التصنيفات
نثر و خواطر و عذب الكلام

دعني اهرب و أبحث عن نزوة مطر


ربما لم أعلم منذ البداية
كيف ان رائحتك كانت تختبئ خلف قطرات المطر
كيف أن ألوانك الوردية و كلماتك المخملية لم تمت موتة ابدية

اندثرت فقط تحت ثلج الشتاء و غطى عليها بكاء السماء
جبلت بتراب قديم و خبأت في ثنايا ذاكرتي الحمقاء

يعلن جسدي و بكل ثقة انك كبلت بقيود النسيان
و بانتصار يشوبه الهزيمة
احكم عليك بالموت

يرحل الشتاء
ذلك الفصل الغادر .. ذلك الفصل الخائن
يرحل بمطره .. يرحل بثلجه و برده و بكائه
يرحل بعواصفه التي كانت تحميني منك
توقف المطر و تغلغل في تراب عشقك يصل لذكراك الميتة
و يدب الحياة في أوصالها من جديد
تحيا ذكراك و تطعن في حكم قلبي و تعلن :

انك قابع في ثنايا ذاكرتي تأبى الزوال تأبي الرحيل
ما زلت متشبثا في جسدي بذكراك النائمة التي آن لها ان تكف عن المبيت ..
قد استيقظت رائحتك في جسدي
و انقضت علي ذكراك الهامدة بشراسة :
لأتذكرك وبكل تفاصيلك ..
تصفعني و تؤلمني .. تكبل أضلاعي

و كأن رائحتك فعلا كانت تختبأ خلف رائحة المطر
و تتظاهر بالموت البطيء
و ها هي تحيا من جديد ..
تتغذى على جسدي .. على قلبي المجروح الهزيل
و ترمي بي في حفرة الماضي الأليم
ترمي بي في سجنه دون أدنى شفيع
و تحكم علي و بكل قسوة أن أتذكر أحداق عينيك ..
أوتعلم كم احتجت لكي أنسى عينيك:
احتجت من العمر الكثير ..
و من الدمع الكثير
من الاهات و الدماء الكثير
كم حرمت طعم النوم كي انسى عينيك
كم بحثت عنهما هنا و هناك و صارعت عمري و حاربت جسدي و شرعت أتلمس بريق عينيك في ظلام الليل ..
عانيت الكثير و صارعت الكثير

دعني أهرب أرجوك ..
دعني أغافل ذكراك وأحطم أسوارها أهرب عنها بعيدا
أعلم أنك برائحتك ستتبعني
بذكراك ستكبلني ..
صوتك الذي سيدمي أذني لكي انصت إليك

لكني سأهرب خلف السماء .. خلف الشمس ..

سأبحث عن نزوة مطر تميت ذكراك من جديد
سأبحث عن نزوة مطر و سأجدها نعم سأجدها
و تمت ذكراك و أحيا أنا من جديد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.