التصنيفات
القسم العام

دور الحوار في بناء الطفل السليم

المستشار النفسي حسام ديبان

النجاح هو التوازن في أربعة جوانب هي :
1- العقل
2- الجسم
3- الروح
4- العاطفة

لكي تكون معلماً ناجحاً وملهماً في وظيفتك يجب أن تحدد ما هو النجاح الذي تريده وما هو تعريفك للنجاح الذي ترغب به فهل تقصد من نجاحك المال أم الشهرة أم السمعة وغيرها من الأهداف

في رأي يكمن النجاح في أربعة جوانب هي :

1- العقل :
تنمية العقل جانب مهم من جوانب النجاح فالقراءة والثقافة والإطلاع لكل ماهو جديد عنصر مهم لتشكيل النجاح فأنت في حديثك للآخرين يجب أن تكون مطلعا قادرا على إقناع الغير من خلال قراءاتك وثقافتك فتنمية العقل عنصر مهم من عناصر تشكيل المعلم الناجح وللعقل كما هو معلوم أهمية عظيمة في الإسلام فقد كرم الله الإنسان بالعقل وجعله ميزان التكليف لديه فالعاقل إذا بلغ صار مكلفا .

2- الجسم :-
يقال العقل السليم في الجسم السليم فجسم بلا عقل لا يساوي شيئا والعكس أيضا ولذلك حرم الإسلام كل ما يضر بالجسم أو العقل لارتباطهما ببعض والله يقول ( واحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث )
والجسم لابد من الاهتمام به وبصحته حتى يستطيع الإنسان تحقيق ما يصبو إليه من نجاح .

3- الروح :-

لابد أن تكون روحك متصلة بخالقها فتأدية الشعائر الدينية والنية الخالصة لله في الأعمال تعين الإنسان على تحقيق نجاحاته فصقل الأرواح شيء مهمل حتى يتخلص الإنسان من العجب والرياء والحسد والبغض فالأرواح كما قال عليه الصلاة والسلام ( جنود مجنده )
4- العاطفة :-
لابد من الحب للشيء الذي تعمله حتى تبرع فيه لن تحقق نجاحا من غير حب سواء حبا للعلاقات أو العمل أو المكان الذي تعمل فيه فحب هذه الأمور تكسبك نجاحا عاطفيا

إذا برأيي أن هذه الأربعة جوانب لابد أن تتوفر حتى يكون هناك نجاح شامل .
لكي يكون المعلم ناجحاً وملهماً في مدرسته مستعداً لكل حادث قادراً على أن يجدد في مجال عمله فقد رأيت أن عليه أن يلتزم بعدة صفات حتى يحقق النجاح المطلوب وهي كالتالي :-

1- أن يتعلم ويطور نفسه باستمرار :

على المعلم أن يكون حقلا معرفيا متجددا عارفا بمقاصد الأمور محللا لكل ما هو جديد مطلعا على كل ماهو مفيد في الحقل التربوي فعليه أن يكتسب المعرفة دون انقطاع وأن يقرأ ويطلب التدريب وينظم إلى دورات ويستمع إلى الآخرين . فعلى المعلم أن يكون دائم التجديد في معارفه .

ومن الملاحظ أن الكثير من الأخوة المعلمين والمعلمات يهملون هذا الجانب فهو لا يعرف حتى ماهي الواجبات التي له والتي عليه وهذا خطأ جسيم حيث أن الكثير من هؤلاء المعلمين يكونون عرضة لإقناعهم بأي شي بسبب عدم إطلاعهم .

2ـ أن يؤمن بأن العمل رسالة وليست مهنة :

إن المعلم الحريص على أن يكون عمله قائما على المبادىء في الحياة ينظر إلى العمل كرسالة لا كمهنة ومن هذا المنطلق يجب عليه أن يكون جاهز لتقديم الخدمات لكي يتكاتف الجميع لإنجاح العمل .

فلو أن كل معلم أتى المدرسة في الصباح واستعد لتقديم كل عمل يطلب منه كما يستعد ليكون في أجمل هيئة عند ذهابه إلى المدرسة ، بذلك تسير عربة المدرسة على أحسن ما يرام فلا تسير العربة إذا كان من يشدها حصان واحد كما يشدها أربعة أحصنة ، إذا لابد من التآزر والمساعدة .
وتعجبني مقولة احد الزملاء حيث يقول لي أنا أحضر إلى المدرسة وفي بالي أن أدخل ثمان حصص لا أن ألتزم بجدولي فقط . وآخر يقول لي أنا في كل صباح أذهب لمن يوزع حصص الاحتياط ليوزعني في الحصة التي يشاء في وقت فراغي .
بهذه الهمم تسير قافلة المدرسة بالتعاون والإخاء والمسارعة في تقديم العون والخدمات فلا يبخل المدرس على مدرسته بعلمه أو خدماته أو أفكاره لكي يحقق النجاح له ولمدرسته .

3-أن تعيش الجو المدرسي بطاقة ايجابية :

لكي تكون معلما ناجحا في مدرستك فليكن وجهك طلقا ، مشرقا ،سعيد ، متفائل ، إيجابي
مثل هذه الصفات في المدرس كمثل مجال من الطاقة أو كمثل هالة تحيط به تعطيه شحنة عند الضعف ، ويوصل هذه الشحنة إلى من حوله فلا يتبرم ولا ييأس ولا ينتظر التوجيه بل هو يبز غيره فيساهم ويشارك ويساعد ويكون إيجابيا دوما فلا يرى إلا في رأس كل عمل جيد ولا يحبط من هم حوله .
فالكثير من المدرسين يتبرمون من المنهج وآخر من الطلاب وآخر من الإدارة وهكذا كل يلقي اللوم على غيره من غير تحويل هذه السلبيات إلى إيجابيات أو تفكير في حل لها .

