التصنيفات
نثر و خواطر و عذب الكلام

حزن فراشتي

الجب المستعر

ألفت فرحتي التحليق بعيدا عن مهجتي ، تتوارى على مراحل عن ناظري، متنكرة في أردية من نسج غيوم السماء .
خلفت ساحتي فضاء مدلهما ، قاتما تذرو أساطينه جحافل الرياح .
فرحتي تزورني غبا في جنح السحر . تزعجها أطباق موائدي من دموع وسهر . تركب موج بحري الهادر، تغوص بين ثنايا طموح قلبي الحائر . تسابق العواصف ، تحاكي الهتاف الهاب من أعماق الجب المستعر . تجوب الأكوان ، تطوي الزمان ، تغطي الفيافي بليل دامس .
تهوي ، تندس في ركام الأجداث المعدة للمقابر .
تؤم صلاة الموت ،
تقيم محفل احتفاء .
تناجي قلبي عبر دقاته ، تتحسس فيه دفقة الإباء .
كانت هناك ولم تزل ، لعلها موؤودة بالوباء ،
أو مركونة بين أكوام المهملات على حافة تلك الضفة البيضاء .
غدا واقعي أحاديث ذات شجون عمت كائنات الأرض والسماء .
ضاع إبائي مع تأجيل النفير من أمس أمس إلى هذا المساء .

تساءلت ، ما الذي جرى لهدير موجي الطامح ؟
أين اختفى من أضلعي لهيبها اللافح ؟
كيف قيدت أدرعي بحبال سبات مستفز كاسح ؟
طفقت أغلي فوق جمر متقد ، يزداد التهابا بتعالي الزئير الجامح .
أذوب مرات كل حين ، قبيل إشراقة الصبح الطافح .

أيقظتني فرحتي حين عادت ، غدوت بها أردد شدو المفازة والوفاء .
تزايد خفقي توالت بشائري ، ترنمت خمائلي على وقع أنشودة الإباء .
أطلت بحلولها الشمس من خدرها ، رسمت على ثغرها بسمة الهناء .
بدوت سعيدا أرفرف عاليا ، أحلق فوق جموع بقايا الأشلاء .

استقرت فرحتي بجوار خيمتي ، وطوحت بعيدا بتقاعسي ، وحل الهناء.
أيقنت أنها رحلت عني تذمرا من تخاذلي واتكالي ،
واليوم ولت لما أصبحت لدي الحياة إما اندحار أو مفازة وارتقاء .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.