التصنيفات
قصص قصيرة

صديقي….. البحر -قصة

كعادتى دائما.. كلما احسست ببعض الضيق والحزن.. لا اجد غيره

يسمع وينصت لى باهتمام ولا يمل ابدا من ثرثرتى.. ارتاح

بجواره.. اتعرى امامه.. اخلع رداء الخجل…اقف امامه كالتلميذ

الذى رسب فى الامتحان…انه صديقى البحر….

منذ صغرى وانا مرتبط به اشد الارتباط… حتى فى ساعات

غضبه… كان يخيفنى بشده.. خاصة بالليل.. تتدافع امواجه

المجنون يشعرنى بالفزع.. اشعر وانا جالس على شاطئه وكانه

ينادينى.. يحتوينى.. ولكنه اصبح مصدر راحتى بعد ذلك..

فى هذه الليله وبعد ضياع اخر امل لى فى السفر للخارج…كنت قد

تخرجت كليتى النظريه وبحثت كثيرا عن وظيفه ترضى طموحى

وتنعش مستقبلى.. ولكن بلا فائده.. وبزغت لى طاقه من نور عن

طريق اعلان للسفر للخارج.. كباقى الشباب ذهبت وكلى طموح فى

الفوز بهذه الفرصه واجتزت جميع الاختبارات بنجاح.. واصبحت

قاب قوسين او ادنى من تحقيق الحلم المنشود.. ولكن ذهبت كل

امنياتى ادراج الرياح… ففى المقابله الشخصيه باغتنى الممتحن

بسؤال اربكنى.. فقد وضعنى امام اختيارين لا ثالث لهما.. اكذب

اسافر واحقق حلمى… اصدقه القول وافرغ ما فى جعبتى من شحنه

الكراهيه ضد هذا البلد نتيجة سياستها فى المنطقه والتى ادت

بالتبعيه لما نحن فيه من كساد وضعف ووهن… يا الهى.. ماذا

افعل؟
ولكن ما لبث ان انطلق لسانى بعفويه شديده وطلاقه لم اعهدها

عليه…

كان السؤال هو هل تكره امريكا؟؟؟؟نعم اكرهها… وامقت كل افعالها

وسياستها الخطأ والتى تحاول بها فرض هيمنتها على العالم

بالقوه… كل ذلك فى سبيل مصلحتها العليا فقط ولكنها تتوارى خلف

مصطلحات جوفاء حاولت تلمعيها اعلاميا لكى نقع فى براثنها

ونصدقها… كفى كفى.. that,s enough…حاولت اكمال ما

بداته.. ولكن سيدى ليس معنى ذلك انى اكره الشعب

الامريكى …انما اكره السياسه الخارجيه فقط.. و .. و… تلعثمت

عندما اشاح بوجهه عنى.. وكان ذلك اشاره لانتهاء المقابله..

وبالطبع فقد فقدت حلم السفر بجداره

.. نعم حزنت على هذه الفرصه.. ولكنى لم احزن مطلقا لصراحتى

ورايى.. اليست هى بلد الحريه فلماذا ثار من صراحتى وحريتى؟؟

لماذا لم يناقشنى في رايى؟؟؟

دار كل ذلك فى مخيلتى وانا اقذف بعض الصخور الصغيره فى

البحر.. واراقب سفينه قادمه من بعيد… وعلى مرمى بصرى يجلس

شاب وفتاه ينظرا لبعضهما البعض بطريقه حالمه ويدور بينهما

همس العشاق.. وسيده عجوز تجلس بشرفة كابينتها المطله على

البحر لا ادرى الام تنظر.. او بماذا تفكر وهى فى هذا

العمر…وطفل صغير يمسك بتلابيب خيط ينتهى بطائره ورقيه تترنح

عاليا فى الفضاء كلما هزها الطفل وهو يبتسم ابتسامه

خلابه..واحسست كاننى مثل هذه الطائره يتقاذفنى الهواء يمينا

ويسارا..

وفجاه صحوت من سبات تفكيرى على صوت ارتطام الموج

بالصخره التى اجلس عليها..فانتشلتنى مما انا فيه… وعدت الى

بيتى مترجلا اشاهد المحلات… واتامل وجوه البشر….

ووجدت اسرتى فى انتظارى يتلهفون معرفة النتيجه.. وفوجئت

بفرحه عارمه تسرى بينهم ودمعه تتدحرجت على وجه امى دون

ارادتها… لقد فرحوا بوجودى معهم وفشل فكرة السفر..وكان ابى

فخورا بى بشده عندما رويت له ما حدث…وتجمعنا على

العشاء ..واحسست لاول مره بمدى حبى لاسرتى … وضحكنا كم

ا لم نضحك من قبل.. وايقنت ان سعادتى الحقيقيه فى بلدى وبين

اهلى..

وفى الصباح قمت بنشاط على غير العاده مبكرا لكى اذهب اليه

إلي

صديقى…… البحر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.