبه إلى دقات القلب واستذكار واستحضار الإنسان لأعماله وأفكاره ونياته للفترة الماضية ولدواخل نفسه العميقة المستترة ومحاولة التقييم والتشخيص بكل صدق وأمانة وتجرد لنقد الذات الذكي المستدرك لمحاولة تشخيص هذه الأمراض الخطيرة جدا والمهلكة والتفكر في العلاجات الناجعة الفعالة للوصول إلى الشفاء والحياة الصحية السعيدة في الدنيا والآخرة.
نعم.. هذا ما انتبهت إليه وربما هنالك فوائد أخرى عظيمة للسماعة الطبية لم أهتدي إليها بعد، والله أعلم.
الروعة في كل مكان
للكاتب التركي هارون يحيى
كتاب يتناول عظمة الله تعالى في خلقه للكائنات الحية
الروعة في كل مكان (BOOK-PDF)
الروعة في كل مكان (BOOK-PDF)
5,147 KByte
التصميم في الطبيعة
الكاتب التركي هارون يحيى
كل تصميم يشير إلى مصمم واع ومدرك ويبرهن على وجوده . وعندما ننظر إلى الطبيعة نجد وجود تصاميم مذهلة في أجسام الأحياء لا يمكن مقارنة أي تكنولوجيا بها وهذا التصميم هو أثر من آثار الخلق الرائع لله تعالى.
التصميم في الطبيعة