ولادة طفل جديد لأفراد الأسرة هو ”هدية ربانية”، تسعد قلوبهم بابتسامته المغردة، ويستشعرونه يحمل للمستقبل بشرى خير، يمسح بلمسته الناعمة آلام والديه، يملأ الدنيا مرحاً بحركاته العفوية وضحكاته البريئة.
أكثر ما يقلق الأهل من أمور قد تكون بديهية للبعض لكنها جديرة بالشرح لفئة كبيرة· وأول ما ينصح به الأطباء اختيار طبيب الأطفال الذي سيتابع المولود ويشرف على صحته ونموه، وعدم التهاون في مواعيد المعاينة· وهكذا فإن الطفل يتم فحصه بشكل كامل عند الولادة وقبل الخروج من المستشفى، وبعدها عند إتمامه الشهر الأول والثاني والشهر الرابع والسادس وفي عمر السنة والسنة والنصف· وخلال هذه المرحلة العمرية يتم التأكد من تفاعل الطفل مع محيطه ومستوى النظر والسمع وقياس الطول والوزن ومحيط الرأس ومقارنتها بجدول النمو· وأكثر ما يقلق الأهل ألا يكون ابنهم طويلا، علما أن لقصر القامة عدة أسباب لا بد من أخذها في الاعتبار كعامل الوراثة، وبعض الأمراض المزمنة عند الطفل مثل القلب والرئة والكلى وسوء التغذية، وتأخر الطول لفترة معينة بانتظار سن البلوغ الذي غالبا ما يكون موعدا لنمو سريع·
تفاصيل مهمة :
يقدم لك الأطباء عدة نصائح لرعاية سليمة لحديثي الولادة:
– من المحبذ القيام يوميا بتحميم المولود الجديد حتى يشعر بالانتعاش، كما أن نظافة الطفل تعني وقايته من أمراض كثيرة تتسبب فيها الفطريات الموجودة في الجو والتي تنتقل الى جسم الطفل نتيجة للتعرق والتقيؤ·
– في الأيام الأولى للولادة، نضع له القفازات لأنه يحك وجهه بطريقة لا إرادية وقد يجرح بشرته أو عينيه بأظافره· بعدها بأسابيع قليلة نقلم له أظافره بانتظام لأن الحك العشوائي قد يتسبب بأمراض جلدية خصوصاً في الأسر التي تعاني وراثياً من الحساسية والأكزيما·
– ملابس حديثي الولادة تغسل بمعزل عن ملابس بقية الأسرة، وحرصا على تطهيرها من الجراثيم، إما نغسلها بعد غلي الماء وإما نكويها·
– لا بد من تعقيم الرضاعات عند شرائها وبعد استعمالها، والحفاظ عليها مغطاة في مكان نظيف كالثلاجة مثلاً·
– هنالك 3 طرق للتعقيم كلها جيدة: غليها بالماء أو تعقيمها بالبخار بواسطة ماكينات خاصة أو استعمال حبوب التعقيم بمعدل حبة لكل ليتر من المياه حيث تنقع الرضاعات لمدة نصف ساعة وتستعمل بعد رفعها من مياه التعقيم بعشر دقائق·
أفضل غذاء :
الرضاعة الطبيعية هي أفضل غذاء للطفل في أشهره الأولى ولا سيما أول حليب يخرج من ثدي الأم حيث يكون سهل الهضم، يمنح الطفل جرعة من المناعة ويحتوي على قيمة غذائية عالية·
أما عند اللجوء الى الرضاعة الصناعية، فإن اختيار نوع الحليب المناسب للطفل يتم بعد استشارة الطبيب، ومن الضروري التأكد من أنه لا يتسبب له بأي حساسية·
من الأفضل استعمال المياه المغلية في تحضير رضاعة الحليب وذلك بعد تفتيرها ووضعها في إناء حافظ للحرارة· وما تبقى من حليب داخل الرضاعة فلابد من التخلص منه مباشرة·
في الأسابيع الأولى للولادة، من المفضل تجنب تعرض الطفل للتغيرات المناخية ما بين الحرارة والرطوبة والمكيفات لأن مناعته في هذه المرحلة تكون ضــعيفة ومن الســهل أن تهاجمه الجراثيم والفيروسات·
لا مانع من سفر حديثي الولادة بالطائرة طالما أن الأم تواظب على إرضاعه طوال المسافة، كون عملية الرضاعة الطبيعية أو الصناعية تخفف من الضغط بين الأذن الوسطى وتجويف الحلق· أما إذا كان الطفل يعاني من التهابات في الأذن فتتم مراجعة الطبيب المختص قبل السفر·
مواقيت مهمة :
– استنادا الى الجمعية الأميركية لأطباء الأطفال فإن الطفل بعمر 3 أو 4 أيام يجب أن يتبول 6 مرات يوميا على الأقل، ويكون لون البول أصفر طبيعياً· ويجب أن يتبرز مرتين في اليوم على الأقل حتى يمضي أسبوع على ولادته·
– المدرسة الحديثة في العناية بالأطفال تنصح بتأخير تقديم الأطعمة الى الطفل حتى إتمام شهره السادس حيث أن الحليب كافٍ لتغذيته خلال هذه المرحلة· وهذا يمنع من حدوث الكثير من مشاكل سوء الهضم والحساسية الناجمة عن بعض المواد الغذائية·
– بحسب أطباء العيون، هنالك حاجة لفحص مبكر للعين لاكتشاف أي مشاكل تتعلق بالبصر خلال العام الأول للطفل· ومن الضروري أن يتم تصوير العين وفحصها من قبل الاختصاصيين وليس طبيب الأسرة·
مواعيد التطعيم:
– عند الولادة: الكبد الوبائي ب والدرن·
– في عمر شهرين: الخماسي ويشمل الدفتيريا، تيتانوس، سعال ديكي، المستدينة النزلية، شلل الأطفال والكبد الوبائي·
– في عمر 4 أشهر: الخماسي·
– في عمر 6 أشهر: الخماسي·
– في عمر السنة: الثلاثي الفيروسي ويشمل: الحصبة، الحصبة الألمانية والنكاف·
– في عمر السنة والنصف: الجرعة الأولى المنشطة·
– في عمر 5 سنوات: جرعة منشطة أخرى·
هذا بالإضافة الى تطعيمات إضافية يمكن اجراؤها مثل: الكبد الوبائي أ، الجدري الألمانية، الحمى الشوكية، التيفود وفيروس الروتا الخاص بالإسهال وسواها·
و أختتم كلامي بهذا : أتمنى من كل أم أن تعتني بإبنها إعتناء خاص و ألا تدعه يفتقد حنانها و أوجه كلامي هذا لأنني أعرف جيدا قيمتها و الإنسان لن يعرف بقيمة الشيء إلا بعد فقدانه و أنا أيضا كذلك لأنها متوفاة بما يقرب 21سنة إلا 17 يوما بالتمام و الكمال .