حمامة شقية
إلى حيث ليس المكان مكانه … ولا الزمان زمانه…
ولا هو الذي يحق له…
إن يهيم وجدا بها أو حتى السجود بين ذراعيها .
وقرب نجمة زمردية جلست …
تهدهده كطفل… على وشك أن يغفو ويرتاح في احضانها…
تدعوه همسا كلما بان ترددا … أو خوفا عليها…
ويسألها إن كان من حقه أن يناجيها … أو ان يسرق نظرة من عينيها…
وبرمشها تجيبه بان شك في الصدر لا يساورها.
وببعض من رذاذ مطر … ألقت سحابة مرت بهم .. تحيتها…
رمقته… ومع تنهيدة خفيفة .. واصلت حديثها همسا …
قالت بعض ما لم يسمعه …
أو غيره عن الحب مذ سارت الأنهار في مجاريها…
غارت الشموس من فتنتها … وتململت …
ورمت عليها سهامها.
فإذ هي شفافة واضحة ندية …. كبلورة وردية تحلم كل العذارى
ان تقدم لهن في ليلة العمر هدية.
ألقت على كتفه خدها …
وبين أصابعه نامت يديها.
أغمض عينيه واسند جسده على شيء من أصابعها…
وجالت في ذاكرته ألف قصة … وردية .. عاشها … أو سمعها …
أو رسمت عبر الخيال نسيجها…
ليس في العمر من لحظة … اجمل …
كتلك التي تدنو أماني الناس من بعضها
يا حمامة حلوة متمردة … يا شقية … يا ذات العيون الباكية…
ها أنت قد جئت إليه … لتسمعي ملايين المواويل العاشقة