![]() قابعة أنا وسط زنزانة باردة , للظلام أنا صرت ملجأ فضوء الشمس قد فارقني ولا يعرف كيفية الوصول , دمائي قد شبعت جسدي وصرت كأني سفاحة بعيني المتتين , محتجزة أنا هنا بلا ذنب وتعذيبي يستمر لا يتوقف , حقاً رغبت بمعرفة ذنبي الذي قادني لهذا القدر الملعون , أخطأي وجودي ؟ وكيف يكون الوجود جريمة ! معجزة فقط هي التي ستنقذني من هنا وتعيد بسمة شفاهي التي نسيتها منذ خطت قدماي هذا المكان , وأين للمعجزات هنا من الظهور ؟ حشرجة مزعجة ملأت المكان وتصدعت لها الجدران , قدم هو اليوم ليسلبني بقايا آملي بالحياة , قدم معذبي ! خطواته كانت كالجحيم لي , أكرهه أكثر كلما أراه قادم نحوي بتلك الأبتسامة المخيفة , وقف قبالتي وهو يدنو نحوي مقرباً وجهه من وجهي , أبتسامة مجنونة كانت على محياه وهو يخاطبني بنشوة ملتوية: – أووه يال جمالك اليوم معشوقتي , كم أرغب في تقطيع جمالك هذا بالسيوف . نبرته كانت تحمل في خباياها من الخبث الكثير , كم أكره أبتسامته السادية تلك , كم أكره حبه لتعذيب ضحاياه , كم أكرهه هو ! – أتسمي نفسك عاشقاً وأنت للعشق عدو ! قهقهة هي التي دوت الأرجاء وهو يسمع ردي الهادئ , نعم أنا رغم هذا العذاب الذي أعيشه ورغم الجحيم الذي أسكنه , مازلت أبحث عن حريتي المسلوبة ! يال تفكيري الطفولي الذي لازلت مؤمنة به . – هيه أيفا , ألا تزالين تحلمين بأحلامك الصغيرة تلك ؟ – احلام البشر لا تختفي مثلما تظن ! انها تختفي عندما تختفي الأرادة ! و أرادتي ما زالت صامدة لم تتزعزع . قهقهته هذه المرة كانت عالية ! أبتعد عني وهو يتدحرج في الأرض بشكل مقزز , شكله كان مقرفاً وأنا أراح يترنح يمنة ويسرة , توقف ينظر إلي والدموع قد تجمعت في مقلتيه من الضحك , ينظر إلي هو بخبث العالم أجمع , أقترب مني وهو يحمل في يده خنجراً ناصعاً , خاطبني بأستمتاع وهو يضحك كالمجنون : – أحلمي كما تريدين فهذا آخر يوم لك هنا , أنا سأنهي أحلامك تلك , وأسلب حياتك منك ! عيناي قد أوشكتا على الخروج من مكانهما وانا أسمعه يردد تلك العبارة ! حينها عرفت نيته بقتلي ! – أنظري ما أجمل هذا الخنجر أيفا ! أحتفظت به خصيصاً لقتلك , أترين كم أنا أحبك ومغرم بك ؟ أتسعت أبتسامته وهو يرى الخوف جلياً في عيني ! فما كان منه إلا أن ضحك بخبث وهو يسمعني أردد برجاء باكية : – أنا .. أنا , لا أريد أن أموت . – ما أجملك وأنت تترجيني هكذا , أسرت قلبي يا فتاة ! قهقه أكثر وهو يستعد لطعني , وقف وهو يضحك بجنون موجهاً الخنجر لي بسرعة ! فما كان لي إلا أن أتخذ أخر سبيل لأي أنسان , وأصرخ مناجية بآخر أمل لي في الحياة : – النــجدة , أنا لا أريد أن أموت . ما أن أنهيت جملتي وأغلقت عيني الدامعة لم أشعر بالطعنة ! ضوء من الا مكان قد ظهر ! فتحت عيني متألمة من كمية الضوء الموجودة , ملاحظة ما أمامي , شعر أحمر أشعث , عيون خضراء آسرة , ملامح خلابة للناظر إليها ,ودماء ملأت جسد الشاب الواقف أمامي , شردت فيه لدقائق أستوعب ماذا يجري ثم أبعدت عيني عنه بصعوبة ملتفتة لما تحته , من كان سيسلب حياتي منذ لحظات جثة هامدة هو أمامي الأن , يال سخرية القدر ! أنقلب السحر على الساحر ! أعدت نظري للواقف أمامي بتلك الأبتسامة الملائكية ,حملقت فيه بفترة ليست بقصيرة إلى أن قطع سكون شرودي أقترابه مني وهو ينحني لمستواي ويقول : – أتؤمنين بالمعجزات ؟ أيفا . لا أنكر أندهاشي لمعرفته أسمي , لكنني لم اهتم للأمر كثيراً وأردفت مجاوبة أياه : – أمنت بها من حين رأيتك مع أني لم أكن يوماً أفعل ! هل لي بسؤال يشبع فضولي ؟ – أسمي تيتوس أن كنت تسألين عنه ! وأنت معشوقتي الأزلية أن كان هذا ما تريدين الوصول إليه , أتيت لأنك ناديتني فلبيتك . تعجبي يزداد وأنا أراه قد عرف ماهية سؤالي ! أجبته وأنا شاردة في ملامحه : – أنا ناديتك ؟ أبتسامته أتسعت وهو يقترب حاملاً أياي بين ذراعيه وهو يقف قائلاً : – هلا رافقتني ؟ – لست أعرف من ومن أي عالم أنت , لكني سأرافقك .. لحيث تريد . أبتسامة عذبة ملأت محياه وهي يهم مغادراً بي , أما أنا فقد تركت خلفي عبارة كتبتها بدمائي على جدار الزنزانة المحطم " السجن مقبرة الأحياء " -تمت- برب , ممنوعع الرد
|
التصنيفات