لفتت انتباهي معلمة كانت تشتكي من ضعف طالباتها ومن سوء تحصيلهن الدراسي ولكنها لم تيأس ولم تقف مكتوفة الأيدي بل كانت متفائلة بأنها ستخلق من طالباتها قوة إيجابية فكانت دائمة النصح والتوجيه التعليم لهن وبدأت بتجميع أفكار تساعدها في الرقي بطالباتها فكانت النتيجة أنها في آخر العام جاءتها مجموعة من الطالبات يشكرنها على الاهتمام بهن ومساعدتهن في فهم معنى التفوق والنجاح .

بمثل هذه الطاقة الإيجابية التي في هذه المعلمة يتم النجاح في المدرسة فلو أن كل معلم يملك مثل هذه الطاقة لصارت مدارسنا شعلة من الطاقات الإيجابية .

4- الثقة بالآخرين :-

نعم عليك أخي المعلم أن تثق بإدارتك وأن تثق في من حولك لأن الثقة في الآخر تولد الطمأنينة في العمل كثير منا يقول ويردد على لسانه أنه لايثق في قدرة المعلم الفلاني ، أو أن المعلم الفلاني غير مؤهل لأن يدرس الصفوف العليا من غير أن يختبره ، أو أن يعطيه فرصة وخاصة الإدارة فأكثر المدراء يفرضون على المعلم الصفوف التي يدرسها من غير التنوع فيها وذلك لأنهم لا يثقون في قدرتهم على إدارة الفصول الأخرى وبالتالي يتولد لدى هذا المعلم حالة من الضعف عند مواجهة الفصول الأخرى .

ولو رجعنا إلى سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام يعطي الراية لأسامة وهو لم يزل في العشرين من عمره لأنه أهل لها ولكي يتحمل المسئولية وكذلك يستخلف علي بن أبي طالب على المدينة عند غيابه وما ذلك إلا لحكمة منه عليه الصلاة والسلام أن يعطي الفرص لكل واحد مهما كان صغره أو كبره وليكسبهم الثقة في أنفسهم على تحمل المسئوليات .

فلا بد أن تتوزع الفرص ونثق بمن حولنا لكي نستطيع مساعدة بعضنا في الوصول لنقطة النجاح .

5- أن يعيش المعلم حياة متوازنة :-

كثير من المعلمين يخلط بين المدرسة والحياة الخارجية فإذا كان مرتاحا في حياته الاجتماعية انعكس ذلك في أدائه الوظيفي والعكس أيضا فلو أنه مرت به تجربة صعبة في تلك الأيام فإن صعوبتها تنعكس داخل المدرسة فتجده في عصبية دائمة وفي توتر دائم فهو يخلط بين المدرسة وخارجها فعلى المدرس أن يعزل بين المجتمع المدرسي والمجتمع خارج المدرسة فلكل مقام مقال كما يقال ، فلا ينعكس حالنا على عملنا نعم الراحة والطمأنينة مطلوبة ولكن ليس على حساب ومستقبل عملنا .
إذا لكي نحقق النجاح لابد من التوازن والإتزان فلا يتأثر جانب على حساب جانب بل يجب أن نفصل بين العمل وخارج العمل ، حتى نحقق النجاح المطلوب.

6- لنجعل دخول المدرسة كمغامرة :-

أنا شخصيا عندما أدخل مدرستي أدخل إليها وكأني داخل في مغامرة فقد أتوقع أن يدخل علي أثناء الحصة أي زائر أيا كان وظيفته ، وأتوقع أن أقصر في أي جانب وأبدع في أي جانب أن أكلف بالريادة أو النشاط أو المناوبة من غير تبرم لأن المدرسة عندي عبارة عن مغامرة يومية أدخلها لأستخرج منها فائدة يومية .

لو أنا جعلنا دخول المدرسة كدخول مغامرة فسنحقق النجاح لأننا بذلك نتوقع كل حادث يحدث ولو حدث فإنه لا يعتبر شيئا لأننا توقعنا حدوثه .
فكم هو جميل ذلك المغامر اليومي الذي يتوقع كل حادث وبالتالي لا ينزعج منه لأنه جزء من المغامرة التي دخلها في أول يومه .

7- أن تكون متكاملا مع غيرك :-

التكامل هو أن نرى الواحد لا كشخص منفرد ولكن كعزف متناغم مع زملائه فهو جزء من حلقة مدرسية يترابط أجزاءها برباط وثيق فلو انزاح عنها جزء تبعثرت ونعتبر أنفسنا كجدار في المدرسة لا يحاول أحد أن يخرج منه إلا تزعزع فلا يزدري أحد نفسه ويقول ما قيمتي أنا في هذه المدرسة أنا لا أشكل شيئا لا بل على العكس على المعلم أن يثق في نفسه أنه عنصر مهم في المدرسة وأن له ثقلا مهما في الحلقة المدرسية .
كذلك فلنجعل المدرسة كحصن حصين كل يخاف أن يأتي الخلل منه فلنتكامل لنبدع ولنحقق النجاح .

وقفة أخيرة :

أخي المعلم ، أختي المعلمة
هذه خصال سبع ،مهمة لكي نحقق النجاح في مدارسنا ولكي نبني من المدرسة صرحا يشع نـــــوراً وعلمـــــــــاً وطـــــــــاقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.