تزامنا مع تلك الحملة الإعلامية الشرسة على التاريخ الإسلامى , نفاجأ بحملة إعلامية خبيثة لتلميع وتزيين صورة واحد من أسوأ وأخبث حكام المسلمين !!
فى أحد القنوات "العربية" يذيعون فيلم او مسلسل هندى مترجم الى العربية يحكى فيها عن سيرة السلطان جلال الدين محمد أكبر – عليه من الله ما يستحق !!!
وهذا الفيلم لاقى إعجاب النصارى والهندوس فى شبه القارة الهندية بل وفى العالم كله !!!
المسجد الجامع بدهلى بالهند .. بناه السلطان شاه جَهَان
والسؤال هنا , لماذا يكلف المشركين أنفسهم الملايين لإظهار ونشر سيرة السلطان جلال الدين أكبر !!
وكلنا يعلم مدى البغض الشديد الذى يكنّه الهندوس والنصارى للمسلمين فى الهند !!!
للأسف الشديد الكثير من شبابنا "الغافلين" عن تاريخهم انخدعوا بتلك المؤثرات وتلك الدعاية الشيطانية وانبهروا بشحصية هذا الزنيديق المسمى زورا وبهتانا "جلال الدين محمد أكبر" !!
وأنا هنا اليوم استعرض نبذه بسيطة عن هذا الخبيث , ونرى فى النهاية ان كان يستحق الافتخار به أم لا !!!
نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه التكلان :
الهند من أكبر الممالك الاسلامية فى التاريخ الاسلامى , بل لكم ان تعلموا ان المسلمين حكموا الهند مايزيد عن 1000 عام !!!
حكم المسلمون الهند أكثر من 1000 عام !!
وظهر فى الهند الكثير من العلماء الربانيين والدعاة الصادقين , ومازالت الهند تنجب لنا أمثالهم الى يوم الناس هذا !!!
فتح الهند ظل حلم يراود الخلفاء وحكام المسلمين منذ القرون الأولى للإسلام .
ففى عهد الدولة الأموية كانت أولى الحملات الناجحة والهامة فى تاريخ الهند , وكان من أشهر تلك الحملات العسكرية , حملة القائد المسلم الفذ "محمد بن القاسم" رحمه الله …
والتى استطاع ان يفتح بلاد السند "باكستان حاليا " ونشر الإسلام في ربوعها وهزم ملوك الهند فى الشمال وأقام للإسلام دولة فى تلك البلاد !!
لكم ان تعلموا ان "محمد بن القاسم" وقتها كان عمره 17 عاماً !!! , اى انه كان فى عمر شاب فى الثانوية العامة الآن !!!!!!!
الله أكبر
المهم , وتتوالى الحملات العسكرية والفتوحات الإسلامية بعد ذلك وكان من أعظم تلك الحملات ايضا هى الحملات العسكرية التى شنّها أعظم سلاطين الإسلام فى عصره , الرجل الذى أثنى عليه العلماء الربانيين أمثال ابن تيمية والحافظ بن كثير والذهبى و…الخ
إنه يمين الدولة وأمين الملة محمود بن سبكتكين , المشهور بـ "محمود الغزنوى" نسبة لمدينة غزنة بأفغانستان (راجع موضوعنا : محمود بن سبكتكين … أعظم سلاطين الإسلام)
استطاع محمود الغزنوى – رحمه الله – ان يفتح شمال الهند ويهزم ملوكها وأقام السنة وقمع البدعة والروافض وكانت مملكته من أحسن ممالك بنى جنسه وكانت السنة فى دولته ظاهرة والبدعة مقموعة , ودخل "ملايين" من المنبوذين الهنود فى الإسلام ولله الحمد والمنة
ثم توالت على الهند ممالك عديدة ( الغزنويون , الغوريون , الخِلْجِيون, المماليك ….الخ )
مأذنة "قطب منار" الشهيرة بالهند … بناها السلطان قطب الدين ابان حكم المماليك ارتفاعها 72م !!
وكان من ضمن تلك الممالك الاسلامية , دولة المغول الإسلامية فى الهند
أسس "ظهير الدين بابر" – رحمه الله – وكان من نسل "تيمورلنك" دولة المغول الاسلامية فى الهند ودخل "دهلى*" عام 1526 م واستطاع ان يبسط نفوذه فى كافة الممالك والدويلات الاسلامية ووحدها وصنع منها دولة اسلامية قوية جدا وهى دولة المغول الاسلامية
أحد حصون المسلمين فى الهند ابان دولة المغول الاسلامية !!
