التصنيفات
قصص قصيرة

عوض القيق فارس من الزمن الاخر قصة قصيرة

عوض القيق ………..استعجلت الرحيل….؟؟؟!!!!

من أين نبدأ أبا محمد … من أين نستطيع أن نقوم ببداية رواية الحكاية …ثلاثة عقود ونصف أو اقل كانت سنوات كدحك الذي لم ولن ينتهي …ثلاثة عقود ونصف كنت ترسم من خلالها انجازات تحتاج إلى عشرات العقود كي يتحقق بعضها يا أبا محمد …..وحيدا كنت لذلك الرجل الشجاع الذي دفع بك إلى ميادين الحياة دون خوف على مستقبلك , وواصل من بعيد توجيهك وكأنه يعرف أن الأحرار أمثالك لا يحتاجون إلى عمر كبير كي يحققون الانجاز ….. وقد كان فكنت تشق طريقك في الحياة بهدوء ودون ضجيج وتركت خلفك شعب بأكمله يعشق ابتسامتك التي لم تغادر محياك أبدا …فقد عرفتك منذ المرحلة الابتدائية طالبا مجتهدا وفي المركز الأول دوما وفاجأتني عندما عقدنا أول اجتماع للهيئة الطلابية في المرحلة الثانوية للجماعة الإسلامية وكنت احد المسوؤلين الذين حضروا ذلك الاجتماع ,فمع أننا من حارة واحدة إلا أن سريتك في العمل كانت تلازمك منذ بدايتك مع الخيار الأمل ,, ولم تكن تحب الأضواء والظهور وتؤدي كل المطلوب منك في هدوء رغم أن وضعك المنزلي كان مقلقا كونك وحيد أبويك , وتواصلت رحلتك من انجاز إلى أخر وهناك في الجامعة كنت نموذجا فريدا في القدرة بين المزج في التفوق في الدراسة والتواصل كمسؤول للحركة الطلابية في جامعة الأزهر بغزة ,وهذه الأعباء كلها لم تمنعك من تحمل عبئ الحياة الأسرية مبكرا حيث تزوج القائد ابومحمد وهو ما زال يكمل دراسته الجامعية نزولا عند رغبة أهله كونه الوحيد لهم..وواصل نعم دون كلل أو ملل ترك بصماته في كل المجالات التي عمل بها …ومن حسن قدره انه التحق بالتعليم مبكرا مدرسا للعلوم , وعمل اغلب فترات التدريس في مدرسة (ابن سينا )الابتدائية, فكان نعم المعلم والمربي الفاضل ..أحبه كل من عرفه ..ولم تتوقف رحلته عند هذا الحد رغم أن وضعه الأسري للوهلة الأولى له خصوصية كبيرة لكنه كان يمتلك إرادة من فولاذ ويحمل داخله مشروع الأمة والواجب الكبير تجاه شعبه وأهله ….., ورغم أن أعماله التي كان يمارسها في مدونة المجتمع المحلي كانت فوق أي طاقة عادية منتجة إلا انه لم يكتفي أن يعمل في العديد من المؤسسات العلمية والخيرية مضحيا بجل وقته من اجل الناس فعمل شهيدنا في ملتقى العلماء الصغار وشارك في ابتكار العديد من الأجهزة العلمية .وعمل مع جمعية التضامن الخيرية ومركز النور ومركز الإحسان الثقافي واليونيسيف ووكالة الغوث ضمن مشروع الارتقاء بالطالب .كما عمل على تأسيس مدونة المعلمالفلسطينيالذي قدم من خلاله العديد من الخدمات للمعلمين كافة سواء في مدارس الوكالة أو الحكومة فكانت نظرته شمولية لكلا الطرفين وكانت الأنشطة دوما التي يعقدها المدونة تكون للطرفين دون تمييز….العديد من الأفكار والانجازات التي حققها القائد الشهيد أبا محمد تفر ألان من الذاكرة لكنه كان نموذج فريدا ذا طموح عال في كل المجالات التي عمل بها شهيدنا البطل فقد تمت ترقيته إلى المرحلة الإعدادية لينتقل لمدرسة ذكور(ج) الإعدادية برفح ومن ثم واصل وتقدم لاختبارات الوكلاء وهنا اذكر انه صادفته مشكلة عدم احتساب بعض الشهور له في اليومي كانت ستمنعه من التقدم في ذلك العام ولكن لسمعته وقدرته الإدارية التي أثبتها أثناء الخدمة حصل على قرار من السيدة محاسن في ذلك الوقت لدخول الامتحان ..وتفوق البطل كما هو دوما …وأصبح وكيل لمدرسة (ابن سينا) التي شهدت بداياته ومن ثم ناظرا لمدرسة (ها)الإعدادية في هذا العام الدراسي .
هذا قليل جدا من كثير قدمه الشهيد القائد للناس …أما سيرته الجهادية التي كانت كلها سرا تقريبا حتى سفره الأخير فإنها ملك رفاق السلاح كي يعطونا بعضا من ابداعته .
عوض القيق ربما الكلمات تعجز أن تعطيك شيئا من حقك علينا ولكن عهدا أن نواصل دربك وان نغرس في أبنائك الخمسة عشقك لطريق ذات الشوكة
عوض القيق ربما الكلمات والجمل المرتبة لا تكفي كي نصيغ عنك ملحمة التضحية …ولكن من دمك المسفوح ظلما ومن دموع أبيك وأمك وزوجك وأبنائك وأشلائك سنصوغ الملحمة …..من ابتسامتك التي لم تغادر محياك سنعلم الأجيال القادمة أن هناك فلسطيني يدعى عوض محمدالقيقوحيدا صنع للأمة مجدا ….وحيدا خاض غمار المعركة وخرج منها منتصرا بدمه على قاتليه …وحيدا تنقل بين حجرة الدرس وصناعة الصاروخ فأنتج ملحمة العشق الأبدي بين القلم والبندقية …وحيدا أكمل مسيرة المظلومين في الأرض فقدم دمه كي تحيا الأمة من بعده
أبا محمد نعرف أننا لا نساويك عندما نخدش العيون بالدمع وانت الذي خدشت نحرك بالصاروخ …ونعرف اننا لا يمكن ان نرتقي لك الا اذا لحقنا بك ….لذلك لن نقول وداعا ولكن الى لقاء قريب يا فارس القلم والبندقية

محمد العصار

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.