توفى ظهير الدين بابر وجاء بعده ابنه "نصير الدين همايون" عام 1531م ولم يكن له أعمال مميزة , غير انه حفظ ارث ابيه وحصن الدولة الاسلامية فى الهند , ثم جاء من بعده ابنه وصاحبنا "جلال الدين أكبر"
جلال الدين محمد أكبر ( 1556م – 1605م) :
كان جلال الدين أكبر عمره 13 سنة حين وفاة أبيه "همايون" , واستطاع قائد الجيوش الاسلامية "بيرم خان" – رحمه الله – ان يحفظ الدولة الاسلامية حتى يكبر "جلال الدين محمد " ويباشر الحكم بنفسه .
فى بداية الأمر أظهر جلال الدين أكبر تمسكه بالاسلام وإقامة السنة والتودد الى العلماء وطلبة العلم , ولكن عندما مرت السنين بدأ جلال الدين أكبر يخضع تحت تأثير الروافض والنصارى والهندوس وحدث فى أرض الهند أمور لم تحدث من قبل قط , فاتى بذلك أمر لم يأت به الأولون ولا الآخرون !!!!!
اخترع جلال الدين أكبر دينا جديدا وسمّاه "الدين الالهى " جمع فيه بين الهندوسية والإسلام والنصرانية , وأرغم الناس على اعتناق هذا الدين
واقام جلال الدين أكبر علاقات صداقة مع الهندوس والنصارى وتزوج منهم وأعلى مراتبهم
جلال الدين أكبر
وانغمس جلال الدين أكبر فى الشهوات والملذات حتى انه كان يفعل الفاحشة وخدمه يعزفون الموسيقى من خلفه واحيانا يكون مع جلساؤه ويفعل هذا !!!!
وانتشرت البدع بطريقة كبيرة , واندثرت السنة – ولا حول ولا قوة الا بالله – وظهر فى الهند علماء ربانيون يدفعون هذا الشر المستطير عن الأمة , ولكن كان مصيرهم إمّا النفى او القتل !!
صور من صور البدع والمعازف التى انتشرت فى الهند بسبب جلال الدين اكبر
وانتشر الرفض والتشيع تحت عباءة الصوفية التى زاد ضلالها أيام جلال الدين أكبر !!
ولم يكتفى الخبيث بهذا , بل أعلى مراتب الهندوس والنصارى على حساب المسلمين وأسقط عنهم الجزية !!!
وحقيقة مساوىء هذا الخبيث – عليه من الله ما يستحق – كثيرة جدا جدا وكانت أيامه وبالا على الإسلام فى الهند
والآن وبعد كل هذا , عرفنا لماذا يفرح النصارى والهندوس بسيرة هذا الرجل لأنه الذى ضيع الإسلام فى الهند !!!
وللأسف الشديد , هل هذه سيرة رجل يفتخر به شبابنا !!!
هلك جلال الدين أكبر عام 1605م بعد ان أفسد عقائد المسلمين فى الهند واناّ لله واناّ اليه راجعون
ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
من يتخيل ان يأتى من نسل هذا الخبيث رجل , من أطهر الناس قلبا وأكثرهم خشية وأتمهم وأشدهم تمسكا بالكتاب والسنة !!
إنه السلطان ابو المظفر محى الدين محمد اورانك زيب عالمكير – رضى الله عنه , الذى وضعه المؤرخون فى منزلة عمر بن عبد العزيز – رضى الله عنه : راجع موضوعنا : اورانك زيب عالمكير … بقية الخلفاء الراشدين
اورانك زيب عالمكير يقرأ القرآن !!
آسف على الإطالة
وإنما استفزنى تلك الدعاية لسيرة هذا الخبيث جلال الدين أكبر فأردت ان أوضح نبذة بسيطة عن حياة اهذا الرجل حتى لا ينخدع إخواننا ان شاء الله
والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
—————-
* : للعلم استطاع الانجليز والهندوس ان يغيروا اسم عاصمة المسلمين فى الهند من "دهلى" الى "دلهى"
اسمها الصحيح "دهلى" فإليها يُنسب "شاه ولى الله الدهلوى" رحمه الله وغيره
منقول من آحد المدونة